ملاذ فاخر ومنعزل في كودهيبارو المالديف

جزر المالديف - جولي صليبا 29 أكتوبر 2022
يحتاج كل واحد منا إلى رحلة استجمام بين الحين والآخر للابتعاد عن ضغوط الحياة وهمومها، والتقاط الأنفاس واستعادة النشاط والحيوية. وهل هناك أروع من فكرة الانكفاء في جزيرة مالديفية وسط طبيعة خلاّبة حيث المياه الصافية والبحيرات الضحلة والشواطئ الرملية البيضاء والأشجار الباسقة التي ترسم لوحة جمالية قلّ نظيرها، مما يجعل منها جنّة استوائية بكل معنى الكلمة؟ فما من مكان يضاهي جزر المالديف في الأجواء الشاعرية ومناظر الغروب الساحرة والطبيعة الخلاّبة... الدعوة إلى جزر المالديف جاءت هذه المرة من منتجع "غراند بارك كودهيبارو المالديف" Grand Park Kodhipparu، المصنّف كأحد أفضل المنتجعات في المالديف. وقد تخطّت الزيارة كل توقعاتي لناحية الفخامة والخصوصية والهدوء...


وصلتُ إلى مطار فيلانا الدولي في العاصمة ماليه، وانتقلتُ منه بواسطة القارب السريع إلى منتجع "غراند بارك كودهيبارو المالديف" Grand Park Kodhipparu في شمال ماليه آتول في رحلة قصيرة استغرقت20 دقيقة فقط. وعندما وطأت قدماي أرض المنتجع، أذهلني منظر الشواطئ الرملية الصافية والفيلات الفاخرة المبعثرة هنا وهناك، بحيث تطغى الأجواء المالديفية التقليدية مع لمسات عصرية مبتكرة وديكور بوهيمي فخم ومترافق مع أحدث التكنولوجيا العصرية. وبعد إقامتي لمدة ثلاث ليالٍ في هذا المنتجع، أستطيع الجزم بأنه مثالي للإجازات العائلية ولشهر العسل على حد سواء، لما يوفّره من نشاطات وبرامج مفصّلة وفق رغبات نزلائه.

موقع مميز

يقع منتجع "غراند بارك كودهيبارو المالديف" في واحة تعمّها السكينة على جزيرة تحيط بها مياه المحيط الفيروزية، بحيث يشكّل وجهة فاخرة للتنعّم بتجربة مفعمة بالترف والاسترخاء مع مراعاة مفهوم الاستدامة. وبفضل موقعه على جزيرة كودهيبارو المنعزلة في شمال ماليه آتول، يقدّم المنتجع مجموعة واسعة من التجارب التفاعلية التي تستحق الاكتشاف، لا سيما أنه يوفر مواقع مذهلة للغوص ويتغنّى بثروات مائية رائعة. بالفعل، يتيح المنتجع لضيوفه الانغماس في مجموعة واسعة من التجارب الشيّقة، ويعتبر عنواناً ممتازاً لمواقع الغطس والغوص، بما في ذلك مواقع حطام السفن الكائنة في الجوار.

يبعد المنتجع 20 دقيقة بالقارب السريع عن مطار فيلانا الدولي، وتحيط به المياه الصافية والمناظر الخلاّبة ليقدّم لضيوفه مزيجاً مثالياً من الفخامة والهدوء. يتكوّن المنتجع الفاخر من 120 فيلا أنيقة، بما فيها 65 فيلا فوق الماء مع فناء واسع ومسبح خاص، لتمنح الضيوف شعوراً بالخصوصية، وكأنهم في جزيرة خاصة.

تولّت شركة "هيرش بيدنر وشركاه"، الرائدة عالمياً في تصميم الفنادق، تصميم منتجع "غراند بارك كودهيبارو المالديف"، بحيث يشعر الضيوف أنهم في رحاب فردوس على الأرض. الهندسة المعمارية للمنتجع تفيض رقياً حيث تتلاقى عناصر الديكور العصرية مع السقف العالي المزيّن بسعف النخيل، بين أحضان مساحات خضراء غنّاء.

التصميم الخارجي المعاصر للمنتجع يعكس الأجواء المالديفية التقليدية لناحية الخشب والخيزران والألوان المحايدة، فيما الديكور الداخلي مستوحى من الطبيعة ويوفر واحة تعمّها السكينة بنفحة ريفية مميزة.


فيلات لكل الأذواق

يضع المنتجع في متناول ضيوفه خمس فئات من الفلل المائية وفئة واحدة من الفلل الشاطئية ليختار الضيوف ما يحلو لهم.

هناك 120 فيلا مائية ممتدة على رصيف خشبي طويل معلّق فوق البحر، منها 65 فيلا مزوّدة بمسابح خاصة مع إطلالات خلابة على المحيط وإمكانية وصول مباشر إلى الشّعاب المرجانية والمحيط، وأرجوحة ضمن الفيلا، وتراس للتشمّس، وأرضية زجاجية شفّافة، ودش في الداخل وآخر في الهواء الطلق مع حوض استحمام داخلي وأريكة نوم نهارية. تتباهى كل فيلا بتصميم متقن يجمع بين عناصر الطبيعة واللمسات الحديثة لضمان إقامة فاخرة تبعث التجدد في النفوس. الفيلات المائية الأخرى غير المزوّدة بمسابح خاصة تطلّ على البحيرة الشاطئية أو على المحيط، وتوفر لضيوفها أقصى درجات الخصوصية والحميمية.

أما الفيلات الكبيرة Grand Residences (الموجودة في نهاية الرصيف الخشبي) فهي الأكبر على الإطلاق، ومصمّمة خصيصاً للعائلات والمجموعات الكبيرة من الضيوف بحيث تتيح لهم التمتّع بالخصوصية والمرح في الوقت نفسه. تتألف هذه الفيلات من غرفتَيّ نوم، وحمّامين، ومساحة جلوس فسيحة وعصرية. إنها الخيار المثالي للراغبين في مشاهدة أسراب الأسماك من الأرضية الزجاجية الشفّافة، أو تأمل روعة الإطلالات البانورامية على المحيط الهندي، أو بكل بساطة الاستمتاع بمراقبة النجوم وسط أجواء من السكينة التامّة.

هناك أيضاً 18 فيلا شاطئية، لكلٍ منها مسبحها الخاص، توفر جميعها إقامة مترفة مشبعة بالخصوصية بمحاذاة الشواطئ الرملية البيضاء. تستكنّ هذه الفيلات على طول ساحل الجزيرة وسط مساحات خضراء غنّاء مع إمكانية وصول مباشر إلى الشاطئ والبحيرة الشاطئية عبر الرمال الذهبية. الديكور الداخلي لهذه الفيلات تطغى عليه الأجواء البوهيمية العصرية والفاخرة: جدران بيضاء مزيّنة بقبّعات قش وسلال محبوكة يدوياً، وأقمشة برتقالية وزرقاء، وستائر من القماش المنسوج، وطاولات من جذوع الأشجار.

وتحتوي كل الفيلات على تلفزيون بشاشة مسطّحة، وحمّام خاص مزوّد بحوض استحمام، وأردية حمّام ونِعال ولوازم استحمام مجانية لمزيد من الراحة. كما يُمكن الضيوف تناول كوب من الشاي أو القهوة أثناء الاستمتاع بإطلالات على البحر أو المسبح.

خيارات طعام متنوعة

يضمّ منتجع "غراند بارك كودهيبارو المالديف" عدداً من المطاعم التي تقدّم مأكولات شهية تلبي كل الأذواق.

المطعم الرئيسي The Edge يستقبل ضيوفه طوال اليوم، وهو مصمّم من خشب الصنوبر ليعكس التأثيرات المالديفية في الأرضيات والسقف، ويتميز بمحطات الطهي الحية الشاملة للأطباق الطازجة. إنه عبارة عن مساحة مفتوحة بأجواء عصرية مطلّة على المحيط.

مطعم The Breeze الموجود قرب المسبح يقدّم المشروبات والوجبات الخفيفة العصرية مع السلطات والأطباق الآسيوية الكلاسيكية ضمن أجواء عفوية ومرحة بحيث يستمتع روّاده بالأطعمة الشهية ومناظر المحيط الخلابة في الوقت نفسه. وفي المساء، يتحول إلى لاونج لضمان راحة الضيوف حيث يحضّر السقاة المبتكرون الكوكتيلات المنعشة والوجبات الخفيفة بطريقة مميزة جداً.

مطعم FireDoor، المتخصص والحائز جوائز عدة، يوفر لضيوفه فرصة مميزة لتناول الطعام في أجواء احتفالية منقطعة النظير، مع إمكانية مشاهدة أسراب الأسماك الملوّنة وهي تسبح حولهم.

كما يستطيع الأزواج والعرسان الجُدد الاستمتاع بتجربة طعام خاصة وسط أجواء استوائية تعمّها الشاعرية. بالفعل، يمكنهم الاختيار بين العشاء تحت النجوم المتلألئة، أو مشاهدة السينما، أو القيام بنزهة بين أحضان الطبيعة على ضفة رملية، أو الاستمتاع بوجبة باربكيو شاطئية استوائية، أو تناول الفطور في المسبح الخاص داخل الفيلا.


نشاطات مسلّية ومغامرات مرحة

يوفر المنتجع مجموعة من التجارب التي تسمح للضيوف باكتشاف جمال الشّعاب المرجانية بألوانها الزاهية والنابضة بالحياة، ما يجعلها بيئة مثالية لرحلات الغوص التي لا تُنسى. ويمكن الضيوف الاختيار بين الغوص بين الشّعاب المرجانية، أو الخضوع لدورات مع مدرّبي الغوص، أو القيام برحلات غوص السكوبا، بالإضافة إلى تجارب غوص خاصة بالأطفال.

ولا ننسى طبعاً رحلات الصيد بالطريقة المالديفية التقليدية، إضافة إلى العديد من الرياضات المائية مثل التجذيف بقارب الكاياك، وركوب الجت سكي، والبانانا، والتزحلق على الماء، والإبحار بالمظلّة، وركوب القوارب المنفوخة، وركوب الأمواج باللوح الشراعي، وركوب الزلاّجة المائية وغيرها الكثير... ثمة حيد مرجاني رائع في شمال الجزيرة يعتبر مثالياً لممارسة هواية الغطس السطحي Snorkeling، فيما السباحة مذهلة في القسم الجنوبي من الجزيرة.

وإذا كانت الأمواج عالية، يمكن السباحة في المسبح الكبير والاستلقاء على كراسي التشمّس الموزّعة حوله والاستمتاع بأشعة الشمس المالديفية الحارقة.

وبالنسبة إلى الأطفال، هناك نادي المستكشفين الصغار حيث يمكنهم اللعب وتمضية أوقات مسلّية طوال النهار تحت إشراف اختصاصيين مدرّبين.

كما تتوافر في المنتجع صالة رياضية مجهّزة بأحدث الآلات والمعدّات، تحت إشراف مدرّب محترف لمن يحتاج إلى المساعدة.

لا بدّ من جلسة سبا

لا يمكن زيارة المالديف وقضاء إجازة في أحد منتجعاتها من دون الخضوع لجلسة سبا. فجلسات السبا في المالديف مميزة ومختلفة عما هي عليه في بقية أنحاء العالم. من جهته، يعتبر منتجع "غراند بارك كودهيبارو المالديف" من أبرز الداعمين لأسلوب الحياة الشامل والصحي والمستدام، ولذلك يدعو زوّاره للانطلاق في رحلة استجمام رائعة في السبا الحائز جوائز عدة، لتنشيط العقل والجسم والروح. يمكن الاختيار بين جلسات التدليك الأيورفيدية أو البالينية المصمّمة كلها لتحقيق السلام الداخلي، بحيث يشعر المرء بالانتعاش والسكينة بعد خروجه من السبا.

كما يمكن تجربة علاجات الشفاء الصوتي التي أدخلها المنتجع، وهي ممارسة تأملية قديمة تستخدم آلات موسيقية مختلفة لإحداث اهتزازات حول الجسم للشفاء.

ويقدّم السبا أيضاً علاجاً صحياً يبدأ بالتقشير بالكاكاو، يليه تدليك الجسم بالكامل بزبدة الشوكولاتة الفاخرة، ومن ثم لفّه بالشوكولاتة قبل الانزلاق في حمّام الحليب الغني بالشوكولاتة.

منتجع صديق للبيئة

يعتمد منتجع "غراند بارك كودهيبارو المالديف" ممارسات مستدامة إذ عيّن فريقاً متخصصاً في الممارسات المستدامة للإشراف على امتثال المنتجع لمعايير Green Globe. ويلتزم المنتجع بالاستدامة على الصعيدين البيئي والاجتماعي-الثقافي، ويسعى دوماً إلى محاكاة أفضل الممارسات الدولية في مجال الضيافة المستدامة. ويُشرك مدير الاستدامة الضيوف والموظفين في النّظم البيئية الطبيعية التي يتمتع بها المنتجع، ويتولى الحفاظ على نظام الشّعاب المرجانية وترميمه تحت المياه في المنتجع.

كما يلتزم المنتجع بتسخير الطاقة الشمسية، وفرز النفايات، وتقليل استخدام المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام، والاهتمام بحديقة الأوركيد والأعشاب المستدامة.