العالمة فتيحة بن سليمان: أسعى الى التغيير في بيئة العمل لتصبح أكثر إنصافاً للباحثات

دبي – "لها" 01 يناير 2023
العالِمة فتيحة بن سليمان، باحثة مشاركة في مركز البحوث الحيوية الطبية في جامعة قطر. هي جزائرية تقيم في قطر منذ عام 1995 وحاصلة على دكتوراه في العلوم من جامعة نوتنغهام ترنت في المملكة المتحدة. انضمت بن سليمان إلى مركز البحوث الحيوية الطبية في عام 2018، وعملت في العديد من المشاريع التي تدور حول استقطاب تقنيات جديدة في بحثها في مجال علم الجينوم والتسلسل الجيني. خلال جائحة كورونا، انخرطت في دراسة تسلسل الجينوم الكامل لفيروس SARS-CoV-2 لتحديد السلالات الفيروسية المنتشرة في قطر.

"لها" التقت بالعالمة فتحية بن سليمان وحاورتها بمناسبة فوزها بجائزة "لوريال-يونيسكو".


- حدّثينا بدايةً عن الاكتشاف الذي هو سبب اختيارك من جانب "لوريال-يونيسكو" لجائزة أفضل عالِمة؟

خلال جائحة كورونا، فقدنا عدداً كبيراً من الأشخاص بسبب عدوى ثانوية أو مسبّبات غير معروفة، كما أن ارتفاع عدد الإصابات خلال وقت قصير أدى إلى استحالةخضوع كل مريض للاختبارات التقليدية، ولذلك تم اعتماد طريقة موحّدة للعلاج لكل الحالات، ولكنّ غالبية المرضى لم يتم تشخيصهم التشخيص الصحيح، لأن العدوى الثانوية لم تُكتشف بعد، ومن المؤسف أن ضمن هذه الحالات مرضى عانوا مضاعفات شديدة لعدم وصف الأدوية المناسبة لحالتهم، وقد شهدتُ هذا الموقف على الصعيد الشخصي، إذ تعرّض بعض أفراد عائلتي لإصاباتشديدة أدّت إلى دخولهم المستشفى مرات عدة بسبب مضاعفات سوء التشخيص. وبصفتي باحثة في الطب الحيوي تتوق دائماً إلى استخدام التقنيات المتقدّمة للبحث عن طرق جديدة للتشخيص، شعرت بالمسؤولية تجاه هذه الحالات، وأردت المساهمة في تطوير تقنيات التشخيص من أجل إنقاذ الأرواح، وبالتالي انخرطت في هذا المشروع لتحقيق هذا الهدف.

- ما هي الصعوبات التي واجهتك؟

على الرغم من أن دعم البحث العلمي في الوطن العربي محدود، أرى نفسي من الباحثين المحظوظين بالعمل في مركز العلوم الحيوية الطبية بجامعة قطر حيث تتوافر فرص كبيرة لدعم البحوث العلمية من خلال تمويل الجامعة أو صندوق قطر لدعم البحث العلمي. ورغم الدعم الكبير، لا يخلو الطريق من بعض الصعوبات، والتي تكمن في المنافسة القوية بين الباحثين، ووجود القليلمن المنصات المهيأة تقنياً لتنفيذ المشاريع على أرض الواقع. ولتخطّي هذه العقبة، يجب على الجهات العليا توفير مساحة للباحثين للمشاركة في صنع البيئة البحثية الملائمة لاحتياجاتهم، وعقد مؤتمرات تحاوريه لتطوير بيئة البحث العربية.

- هل من تمييز في المجالات العلمية بين الرجل والمرأة؟

بشكل عام، هناك تقدّم ملموس في العالم العربي بزيادة عدد النساء في المجالات العلمية، ولكن الفجوة بين الرجال والنساء في مجال البحث العلمي لا تزال موجودة، لا سيما في مناصب أخذ القرارات،وتتركّزهذه الزيادة العدديةفي وظائف المبتدئين. أما بالنسبة الى النشر في المجلاّت العلمية، فأعتقد أن هناك تفرقةظاهرة بوضوح،حيث يصبح النشر أصعب عندما يكون الباحث الرئيس أو المسؤول امرأة.

- ما هو القانون المجحف بحق المرأة الذي تتمنين أن يتغير في عالمنا العربي؟

صنّاع القرار في عالمنا العربي هم من الرجال، وعليه فإن القوانين المسنونة تتوافق بغالبيتها مع نمط تفكيرهم وطبيعتهم البيولوجية، وهذا قد يؤدي في معظم الأحيان الى تجاهل وضع المرأة البيولوجي والاجتماعي، ويضع عليها ضغوطاً كبيرة لتثبت كفاءتها في ظل القوانين الذكورية.

- أي عالم تريدين لأطفالك أن يرثوا من بعدك، خصوصاً البنات؟

أتمنى أن أُحدث تغييراً في بيئة العمل لتصبح أكثر عدلاً، ويزهر فيها مستقبل الشبان والشابات بما يتوافق مع طبيعة كل منهم.