الموت يغيّب نجم الألحان صالح الشهري

نورت مع أروى, راشد الماجد, طلال سلامة, صالح الشهري, عبد المجيد عبدالله, وفاة, عبادي الجوهر

03 مايو 2012

انتقل إلى رحمة الله الثلثاء 1 أيار/مايو 2012 الملحن صالح الشهري بعد صراع طويل مع المرض، وكان طوال الشهرين الماضيين في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية التابعة للحرس الوطني. فيما كان الراحل يحزم حقائبه للسفر الى ألمانيا بعد  أن أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بعلاجه في أرقى المستشفيات الألمانية، ساءت حالته في الأيام الأخيرة مما استدعى دخوله غرفة العناية المركزة حتى لحظة وفاته.


يعتبر الملحن الراحل من أهم الأسماء الموسيقية في تاريخ الأغنية السعودية. ولد في مدينة القنفذة على ساحل البحر الأحمر، وتخرج من قسم الالكترونيات في معهد السلاح والطيران في الظهران.  ترأس قسم الموسيقى في جمعية الثقافة والفنون في الدمام في بداية الثمانينات، وبرز في تغيير التيمة الخاصة للأغنية الخليجية، وفرض إيقاعه عليها، ليصبح في حقبة من تاريخ الحركة الغنائية عراباً للعديد من المطربين النجوم وفي مقدمهم عبد المجيد عبد الله وراشد الماجد، وكان له دور كبير في النجاحات التي حققها كثر على مستوى الساحة الغنائية العربية.

قدم نتاجاً مميزاً بصوت قيثارة الشرق الراحل طلال مداح ("ما أروعك"، "كيف الحال")، وبصوت فنان العرب محمد عبده ("العنا"، "حضيض أحب صنعا")، بالإضافة الى الفنانة السورية أصالة نصري والكويتيين عبد الله الرويشد ورابح صقر، وهو الوحيد الذي انفرد بتلحين أوبريت الجنادرية أكثر من مرة.


نجوم الفن

بداية تحدث الفنان عبد المجيد عبد الله عن الراحل قائلاً: "لا أستطيع الحديث عن رفيق دربي وشقيقي الإنسان صالح الشهري الذي تعلمنا منه كيف يستطيع الإنسان امتلاك مشاعر الآخرين ليس على مستوى الوسط الفني، بل في حياته الطبيعية. فقدنا لقامته ومكانته الفنية والثقافية هو المصاب الجلل لنا، واطلب من الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته".

وقال راشد الماجد إن رحيل صالح الشهري خسارة لروح الأغنية العصرية والحس الإبداعي، لأنه من الملحين الذين أثروا على نكهة الأغنية الخليجية والعربية، فألحانه حاكت كل طبقات المجتمع، وسكنت الوجدان. ودعا الله عز وجل أن يجعله في كنفه.

الفنان حسين قريش الذي تحدث وهو يقاوم العبرة والحزن في نبرة صوته يقول: "تعجز الكلمات والعبارات عن وصف أخي صالح الشهري رحمه الله، واسكنه فسيح جناته. من عرف طيبة صالح من الطبيعي أن يشعر اليوم بفقدان كبير وفراغ، ليس فقط في الجانب الفني بل على المستوى الإنساني والأخوة. فكرمه وطيبته لم يكن لهما حدود. وقد كان يملك قلباً يتسع لكل من حوله وكان كثير التواصل مع المقربين منه. سيفتقده جمهوره الذي تربى على أحاسيسه الفياضة، ونعزي أنفسنا وكل من يحب صالح الشهري".

الفنانة أروى تحدثت عن الراحل قائلة: "المرحوم كان من أبرز الملحنين العرب في تاريخ الأغنية وصنع نجومية العديد من أبرز الأسماء في الساحة الغنائية العربية. يتمتع بدماثة الخلق وطيب المعشر. كان قريبا ال النفس ويتمتع بروح النكتة التي تفرح القلوب. أتمنى أن يحظى تاريخه بتوثيق من وزارة الثقافة والأعلام السعودية عطفاً على ما قدمه من أجل الأغنية السعودية والخليجية".

 عميد الصحافة الفنية علي فقندش  وصف الراحل بأنه من أكثر الفنانين بياضاً ونقاء. فهو لا يستطع الحديث عنه ووصفه سوى بالفنان المبدع. "لقد تفرد الشهري في لغته اللحنية وقيمته الثقافية، وتميز بابتسامته التي لا تفارقه، وكانت علاقته بالناس لا تنقطع كونه يحرص على حب الناس وقربهم منه، لذا يروقنا أن نلقبه بصاحب القلب الكبير".

وقال الفنان عبادي الجوهر إن صالح الشهري صاحب بصمة واضحة لن يغفلها التاريخ كونها من المراحل المفصلية في شكل الأغنية، مضيفاً: "منذ أن عرفت الراحل وجدت فيه شخصا جميلا كبيرا في خلقه وحسن تعامله. فهو عنوان ارتبط بالفن الحقيقي. نسأل العلي القدير أن يسكنه فسيح جناته".

ووصف رابح صقر الشهري بأنه فارس الأغنية العصرية، "وعلينا أن نعترف بأن ثقلاً كبيراً سقط من كيان الطرب الأصيل. تاريخ الشهري محله التقدير والاحترام في نفوس الفنانين لما له من تأثير حقيقي ووقع في قلوب المبدعين ومتذوقي الجملة اللحنية الحالمة، التي تركت تساؤلاً كبيراً لما تحمله من فكر وحس متفرد".

وأبدى الفنان طلال سلامه  أسفه لرحيل الشهري قائلا: "إنا لله وإنا إليه راجعون. لاشك فراق شخصية فنية بحجم صالح الشهري هو مصاب جلل. اللهم ألهمنا الصبر واجعله يا الله عندك من المغفور لهم. لقد قدم صالح الشهري عطاءات كبيرة، وخدم الأغنية بشكل كبير، وكان له دور في صناعة العديد من النجوم".