كواليس عرض Dior للرجال لموسم شتاء 2023 - 2024

24 يناير 2023

«تتمحور دورة دار الأزياء حول الإحياء والتجدّد، تماماً مثل دورة الموضة نفسها. هناك دائماً ما يُذكّرنا بالماضي في الحاضر والمستقبل و"ديور" Dior هي خير مثال على ذلك. ففي هذه المجموعة، أردنا إلقاء نظرة على تجدّد الدار بعد وفاة السيد "ديور" Dior، وعلى إحيائها مع السيد "سان لوران"، المُصمّم الذي خلفه، وما يوازي ذلك في الأدب، من خلال الصور والموضوعات في قصيدة "الأرض اليَباب" The Waste Land. إنه المكان حيث يلتقي فيه العالم القديم بعالم جديد دائم التغيّر والتحوّل». "كيم جونز"

نهرا التايمز والسين: التدفق القديم للتاريخ وقابلية تحوّلهما من خلال مياههما المتجددة والمُحيِيَة؛ إنّها حركة تعبر من بلد إلى مدينة إلى بحر، وهي دائماً بنفس الشكل ودائماً بشكل مختلف في الوقت ذاته. يُشكّل نهرا لندن وباريس العظيمان، بدلالاتهما وتباينهما، وبنورهما وظلمتهما، مواضيع أدبية لـ"تي. أس. إليوت" ومصدر وحي لـ"كيم جونز"، المدير الفني لمجموعات الرجال لدى "ديور" Dior، في هذا التاريخ الحي والأدبي، المُمتد ما بين المناظر الطبيعية القديمة ومناظر المدينة الحديثة، تمتزج الفترات الزمنية في ما بينها. هنا، تعكس دوامات وتدفقات المياه تلك الخاصة بالموضة والأزياء، بما في ذلك مجموعة فصل الشتاء حيث يُعتبر التغيّر، والحركة، والسلاسة، والانسيابيّة عناصر محوريّة. كما أنّها انعكاس للديناميكية التي سعى السيد "إيف سان لوران" لتحقيقها مع تسلّمه الدفّة في دار "ديور" Dior عندما كان يبلغ من العمر 21 عاماً، ليكون بذلك أصغر مُصمّم أزياء في التاريخ.


قبل 65 عاماً، وتحديداً في 30 كانون الثاني/يناير من العام 1958، قدّم "إيف سان لوران" مجموعته الأولى لـ"ديور" Dior، وبالتالي شهد عالم الموضة تغيّراً ملحوظاً مرة أخرى. وفي تلك المجموعة لموسم ربيع وصيف 1958 التي استُمدّ الوحي منها بشكل أساسي لعروض "جونز" لفصول الشتاء، يُعانق تاريخ الرجال المزيج ما بين الطابع الذكوري والأنثوي، وتلتقي تقاليد مواد الخياطة البريطانية مع تلك الخاصّة بمُصمّم الأزياء الراقية. جرى تشبيع كل التصاميم بحسّ الحركة، والحداثة، والطابع العملي، والسلاسة، واعتماد البساطة والانسيابية بعيداً من كلّ ما هو مبالَغ فيه والتوجّه نحو مزيج بين الأسلوبين الرسمي وغير الرسمي في الملابس الشخصيّة. تُصبح القامات أكثر رهافةً، متميّزةً بتصميم مرن ومقوّس، في حين تتحوّل الملابس إلى قطع هجينة وتخضع لتحوّلات وتغييرات، ليرتديها كلّ شخص على طريقته الخاصّة. يتغلغل الطابع السهل والمبسّط في كل تفصيل، حاملاً في طيّاته الدقّة والصعوبة في مجموعة لا تعكس أي دلالة على التعقيد في عمليّة تصميمها.

إنّ بعضاً من قطع الملابس مستوحى من الأرشيف، ويتمّ نقله وتحويله خصّيصاً لهذه المجموعة: فينسدل الجزء العلوي من القميص المزيّن بتقليمات ملابس البحّارة في طقم "مارين" Marine للسيد "سان لوران" باستخدام حبكة "تويل كافالري" cavalry المزدوجة، ويتحوّل إلى قميص صيّادين فضفاض طويل؛ كما تتكيّف خياطة تصميم "أكاسيا" Acacias ذات الأسلوب الكاشف للكتفين مع طابع اللامبالاة المسترخية لابتكار بذلة رجالية من الصوف، كجزء من قامة وطقم جديدَين متكرّرَين؛ أمّا معطف "باس بارتو" Passe Partout بقصّة الياقة الفضفاضة، فقد أصبح الآن مغموراً بتويد "دونيغال" Donegal الجديد بخيوط مفصل الخيزران مع إضافة أكمام مفتوحة مزوّدة بسحّاب. وفي الوقت نفسه، يتم تغيير اللغة التقليدية للأنسجة المحبوكة من خلال اعتماد مقاربة النحت في التصميم وانسدال الأقمشة بأسلوب الـ"درابيه" مع خلط أنواع الخياطة وأساليبها المختلفة. في المقابل، ترتقي القطع الجديدة المذهلة، على غرار الأحذية والجزمات المطبوعة بالتقنيّة ثلاثيّة الأبعاد، فضلاً عن الملابس العمليّة النموذجيّة الخاصّة بالسفر عبر البحار، بمهارة الدار إلى مستوى معاصر غير مسبوق. ومن ناحية أخرى، ترتكز الحقائب بشكل أساسيّ على مبدأ الرصانة، والأناقة، والدقة، وقد تمّ تجريدها من العناصر الدخيلة مع اعتماد تصميم خارجيّ فائق اللمعان، في عودةٍ إلى سعي السيد "سان لوران" لتحقيق البساطة بأسلوب عصريّ.