منزل عائلي وسط مدينة "شنغهاي"... تصاميم مميزة وأجواء مريحة وعصرية

باريس - نجاة شحادة 05 فبراير 2023

رؤية زخرفية لافتة بخطوط رشيقة وعصرية وألوان زاهية منحت منزلاً عائلياً وسط مدينة "شنغهاي" حضوراً خاصاً وهوية مميزة. حضور وقّعه المهندس الزخرفي بتصوّر غير مسبوق مليء بالجرأة والتحدّي، حيث أعاد تحديث الهيكل الهندسي لبناء قديم من ثلاثة طوابق وتطوير مساحاته الداخلية والخارجية وتحويلها الى فضاءات انسيابية رحبة، يتسلل إليها النور الطبيعي وتسكنها البهجة.


اختار "دارييل توماس" لصياغة الديكور مزيجاً مرناً من العناصر والمواد بتأثير من التيارات الزخرفية الأوروبية وأجواء "الآرت ديكو"، والتي تم تنسيقها بلمسات فنية رشيقة وأشكال وأحجام خيالية ساحرة. في عملية دعم للقيم الجمالية والوظيفية في هذا المنزل الذي يحمل طابع "اللوفت"،


يتمدّد الخشب فوق الأرضيات، بتوازن وانسجام مع تلبيس الرخام الفاخر وألواح الخشب المطلي باللون الأبيض، والتي غطّت بعض الجدران بتشكيلات جذابة. يتوسط الطابق الأول من المنزل هيكل لدرج مطلي باللونين الأبيض والبرونزي يؤدي الى الطابق الثاني، ويعتبر بحد ذاته تحفة هندسية وزخرفية. تتلاقى عندها فضاءات رحبة،يتمثل فيها الصالون بجداره المزخرف بتركيبات خشبية مطلية باللون الأبيض، تكشف من من خلال بعض تفاصيلها عن أبواب غير مرئية.يضم الصالون مجموعة من قطع الأثاث المبتكرة، بأحجام صغيرة متنوعة وألوان مدهشة تتناغم بانسجام مع ألوان قطعة السجاد التي تغطي الأرض وعناصر الإضاءة التي ساهمتفي إضفاء رونق خاص ولمسة عصرية على المكان.وفي الجهة المقابلة للصالون صالة للطعام تزيّنها طاولة بسطح من الرخام الأبيض ومقاعد مريحة باللون الأصفر.

تنفتح هذه الصالة على المطبخ الذي نُسّق أحد جدرانه بخزائن عملية، بينما تم تلبيس جدار آخر بكتلة رخامية فاخرة. يتوسط المطبخ "كونتوار" بسطح يحتضن "طبّاخاً" ومساحة لإعداد الطعام وتناوله. ويكشف تصميم المطبخ عن قدرة "دارييل" في التعامل مع العناصر المختلفة والتشطيبات المتناقضة رغبةً منه في استكشاف إمكانيات جديدة. وينسحب من المساحة المحيطة بالدرج ممر طويل ومتعرّج يندمج في جانب منه حمّام للضيوف وسلّم يؤدي الى الطابق السفلي المخصّص لصالات التجمّع في الحفلات الساهرة. بينما يتّسم الطابق العلوي بطابع من الخصوصية، وقد نُسّق بمكتب خاص وغرفة نوم للضيوف، وجناح لغرفة النوم الرئيسية وبعض ملحقاتها من حمّام وغرفة للملابس، وذلك بأجواء تفيض رفاهيةً. تكشف فضاءات الطابق الثاني عن صالة للمكتب، تشكّل مساحة انتقالية بين غرف النوم الخاصة وغرفة الضيوف، وقد نُسّقت بأثاث أنيق صُمّم بعناية لهذه الصالة مع خيارات مميزة من الأكسسوارات والألوان أضفت على المشهد مزيداً من الروعة.


غرفة النوم الرئيسية تم تصميمها بشكل طريف وناعم بجدران على شكل بتلات الزهور، بألواح رقيقة وخفيفة من اللون الزهري الناعم، وهي من العناصر الزخرفية الأساسية لهذه الغرفة، التي تحتضن سريراً كبيراً وواسعاً. تتصل بغرفة النوم الرئيسية صالة حمام أنيقة، صُمّمت كمساحة للاسترخاء والراحة، وهي تكشف عن جدران وأحواض رخامية منحوتة بدقة، تنسجم مع أرضية الفسيفساء والسقف الأبيض. ويعكس هذا الحمّام بخطوطه الرشيقة نقاءً بالغاً بمزاوجة ساحرة بين المواد والتركيبات المختلفة.

في الطابق السفلي للمنزل، تم تخيّل المساحة كمنطقة للترفيه وكمساحة مستقلة، بمواد وتفاصيل جديدة وتشطيبات من النحاس، مما ساهم في خلق أجواء مختلفة. باب كبير مقوّس، هو المدخل لمساحة واسعة مخصّصة للتجمّعات والحفلات، مزوّدة بخزائن ومقاعد لاستقبال الضيوف، وتؤدي هذه المساحة الى منطقتين متصلتين بصرياً، كلتاهما بارتفاع مزدوج وتضمّان صالة للجلوس وصالة بار مدهشة. تتميز صالة الجلوس بتنسيقها المميز، وموقدها الدائري المندمج في الجدار والذي تزيّنه لوحتان من الجلد باللون الأزرق على شكل ستارة. وفي حين أن الأبيض هو اللون الطاغي للجدران وقطع الأثاث، تبرز الأرضية بسجّادها الملوّن.

في الجانب الآخر من المساحة جلسة بار مدهشة، ورغم كون المساحة في الطابق السفلي من المبنى فقد تمت إضاءتها بنور طبيعي، مستعاد من فُتحة موجودة في السقف مسبقاً ومتصلة بالحديقة. وفي مساحة أخرى من هذا الفضاء ركن لتخزين النبيذ وتذوّقه تحتله أريكة مريحة. أما في القسم المخصّص لمرأب السيارات بارتفاعه المزدوج، فقد تم ابتكار طابق نصفي بمساحة مستديرة تعلوها قبّة بيضاء وقد نُسّقت بواجهات تُعرض فيها الأحذية مثل التحف. يمكن الوصول الى هذه الغرفة من خلال درج حلزوني مزوّد أيضاً بواجهات للعرض.