بحث جديد يسلّط الضوء على الأثر السلبي للاستبعاد المستمر للمجموعات العرقية من البحث على الجينيوم السرطاني

15 مارس 2023

كشف بحث جديد نُشر في شهر آذار (مارس) الحالي في JNCCN—Journal of the National Comprehensive Cancer Network كيف أن نقص الأبحاث الجينية على الأشخاص ذوي الأصول الأفريقية، خاصةً من هم في المنطقة الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، يعوق الجهود لتقليل الفروقات بين الناس للتعامل مع السرطان.

وفي دراسة تُعد الأولى من نوعها، قيّم الباحثون النتائج الجينية الجزئية على 113 رجلاً من جنوب أفريقيا مصابين بسرطان البروستاتة في مراحل متقدمة لإيجاد دليل على مزيد من توصيات الاختبارات الجينية قد تكون فريدة من نوعها.

وأشار الباحثون إلى أنه وفقاً لدراسات GLOBOCON 2020، فإن المناطق الأكثر عرضًةً للوفاة بسبب سرطان البورستاتة حول العالم تضم سكاناً ذوي أصول أفريقية ملحوظه، مثل منطقة البحر الكاريبي والمناطق الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، بمعدل وفيات 3.4 و 2.5 أكبر من المُسجل في الولايات المتحدة، تباعاً. ففي الولايات المتحدة، يُعد الرجال الأميركيون من أصل أفريقي أكثر عرضًةً لخطر الوفاة بسبب الإصابة بسرطان البروستاتة بنسبة 2.3 إلى 5 مرات مقارنًةً بنظرائهم الأميركيين غير الأفارقة.

وصرّح مدير الباحثين، كاظم غيبي، الحاصل على دكتوراه في الطب، ودكتوراه من جامعة سيدني في أستراليا، قائلاً: "على الرغم من امتلاك الرجال من أصول أفريقية معدلات أعلى للإصابة بسرطان البروستاتة بشكل قوي وما يرتبط به من معدل وفيات حول العالم، بسبب نقص البيانات المتاحة، فلم يتم إنشاء معايير اختبار مصمّمة خصيصاً لمثل هؤلاء السكان الأكثر عرضةً لهذا الخطر. حيث تفتح هذه الدراسة الأبواب بشأن إنشاء معايير جديدة، وتعطي الأمل للرجال ذوي الأصول الأفريقية حول قدرة الاختبارات التناسلية على تغيير التفاوتات الحالية في النتائج السريرية".

وأضافت كبيرة الباحثين، فانيسا م. هايز، حاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة سيدني وجامعة بريتوريا في جنوب إفريقيا، قائلةً: "إن الجالية الأفريقية متنوعة للغاية، لذا فقد حذّرت من الإشارة إلى السكان الأكثر تنوعاً وراثياً بمصطلحات فردية. والمطلوب هو بذل جهود متضافرة لإدراجهم الذي يتّبع نهجاً شعبياً. نحتاج لبناء معايير تقوم على معرفة خاصة بفئات سكانية محددة. حيث إننا نشجع رعاية مرضى السرطان ومقدّمي الفحص التناسلي لإنشاء أبحاث وذراع تطوير ملائمة خصيصاً لدمج الأفارقة. كما أننا نحتاج للابتعاد عن فكرة نموذج واحد يناسب الجميع للتوعية بسرطان البروستاتة".

وقد شملت الدراسة فحصاً دقيقاً لعدد 21,899 متغيرات أحادية النيوكليوتيد، و 4,626 إدخالات وحذوفات صغيرة، و 73 متغيرات هيكيلة على 20 جيناً من الـ 113 مريضاً. فبعد الاستبعاد المبدئي للمتغيرات التي لا تسبب السرطان، وجدوا 38 طفرة في 52 مريضاً، حيث تم التعرف على مجموع 17 مُسبباً مرضياً (4) ومُكَوّن للورم محتمل (13) مغايرات. وكان المعدل 5.6% للمغايرات النادرة التي تسبب السرطان في هؤلاء السكان أقل بشكل ملحوظ من المعدل المحدد 11.8% للمرضى غير الأفارقة المصابين بسرطان البروستاتة المنتشر، مما يشير إلى انخفاض حساسية لائحة الجينات الحالية المتعلقة بتقييم المخاطر في هذه الفئة من المرضى.

وعلّق د. صمويل واشنطن الحاصل على دكتوراه في الطب ويعمل أستاذاً مساعداً في جراحة المسالك البولية؛ علم الأوبئة والإحصاء الحيوي، في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو (UCSF) مركز هيلين ديلر الشامل للسرطان العائلي الذي لم يكن مشتركاً في هذا البحث، قائلاً: "تسلط هذه الدراسة الضوء على الفائدة الإكلينيكية الضعيفة (30%) للائحة الاختبار التناسلي الأكثر استخداماً في الوقت الحالي المُطبقة على الرجال ذوي الأصول الأفريقية".

وتابع د. واشنطن، عضو إرشادات الممارسة السريرية الخاصة بـ NCCN في فريق علم الأورام (NCCN Guidelines®) من أجل Prostate Cancer Early Detection (الكشف المبكر عن سرطان البروستاتة)، حديثه قائلاً: "تؤكد هذه الدراسة نطاقين مهميين للغاية: 1) حيث إنها تقدّم دليلاً إضافياً للحاجة إلى شمول أكبر لتطوير اللائحة الجينية و2) وتشير إلى عدم إمكانية شرح أوجه التفاوت في نتائج الرجال ذوي الأصول الأفريقية فقط من خلال النتائج من 113 رجلاً أسود من جنوب أفريقيا. وعلى الرغم من أن إرشادات NCCN للكشف المبكر عن سرطان البروستاتة تعتبر هوية الأفارقة الأميركيين كعامل خطر، تشير اللائحة إلى مساهمات إمكانية الوصول الضعيفة إلى الرعاية، والعوامل الاجتماعية المُحدّدة للمخاطر الصحية / الاجتماعية، والجينات الوراثية لهذه الملاحظات. أتطلع إلى البحث أكثر في هذا النطاق الذي يدرس كيف يمكن تحسين أوجه القصور الخاصة بأدواتنا الحالية لتعكس بشكل أفضل واقع السكان الذين نخدمهم".