black file

تحميل المجلة الاكترونية عدد 1090

بحث

تطورات جديدة وتصاعد في أحداث الملحمة التاريخية "سفربرلك"

تطورات جديدة وتصاعد في أحداث الملحمة التاريخية

عابد فهد وكميل سلامة وطلال الجردي

تستمر الأحداث وتتخذ منحى تصعيدياً، بعد وصول الدراما إلى الذروة، إثر صدور فرمان الخدمة العسكرية الإلزامية من السلطنة العثمانية، لكل الشبان والمناطق الواقعة تحت سيطرته في "سفربرلك"، الذي يُعرض على MBC1 وباقة VIP من "شاهد". ترصد أحداث العمل الذي أنتجته أستوديوهات MBC، قصة أربعة من الطلبة العرب الذين يدرسون في جامعات إسطنبول في زمن الحرب العالمية الأولى. يحمل كل من هؤلاء طموحاته وآماله، لكن حياتهم وأحلامهم تنقلب رأساً على عقب عندما يتم تجنيدهم إجبارياً كضباط تحت إمرة الجيش العثماني.

يستعرض العمل فترة من فترات التحول العالمي جذرياً وانعكاساته على المنطقة العربية عموماً وشبه الجزيرة العربية خصوصاً، والذي شكلت الحرب العالمية الأولى علامته الفارقة، وما تبعها من دخول السلطنة العثمانية بشكل متهور كحليف لألمانيا، وإعلانها للنفير العام المعروف تاريخياً باسم "سفربرلك"، والذي دفعت المدينة المنورة وأهلها ثمناً باهظاً له وشكّل إحدى أسوأ مآسي القرن العشرين.


عبد الرحمن اليماني

يصف عبد الرحمن اليماني العمل بـ "الجبار"، لافتاً إلى أن "الديكورات والتجهيزات ومواقع التصوير أخذتنا إلى إسطنبول قبيل الحرب العالمية الأولى، وأعطتنا صدق الإحساس ونقلتنا إلى مكان آخر تاريخياً وجغرافياً بسبب الإبداع والإبهار في التفاصيل المقدّمة بعناية، من أبنية ومترو وحنطور ومحلات ألبسة، كل هذا ساعدنا على أن نعيش الحالة ونصدقها". ويردف بالقول: "نحن أمام قصّة ملحمية تاريخية لا تمحى من ذاكرة العرب، وعشنا تفاصيلها في هذا العمل"، مشيراً إلى أن "شخصية عبد الرحمن مليئة بالمفاجآت والمتغيرات، فهو شاب لديه ثوابت وقناعات عن الدين والدولة والوطن وينسجم مع قناعات الأب والجد ونظرتهما إلى السلطنة، بينما شقيقه رضوان لديه نزعة ثوروية، ولا يتقبل الظلم ويملك الجرأة والشجاعة في التقدّم خطوات باتجاه مقاومة الظلم".

ويضيف: "عبد الرحمن هو إنسان بسيط وهادئ، لكنه يتعرض لصدمات في حياته، ينجم عنها إنسان آخر، وتقوى علاقته بالشابين فريد ويحيى إلى أن يقع الحدث الكبير "سفربرلك"، حين يؤخذ الطلبة العرب إلى التجنيد، فيذهب عبد الرحمن مع يحيى وفريد ويتحوّلون من طلاب إلى عسكر ومحاربين في القوقاز، وما حصل بينهم يجعل من العلاقة أقوى خصوصاً مع يحيى، فيما علاقة عبد الرحمن وفريد فريدة من نوعها لأنها بدأت بعداوة". وعن علاقة الحب في حياة عبد الرحمن، يقول اليماني أن "لديه حبيبة في المدينة، تفرّقهما الأمكنة، ويتزوج زواجاً تقليدياً".


أنس طيارة

من جانبه، يتوقف أنس طيارة عند شخصية يحيى فيقول: "هو شاب دمشقي مثقف، انتقل إلى إسطنبول بهدف دراسة الحقوق في الجامعة، تشكلت لديه قناعات بالقومية العربية، فتبنى القضية وصار يعمل على كتابة المناشير. وفي هذه الظروف تعرف إلى جارته سمر، ونشأت بينهما قصة حب، ترسم علامات استفهام في مرحلة ما، وما إذا كانت قصة حب ولدت مصادفة أو بشكل خطّط له مسبقاً". ويضيف قائلاً: "يحيى هو مسؤول عن الشبان، الذين يلجأون إليه عندما تواجههم أي مشكلة، وشاءت الظروف أن يُجنّد في الخدمة العسكرية مع عبد الرحمن، معركة كبيرة يؤسر على أثرها يحيى وعبد الرحمن، ويعانيان مرارة السجن وينتظران أمل الإفراج عنهما والعودة إلى بلادهما". ويشير طيارة إلى "أنه قبيل الحرب العالمية، انضم إلى حركات تحررية عربية وأحزاب، فعمل على توزيع مناشير من خلال المنتدى العربي بقيادة عبد الكريم قاسم، كما أن لديه أحداثاً كثيرة على الصعيدين العاطفي والسياسي، ويعيش تحديات عدة، كذلك يصارع للحفاظ على البقاء في الحرب ويحمي عبد الرحمن إثر إصابة رفيقهما الثالث فريد".


بيو شيحان

يشرح بيو شيحان عن شخصية فريد فيقول: "هو شخص عاش ظلم الحقبة، متهور ولا يفكر قبل أن يتصرف، ويعاني ظلم الباشوات، حيث عمل والده ولحسن حظه أنه يذهب مع فايز ابن الباشا إلى إسطنبول للدراسة، وعلاقته مع هذا الأخير ليست في أحسن حال، لتقرب فايز من السلطنة". ويضيف قائلاً: "رغم الصداقة التي جمعتهما منذ الطفولة، تغيرت هذه العلاقة لاحقاً، حين اكتشف فريد أن فايز الذي كان مثل أخيه يعمل تحت إمرة السلطنة، إلى جانب أن فريد يعيش قصة حب ممنوعة مع شقيقة فايز، تزيد العداوة بينهما". وعن العلاقة مع عبد الرحمن، يشير إلى أن "فريد اقترب من عبد الرحمن الذي كان متخوفاً منه، كونه قادماً من بيئة تقليدية، كلاسيكية، وليس ثوروياً، خاف منه وعلى أسرار المنتدى العربي، لكن العلاقة تتحسّن لاحقاً، بعد تقديم الأخير خدمة للمنتدى. كما يصطدم فريد مع يحيى الديمقراطي، الذي يحسب خطواته جيداً، على عكسه هو".


وسام فارس

أما وسام فارس فيؤكد أن العمل يحكي عن المنطقة العربية كلها، ويحمل الكثير من المفاجآت والتحولات في شخصية فايز، لافتاً إلى أن "قصة فايز تحمل الحب والرومانسية والصداقة والمؤامرات". ويشرح أن "القصة تبدأ مع طلاب يدرسون في اسطنبول وعلاقة بين أربعة طلاب، قبيل وقوع "سفربرلك"، حيث تتخذ الحكاية منحى آخر". ويشير إلى أن "فايز وفريد ويحيى هم أصدقاء يسكنون معاً في إسطنبول وزملاء دراسة في الجامعة، في وقت تجمع صداقة بين عبد الرحمن ويحيى، تتحوّل لاحقاً إلى صداقة مع الجميع لاحقاً".

ويتحدث فارس عن شخصية فايز فيقول: "هو شاب صاحب قيم ومبادئ ولديه طموح سياسي ونقاط ضعف. هو انتهازي، لكنني أفضّل أن أصفه بالطَّموح، ويخطط لأهداف يحاول الوصول إليها بأي ثمن، وتكون قراراته صائبة حيناً ومؤذية لغيره أحياناً، وهو ليس ثوروياً كغيره من المجموعة، كونه نشأ وترعرع في هذه المنظومة، فعائلته أرستقراطية ومقرّبة من السلطة". كما يكشف فارس عن "ارتباط فايز بالسلطنة وجمال باشا، عبر مدير مكتبه، ويمكن القول إن جمال باشا يستخدم فايز كشاب عربي مقرّب من الثورة".

المجلة الالكترونية

العدد 1090  |  تشرين الأول 2025

المجلة الالكترونية العدد 1090