أديب خير (1965 ــ 2013)

وفاة, أديب خير

17 يناير 2013

رحل المنتج السوري أديب خير ولم يعش سوى الشهر الأول من العام الجديد. فارق الحياة في منزله في الأشرفية عن عمر يناهز 48 عاماً.

ودّعت سورية والأوساط الفنية خير صاحب شركة "سامة للإنتاج". وقد ووري الثرى في العاصمة السورية دمشق وسط دراما الواقع التي قد تكون سبباً في رحيله الخاطف ورحلته القصيرة إنما المكتنزة بأعمال رائعة، "ضيعة ضايعة" و"أهل الغرام" و"سنوات الضياع" و"روبي" ...

وكان صاحب شركة "سامة" للإنتاج الفني أصيب بأزمة قلبية حادة ومفاجئة في بيروت نقل على إثرها إلى المستشفى.


10 تفاصيل لا بد معرفتها عن أديب خير :

 1- متزوج من السيّدة ربى الخش ولديهما ثلاث بنات سامة وسيلا ونيل.

2- شغل منصب رئيس تحرير صحيفة "الإقتصادية".

3- أشرفت شركته على دبلجة أنجح الأعمال التركية، ومن أبرزها "سنوات الضياع"  و"نور" و"دموع الورد" و"العشق الممنوع" بعيداً عن مفهوم تهميش الدراما العربية التي أنصفها بتجربة "روبي"، بل مبتكراً فرص عمل أمام الشباب السوري ومتخرّجي "المعهد العالي للفنون المسرحية".

4- قليل الظهور وكثير الإنشغال وصاحب فكرة إنشاء مسرح في "معرض دمشق الدولي".

5- أسس عام 2000 شركة "سامة" للإنتاج الفني وهي تحمل اسم ابنته.

6- تعاون مع أهم مخرجي سورية، الليث حجو وحاتم علي وهيثم حقي الذي كتب عن رحيله على موقع التواصل الإلكتروني عبارة مؤثرة : "لم يحتمل قلبه كل هذا البعد عن الشام". واعتقد بموهبة الفنان رامي حنا الذي أخرج مسلسل "روبي". كما أنه كرّر تجربة السلسلة التي يوقّعها أكثر من مخرج مثل "أهل الغرام".

7- كرّس حضور النجوم الأتراك خصوصاً بيرين سات وتوبا بيوكوستون وكيفانك تاتليتوغ الذي أدى صوته الممثل السوري ماكسيم خليل، أحد أبطال مسلسل "روبي" بدور "عمر".

8- أطلق شركته مع الممثل السوري جمال سليمان والموسيقي طاهر ماملي. "فنجان الدم" أحد مسلسلات الشركة البدوية الذي أدى بطولته جمال سليمان وميساء المغربي، وأثار تحفظات بعض القبائل العربية.

9- أسس "استديو دبلجة" في بيروت أخيراً حيث الهدوء النسبي الذي يضمن مواصلة نشاطه الفني.

10- أبرز أعماله الأخيرة "مسلسل "روبي" الذي شكّل نقلة نوعية في الدراما المعاصرة وخطوة رائدة في المحتوى الترفيهي، خصوصاً مع الإمكانات الإنتاجية الضخمة التي رُصدت له. وهو نسخة عربية من المسلسل المكسيكي الذي يحمل الاسم نفسه في صيغته الأصلية. وقد تولّت الكاتبة اللبنانية كلوديا مرشليان إعادة هيكلة البناء الدرامي للعمل بأسره.


النجمة سيرين عبد النور :
أديب خير برحيلك لم يتوقف قلبك فقط

النجمة سيرين عبد النور التي عرفت أوج نجاحها معه حدثتنا عن لقائهما الأول، وصفته بعرّاب الدراما التركية والأب الحنون وأكثر ...

- رحل المنتج السوري أديب خير ...
"كيف يمكن أن يموت من لا يمكن أن يموت بداخلنا". دخل حياتي فجأة ورحل بالأسلوب نفسه. هو ليس مجرّد "رجل ورحل"، بل قيمة فنية فتحت الأبواب أمام التجارب التركية التي يعتبر عرّابها والدراما السورية والعربية المميزة. أتوجه لعائلته بأحر التعازي، كم يصعب على الوالدين أن يدفنا ولدهما الوحيد. أديب هو الوحيد بين شقيقتيه. كم هي صعبة هذه الحياة وغير منطقية.

- هل ستكتبين له خصوصاً أنك تدونين خواطرك ؟
سأفعل بالتأكيد لكن يدي ترتجف. لقد كتب له ماكسيم خليل عبارات جميلة.

- رحيل إنسان مشهور خبر قد يتلقاه كثر لكن يظل أكثر وقعاً على من تعاون معه ...
لقد دخل حياتي الفنية بشكل مفاجئ، وشكلنا مفاجأة نجاح سوياً حين قدمنا مسلسل "روبي". لقد مرّ هذا العمل بكثير من المراحل قبل المباشرة بتصويره، كنت حاملاً. جرت اختبارات عدة بحثاً عن نجمة أخرى، لكنهم انتظروني حتى وضعت مولودتي الأولى. لم أحصد جائزة محلية فقط بل "أفضل ممثلة عربية".

- كيف تعارفتما ؟
في بيروت، حين طلب مقابلتي في نقابة الممثلين. وقد عرض عليّ حينها دوراً في مسلسل "أهل الغرام" بحضور المخرج الليث حجو. وكان تعاوني الأول معه عبر حلقة "قمر مشغرة" التي كانت من أنجح الحلقات حسب ما أخبرني، وهذا كان سبب تعاوننا مجدداً. بيننا أحلام لم تكتمل.

- هل كان ثمة عمل ثالث سيجمعكما ؟
نعم، كنا نخطط للتعاون مجدداً في رمضان 2013. للمرة الأولى أوقع عقداً غير دقيق لناحية تفاصيل اسم المخرج والبطل والنص. لقد وقعت "على بياض" مع أديب، وسألني عن مدى استعدادي لهذه التجربة قائلاً : "بدنا نبني هيدا الشغل". كان وجه الخير في مسيرتي الفنية تماماً كإسمه. يمكن أن ينجح كل منا على حدا، لكن لقاءنا حقق نحاجاً مدوياً.

- ماذا تعلّمت منه ؟
ألاّ أقف عند التفاصيل خصوصاً في الأمور المتعلقة بمسلسل "روبي". طالبني بتهميش التفاصيل لأنها سترجعني إلى الوراء. أعيدُ التفكير بنصيحته اليوم وأطبقها حتى مع من لا أرتاح إلى وجوده. أشعرتني هذه النصيحة بالسلام الداخلي.

- كيف تصفين شخصيته ؟
هو والد بكل معنى الكلمة وحنون، كان يأتي على ذكر بناته الثلاث سامة وسيلا وسما على الدوام. لا يتكلّم كثيراً، كان يهزّ برأسه حين يتعلق الأمر بالأزمة السورية. كانت ملامح وجهه معبّرة للغاية. هو رجل كثير الإنشغال يفتح الأبواب الفنية والمشجع الأول لتقديم مسلسلات تمتد لأكثر من 90 حلقة تجمع النجوم من كل العالم العربي.


ماكسيم خليل في وداع أديب خير:

وداعاً أيها الشمال في بوصلتي ...
وداعاً وطني في الغربة ...
وداعاً ... أديب خير