أخلت النيابة سبيل الإعلامي الشهير باسم يوسف بعد تحقيقات استمرت أربع ساعات في بلاغات مقدمة ضده بتهمة إهانة الرئيس المصري محمد مرسي وازدراء الدين، وذلك من خلال حلقات برنامجه "البرنامج" الذي يقدمه أسبوعياً على قناة "سي بي سي".

ولم يتخل باسم يوسف عن أسلوبه الساخر، حتى وهو في طريقه إلى دار القضاء العالي للتحقيق معه، فاعتمر القبعة الشهيرة التي كان قد اعتمرها في إحدى الحلقات الساخرة من حصول مرسي على دكتوراه في الفلسفة من باكستان.

وتجمع المئات من المؤيدين لباسم يوسف لدعمه، ورددوا هتافات ينددون فيها بمحاولات قمع حرية الإعلام.

كما أعلن أكثر من نجم تضامنه مع يوسف، سواء من خلال تصريحات صحافية أو رسائل على موقع التواصل الاجتماعي، ومنهم النجمة إليسا، وذلك من خلال تدوينة كتبت فيها: "كل روح حرة تتضامن مع باسم يوسف. صوتك الحر يُبقي ربيع الثورة العربية".

فصول التضييق على باسم مستمرة، آخرها البلاغ الجديد ضدّه المحال إلى نيابة أمن الدولة العليا بتهمة نشر إشاعات وأخبار كاذبة وتعكير الصفو العام بسبب أخر حلقة قدّمها، ما دفع يوسف إلى التصريح عبر تويتر "يبدو أنهم يريدون إرهاقنا بدنياً ونفسياً ومالياً".

يذكر أن باسم يوسف تحول من طبيب إلى أشهر إعلامي ساخر في مصر، فقد تخرج في كلية الطب عام 1998، وحصل على دكتوراه جراحة القلب والصدر من جامعة القاهرة، وعمل لفترة عضواً في هيئة التدريس بكلية الطب - جامعة القاهرة، كما سافر للعمل في أميركا وأوروبا لمدة سنتين في إحدى شركات الأجهزة الطبية التي تطور تكنولوجيا زراعة القلب والرئة، وعندما عاد إلى مصر حصل على الدكتوراه ثم سافر إلى ألمانيا للتدرب على جراحات زراعة القلب والأجهزة المعاونة لعضلة القلب، وحصل على رخصة مزاولة المهنة في الولايات المتحدة الأميركية عام 2005، وزمالة كلية الجراحين البريطانية عام 2006.

وفي آذار (مارس) 2011 حمّل باسم يوسف حلقات بعنوان "باسم يوسف شو" على موقع اليوتيوب، فلاقت إقبالاً كبيراً، وكان يكشف فيها أكاذيب الوسائل الإعلامية التقليدية في تغطيتها للثورة المصرية. ورغم أنه لم يستخدم في تصوير تلك الحلقات سوى وسائل تقليدية، مجرد طاولة وكرسيّ وكاميرا واحدة ولوحة جدارية تضم صوراً التقطها الهواة من ميدان التحرير، إلا أنه أظهر موهبته من خلالها.

وجاءه عرض من قناة "أون تي في" لتقديم برنامج سياسي ساخر اسمه "البرنامج"، مما جعل باسم يوسف الشخص الأول في مصر الذي يتحول برنامجه من الإنترنت إلى شاشة التلفزيون.

وكان العرض الأول للبرنامج في رمضان 2011، ثم انتقل به من قناة "أون تي في" إلى قناة "سي بي سي"، ليحقق شهرة واسعة في مصر وفي جميع أنحاء العالم، من خلال ظهوره على شاشات قنوات "سي إن إن" و "بي بي سي"، وعلى صفحات صحيفة "الغارديان" ومجلة "بلومبرغ بيزنس ويك"، وغيرها من وسائل الإعلام العالمية. حتى أن الإعلامي الأميركي الشهير جون ستيوارت استضاف باسم يوسف في برنامجه "ذا ديلي شو" لإجراء مقابلة مطولة معه، وفي الحلقة قال ستيوارت لباسم يوسف: "أنا أعرف القليل عن أعمال الفكاهة، ولكن برنامجك مميز، وأنت مبدع فيه، إنه برنامج ذكي تم تنفيذه جيداً". وباسم يوسف متزوج ولديه طفلة اسمها نادية أظهر صورها في بعض حلقات برنامجه.