في شهر رمضان الكريم، يتوقف بعض المطربين والمطربات عن الغناء العاطفي ويكتفون بتقديم أدعية وأغنيات دينية.
وهذا العام بدأ العديد من نجوم الغناء الاستعداد لهذه التجربة، رافعين شعار: «الغناء الديني يكفي». فمن هم أبرز هؤلاء المطربين والمطربات؟ وماذا يحضرون من أغانٍ وأدعية دينية؟ وماذا يقولون عنها؟

يعود المطرب عمرو دياب إلى تقديم الأدعية الدينية، بعد غياب منذ عام 2008 عندما قدم أدعية لشهر رمضان الكريم، حققت نجاحاً كبيراً.
ويقدم عمرو خلال شهر رمضان المقبل عدداً من الأدعية الدينية الجديدة التي سجلها خلال العامين الماضيين وكتبها الشاعر مجدي النجار، ولحنها دياب بنفسه وتم تسجيلها في أحد استوديوهات القاهرة، وكان من المقرر إطلاقها على شاشات التلفزيون في رمضان الماضي، لكن عمرو قرر تأجيلها إلى رمضان الحالي لتأخذ حقها في الانتشار.
ومن المقرر بث هذه الأدعية قبل أذان المغرب على معظم القنوات الأرضية المصرية، بالإضافة إلى المحطات الإذاعية، وذلك بالاتفاق مع شركة «روتانا للصوتيات» التي تنتج الأدعية.
دياب لم يصرّح بأي تفاصيل عن الأدعية، إلا من خلال لقائه الذي أقامه مع محبيه على موقعه الإلكتروني قبل أشهر، لكن «لها» علمت أن مدة الدعاء الواحد لن تتجاوز دقيقتين، وتدور الأدعية حول عدد من أسماء الله الحسنى التي كان قد بدأها في التجربة الأولى.
يذكر أن أعمال دياب الدينية دائماً ما تجد رواجاً كبيراً لدى المستمعين، فقد حققت أغنية «يا نور»، التي كانت التتر الخاص ببرنامج الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي نجاحاً كبيراً.

رغبة الجمهور
أملاً في استكمال نجاح أدعيته الدينية التي قدمها رمضان الماضي، قرر المطرب المغربي عبد الفتاح الجريني طرح عدد جديد من الأدعية الدينية خلال شهر رمضان المقبل، من إنتاج شبكة الإذاعة المصرية الشرق الأوسط، وسيتم بثها على موجتها قبل مواعيد الصلوات وبعدها، وتتناول قضايا ضعف الإنسان وتوبة العاصي وأمل المسلم في الجنة.
ويتعاون فيها مع الشعراء محمد الغنيمي وإبراهيم أبو زيد وعمر كمال الدين، والألحان لأحمد أبو زيد، والتوزيع لكريم أبو زيد.
وعنها يقول عبد الفتاح الجريني: «طلب مني عدد كبير من الناس أن أطرح ألبوماً يتضمن تلك الأدعية، وعدداً آخر من الأغاني الدينية، لكنني رأيت أن هذا الطلب صعب، وقد يكون مستحيلاً في الوقت الحالي، بسبب الظروف التي يمر بها وطننا العربي ومشاكل شركات الإنتاج، لكن وجاهداً أن أحقق تلك الرغبة لجمهوري في أقرب وقت».
ويضيف: «عندما قدمت الأدعية لأول مرة قبل عامين وحققت نجاحاً كبيراً، قررت أن أكرر التجربة كل عام حتى لا نحرم المستمع العربي من تلك الروحانيات الجميلة في هذه المناسبة الكريمة، ولذلك أحاول كل عام تقديم عدد من الأدعية التي تحث المسلمين على عباداتهم وصلواتهم».

ألبوم مؤجل
أما المطرب السوري مجد القاسم الموجود في مصر، فقرر أن يطرح ألبوماً دينياً كاملاً خلال شهر رمضان الكريم، يتضمن عدداً من الأدعية والأغاني الدينية التي تدور فكرتها حول المناسك الدينية مثل الصلاة والصوم والحج.
الألبوم من إنتاج مجد القاسم نفسه وسيوزَّع في مصر بواسطة شركة صوت القاهرة، ويتضمن 20 أغنية ودعاءً دينياً وسيحمل عنوان «روحانيات»، يتعاون خلاله مع الشعراء نبيل الفكهاني وعبد المنعم طه وطاهر كامل، وفي التوزيع الموسيقي سيرجيو ووليد مصطفى، أما التلحين فللمغني نفسه.
وكان من المفترض طرح الألبوم شهر رمضان الماضي، لكنه أرجئ إلى العام الحالي بسبب بعض المشاكل الإدارية التي واجهت المطرب السوري في إنهائه.
وعن ذلك يقول مجد القاسم: «بالفعل كان من المقرر أن يصدر الألبوم العام الماضي بست أغنيات فقط، لكن بعد أن واجهت عدداً من المشاكل الاقتصادية والإدارية قررت أن نؤجله بعض الوقت، وأن نعمل على تقديم عدد آخر من الأغاني والأدعية الدينية التي تحث المسلم على الاقتراب من الله سبحانه وتعالى في ذلك الوقت من كل عام.
وبالتزامن مع تسجيل الألبوم، صوّرت عدداً من الأدعية الدينية داخل الألبوم لكي تذاع خلال أوقات مختلفة من أيام الشهر الكريم، ومنها أغنية تحمل اسم «في حماك يا رب» مع المخرج عمرو محمود، ونستعرض من خلالها أهم المعالم الدينية في مصر بطريقة الغرافيك».

تراجع أنغام وتردد جنات
تراجعت أنغام عن فكرة تقديم الجزء الثاني من ألبومها الديني الذي طرح العام الماضي بعنوان «الحكاية المحمدية»، وذلك لانشغالها بتصوير مشاهدها بمسلسل «في غمضة عين»، وإن كانت ستحاول مع بداية شهر رمضان أن تقدم عدداً من الأدعية الدينية مع الشاعر جمال بخيت الذي انتهى من إعدادها وينتظر موافقة أنغام لكي تسجلها بصوتها، وتذاع خلال منتصف شهر رمضان الكريم.
أما المطربة المغربية جنات فتردّدت في التجهيز لأعمال دينية لشهر رمضان، وذلك لانشغالها في التجهيز لألبومها الغنائي الجديد الذي من المقرر إطلاقه عقب انتهاء الشهر الكريم.
تقول جنات: «انشغالي في ألبومي الجديد جعلني مترددة في التحضير لأعمال دينية خلال شهر رمضان، سواء كانت أغاني أو أدعية جديدة، لأن أغاني الألبوم الجديد جعلتني مقيمة طوال الوقت في الاستديو.
لكن قد أقدم أغنية دينية خلال شهر رمضان كما فعلت السنة الماضية، فهناك اتفاقات مع الشاعر والمنتج وائل غرياني على أن أقدم أغنية خلال العام الحالي، وإن يكن تنفيذها سيتوقف على الوقت المتاح أمامنا».

ثواب
أما المطربة المحجبة شاهيناز فقررت استكمال نجاحها في تقديم الأغاني الدينية بطرح عدد من الأدعية الخاصة بشهر رمضان الكريم.
وقد بدأت التجهيز لها في كانون الثاني/يناير الماضي وأنهتها في أيار/مايو، وتتعاون فيها مع الشعراء حسني حجاج ومحمد عبد الحميد وعمر عادل، أما تلحينها وتوزيعها فلزوجها الملحن والموزع آدم حسين.
مدة أدعية شاهيناز الجديدة تراوح بين دقيقتين وثلاث، وتدور أفكارها حول أهمية العمل في الإسلام، وتقرب المسلم من ربه خلال أيام شهر رمضان الكريم، وضرورة تكاتف المسلمين والمسيحيين فيها.
تقول شاهيناز: «لم أفكر من قبل في تقديم تلك النوعية من الأغاني، لكن بعد أن ارتديت الحجاب بدأت أستمع إلى تلك النوعية بشكل كبير، وعشقت الأغاني والأدعية الدينية بشكل خاص عندما قدمها المطرب التركي ماهر زين، فلديه شعور جميل عندما يتغنى في مدح الدين الإسلامي.
وبصراحة كنت قلقة عندما طرحت العام الماضي ألبوم «الصعب هيعدي»، والذي تضمن ثماني أغنيات دينية هي «بتهل علينا» و«الصعب هيعدي» و«خلفاء راشدين» و«شروق وغروب» و«شهر الهدى» و«طلع البدر علينا» و«تحيتنا السلام» و«أنت اللي القلب عارفك». لكن بعد أن حقق نسبة نجاح جيدة، رأيت أنها تجربة ستكسبني ثواباً عند الله سبحانه وتعالى، فقررت الاستمرار فيها هذا العام أيضاً».

فيروز كراوية
أما المطربة الشابة فيروز كراوية فستكون مختلفة تماماً عن منافسيها من المطربين في طرح الأغاني والأدعية الدينية، فتقدم مجموعة من الأشعار الصوفية خلال شهر رمضان, بدأت تسجيلها قبل شهرين.
وعن هذه التجربة تقول: «أريد أن أقدم شيئاً مختلفاً عما يقدمه غيري من المطربين في موسم الأدعية الدينية، ولذلك وجدت أن الأشعار الصوفية لها طابع خاص لدى المسلمين وغير منتشرة ولم يذهب إليها مطربون آخرون لكي يقدموها، فهي نوع من الاختلاف المطلوب، سواءً لنا كمطربين أو حتى للجمهور الذي من حقه أن يسمع غناءً دينياً جديداً ومختلفاً».

فيديو كليب
في حين أن المطرب إيهاب توفيق لن يطرح أي أغانٍ أو أدعية دينية جديدة خلال شهر رمضان المقبل، فإنه سيصوّر عدداً من الأغاني الدينية التي قدمها العام الماضي، وذلك بعد أن اتفق مع الشركة المنتجة لألبومه الديني «أرحنا يا بلال» على تصوير كليبات لجميع أغاني الألبوم التي كتبها الشاعر وائل غرياني ولحنها أشرف سالم ووزعها أنور عمرو.
والأغنيات هي «سيدنا النبي» و«أبو بكر» و«خديجة» و«أحلم بالجنة» و«سلامة القلوب» و«نبينا يوسف» و«عمر الفاروق» و«روضة من رياض الجنة»، أما بقية أغاني الألبوم فقد صورها إيهاب في أوكرانيا العام الماضي.
ويقول الفنان: «أحب دائماً الوجود مع جمهوري في المناسبات الدينية، ولذلك أحاول كل عام أن أقدم عملاً دينياً جديداً، فنجاح ألبوم «إلا رسول الله»، الذي قدمته قبل ثلاث سنوات، دفعني إلى أن أقدم ألبوم «أرحنا يا بلال».
ونظراً إلى صعوبة طرح ألبوم في العام الحالي قررت تصوير كليبات للأغاني التي لم تصور من الألبوم، وذلك من خلال عرض لصور من الطبيعة الخلابة وعدد من المساجد والأماكن الدينية المقدسة مع الأغنية، كما سيتم بث الأذان بصوتي على عدد من القنوات الفضائية، مثلما حدث العام الماضي».

تراث
المطرب مدحت صالح قرر بدوره العودة الى الغناء الديني في شهر رمضان، من خلال تسجيل أغنية جديدة بعنوان «روحولو المدينة» التي قدمها خلال إحدى الحفلات في دار الأوبرا المصرية.
وبعد تحقيقها نجاحاً كبيراً قرر تسجيلها وطرحها في شهر رمضان الكريم لكي تذاع خلال أيام الشهر المبارك بصفة دورية.
والأغنية من كلمات الشاعر الراحل محمد علي أحمد وألحان الموسيقار الكبير الراحل كمال الطويل.

تقول كلماتها
روحولو روحولو روحولو المدينة
روحولو وشاهدو وباركوا وعاهدوا نبينا
محمد نبينا.. محمد نبينا.. روحولو المدينة

ويقول مدحت صالح عن الأغنية: «أغنية روحولو المدينة» هي للمطرب عبد الحليم حافظ، لكن وقتها لم تحقق نجاحاً كبيراً أو لم يهتم بها الكثيرون، ولذلك عندما سمعتها لأول مرة قررت أن أعيد غناءها، وأذكر الناس بالأغنية الدينية الجميلة التي غابت عنا فترة طويلة.
وأحاول من خلال تلك التجربة الغنائية إحياء تراث الأغاني الدينية التي نسيناها مع مرور الزمن».