نساء ناجحات... يتحدَّثن عن أسرار نجاحهن
منى أبو سليمان, المرأة السعودية / نساء سعوديات, المرأة المصرية / نساء مصريات, المرأة العربية / نساء عربيات, مضاوي عبدالله الحسون, النجاح المدرسي, المرأة الكويتية / نساء كويتيات, سوزان المشهدي, حقوق المرأة السعودية, تهاني الجبالي, سعاد عبد الله, أسرار
05 نوفمبر 2012نرمين بليغ
أما نرمين بليغ عبد المنعم فهي أول امرأة تحقق نجاحاً عملياً في العالم الافتراضي، لتكون صاحبة أول مكتب استشاري هندسي «أونلاين».
تؤكد نرمين أنها استلهمت الفكرة من برنامج أوبرا وينفري عقب تخرجها عام 2005، حين كانت أوبرا تعرض مشاريع صغيرة لنماذج مختلفة من النساء يقمن بتسويقها على الإنترنت، فقررت أن تقيم مشروعاً في العالم الافتراضي نظراً الى التكاليف والصعوبات غير المستعدة لها أن أرادت إنشاء مكتبها الاستشاري على أرض الواقع. تقول: «بداية استفدت من تجربة عملي في المكاتب الاستشارية طوال فترة الدراسة في الجامعة، ومن هنا تحققت لديَّ الخبرة في إدارة مشروعي، خاصة أنني لمست نقاط الضعف والقوة في كل مكتب عملت فيه. فأنشأت بنفسي أول موقع إلكتروني بي، ومن أجل انتشار أوسع اتفقت مع شخص في السعودية لتوزيع مطبوعات تعريفية بمكتبي الافتراضي والخدمات التي أقدمها من خلاله، في أوقات الحج والعمرة».
وتضيف: «حالياً أقدم جميع الخدمات الاستشارية الهندسية من خلال مكتبي في العالم الافتراضي وأقدم أفضل جودة بأقل سعر من أجل الانتشار أكثر، وهذا لا ينفي أنني تدرجت في إنشاء الأقسام منذ بدايتي 2005 حتى الآن، ففي البداية كنت أعمل بمفردي مقتصرة على القسم المعماري، بعدها توسعت في القسم، وأنشأت أقساماً أخرى مثل الإنشائي والديكور. ولعل أكثر ما يميز مكتبي هو توفير خدمة عملاء أونلاين التي تساعد العميل في أي وقت كان، وهذا غير متوافر حتى في المكاتب الاستشارية الموجودة على أرض الواقع».
من ناحية العقبات، تشير صاحبة أول مكتب استشاري أونلاين، إلى أن أكبر العقبات التي تقابلها حالياً هي التسويق، خاصة أنها تصعد خطوة خطوة حسب إمكاناتها، إضافة إلى أن المواطن العربي ما زال غير مستعد لخوض تعاملات كبيرة على الإنترنت.
وتشرح نرمين بليغ هدفها بقولها: «أتمنى أن أنافس المكاتب الاستشارية الأوربية والأميركية، فدائماً ما أرى أن عملهم في بعض الدول العربية مثل الإمارات بسيط يمكني القيام به، وأي مكتب تنفيذي عربي يمكنه القيام به، وهذا يعني تقاربنا في المستوى. لذا أتمنى أن أنافسهم في بلادهم كما ينافسوننا في بلادنا، وأعتقد أن حلمي جائز ومشروع، فنحن كفريق عمل جيد من الشباب مفعم بالأفكار والطاقات التي تمكنه من تحقيق حلمه».
جورجيت قلليني
أما النائبة البرلمانية السابقة والناشطة الحقوقية جورجيت قلليني فهي أشهر نائبة برلمانية منذ عام 2005، ولقبت على مجموع مواقفها بالجريئة، وهي حاصلة على الدكتوراه في القانون التجاري الدولي، وتعمل محامية وسبق لها العمل رئيساً للنيابة، ثم تولت العمل في إدارة التشريع بوزارة العدل كأول سيدة تشارك في العمل بهذه الإدارة. ومثلت مصر في لجنة قانون التجارة الدولية بالأمم المتحدة أربع دورات حتى اختيارها عضواً معيناً في مجلس الشعب في دورتيه 2005 و 2010، وعضواً في المجلس القومي لحقوق الإنسان.
تقول جورجيت إن والدها كان رجلاً حكيماً، ولم يكن يعتمد في تعليمها على التلقين والتوجيه، وانما كان يعلمها الدرس من خلال تصرفاته وكلامه الحكيم، دون أن يجبرها على فعل شيء. إلا أنه فارق الحياة ولم تكن تتعدى الرابعة عشرة من عمرها، لكن كل تصرفاته ظلت محفورة في ذهنها ومشت على نهجها، واهتمت بالعلم حتى حصلت على الدكتوراه وأصبح لقب الدكتورة أفضل الألقاب بالنسبة لها، رغم تعيينها في البرلمان، إلا أنها لم تحب لقب النائبة لأنه في وجهة نظرها مرتبط بكرسي وهي تكره حب الكرسي أو المنصب.
وتضيف أن من أسباب نجاحها اعتبارها أي منصب تولته مجرد وسيلة لتسهيل وصولها إلى فكرة أو هدف لخدمة الصالح العام، وتقول: «علمني أبي أنه إذا تعارضت المصالح الشخصية مع العامة فلابد من تغليب المصلحة العامة لأنها الأبقى والهدف الأسمى، فنفذت مقولته طيلة حياتي».
وعن تلقيبها بالجريئة تقول إن عدم سعيها إلى المناصب لم يكن بسبب أن أحد المسؤولين أو القيادات ضغط عليها لأن الاستقتال من أجل المنصب يجعل المسؤولين يمارسون كل أشكال الضغط على هذا الشخص، ولأنها تعلم ذلك جيداً فضلت أن تعيش حرة لا أسيرة منصب.
وعن أسرار نجاحها، تقول: «موت أبي كان دافعاً قوياً لأن أصبح كما كان يتمنى أن يراني، إنسانة مثقفة وشجاعة ولا أخشى في الحق لومة لائم، فأصبحت رئيسة لاتحاد الطلبة وانا في المرحلة الثانوية، كما كنت من أبرز أعضاء فرقة الموسيقى، مما أكسبني هدوءاً نفسياً. وكنت أيضاً في فريق الخطابة وجميع الأنشطة التي شاركت فيها كنت أمارسها في نفس الوقت، وبالتالي كنت دائماً مشغولة الذهن والهدف. وبعد المرحلة الثانوية مباشرة تزوجت، وشعرت بعد الزواج أن ربنا وهبني هدية وعوضني عن وفاة أبي، وساعدني زوجي في الحصول على الليسانس والماجستير والدكتوراه بتفوق، رغم أن مجاله كان بعيداً كل البعد عن الاتجاه الأكاديمي، فهو كان رجل أعمال، لكنه توفي مبكراً وترك لي رصيداً ضخماً من التشجيع ساعدني في التصدي بمفردي لتربية ابنتيّ».
داليا زيادة
بدأت داليا زيادة، الفتاة المصرية الأكثر تأثيراً في العالم، مشوارها مع الحقوق والحريات منذ كان عمرها 12 عاماً، لتناهض الختان الذي تضررت منه داخل عائلتها أولاً، مؤكدة أنها اعتمدت في إقناع أفراد العائلة على قراءاتها ونجحت في الأمر. وعندما دخلت الجامعة كوّنت حركة «طالبات ضد الختان» ومارست رفضها لتلك العادة السيئة على نطاق أوسع، فكانت تقيم مع زميلاتها حلقات نقاش شعبية في الأسواق ليوضحن للنساء مدى انتهاك تلك العادة لجسد المرأة، وأنها ليست مقياس العفاف كما يزعم الكثيرون.
بعد التخرج من كلية الآداب قسم اللغة الانكليزية، عملت زيادة في الصحافة لمدة عامين، ولكنها لم تجد نفسها في ذلك المجال، وتقول: «لم أكن صحافية ميدانية بل عملت في القسم الخارجي في ترجمة التقارير الصحافية الإنكليزية، لكنني وجدت أن الأمر ممل جداً واكتشفت أن مجال حقوق الإنسان هو الذي يفتح أمامي الطريق للدفاع عن المبادئ التي أؤمن بها وحقوق الضعفاء، فمارست هوايتي في الكتابة على مدونتي التي تحمل اسمي واغرقت في مجال حقوق الإنسان. في البداية كنت مهتمة بحقوق المرأة والشباب، وكان ذلك سبباً في تعرضي لمضايقات من النظام السابق، وبحثنا عن مكان بديل، وكنت مصرة على إقامة مهرجان للتعريف بحقوق الإنسان ومدى الظلم الواقع على المواطن المصري، وحمداً لله لم يتوقف المهرجان لمدة خمس سنوات على التوالي وسيقام في موعده هذا العام أيضاً، خاصة أنه المهرجان الأول من نوعه في الشرق الأوسط».
عمل داليا في مكتب القاهرة لمنظمة المؤتمر الإسلامي الأميركي، جعلها تسعى لتغيير صورة المرأة المصرية لدى الغرب، فعملت على تحرير كتاب لتجديد الخطاب الديني للمرأة في العالم الإسلامي وترجمته إلى اللغة الانكليزية، فانتشر في دول أجنبية كثيرة منها أميركا، مما جعلها تلقي محاضرة في «هارفرد» عام 2009، ثم قابلت المستشارة الأولى للرئيس الأميركي باراك أوباما، وكان محور نقاشهما عن الشباب والمرأة في الوطن العربي، لتكون أول مسلمة محجبة تدخل البيت الأبيض.
تشير زيادة إلى أن اختيارها ضمن مئة امرأة الأكثر تأثيراً في العالم، لم يأتِ مصادفة بل لبصمتها الحقوقية، كما ذكرت بعض وسائل الإعلام الأجنبية التي اعتبرت أن ترجمتها لكتاب «استراتيجيات العمل غير العنيف» بهدف التغيير السلمي كان حافزاً لنجاح ثورة الشباب المصرية بيضاء.
وأفادت بأنها ترى هذا النجاح رسالة من الله لتستمر في جهودها في مساعدة الفئات الأكثر ضعفاً وفي توعية الشباب سياسياً، وتقول: «الآن أنا مشغولة بالمرحلة الانتقالية ومهتمة بكل القضايا المتعلقة بها. وبحكم عملي الآن كمدير تنفيذي لمركز «ابن خلدون» لحقوق الإنسان، نعمل كفريق عمل على إيجاد تصالح مجتمعي بين الفئات المختلفة كالشعب والشرطة، في محاولة لسد الفجوة بينهما وإعادة الأمن».
وتعترف زيادة بأن طموحها الحالي لن يتحقق إلا بعد عشر سنوات، وهي تعمل جاهدة من أجل الوصول إليه لتكون أول رئيسة لمصر، وتوضح: «ما زال لديَّ بعض الوقت لأعمل على تحقيق هذا الهدف، فعمري الآن فعلياً ثلاثون عاماً وأمامي عشر سنوات لأغير ثقافة الشعب كي يثق بامرأة وينتخبها. حاولت في الانتخابات البرلمانية، ورغم أنني لم أوفق فيها إلا فقد اكتسبت خبرة كبيرة ستفيدني في ما بعد».
الدكتورة دينا شكري
الدكتورة دينا شكري، أستاذ ورئيس قسم الطب الشرعي والسموم في كلية الطب جامعة القاهرة والأمين العام للرابطة العربية للطب الشرعي التابعة لاتحاد الأطباء العرب، اختيرت أخيراً رئيساً للأكاديمية المتوسطية للعلوم الشرعية، لتكون أول امرأة على الإطلاق (عربية أو أوروبية) تشغل هذا المنصب.
الدكتورة دينا شكري عملت، بعد تخرجها في كلية الطب، نائباً في قسم الأمراض النفسية والعصبية. كان حينها تخصص السموم الإكلينيكية جديداً في مصر، فقررت اختراقه مستشعرة تميزها فيه رغم حداثته. تقول: «كان تخصص علاج السموم مرتبطاً بالطب الشرعي، لكنني في بداية حياتي العملية مارست علاج السموم فقط، وعندما انتقلت إلى العمل في الإمارات مارست الطب الشرعي بصورة ميدانية، وبدأت أشعر بآلام الناس وأبحث عن كيفية مساعدتهم وتوثيق إصاباتهم للحصول على حقوقهم».
وتضيف: «عشقت ممارسة الطب الشرعي لأنه يساعد على إعمال العدالة ونصرة المظلوم، ثم بدأت أبحث في المجتمع أكثر، فوجدت أن الفئات المهمشة هي الأكثر حاجة إلى مساعدتي في تخصصي، فوجدت أن الطفل المُعنَّف عندما يكبر يمارس العنف بصورة فجة على الطرف الأضعف، مثل أمه وأخته وزوجته، فتوسعت مدارك اهتمامي بالعنف المجتمعي ضد الفئات الضعيفة كالمرأة والأطفال والمسنين».
وتلفت شكري إلى أن اختيارها رئيساً للأكاديمية الأورومتوسطية للعلوم الطبية الشرعية، وتقلدها العديد من المناصب الأخرى، جاءا نظراً الى اهتماماتها المتشعبة في الطب الشرعي والسموم، مؤكدة أن المنصب الجديد كان حافزاً لها لزيادة نشاطاتها، فكان أول ما قامت به بعد تعيينها تمثيلها المرأة المصرية في مؤتمر للمنظمة الأورومتوسطية للتنمية المعقود في نيسان/ابريل الماضي، وكان موضوعه «دراسة التحديات لمواجهة المرأة خاصة العاملة في كل المجالات بدول حوض البحر الأبيض المتوسط وألمانيا».
وتؤكد الدكتورة دينا شكري أن أهم طموحاتها هو ربط تخصص الطب الشرعي بالمجتمع، لذا تعمل مع زملائها في جامعة القاهرة على إنشاء مركز طبي للمعنَّفين، يقدم لهم المعونة العلاجية النفسية والجسدية، آملة أن يكون هذا المشروع الذي قدمته إلى الأكاديمية الأورومتوسطية، علامة في علاج العنف الأسري في مصر.
وتعترف في نهاية حديثها بأن الجندي المجهول في قصة نجاحها هو زوجها وأولادها، فهم ساندوها وكانوا سببا في نجاحها، وقد اعتمدوا على أنفسهم وتحملوا معها المسؤولية في مرحلة مبكرة.
وتنصح كل امرأة عاملة بقولها: «لا تسمحي لأحد بسرقة حلمك أو عرقلة هدفك، بل اعملي بكل طاقتك على تحقيقه، وحاولي إلا تقصري في حقوق من حولك خاصة أسرتك، فذلك سيعينك على النجاح أيضاً، فمن المؤكد أنه سيتفهمون يوماً ضرورة نجاحك بالنسبة إليهم. واعملي جاهدة على أن يكون لكِ بصمة مميزة في كل مكان، وأولها منزلك وأولادك، فإذا لم تستطيعي تحقيق التميز معهم ستفشلين خارج المنزل».
في مصر:
تهاني الجبالي أول قاضية مصرية: عدم معاناتي قهر الرجل أحد أسباب نجاحي
عندما يكون الاستعداد والموهبة موجودين فهما بحاجة الى دعم من المحيط الاجتماعي، فإذا توافر هذا الدعم فإن النجاح مضمون بنسبة عالية. وهو ما نجده في هذه التجارب الناجحة من مصر.
تهاني الجبالي
القاضية تهاني الجبالي هي أول سيدة مصرية تتولى مهنة القضاء لتصبح نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، ولها مواقف حاسمة على المستوى السياسي، ورغم ذلك فهي لم تحسب يوماً على جماعة أو أي قوى سياسية.
تهاني تأثرت كثيراً بحياتها الأسرية في منزل أبيها، فتقول إن والدها كان يعمل في المراقبة الطبية بالصليب الأحمر، وأعطاه العمل في هذا المجال الفرصة لزيارة عدد كبير من البلدان، فكان رجلاً مستنيراً علماً أنه من عائلة دينية عريقة، فجده الأكبر الشيخ إبراهيم الجبالي أحد أعضاء هيئة كبار العلماء، أما والدتها فكانت من الرعيل الأول الذي عمل في وزارة التربية والتعليم، إلى أن أصبحت وكيلة للوزارة في الأربعينات، فكانت امرأة مثقفة لكنها كانت من أسرة بسيطة. ومن هنا تقول تهاني: «تعلمت أول درس في حياتي، كان أحد أهم أسرار نجاحي، وهو إذابة الفوارق، فرغم فرق المستوى المادي بين أسرتيْ أبي وأمي، إلا أن والدي كان يحب أمي حباً شديداً، ويفضلها على كل النساء، وكان لا يخفي فخره بها في أي مكان، واحترامه لها على كل المستويات. فعرفت قيمة الحب والجمع بين المتناقضات عندما استطاعا أمي وأبي، أن يذيبا كل الفوارق وينجحا في حياة شديدة التفاهم والإنسانية والرقي، وهذه البصمة أثرت كثيراً في حياتي».
وتتابع: «كنت محظوظة لأن ثقافة أمي وانفتاح أبي جعلهما لا يمارسان أي ضغوط من أجل التحاقي بإحدى الكليات، مما يطلقون عليها كليات القمة كالطب أو الهندسة، وذلك عندما تفوقت وحصلت على المركز الخامس على مستوى الجمهورية في الثانوية العامة، ولم يعارضا قراري بالالتحاق بكلية الحقوق، لأنهما كانا يعلمان حلمي منذ الصغر بأن أصبح محامية ناجحة، بل وشجعاني في دراستي، وكان دعمهما لي من أسرار نجاحي أيضاً، فتعلمت كيف أتمكن من تحقيق الحلم».
وكشفت أحد أهم أسرار نجاحها، وهو وجود الرجل في حياتها، فتقول: «أنا من النساء المحظوظات اللواتي لم يعشن أي فترة قهر من الرجال، فقد كرمني الله بأب وأخ وزوج وابن متفهمين ومساندين لى في كل شيء، ولم يكونوا يوماً عائقاً في حياتي أمام تحقيق أي حلم من أحلامي. والدي كان يحب الفنون، فكان يجمع في بيته جلسات دائمة تضم الشيخ مصطفى إسماعيل، وكان يعزف على العود، والشيخ سيد النقشبندي والأنبا يؤانس، وكان يهوى العزف على الناي. أما أبي فكان صوته جميلاً، هم يعزفون وهو يغني لعبد الوهاب وأنا وإخوتي كنا نستمتع بالفن الراقي، وكنا نستمع لأم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم، فكنت من الجيل الذي استطاع أن يمزج بين قدراته الفكرية والوجدانية. كما أنني قرأت الأعمال الكاملة لطه حسين ونجيب محفوظ وحسين هيكل، وهو ما خلق بداخلي حالة من التوازن النفسي».
وحول سر إجادتها التحليل السياسى تقول: «تربيت على مبادئ عبد الناصر وعشت في عهده، فكان قدوة لى في عدم الانكسار أياً كانت الضغوط. كما تعلمت منه كيف أتفانى في الإحساس بالمحرومين والطبقة الفقيرة، وعشت أيضاً في عهد السادات وعرفت معنى التحدي والإرادة في عدم التفريط في شبر واحد من أرضنا».
وتعترف بأن أهم أسرار نجاحها ممارستها لمبدأ الأمومة منذ كانت في الجامعة، فكانت أمًّا لكل زملائها وزميلاتها، وبعد ذلك أصبحت أمًّا لكل أصدقائها في مجال العمل، وكذلك تعاملت بهذا المبدأ مع جيرانها، فتمكنت من كسر إحساس الغيرة، وإلى الآن يناديها أصدقاؤها بـ «ماما»، رغم تبوئهم مناصب عاليه ورفيعة في الدولة.
وتختم كلامها قائلة: «حلمت للمرأة المصرية بأن تصبح قاضية، لأنني كنت أرى أنه من حقها العمل بهذا المجال، ورأيت أن سر الوصول إلى هذا الهدف هو التعلم حتى النهاية، وبذل أقصى مجهود من أجل إحياء وإعلاء كلمة الحق، بالإضافة إلى صدق الانتماء للوطن وتجنب الإحساس بالذاتية، وعدم تفضيل المصالح الشخصية، فمشيت على هذه المبادئ وعرفت سر النجاح، فأصبحت أول قاضية مصرية».
سوزان المشهدي
تحدثت الكاتبة السعودية سوزان المشهدي عن بداياتها في مجال الكتابة والتي نمت معها من الصف الرابع ابتدائي، فكانت تحصل على الدرجات النهائية، وكانت زميلاتها يطلبن منها كتابة رسائل الاعتذار للمعلمات وغيرها. كانت المشهدي تدون خواطرها خفية عن أسرتها، وحتى اللحظة تحتفظ بدفاترها الخاصة وكتاباتها الشخصية. لكن الكتابة بالشكل العلني بدأت قبل حوالي عشر سنوات، فكانت تكتب في صحيفة «عُكاظ» مقالات متقطعة وتجيب على بعض المشاكل الاجتماعية، وبدأت في مجال الكتابة بشكل حِرفي في العام 2006 في جريدة «الحياة» التي منحتها الفرصة بشكل كامل.
وأشارت إلى أن اختياراتها في الكتابة كانت مستقاة من أرض الواقع الذي تعرفه جيداً، وقالت: «لا أخاف من التطرق إلى مواضيع لم يتطرق إليها أحد من قبل، وفي الغالب هي مواضيع اجتماعية وثقافية في الدرجة الأولى وتهم كل إنسان، مثل عنف زوجات الأباء، والأحكام الخاصة بالعقوق، وقبول طلبات الأب بسجن الأبناء بدون تهم تستحق كل هذه العقوبات، والعضل، وبعض الاعلانات مثل مقال الليل الذي لاقى أصداء واسعة كون كاتبة المقال امرأة تتحدث بجرأة عن اعلانات جنسية والتلميحات الغريبة التي تتضمنها».
تلقت تهديدات حاولت الوقوف أمام مسيرتها ككاتبة سعودية ومن بينها محاولة منعها من المشاركة كأول سيدة في لجنة الاشراف على انتخابات الأندية الأدبية، وتضيف: «تلقيت تهديدات من جهات لا أعرفها، ولم تُعلن عن نفسها، فلم آبه لها وتوكلت على الله، وذهبت للمشاركة في هذه المناسبة ولم يحصل لي أي مكروه والحمد لله».
عائلتها كانت الداعم الاساسي لها في مشوارها المهني وكان هناك وقت لكل شيء بقليل من التنظيم وترتيب الأولويات. كما أن زوجها كان الداعم الأكبر لها.
في السعودية:
دعم العائلة والمجتمع وراء نجاح العديد من السعوديات
عندما يكون الاستعداد والموهبة موجودين فهما بحاجة الى دعم من المحيط الاجتماعي، فإذا توافر هذا الدعم فإن النجاح مضمون بنسبة عالية. وهو ما نجده في هذه التجارب الناجحة من السعودية.
مضاوي الحسون
«الحياة المثمرة عنوان لمشوار حياتي المهنية والعائلية». بهذه العبارة وصفت سيدة الأعمال السعودية مضاوي الحسون طريق نجاحها في حياتها المهنية الذي لم تتوان فيه عن العمل الدؤوب، والجهد المتواصل، والاستمرار للوصول إلى ما تصبو اليه، وما زال هناك الكثير لتقدمه.
تقول: «كنت أحرص دائماً على الحداثة والتجدد في العلم، وبدأت مشواري في مواجهة التحديات. ففي مجال العمل لم أجد شيئاً لا يمكن مواجهته وحله بكل الطرق، فالإصرار المصاحب لشخصيتي القوية يجعلني أتغلب على المعوقات التي تواجه المرأة في بداية حياتها. وأقول إن مواجهة تلك التحديات التي تعترض طريقنا، والتركيز على حلها من جذورها، أفضل من الندب على وجودها وإبرازها بطرق أهم من الحلول. لأن إبراز المشكلة والتحدث عنها مطولاً يولّدان حالة نفسية سيئة تُفقدنا الثقة بأنفسنا وتُشعرنا بالاحباط وتجعل منا كمن يقف داخل حفرة عميقة لا يستطيع الخروج منها. فلا توجد مشكلة بدون حل حتى وإن كانت مستعصية».
واجهت الحسون التحديات في مشوارها المهني بنسبة تقارب الـ 80 في المئة، فالمرأة السعودية، لم يكن طريقها ممهداً او مفروشاً بالورود: «كنت محظوظة جدا لأن عائلتي تٌقدر العلم والتعليم، فالإنسان الناجح لا بد أن يكون محاطاً بأشخاص آمنوا معه بهذه المسيرة. فالعائلة كان لها الدور الأكبر في دعمي». فوالدها الذي لا يقرأ ولا يكتب وضع نصب عينيه تعليم بناته جميعاً بأرقى مستويات التعليم في الخارج، ولم يبخل على تعليمهن، وساوى بينهن وبين أشقائهن الذكور لاقتناعه الدائم بأن التعليم حماية للمرأة ولكرامتها وصون لها من تقلبات الزمن. وقالت: «أحمد ربي كثيراً على هذا الأب، وكذلك أمي التي كانت تعمل على تثقيف نفسها، وأعطتنا قيماً مهمة في الحياة، وغرست فينا التفكير بجوهر الحياة، فالأم التي تُعد نفسها بنفسها تُخرج أجيالاً متعلمة وواثقة وقادرة على المُضي في مشوار حياتها في كل المجالات. وعمي إبراهيم الحسون كان قدوتي دائماً في عملي فهو من المثقفين الأوائل وكان يشجعني بشكل كبير خصوصاً في حياتي العملية. وزوجي من أهم عوامل النجاح وعناصره، فالزوج إنسان مهم لأنه كان يُقدرني ويُقدر طموحي وإمكاناتي، وأعطاني الدفع القوي فكان يؤيدني ويمنحني أفكاراً جديدة. حتى أبنائي كانوا ركيزة أساسية في نجاحي وساندوني في الانتخابات فكان ابني مديراً لحملتي الانتخابية وابنتي كانت تدير الاتصالات الخاصة بالحملة».
وكانت الحسون تحرص دائماً على إيجاد إجابة مقنعة للسؤالين: «كيف سأستثمر علمي في خدمة بلدي؟ وكيف سأعمل على إحداث فرق في حياتي المهنية وبصمة واضحة في مشواري المهني؟ وكان التركيز على القضية العامة أكثر من التركيز على العلم بصفته قضية خاصة بي. فالنجاح أهم من المكسب والتفوق أهم من العائد المادي، فمن الممكن أن أصرف على التفوق وقد يعود علي بماديات أقل».
وعن التوفيق بين حياتها المهنية والأسرية ذكرت أن الإنسان الناجح في شيء ما ينجح في كل الأشياء، ويضع الخطة الاستراتيجية ويرتب الأولويات التي تتغير، فوقت انجاب الاطفال تبقى الأولوية لهم إلى أن يكبروا ويصلوا إلى مراحل معينة، ثم يعود الاهتمام بالعمل. «حتى الاهتمام بالزوج يبقى ضمن الأولويات الأساسية في حياة المرأة العاملة إلى حين إنجاب الأطفال، «وأشعر بأن التنظيم في الحياة يجعل منك امرأة ناجحة في أي مجال».
منى ابو سليمان
وصفت خبيرة التنمية والإعلامية السعودية منى ابو سليمان مشوار حياتها المهنية بالمحاولات، مشيرة إلى أن النجاح يأتي بفضل عوامل عدة، منها التربية والتعليم. تقول: «عائلتي من النوع الذي يرى أن عمل المرأة في مجال مختلط هو أمر اعتيادي، والسفر إلى الخارج أمر اعتيادي. فخلال دراستي في أميركا وماليزيا رأيت نموذج المرأة الناجحة وقدرة المرأة على تحقيق المستحيل، فوضعته نصب عيني وأيقنت أني أملك القدرة على النجاح بل وتخطيه ايضاً. لكني لا أنكر أن نظرة والدي تغيرت عندما اصبحت إمرأة مطلقة، فكان يرى أنه من الأنسب، خصوصاً أننا من مجتمع سعودي يحافظ على العادات والتقاليد، أن تُسافر شقيقتي معي، كما أنه طلب مني أشياء بسيطة حِرصاً منه عليّ من انتقاد المجتمع لشخصي وأسلوب حياتي». عملت أبو سليمان في مجال التعليم الجامعي، وفي الإعلام من خلال برنامج «كلام نواعم»، إضافة إلى عملها في المسؤولية الاجتماعية والدراسات السيكولوجية في شركة المملكة القابضة. وأيضاً كانت أميناً عاماً لمؤسسة خيرية عام 2011، وهذه الأعمال أثرت خبرتها في مجالات مختلفة.
وأشارت إلى أنها عند عودتها الى السعودية كانت نظرة النساء إلى المرأة العاملة مختلفة، فكانت النظرة توحي بالغرابة وأن المرأة العاملة لا تهتم بأسرتها، وأن العمل هدفه الكسب المادي لا اثبات الذات والوصول إلى النجاح.
وأكدت أنه لو عاد بها الزمن الى الوراء ستحاول أن تحصل على كل الاجازات لتستمتع بحياتها العائلية.
مها الغنيم
اسمها يتصدر دوما مجلة «فوربز» الشرق الأوسط لأكثر سيدات الأعمال قوة وتأثيرا في العالم. هي سيدة الأعمال مها الغنيم، رئيسة مجلس إدارة والعضو المنتدب لبيت الاستثمار العالمي «جلوبال».
تقول الغنيم: «أعمل في مجال يسيطر عليه الرجال في بيئة محافظة وعليّ دائما وسط ذلك أن اتذكر من أنا ولا أتجاهل أنوثتي. ومن أهم أسباب نجاحي العمل الدؤوب والقراءة والأخذ بجوانب المخاطرة. لكنني أعتقد أن أهم أسباب نجاحي هو زوجي».
وتضيف: «المال مهم في حياتنا، لكن الأهم منه هو الأسرة والصحة، لان المال دون صحة ودون اسرة تحبها بلا قيمة. المرأة العاملة في كل العالم تظل تواجه مشكلة التوازن بين واجباتها تجاه عائلتها وعملها، وهذا امر طبيعي، بينما المرأة الأوروبية والأميركية هي التي تعود الى البيت لتغسل وتنظف وتطبخ وتوصل الأولاد الى المدرسة، بينما نحن في دولة خليجية متوافر لدينا في البيت العمالة من الطباخ والسائق والخادم مما يسهل عليّ حياتي من هذه الناحية».
منار الحشاش
منار الحشاش مهندسة شابة من الكويت، تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات في الجانب التقني والفني منذ 7 سنوات، بالإضافة إلى العمل على نشر الثقافة الالكترونية في المجتمع من خلال العمل الإعلامي والاجتماعي بمختلف الوسائل، والسعي لتطوير التكنولوجيا في الشرق الاوسط والعالم. منجزات الحشاش العملية كبيرة ومتنوعة مقارنة بسنها الصغيرة، ومنجزاتها على المستوى الإعلامي المرئي والمقروء لافتة.
حاصلة على بكالوريس هندسة كمبيوتر عام 2000، وماجستير إدارة أعمال عام 2006 من جامعة الكويت. تابعت دورات تدريبية في الكويت ولندن في المجال التقني. هي مدقق نظم معلومات في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وعضو مؤسس مدير عام دوت ديزاين، أما دولياً فهي عضو مجلس إدارة منظمة جائزة الأمم المتحدة للمعلوماتية. وفي المجال الإعلامي المرئي هي معدة ومقدمة برنامجي عالم الكمبيونت» و»زيرو اونس» في تلفزيون الكويت.
وفي المجال الاجتماعي هي مؤسسة ومديرة مسابقة غراس ألكترو السنوية ومؤسسة ومديرة مشروع غراس الكترو التوعوي لنشر الثقافة الالكترونية. إضافة إلى ذلك قدمت برنامج مسابقة «غراس» الرمضانية الالكترونية، ومسابقة سوني اريكسون الرمضانية. أما في مجال الإعلام المقروء فمنذ عام 2003-2005 أسست وأدارت مجلة «دوت»، وكانت معدة صفحة «الوطن نت» 2000-2005. وعن أسباب نجاح المهندسة منار الحشاش تقول: «منذ أن تخرجت من الجامعة بتخصص الكمبيوتر أملك طموحات كبيرة ومهمة حاولت انجازها، والحمد لله وفقت. وكانت جل غايتي هي السعي إلى المشاركة والمساهمة في تقليص الفجوة الرقمية بين أفراد المجتمعات والدول، وتحسين أسلوب الحياة بتقديم أفضل التقنيات للمجتمع والتشجيع على استخدامها، إضافة إلى تطوير منتجات حديثة في عالم التكنولوجيا، وتشجيع الشباب على الابتكار والإبداع وطرح أفكارهم بشجاعة في محاولة للتغيير المجتمعي الايجابي، وتمكين المجتمعات المعزولة والمحرومة من وسائل التكنولوجيا».
سهاد القناعي
مصنعة عطور كويتية أطلقت عليها الصحافة لقب «سيدة العطر». وهي من أشهر سيدات الأعمال وتعد حاليا أشهر مصنعة عطور في الخليج. عينتها المؤسسة العربية للعطور مسؤولة اتصالها الرسمي في سوق الكويت، و كانت سفيرة لمستشفى اورام الاطفال في مصر. وهي من مصنعات العطور العربيات التي تباع عطورهن في متجر هارودز بلندن.
تقول سهاد القناعي: «بدأت قصتي مع صناعة العطور كهواية في بادئ الأمر، ثم تحولت إلى عمل في منتصف التسعينات عندما بدأت تصميم عطور شرقية، وشاركت في المعارض التجارية التي تقام في الفنادق، كنت امارس تجارة العطور في وقت كان فيه عمل المرأة الكويتية في حقل العطورالتجاري نادرا. وبعد أن حققت عطوري النجاح ولاقت إقبالا كبيرا، افتتحت أول متجر لي في مول «الثريا» وقمت بتصنيع الكثير من العطور بأسماء مختلفة، إضافة إلى مجموعات أخرى خاصة لعملاء معينين حسب الطلب.
وحققت مسيرتي في تصنيع العطور وابتكارها نجاحا محليا كبيرا ، دفعني الى مزيد من البحث والدراسة في مجال تصنيع العطور، واجتزت العديد من الدورات التدريبية وورش العمل على يد الخبير البريطاني جون بيلي في لندن، وأصبحت بعدها مؤهلة لتقديم دورات تدريبية في تصنيع العطور. وأشارك حاليا في العديد من المؤتمرات العالمية عن العطور، وأشارك في معارض عالمية. وأعتبر نجاحي في مجال العطور وسام شرف، يرفع اسم وطني في المحافل الدولية أولا واسمي ثانيا. و نجاحي لم يأت بالصدفة بل هو نتيجة إصراري على التفرد والتعلم والإبداع في التنفيذ والتفرد في عرض عطر مختلف ومميز يحمل توقيعي».
في الكويت
دعم الزوج والأهل أساس نجاح المرأة في عملها
في الكويت تنجح النساء في عملهن لكن بسبب المجتمع المحافظ لا يرتقين إلى مناصب عليا أو مكانة مرموقة أو يحصدن النجومية والشهرة ما لم يجدن دعما شخصيا من الزوج أو الأهل، فهما الجناحان اللذان تحلق بهما أي أمرأة في سماء التميز وفضاء التفوق، ومن دونهما تظل المرأة تدور في مساحات محدودة قد يغلب عليها الظل.
سعاد عبدالله
سندريلا الشاشة الكويتية النجمة اللامعة في سماء الفن الخليجي منذ 46 عاما لم تخطط في طفولتها يوما لتكون ممثلة أو فنانة. تقول: «لن أردد كلام الفنانين ان الفن كان بدمي منذ الطفولة، ولم أحلم بأن أكون ممثلة لأنه في ذاك الزمان كنا نرى الطبيبة والمهندسة والمعلمة من أهم الوظائف التي يحلم بالوصول إليها كل تلميذ، ولأنه أصلا لم يكن في بيتنا تلفزيون حتى أرى الممثلات لأحلم بأن أكون مثلهن بل كنا نذهب إلى بيت الشملان، جيراننا في شرق، لنرى عندهم أفلام الكابوي وغيرها».
وتضيف : «كان دخولي الفن دون تخطيط وبعفوية بالغة، وأتذكر أننا في نشاط مدرسي قدمنا مسرحية أمام لجنة من الوزارة كان فيها أسماء كبيرة مثل على الزفتاوي وماما أنيسة. وقدمت دور الأم التي يغرق ابنها في الغوص، وبكيت في حينها، وأعجبوا بتقمصي للدور بينما في الواقع إنني بكيت لانني كنت خائفة من لجنة التحكيم.
وحين بدأت الفن، كانت الأمور بالنسبة إليّ تخضع للسجية ودون تخطيط، ولم أواجه صعاباً إلا بعد زواجي من المخرج فيصل الضاحي، الذي وقف معي متحديا تحفظ المجتمع عن الزواج بفنانة ودفعني لنتجاوز أي عقبات. لكن ظروف الزواج وإنجاب الأبناء وحياتنا في أميركا حيث كان يدرس زوجي، كل ذلك أبعدني عن الفن، حين نال فيصل الشهادة عدنا للكويت وعاودني الحنين للعودة الى التمثيل بموافقة زوجي الذي يعود له الفضل الكبير في صورتي الحالية ووجودي كفنانة، ولولاه لما كان لي ذلك. ونجاحي واستمراري بسبب موقفه الذي لاينسى، فكثيرات من الزميلات في التلفزيون كن يعملن معنا لكن فور زواجهن لم يسمح لهن بمواصلة المشوار للعمل كممثلات أو مذيعات، ومن الأسباب الأخرى لنجاحي القراءة والاطلاع والمشاركة في مهرجانات دولية ولجان التحكيم ونضجي بالعمل الدؤوب».
الدكتورة سلوى الجسار
تعتبر الدكتورة سلوى عبد الله الجسار عضو مجلس الأمة السابقة أن أبرز نجاحاتها كان الوصول إلى مجلس الأمة عام 2009. وقالت: «المرأة الكويتية قدمت الكثير لوطنها، وهناك نسبة كبيرة من النساء الناجحات والمتميزات في المجالات الأكاديمي والرياضي والمالي التجاري. وأنا اعتبر أن أسباب نجاحي كثيرة أهمها انتمائي إلى مجتمع عربي مسلم في أسرة لها دورها الفعال في تشجيع الفتاة على التعلم العالي والحصول على أعلى مراتب العلم ونيل الدراسات العليا وحتى درجة الدكتوراة، وتوفير الدعم المطلوب لها، فتصبح امرأة واعية قادرة على المشاركة في صنع القرار.
وهذا ما حققته أنا شخصيا بدخولي مجلس الأمة عام 2009، ووزعت اهتماماتي بين قضايا المرأة بشكل خاص والمجتمع والبلد بشكل عام. فقد كنت أحضر اجتماعات لجنة المرأة وشؤون الأسرة منذ عام 2007 حين كنت عضواً في مجلس إدارة جمعية الشفافية ورئيسة مركز تمكين المرأة، وكانوا يناقشون قانون الحقوق المدنية والاجتماعية الذي كان مقدما من أحد التيارات. ووقتها كانت المناقشة تنصب على هذا القانون، وحين وصلنا إلى مجلس الأمة عام 2009 كنت مقررة لجنة المرأة، وتقدمت إلى اللجنة بمشاريع قوانين مختلفة، أحدها صندوق المرأة الإسكاني، وهو يعد من الانجازات المهمة، إذ تستطيع المرأة الآن أن يكون لها نصيب في الامتيازات الخاصة بالرعاية السكنية التي كانت تقتصر على الرجل من قبل.
وضم هذا القانون شرائح مختلفة ومتعددة من النساء، وهو يعتبر في حد ذاته نقلة نوعية، وكذلك قانون القرض الإسكاني، فالآن بنك التسليف بدأ بصرف أول دفعة لبعض النساء اللواتي حصلن على القرض الإسكاني، بالإضافة إلى التعديل الذي جرى على قوانين الخدمة الاجتماعية عبر قرارات وسعت مساحة التمكين الإضافي للمرأة مما منحها مساحة أوسع من خلال عملها في الوظائف الحكومية حتى تتماشى وظروفها الاجتماعية والأسرية التي تتعرض لها. فكل امرأة متزوجة وعاملة وأم تحدث معها ظروف قد تضطر معها للتغيب عن عملها، ولهذا تحتاج إلى أسس تشريعية. وكنت أتمنى من المرشحين والنواب السابقين أن يتحدثوا على الأقل عن جزء من هذه المنجزات وليس من باب المعارضة والوقوف ضد المرأة. وللأسف فالبعض يرى أن هناك صعوبة في وصول المرأة إلى البرلمان، وهذه النقطة تجعلنا ندعو النساء إلى الانتباه».
لنا الرشيد
لنا مؤيد الرشيد، مديرة إدارة المبيعات والتسويق في الشركة الدولية القابضة، اختارت العمل في المجال الفندقي مع سبق الإصرار والترصد منذ 5 سنوات، يدفعها إلى ذلك عشقها للتميز واثبات الوجود في مجال لم تخضه الفتاة الكويتية من قبل. عن عملها وسر نجاحها قالت:
«نجاحي في عالم الفندقة في الكويت قد يكون احد أسبابه أنني الكويتية الأولى التي عملت في قسم المبيعات فعليا في فندق بالكويت، فضلا عن إنني اخترت مجال عملي عن طيب خاطر ومع سبق الإصرار والترصد وقررت أن أعمل أكثر من 10 ساعات باليوم، وأثبت أن العمل الشاق والشفافية مع العميل والابتسامة الدائمة هي أحد أهم الطرق للنجاح».
وأضافت: «أملك اليوم القدرة على إدارة فندق بأكمله و ليس مجرد قسم فيه، لأنني بدأت مهنيا من الصفر في هذا المجال، مع أني لم أدرس في أي كلية متخصصة في مجال الفندقة أو السياحة بل درست الأدب الانكليزي. وكان من المفترض أن اعمل بعد الجامعة في تخصصي الجامعي. لكن عشقي لعالم الفنادق وسفري الدائم منذ الصغر جعلاني ملمة بفنادق العالم ومستوياتها ودرجاتها. أنا اليوم أعلم تماما ماذا يعني الاستثمار في قطاعي السياحة والفندقة اللذين هما من أهم القطاعات الاقتصادية التي يجب الاهتمام بها، والتركيز على السياحة الداخلية في الدول العربية عامة و الكويت خاصة. ومن خلال عملي اكتشفت ان النجاح في أي مهنة، مهما كانت يكون عمادها الأساسي هو حرص صاحب هذه الوظيفة أو المهنة على أن يكون متميزا ومختلفا عن الآخرين».
لمى يونس
قالت سيدة الاعمال السعودية ومديرة البحث والتطوير في شركة «كولايا» لمى يونس إن حياتها كانت مليئة بالنجاح والتحدي في آنٍ واحد، فضريبة النجاح كانت تلاحقها في مشوار حياتها، حتى أن أعداء النجاح كانوا يحاولون التربص بها لتعطيلها عن إكمال مسيرتها المهنية، وتقول: «كنت أحرص في عملي على الإبداع، وأحرص على إيجاد الإجابة لأي أمر يواجهني سواء كان سلبيا أو إيجابيا، وهو خير دليل على نجاحي ودليل على قدرتي على إسكات الألسن التي كانت تنتقدني فقط بغرض الانتقاد دون النظر الى أي نجاح أحققه».
وأكدت يونس أن نجاحها لم يأت من فراغ، فاهتمامها بأدق تفاصيل العمل، والتواصل مع العمال والمصانع، والسفر إلى الخارج لتبحث وتكتشتف الأفضل، كلها عوامل ساهمت في نجاحها، إضافة إلى العمل في الميدان، والبحث الدؤوب والمتواصل عن كل ما هو جديد في مجالها: «أشعر بأني أكثر الأشخاص الذين واجهتهم مضايقات ومنافسات غير شريفة في العمل، وشُنت علي حروب شرسة لكن هذا أكد لي أني ناجحة جداً».
وأشارت إلى أن والدها وأختها الكبرى كانا من أكبر الداعمين لها في مشوارها المهني، خصوصاً أنها إمرأة تواجه المجتمع الذكوري، ولكن حياتها العائلية ظُلمت أمام حياتها المهنية، فكانت تعطي عملها ساعات متواصلة، وتفانيها في عملها كان يُلهيها عن عائلتها والبقاء مع ابنتها، خصوصاً أن عملها كان يتطلب منها السفر في بداياتها وزيارة المصانع والمعارض الدولية في الخارج.