أيرلندا أبرز الوجهات لقضاء فصل الخريف

18 أغسطس 2023

ها هي الطبيعة تخلع رداءها الصيفي الزاهي لتلبس ثوبها الخريفي الدافئ، مفسحةً في المجال للخريف كي يحلّ ضيفاً على أيرلندا وتتحوّل على أثره إلى جنّة شاعرية تعزف سيمفونيات من التجارب الراقية. الخريف في أيرلندا يعني مهرجانات الموسيقى واحتفالات عيد الهالوين (عيد جميع القديسين) والإقامات في الفنادق الفاخرة وتجارب تناول الطعام المميزة.

وعليه، تدعو أيرلندا زوّارها من دول الخليج إلى زيارتها والاستمتاع بشواطئها الساحرة والانخراط في ما تقدّمه من أنشطة تناسب كل الأذواق. وتجدر الإشارة إلى أنّه بات في استطاعة الزوّار من دول الخليج الاستمتاع برحلات مباشرة من الإمارات العربية المتحدة لا تتعدّى 8 ساعات، كما والسفر بدون تأشيرة لسكان الإمارات العربية المتحدة.


مهرجانات الموسيقى وعيد الهالوين

تبدأ رحلة الزوّار من مقاطعة ليش في أيرلندا، بحيث سيكونون على موعد مع أكبر تجمّع موسيقي وفني ومشهود له دولياً، مهرجان إلكتريك بيكنيك! فعلى مدار الفترة الممتدة من 1 إلى 3 أيلول/سبتمبر، ستصدح الموسيقى في أرجاء سترادبالي هول، ليستمتع الحاضرون بنهاية أسبوع مميزة وتجربة مهرجان لا مثيل لها. ولا تقتصر أنشطة المهرجان على الموسيقى فحسب، بل تشمل مزيجاً استثنائياً من الموسيقى والفن والمسرح والصحة العامة. كذلك سيجمع المهرجان فنانين من كل دول العالم، أبرزهم بيلي آيليش وفرقة "ذا كيليرز" ونيال هوران وغيرهم.

وفي تشرين الأول/أكتوبر، ترتدي أيرلندا زيّها التنكّري احتفالاً بعيد الهالوين، وتقيم احتفالات وفعاليات فريدة مستوحاة من تقليد سلتي قديم يُعرف باسم "ساون"، والذي يُترجم إلى "نهاية الصيف".

ومن بين هذه الفعاليات نذكر مهرجان "بوكا" الذي يُقام في مدينة أثبوي، بحيث إنه يُعدّ مركزاً مهماً لتقاليد الهالوين. كما أن احتفالات هذا العام، المقرر إحياؤها في الفترة من 27 إلى 31 تشرين الأول/أكتوبر، هي مجموعة من الفعاليات الآسرة، بما في ذلك سلسلة من العروض الموسيقية التي يقدّمها فنانون محليّون، إلى جانب أكشاك للطعام، وجولة مخيفة في ربوع "تريم بورشفيلدز" بحثًاً عن الأرواح التائهة من العالم الآخر، وعرضَي سيرك ممتعين.


الفنادق

عند ذكر أيرلندا، تتبادر إلى الأذهان تلقائياً قلاعها الفخمة بهندستها المعمارية الرائعة وتصميماتها الداخلية المتطورة، لا سيّما أنّها تفتح أبوابها على مصراعيها لتستقبل الزوّار الباحثين عن تجربة خريفية مريحة. ببساطة، ما من مكان أفضل من القلاع للإقامة، إذ إنّ ليلة بقرب نيران المدفأة المريحة بصحبة كتاب كفيلة بأخذ الضيوف في رحلة إلى الماضي الجميل.

ففي مقاطعة مونغان، ووسط 1000 فدان من الريف الساحر، تقع قلعة "كاسل ليزلي إستايت"، إحدى أفخم القلاع المخصّصة للإقامة في أيرلندا. وكان هذا الموقع التاريخي قد خضع أخيراً لعملية ترميم كبيرة. خلال النهار، تُتاح للضيوف فرصة المشاركة في أنشطة مثل صيد الأسماك أو ركوب الخيل. ومع حلول الظلام، يمكنهم الاسترخاء في إحدى الغرف الرائعة المتوافرة في القلعة أو النزل.

وفي قلب مقاطعة كونيمارا الخلاّبة، تجاور قلعة باليناهينش نهر أوينمور، وتجلس بترقب لاستقبال ضيوفها وسط عقارها الريفي الأنيق المجهّز بالمفروشات العتيقة الأنيقة والممتد على مساحة 450 فداناً. ولعلّ أكثر ما يميّز هذه القلعة هو كثرة المدافئ الحجرية الملتهمة للخشب، والتي يبعث صوتها الراحة في نفوس الضيوف. في الواقع، تُعدّ المدفأة الحجرية الضخمة في غرفة هنتس روم مثالية لليلة من الاسترخاء في أحضان كرسي ناعم واحتساء كوب من الكاكاو الساخن. ومع حلول موعد العشاء، لن يجد الضيوف مكاناً أفضل من فيشرمانز لوغ، حيث تلقي مدفأة الحطب ظلالها البرتقالية الدافئة على مجموعة من تذكارات الصيد الآسرة.

وكما كانت منارة بلاك هيد يوماً مرشدةً لأشهر السفن في العالم، بما في ذلك سفينة التايتنيك، ها هي اليوم توجّه الضيوف نحو إقامة فاخرة تمتاز بالخدمة الذاتية. فمن أعالي جرف في مدينة بلاك هيد في الشاطئ الشمالي لمقاطعة بلفاست لوف، توفر هذه المنارة ملاذاً هانئاً قبالة المناظر البحرية الخلاّبة ووسط أجواء هادئة على وقع أنغام النيران الدافئة مساءً.


مهرجانات الطعام

تُعرف مقاطعة أرماغ الواقعة في شمال أيرلندا بأنّها "مقاطعة البساتين"، وذلك نظراً لوفرة بساتينها المليئة بالتفاح. وعليه، فمن الطبيعي أن تحتفي هذه المقاطعة في أيلول/سبتمبر من كل عام بخيراتها، وأن تنظّم نهاية أسبوع "فود آند سايدر" تزامناً مع ذروة موسم الحصاد. ويمكن الضيوف في هذه المناسبة الاستمتاع بتناول المأكولات المحلية الشهية ووجبات غداء لذيذة ومجموعة متنوعة من شراب التفاح وسط البساتين. علاوةً على ذلك، يمكنهم المشاركة في الجولات الممتعة وتبادل أطراف الحديث وقضاء وقت ممتع! تبدأ فعاليات نهاية أسبوع "فود آند سايدر" هذا العام في 7 أيلول/سبتمبر، وتستمر حتّى 10 منه.

في المقابل، يشتهر مهرجان غالواي الدولي للمحار والمأكولات البحرية على الساحل الغربي لأيرلندا بكونه أقدم مهرجان للمحار على مستوى العالم وأحد أكثر مهرجانات الطهي التي لا تزال مستمرة منذ زمن في أوروبا. وتُصادف هذه الفعالية الضخمة كونها افتتاحاً لبطولات المحار الأيرلندية والعالمية (أو ما يُعرف باسم "شوكينغ")، إلاً أنّ الضيوف مرحّب بهم للاستمتاع بالفعاليات الترفيهية، والتي تشمل المسيرات المفعمة بالحيوية ومسارات المأكولات البحرية اللذيذة والموسيقى الآسرة.

ومن 29 أيلول/سبتمبر الى 1 تشرين الأول/أكتوبر، ستستضيف مقاطعة كيري، وتحديداً جزيرة دينغل الجامحة والآسرة، مهرجان دينغل فود فستيفال. وإذا أردنا وصف هذا المهرجان ببساطة، فهو وليمة تشبع الأعين والبطون على حدّ سواء. ففي دينغل، الجنة الساحلية، سيعرف الضيوف معنى جوهر الجاذبية الأطلسية الجامحة، وسيمتّعون براعم ذوقهم بمأكولات بحرية لذيذة طازجة يكمّلها استقبال دافئ من سكانها المحليين المضيافين. ولعلّ أبرز فعاليات هذا المهرجان، فعالية تايت ترايل، وهي عبارة عن مسار يزخر بالأطباق الشهية التي تقدّمها أركان المشروبات والمقاهي والمطاعم والمعارض الفنية والمحال التجارية في كل أنحاء المدينة.

أمّا في مدينة كيلكيني، فتمتزج عوالم العصور الوسطى والحديثة معاً بسلاسة، لتولّد منطقة حضرية تنضح بالثقافة والإبداع والكاريزما. وتقدّم المدينة للضيوف فرصة عيش سحرها عبر مهرجان سايفور كيلكيني، حيث يمكنهم تذوّق الطعام اللذيذ وسط سوق خارجي يقع في ظلال قلعة كيلكيني، كما والمشاركة في دروس رئيسة آسرة ومحادثات جذّابة وعروض رائعة وغير ذلك الكثير، وذلك في الفترة الممتدة من 27 إلى 30 تشرين الأول/أكتوبر.

وفي حين تُعدّ مدينة كينسال الساحلية الخلابة وجهة لا تقاوَم لعشاق الطهي على مدار العام، إلاّ أنّ سحرها يزداد في شهر أكتوبر، فهو شهر استضافة مهرجان كينسال غورميه. وتكثر الفعاليات في المدينة بمناسبة المهرجان، إلاّ أنّ أبرزها فعالية ماد هاترز تايست أوف كيسال، وهي عبارة عن جولة على جميع أعضاء دائرة كينسالز جود فود الأحد عشر، ليتمكّن الضيوف من الاستمتاع بأشهى المأكولات في المدينة.


الأنشطة الخارجية

ولأنّ الخريف هو موسم الحصاد، فما من نشاط أمتع من زيارة أسواق المزارعين، الكبيرة منها والصغيرة، وتبضّع الأطعمة الطازجة مباشرة من المزارع. ومن أبرز هذه الأسواق سوق ساينت جورج في بلفاست، والسوق الإنكليزي في كورك، حيث يمكن الضيوف العثور على أجود المنتجات العضوية.

وعوضاً عن ذلك، يمكن الضيوف زيارة مقاطة أرماغ، مقاطعة البساتين وموطن تفاح براملي الشهير الذي يحمل وسم مؤشر الجغرافي المحمي من المفوضية الأوروبية. خلال زيارتهم، يمكن الضيوف تعلّم كيفية تحضير الخل والمربّى والعصير من التفاح بمفردهم.

ولا معنى لرحلة إلى أيرلندا ما لم تتكلّل بنزهة في غاباتها الملوّنة ووديانها وسواحلها، فهذه الوجهات لوحدها تعتبر لوحة فنية زاهية تأسر الأذهان والأبصار. ويشكّل كلٌ من مهرجانَي ويكلو للمشي ووي بينيان للمشي في منطقة مونز في مقاطعة داون فرصة مهمة للتنزّه في طبيعة أيرلندا الخلاّبة، لا سيّما أنّ المهرجانين صمّما ببراعة مسارات مشي منظمة ساحرة، ما يضمن للضيوف نزهات استثنائية.