سمر الشامسي: النجاح بحاجةٍ إلى جهودٍ جبارة

حوار: جولي صليبا 24 سبتمبر 2023

الدكتورة سمر الشامسي، مهندسة ورسّامة ومحامية وكاتبة، حائزة دكتوراه في علوم الهندسة المعمارية، وحالياً ماجستير في التحكيم الدولي. نالت العديد من الجوائز والألقاب العربية والعالميَّة، واختيرت سفيرة الفن العربي في الملتقى العالمي في نيويورك لعام 2011. لُقّبت بـ”موناليزا العرب” و”كليوباترا الشرق”، وكانت أول شخصية عربية في كتاب “روّاد من لبنان” 2017.


- أنتِ مهندسة ورسّامة ومحامية وكاتبة. كيف توفّقين بين كل ذلك؟

وأي اختصاص هو الأحب إلى قلبك؟ أولاً، مهنة المحاماة أتابعها في أيام الأسبوع، وفي نهاية الأسبوع أعيش في عالمي وهو الرسم والهندسة لأنهما جزء واحد. فالرسم موهبة من الخالق وكانت السبب في دراستي للهندسة. وبالنسبة إلى الكتابة، فأنا كاتبة مقالات أعبّر فيها عن أحداث ووقائع يعيشها الإنسان بشكل يومي. أما الاختصاص الأحب إلى قلبي فهو الرسم والهندسة. كل هذه الاختصاصات تمثّل سمر ولها دور في تكوين شخصيتي عبر مراحل مختلفة. فالرسم مرتبط بعالم النشأة والطفولة وكان مدخلاً نحو الهندسة التي وجدتُ فيها أحلامي وتطلّعاتي، فقد درست الهندسة لأنني وجدت في داخلي اندفاعاً نحوها وحبّاً وطاقة يمكنني أن أقدّمها في مكانها الصحيح. وتخصّصت في القانون إيماناً بأهمية خدمة الإنسان والارتقاء به.

- مَن تخاطبين بلوحاتك وكتبك؟

أخاطب الحلم بلوحاتي، بما يعني أن أرسم ما أراه في أحلامي... وأرصد الأحداث من خلالها في كتاباتي.

- ماذا عن لوحة الموناليزا العربية التي حصدت شهرة كبيرة؟

لقد جسّدت شخصيتي في تلك اللوحة، وهي شخصية المرأة العربية التي تحمل أسراراً كثيرة وغموضاً كبيراً، ووضعت فيها بصمة سوف تُكتشف مع مرور الزمن، وقد حصدت شهرة واسعة لأنها تعرّضت للكثير من الانتقاد والمديح واختلف النقاد في تفسيرها وكُتب عنها العديد من المقالات العربية والعالمية.

- في كتابك الأخير “تاريخ الفن والعمارة” تحدثتِ عن تطوّر الفنون والمباني عبر التاريخ، منذ الفراعنة والإغريق حتى العصور الحديثة. لماذا تطرّقت إلى هذا الموضوع تحديداً؟

لقد رأيت من الضروري أن أسلّط الضوء على الفن والعمارة وعصور النهضة والمدارس الفنية، لأننا بحاجة كبيرة إلى مراجع توثّق تلك الحقبات المهمة عبر العصور بالصور التي رسمتها لتكون مرجعاً مهماً لطلاّب فنون العمارة.

- علمنا أنه أُقيم حفل توقيع في “معرض أبو ظبي الدولي للكتاب”، أخبرينا عنه؟

الحمد لله كان هناك إقبال مميز ووقّعت على عدد كبير من نسخ الكتاب، حيث قدّمت نسخة منه إلى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، خلال حضوره إلى الجناح، وعدد من كبار الشخصيات والمسؤولين والزوّار ممن شهدوا توقيع الكتاب.

- أطلقتِ مبادرة “الفن في خدمة الإنسانية” لتخفيف معاناة الأطفال الذين شرّدتهم الصراعات والحروب. هل أتت المبادرة بالنتائج المرجوّة؟ ومَن ساندك فيها؟

لقد لاقت الحملة نجاحاً كبيراً حيث استهدفتْ الأطفال للمساعدة في علاجهم، وكانت الحملة بمبادرة شخصية مني بمساعدة فريق عملي.

- أين هي حملة “الفن في خدمة الإنسانية” اليوم؟

لا تزال الحملة مستمرة الى يومنا هذا، وأنا بصدد التحضير لإطلاقها في تنزانيا، وقبلها كانت في المدارس الإندونيسية، ولاقت الحملة نجاحاً كبيراً في كل الدول، وهي حاجة ملحّة لأنها تتضمّن رسالة إنسانية في ما يتعلق بالتعليم والاهتمام بالأطفال وتسليط الضوء على المواهب واحتضانها.

- ما ردّك على استغراب البعض أنك مهندسة ورسّامة ومحامية وكاتبة؟

لا أرى أي استغراب في ذلك، حيث إنه وبالرجوع الى كتب التاريخ، نرى ابن رشد فيلسوفاً وطبيباً وفقيهاً وقاضياً وفلكياً وفيزيائياً...

- هل أنتِ راضية عن الحال الذي وصلت إليه المرأة العربية اليوم؟

طبعاً أنا راضية كل الرضا عما وصلت إليه المرأة العربية اليوم.


- ما الذي يمنحك القوة؟

الإيمان العميق في انتصار قِيَم المحبَّة والخير والعدالة مهما طال الزمن.

- يقال إنك أيقونة العمل الخيري والإنساني لأنك لبّيت أيضاً نداء الاستغاثة من المتضررين السوريين جرّاء الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا. هل يفرحك ذلك أم يجعلك تشعرين بالمزيد من المسؤولية؟

تفاجأت بنداء مستغيثين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدة العائلات المتضرّرة والأطفال، فكان نداؤهم مسؤولية كبيرة استطعت من خلالها مساعدتهم والوقوف بجانبهم وتأمين لوازمهم... وشعرت بالفرح لذلك.

- حصدتِ الكثير من الجوائز والدروع وأوسمة الشرف العربية والعالمية. ما هي الجائزة التي أثّرت فيك ولماذا؟

لكل جائزة تأثير خاص ومختلف بالنسبة إليّ. أما الجائزة التي أثّرت في شخصيتي فهي جائزة “التميُّز في الفنون” من “اللجنة الأميركيَّة العربيَّة لمكافحة التمييز العنصري”، وأنا فخورة جداً بهذا التكريم.

- نصيحتك لكل شابة عربية طموح.

نصيحتي للشابّات الابتعاد عن ثقافة الاستسهال، لأنَّ الحياة قاسية، والنجاح دائماً بحاجةٍ إلى جهودٍ جبّارة... فلا ورد بلا شوك. أنصحهنّ أيضاً بالاهتمام باللغة العربية والحفاظ عليها.

- كلمة أخيرة.

أن يبقى طموح الإنسان التميّز والإبداع والابتكار، والابتعاد عن التقليد وسرقة إبداعات الآخرين.