نجوم ونقّاد وموسيقيون...
ميس حمدان, مهرجان الموسيقى العريقة, ليلى غفران, نقد, هاني شنودة, هاني مهنى, ماجدة موريس, صلاح الشرنوبي, إيمان البحر درويش, بهاء الدين محمد, مجد القاسم, نسرين إمام, رامي صبري, النقد, the voice, مراد بوريكي
21 ديسمبر 2012الثقة بالنفس
أما الموسيقار هاني مهنى فيقول: «برنامج the Voice تضمّن العديد من المواهب والأصوات الجيدة، وكنت أتمنى أن يحظى باللقب أكثر من شخص، لكني سعيد بفوز مراد بوريكي لأنه يملك كل مقومات المطرب الناجح، فهو يمتلك صوتاً قوياً وإحساساً جيداً يؤهله لتقديم العديد من الأغاني والأشكال الغنائية، إلا أنني أرى أنه ينقصه شيء مهم، وهو مزيد من الثقة بالنفس عند الوقوف على المسرح، فهذه خطوة مهمة بإمكانها دعم موهبته وزيادة شعبيته بشكل أكبر».
من ناحية أخرى، أوضح هاني أن مراد اجتاز أصعب اختبار وأهمّه، ونجح في اتخاذ أهم خطوة بفوزه بهذا اللقب والوصول إلى ملايين المستمعين، مؤكداً أن الدور الآن يقع على عاتق شركة الإنتاج التي سوف تتبنى موهبته، ويقول: «يجب على شركة الإنتاج أن تعرف مقومات صوته وتبدأ العمل عليها وتقدم له كل الإمكانات التي تدفعه لإثبات نفسه، فيجب أن توفر له الملحنين والشعراء الموهوبين لكي يتمكن من إكمال مشواره في هذا المجال».
بعد ليالٍ من الغناء الجميل والمتعة الفنية والمنافسات المثيرة، التي عشناها مع برنامج the Voice، أعلن فوز المغربي مراد بوريكي بلقب أحلى صوت، بعد منافسة حادّة مع مواهب أخرى نالت أيضاً إعجاب واستحسان المتابعين، سواء من الجمهور أو من نجوم الغناء والموسيقى، لكن كيف يرى الفنانون فوز مراد بوريكي باللقب؟ وما هو تقويمهم لصوته؟ وما هي نصائحهم له للاستمرار في الساحة الغنائية؟
الاستمرار
ويقول الملحن صلاح الشرنوبي: «حقق برنامج the voice نجاحاً كبيراً في جذب الانتباه وتحقيق الجماهيرية العالية، فهو برنامج مبهر وظهرت من خلاله إمكانات mbc في الاختيار والصناعة والتميز في اختيار الفكرة التي تلفت الانتباه وتختلف عن الآخرين، هذا إلى جانب الديكورات والميزانية والإدارة التي جعلت برنامج «The voice» الأجمل... أنا شاهدت المواهب وأعجبني مراد ولفتت انتباهي أيضاً المتسابقة لمياء الزيدي، وكنت أتوقع أن تحقق نجاحاً أكبر، لكن تصويت الجمهور هو الذي حسم المنافسة. مراد بوريكي صوته جميل يجيد الغناء، مضبوط وإن كان ينقصه بعض الخبرة، وهذا طبيعي بالنسبة إلى سنّه وتجاربه. أما يسرا محنوش، فلديها صوت جميل، لكن لم أتوقع فوزها وكذلك فريد، خصوصاً أن صوته يشبه أصوات بعض نجوم «الراي»، ونحن نبحث عما هو مختلف ولا يشبه أحداً. لكن أتمنى أن يحصل الفائز بلقب أحلى صوت على فرصة حقيقية للنجاح والاستمرار لأنني لا أريد أن يختفي مثل الآخرين، ولهذا أتمنى أن يستمر في الساحة، خصوصاً بعد وعود المحكمين والمدربين، وهم أربعة من ألمع نجوم الغناء في الوطن العربي، عاصي الحلاني وشيرين عبد الوهاب وكاظم الساهر وصابر الرباعي، بالدعم».
الناقدة ماجدة موريس: الجانب الإنساني سرّ نجاح the Voice وعلاقة المدرّبين بالمتسابقين أشبه بعلاقة أب بأبنائه
القاهرة - نورهان حكيم
رغم أن الناقدة الفنية ماجدة موريس لم تكن تهتم كثيراً من قبل بمتابعة برامج اكتشاف الهواة، لكنها تعترف بأنها وجدت نفسها مشدودة لمتابعة برنامج the Voice، ومعجبة به لأسباب كثيرة تحلّلها كناقدة، وهي ترد على أسئلتنا حول تقويمها للبرنامج، والمدربين من النجوم، والمشاركين من المتسابقين، وتوقعاتها للموسم الثاني، وما أضافه البرنامج في رأيها للساحة الفنية العربية.
- بعد انتهاء برنامج the Voice ما هو تقويمك له وبماذا يختلف عن برامج الهواة التي عرضت على الشاشات العربية؟
أريد أن أكشف في البداية عن شيء مهم، وهو أن هذه هي المرة الأولى التي أقرر فيها متابعة برنامج فني يهدف إلى اكتشاف المواهب حتى الحلقة الأخيرة منه، فبرنامج the Voice نجح في تغيير الانطباع المأخوذ عن هذه النوعية من البرامج، وظهر بشكل يبتعد عن التصنّع، وكانت تصرفات المدربين الأربعة وجميع المشاركين طبيعية للغاية. أما في ما يخص الشيء الذي يميز برنامج the Voice عن بقية برامج اكتشاف المواهب، فهو من وجهة نظري الجانب الإنساني، فعلاقة المدرب بأعضاء فريقه كانت أكثر من رائعة، وأعتقد أنها السبب الرئيسي الذي دفعني لمتابعة البرنامج حتى نهايته، فإلى لأنها كانت أشبه بعلاقة الأب بابنه. وهناك أمر ثانٍ جعل البرنامج يتميّز، وهو أن الجمهور تعرف من خلاله على صفات لم يكن يعرفها من قبل في المدربين الأربعة، شيرين وكاظم الساهر وعاصي الحلاني وصابر الرباعي، فنحن تعودنا على رؤيتهم بصورة معينة من خلال الحفلات الغنائية أو الفيديو الكليب، فهذه الصورة تبتعد عن الواقعية بدرجة كبيرة، أما من خلال the Voice فتمكنا من التعرف على هؤلاء الفنانين عن قرب ومعرفة الكثير عنهم. وهناك أشياء أخرى نجحت في جعل البرنامج يتفوق على غيره من البرامج، منها الإيقاع السريع للحلقات، وتواجد العديد من الأصوات المتميزة والمتنوعة وغير المقصورة على دولة واحدة، فالبرنامج جمع متسابقين من كل الدول العربية.
- ما تقويمك لكل مدرب والصورة التي انعكست منه للمشاهد؟
أبدأ بالتحدث عن الفنان صابر الرباعي، الذي تحول في البرنامج إلى أب مثالي يعشق ابنه، فهو كان بمثابة أب حقيقي لأعضاء فريقه، فالخوف والقلق كانا يسيطران عليه بشكل كبير، وكأنه خوف الأب وقلقه على ابنه من الفشل وعدم النجاح في الاختبار.
أما الصورة التي انعكست عن الفنان عاصي الحلاني للجمهور منذ الحلقة الأولى فهي أنه فيلسوف، فهو يتعامل مع المواقف المختلفة بفلسفة عميقة وبترقب حذر، وهناك صفة أخرى كشفها عنه البرنامج، وهي أنه شخص مرح إلى أبعد الحدود، ويملك حساً فكاهياً عالياً.
وكان الشغب الطفولي الصفة التي اكتشفها الجمهور في شخصية الفنانة شيرين عبد الوهاب، فرغم أنها أم لطفلتين، فإن في شخصيتها شغباً طفولياً، وتشعر بأنها بريئة كالأطفال. إلا أن هناك شيئاً غريباً كان مسيطراً عليها طوال الوقت وهو القلق، وأظن أنه القلق الذي يدفعها إلى التجويد والنجاح.
أما الفنان كاظم الساهر فقد اكتشف الجمهور فيه العديد من الصفات، منها الوقار والرقة الشديدة وأيضاً الهدوء والعمق في التفكير، والنبل في التعامل مع الآخرين، وهذه الصفات لم يكن أحد يتوقع وجودها في فنان واحد، لكن كاظم نجح في تحقيق المعادلة الصعبة والجمع بين أكثر من صفة.
في النهاية أريد أن أقول إن هذه الصفات المختلفة في كل مدرب، وظهوره بشكل طبيعي يبتعد عن التصنُّع والافتعال، جعلت البرنامج تسيطر عليه حالة من الدراما المشوقة دفعت الجمهور لمتابعة كل حلقاته.
- هل تظنّين أن البرنامج ظاهرة لأنه في موسمه الأول وسيخفت بريقه في الموسم الثاني؟
للأسف الشديد معظم البرامج التي تهدف إلى اكتشاف المواهب، تحقق في موسمها الأول نجاحاً يتفوق على المواسم التالية لها، إلا أنني لا أتوقع أن يواجه برنامج the Voice هذا المصير، خاصة أن الفكرة التي يدور حولها هي سر نجاحه. لكنني أرى أن تحقيق الموسم الثاني النجاح نفسه الذي حققه الموسم الأول سيتوقف على عدة عوامل، منها جودة أصوات المتسابقين الجدد المشاركين في الموسم الثاني، فإذا شاركت في الموسم الثاني أصوات ضعيفة وليست بقوة أصوات الموسم الأول، سيصاب الجمهور بخيبة أمل كبيرة وسينصرف عن متابعة البرنامج. وهناك عامل آخر سيتحكم في نجاح الموسم الثاني، وهو من هم المدربون الأربعة الذين سيشاركون فيه. فإذا كان مدربو الجزء الثاني لا يتمتعون بجماهيرية مدربي الجزء الأول سيفقد البرنامج بريقه.
- ماذا أضاف البرنامج إلى الساحة الفنية العربية؟
البرنامج أضاف الكثير، ويكفي أنه تمكن من إظهار العديد من المواهب المتميزة والأصوات القوية إلى النور، بل ووضعها على أول درجة من سلم النجاح والشهرة. كما كشف للجميع أن الموهبة الجيدة والصوت القوي لا يكفيان لإنجاح النجم، بل أكد أهمية التدريب الجيد قبل الصعود إلى المسرح.
صوت نادر
أما الشاعر الغنائي بهاء الدين محمد فيقول: «من أهم مميزات مراد بوريكي أنه يملك وجهاً بشوشاً وابتسامة جذابة أثناء الغناء، وهذا أقوى دليل على ثقته بنفسه وبموهبته وقدرته على التمكن من أدواته المهنية والحفاظ على الريتم الموسيقي دون الإخلال به في أي وقت من الأوقات. كما أنه يملك خامة صوت رائعة تناسب العديد من الأشكال الغنائية، فهو من الأصوات النادرة التي تستطيع أن تغني القصائد والكلمات الرومانسية وأيضاً الأغاني السريعة، وهذا يعزّز اسمه كمطرب صاعد. وعاصي أعطاه الكثير من خبراته وأضاف له بعض الملاحظات، مثل طريقة وقوفه على المسرح وتعامله مع الميكروفون أثناء الغناء، إلى جانب بعض اللمسات التي ظهرت بشكل واضح في الحلقات الأخيرة، مثل إطالته بعض الكلمات في الأغنية وتكرارها بشكل طربي رائع حتى يستغل كل الطبقات الصوتية التي يملكها. وبحكم معرفتي الشخصية بعاصي أرى أنه ساهم بشكل كبير في نجاح بوريكي. والمرحلة المقبلة أخطر مرحلة قد يواجهها مراد، لأنه يحتاج إلى الدعم والمساندة، وهذا ما وفره له البرنامج إلى حد كبير، بأن قدّم له فرصة العمل مع المنتج الموسيقي العالمي ريد ون، فهذا في حد ذاته شيء مهم جداً، وأنا متأكد أن تلك الخطوة ستكون هي انطلاقته الحقيقية في عالم الغناء، وبعدها سيكون نجماً لأن صوته يؤهله لذلك».
إحساس
«توقعت نجاح مراد بوريكي وفوزه باللقب»، بهذه الكلمات بدأت الفنانة ميس حمدان حديثها، مؤكدة أنها كانت تدعم مراد منذ أول ظهور له على المسرح وتقديمه أغنية «حبيبي على الدنيا» للفنان صباح فخري، وتقول: «رغم أن هناك العديد من المتسابقين الذين يمتلكون صوتاً أقوى من صوت مراد بوريكي، فقد تميّز عنهم في إحساسه المختلف، فهو لا يعتمد في غنائه على جمال صوته بقدر اعتماده على إحساسه القوي، فهو جعلني أشعر بأنه يتحدث ولا يغني، وأنا أعشق هذه الطريقة في الغناء، ولذلك قررت دعمه منذ الحلقة الأولى».
وطالبت ميس الفائز بالتركيز في خطواته الفنية المقبلة، حتى يتمكن من الحفاظ على النجاح الذي حققه من خلال مشاركته في برنامج «The Voice»، وتقول: «الوسيلة الوحيدة ليحقق مزيداً من النجاح والتألق هو التركيز في اختياراته الفنية، ويجب أن يبذل أقصى جهد ممكن حتى يستمر في هذا المجال ويصل إلى مكانة متميزة بين نجوم الطرب».
وتضيف أن النجوم الأربعة في لجنة التحكيم لعبوا دوراً مهماً في إخراج أفضل المواهب، موضحة أن كل نجم حرص على إعطاء كل مشترك في فريقه خلاصة تجاربه وعصارة خبراته، ولذلك ترى أن عاصي الحلاني لعب دوراً مهماً في جعل بوريكي يفوز باللقب، وتقول: «الفنان عاصي الحلاني أضاف الخبرة والتدريب الجيد والثقة بالنفس إلى صوت مراد وإحساسه القوي».
انبهار
يقول الفنان السوري مجد القاسم: «عندما عرفت أن نسبة التصويت العالية جعلت اللقب من نصيب مراد شعرت بسعادة، لأن فوز مراد جعلني أشعر بأن الموسيقى بخير والوطن العربي يقدر الطرب. وأعترف بأنني في البداية لم أهتم بالبرنامج، خصوصاً أنني منشغل بما يحدث في مصر وسورية، لكن بعد فترة نصحني الأصدقاء بمشاهدة حلقات البرنامج. وعندما شاهدت برنامج the voice شعرت بانبهار شديد، خصوصاً أنه يضم عدداً كبيراً من المواهب الحقيقية والراقية والرائعة جداً، ولهذا بدأت أشاهد الحلقات بشكل شبه منتظم، خصوصاً أنني أبقى في المنزل كثيراً بحكم الظروف الصعبة التي نمرّ بها. وبالفعل تعلقت بالمتسابقين بشكل كبير، وعندما اطّلعت على التصويت في كل حلقة شعرت بأن الجمهور ما زال يتذوق الطرب الأصيل، وأستطيع أن أقول إن اختيار مراد بوريكي منحني أملاً كبيراً في أن أصحاب المواهب الحقيقية سيجدون طريقهم مهما كانت الصعاب».
استمرار الدعم
أما المطربة ليلى غفران فأبدت رأيها في فوز مراد بوريكي بقولها: «منذ أول حلقة من البرنامج لفت انتباهي مدى روعة الأصوات المخبأة داخل بلادنا العربية، وعندما سمعت صوت مراد بوريكي شعرت بطرب أصيل لا يوجد كثيراً في وقتنا الحالي، فهو يملك حنجرة تلائم كل الألوان الموسيقية، وقد ظهر ذلك خلال حلقات البرنامج. ففي كل مرة غنى فيها تعمّد تغيير شكل الأغنية وإيقاعها ليضع فيها بصمته الخاصة، كما أدّى الأغنيات الطربية والمواويل والأغاني الخفيفة، واستطاع أن يجيدها كلّها رغم صعوبة ذلك، وهذا يدل على أن لديه إمكانات كبيرة ليست متوافرة في نجوم كبار موجودين الآن. وقد أذهلني عندما غنى «غنيلي شوي شوي» لكوكب الشرق أم كلثوم، لقدرته الفائقة على أدائها باحترافية شديدة جعلت الجمهور يصفق له. وبالطبع كان لعاصي الحلاني دور كبير جداً في أداء مراد، وقد ظهر ذلك بوضوح من خلال سماع أداء مراد حلقه تلو الأخرى، فمراد بوريكي لديه إمكانات كبيرة، وهذا ما استغله عاصي واستطاع أن يخرج معظم طاقات مراد على مدار المسابقة، وبالفعل لمع مراد بوريكي وتطور أداؤه، وينسب هذا النجاح بشكل كبير إلى عاصي».
وتضيف: «أتمنى أن يجتهد مراد ويثبت نفسه في الساحة الغنائية، لأنه مؤهل لمشروع نجم فهو لديه الإمكانات ولا ينقصه سوى الاختيارات الصحيحة. ولا أعتقد أن مهمة عاصي الحلاني انتهت عند نجاح المتسابق، بل بالعكس أرى أن مهمته بدأت مع مراد بوريكي بمساعدته ودفعه إلى تحقيق أحلامه وتقديم ألبوم غنائي وظهوره في الحفلات الغنائية. كما أنني أرى أن برنامج the voice مختلف عن بقية البرامج بحيث أعطى فرصة للفائز لإنتاج أغنية له بالتعاون مع شركة يونيفرسال ميوزيك، وهي فرصة ذهبية بالنسبة إلى وجه جديد يرغب في دخول الساحة الغنائية».
فوز مستحق
أما الفنانة الشابة نسرين إمام فتقول: «تابعت حلقات البرنامج لأنه مميز جداً وأعتبره أفضل برنامج لاكتشاف المواهب، بحيث قدم عدداً من المواهب الحقيقية بصدق، مما جعل الجمهور يتلقى وجبة طربية ضخمة جداً وغير معتادة في الجو الذي سيطرت فيه الأغاني الهابطة على الساحة. ورغم سوء الأحوال التي تمر بها مصر، كنت أشاهد الحلقة التي يغني فيها المتسابقون وأنتظر الفاصل لكي أتابع الأخبار التي تحدث في مصر من اشتباكات ومشاكل سياسية. وشعرت بسعادة عندما وجدت أن التصويت ذهب إلى مراد بوريكي، لكن لا أخفي أنني كنت متحمسة جداً للمتسابقة يسرا محنوش، فهي بارعة في الغناء بلغات مختلفة وتتميز فيها، خصوصاً الأغاني الطربية. وأحببت أيضاً فريد، لكن للأسف لم يجد التنوع في تقديم الأغاني بلغات مختلفة، ولهذا كنت أتوقع فوز يسرا، لكن مراد أيضاً يستحق الفوز، فهذه الأمور تكون رزقاً أيضاً. ولا أنكر سعادتي بالفنانة شيرين عبد الوهاب، فهي متميزة وخفيفة الظل، وكانت تتعاون مع فريقها الذي درّبته، وكذلك الأمر بالنسبة إلى كاظم الساهر وعاصي الحلاني وصابر الرباعي، كلهم نجوم بحق».
في البداية، يكشف الفنان رامي صبري دعمه لمراد بوريكي منذ أول ظهور له على مسرح the Voice، ويقول: «رغم أن البرنامج تضمّن العديد من الأصوات المتميزة والقوية، فإن صوت مراد بوريكي جذبني منذ أول أغنية قدمها، وهناك أكثر من سبب دفعني لدعمه، ومنها قوة صوته وإحساسه العالي، إلا أن الشيء الذي جعله يتميز عن غيره من المتسابقين امتلاكه خبرة كبيرة في الغناء على المسرح، فهو أجبر كل مشاهد على الاستماع إلى أغنياته بكل تركيز حتى النهاية، وذلك بسبب امتلاكه كاريزما خاصة».
وأكد أن بوريكي لم يعد مطرباً عادياً، بل وصل إلى العالمية عبر برنامج the Voice وبفوزه باللقب، ويقول: «جميع المتسابقين، الذين تخرّجوا في البرنامج في نسخته الأجنبية، سواء البريطانية أو الأميركية، أصبحوا نجوماً، لذلك يجب على مراد إدراك هذا الأمر والتفكير في مستقبله الفني بكل تركيز، فهو نجم عالمي الآن، وأنا واثق أن مستقبله سيكون مشرقاً وناجحاً بفضل موهبته والخبرة التي يمتلكها».
من ناحية أخرى، أكد رامي أن عاصي الحلاني ساهم في مساعدة مراد في الوصول إلى اللقب، ويقول: «الفنان عاصي الحلاني حرص على إعطاء مراد الخبرات وتدريبه بشكل جيد، ولعب دوراً مهماً في ظهور مراد بشكل متميز وحصوله على أعلى نسبة تصويت».
دويتو
ويقول نقيب الموسيقيين في مصر الفنان إيمان البحر درويش: «أرى أن المواهب التي قدمها برنامج the voice تملك أصواتاً جيدة جداً، بل تفوق كثيراً من نجوم الغناء الموجودين في الوقت الحالي، ومن كثرة أعجابي بالمواهب التي قدمها البرنامج قررت أن تشاركني يسرا محنوش، إحدى متسابقات البرنامج من فريق كاظم الساهر، دويتو غنائياً في ألبومي المقبل. وكنت أتمنى أن تكون هناك فرصة أخرى لمراد بوريكي الفائز باللقب، لكن الدويتو يتطلب فتاة للغناء معي، فلم تتح لي الفرصة سوى لمتسابق واحد من البرنامج، لكنني سأحاول أن أجد الفرصة قريباً التي تجمعني بمراد بوريكي، لأنه صوت يستحق منا المساندة...
التنافس بين المتسابقين كان شرساً للغاية، وهذا ما زاد البرنامج سخونة. وشخصياً كنت أحزن بشدة مع خروج كل موهبة أسبوعياً لجمال أصواتهم ولكنني سعدت في النهاية بفوز مراد بوريكي لأنه يستحقها، فهو متمكن من موهبته واستطاع أن يعود بنا إلى زمن الفن الجميل دون أن يشعرنا بأي اختلاف، بل غنّى لعمالقة الطرب في العالم العربي، أمثال أم كلثوم وصباح فخري ووديع الصافي وعبد الوهاب، بإتقان شديد، مع العلم أنه لم يمتلك الخبرة الكافية لذلك، إلا أنه لم يشعر المستمع بأنه مبتدئ في الغناء. كما أنه أعجبني في اختياراته للكلمات التي يغنّيها، وأعتقد أن عاصي كان له فضل كبير في ذلك واستطاع أن يتعامل بحرفية مع الموهبة التي انضمت إلأى فريقه، ويوفر لها المناخ الجيد لتفوز باللقب».
وعن مستقبل مراد يقول إيمان البحر: «أعتقد أن موهبة مثله ينتظرها مستقبل باهر، لكنني أنتظر منه أن يختار أغنيات تتناسب مع طبقات صوته من حيث الكلمات والألحان، وأتمنى أن يقدم سريعاً أغنيات جديدة تخصه، بعيداً من الأغنيات التي قدمها في البرنامج والتي تخص مطربين آخرين، حتى يستطيع أن يصنع بصمته الحقيقية كمطرب. وإذا حدث ذلك أتوقع له نجومية كبيرة في أقل من سنة».
استغلال الفرصة
أما الموسيقار هاني شنودة فيقول: «مراد بوريكي فنان بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، فهو يملك كل مقومات المطرب الناجح، بدايةً من الكاريزما والحضور على المسرح بالإضافة إلى الصوت الرائع الذي أذهل به الجميع، رغم وجود منافسة قوية بينه وبين المشاركين الآخرين، سواء من فريقه أو من فرق بقية المطربين، شيرين عبد الوهاب وكاظم الساهر وصابر الرباعي. إلا أنه استطاع في الحلقة الأخيرة أن يتألق بأدائه ويضمن الحصول على اللقب».
وعن تأثير عاصي الحلاني على أدائه خلال مراحل المسابقة يقول: «عاصي صوت جبلي رائع، ولديه خبرة كبيرة في الغناء، لذلك استطاع أن يعطي مراد من خبراته دون أن يبخل. وكان واضحاً جداً خلال الحلقات أن عاصي كان يرغب في الفوز بمراد، ليس لأنه من فريقه فقط، بل لأنه شعر بموهبته وكان مؤمناً بصوته وحنجرته الفريدة من نوعها، فلا شك أن تأثير عاصي الحلاني على مراد بوريكي هو السبب الرئيسي في لمعانه كل حلقة أكثر مما سبقتها، إلى جانب أنه كان يختار له الأغاني باحترافية شديدة».
أما عن مستقبل مراد بعد انتهاء الموسم الأول من البرنامج فيقول: «في الحقيقة مستقبل أي فنان يتوقف على الاستمرار، وأرى أن مستقبل مراد بدأ يتحقق بمشاركته في البرنامج ثم فوزه باللقب وتقديمه أولى أغنياته مع المنتج الموسيقي العالمي ريد ون، وعليه أن يستغل الفرصة ويتعاقد مع شركة إنتاج تقدم له أول ألبوم غنائي، حتى يستطيع تثبيت قدميه في الساحة الغنائية».
الناقد عبد الواحد المهتاني: برنامج «أحلى صوت» متفرّد في تصوّره الفني
الرباط - فاطمة عاشور
يؤكد الناقد الفني عبد الواحد المهتاني أن برنامج «أحلى صوت» the Voice رسم هوية فنية متفردة خرجت عن المألوف لأنه انطلق في عملية فرز المتسابقين بالاحتكام إلى الصوت الأحلى، بعيداً عن المعايير الاخرى، إضافة الى انخراط أعضاء لجنة التحكيم في تأطير المشاركين المتنافسين. والمتوج طبعاً هو من استطاع أن يستوعب توجيهات المدرب وفي أن يقدم أحسن ما لديه تبعا لملكاته الصوتية وموهبته الغنائية أمام الجمهور الذي يكون في آخر المطاف هو الفيصل والحكم، ثم يأتي تدخل المدرب لدعم مرشح من فريقه بعد أخذ الاستشارة من بقية أعضاء لجنة التحكيم.
ومن هنا تصبح المنافسة بحسب المهتاني بين المدربين أنفسهم على لقب التتويج وإن لم يكن معبراً عنها بطريقة مباشرة، مضيفاً أن البرنامج أفلح في خلق أجواء تنافسية تقوم على عناصر التحفيز والتشويق والتفاعل مع الجمهور. ويصر المهتاني على أن مصداقية البرنامج عززت انتصار الجمهور للفن ولـ «أحلى صوت» بغض النظر عن الانتماء الوطني لصاحب الموهبة. أما على المستوى الفني فحاول البرنامج أن يبتعد عن البهرجة بتقديمه المظاهر العفوية والأجواء الحميمية، مع اقتصاد في الأدوات التعبيرية والسنوغرافيا، فعوض الديكورات الضخمة، تلعب الإنارة دوراً أساسياً في تشكيل الفضاء.
أما في ما يخص التقديم، فيقول المهتاني ان البرنامج جمع ما بين الخفة المرحة والجدية ولم يسقط مقدّماه في التصنع والفجاجة. اما في ما يتعلّق بالمدربين، فإن اختيار كاظم الساهر وشيرين وصابر الرباعي وعاصي الحلاني ساهم الى حد كبير في إشعاع البرنامج.