نجمات تجاوزن الأزمات ويرفعن شعار: الصمود امرأة

القاهرة – ماجد رشدي 28 أكتوبر 2023

يخطئ من يظن أن المرأة سهلة الانكسار أمام أي عقبات مهما بلغت شدّتها، فالقصص الملهمة لنساء تغلبن على مشاكل عنيفة تؤكد دائماً أن الصمود امرأة بعض الفنانات كنّ من بين صاحبات تلك القصص الملهمة بعد أن نجحن في تجاوز الأزمات العصيبة وواصلن نجاحاتهن الفنية والشخصية.


هالة صدقي: أزمتي رسالة لكل امرأة تعاني مشكلة

رغم المشاكل التي تعرّضت لها في تجربة زواجها الأخيرة، والتي وصلت إلى تشكيك طليقها في نَسب طفليها إليها وترديده أنها استعانت ببويضات امرأة أخرى في التلقيح الاصطناعي قبل الإنجاب، دافعت الفنانة هالة صدقي عن نفسها بقوة، ولم تنكسر للحظة، بل ودخلت في صراعات قضائية لتثبت أنها هي صاحبة الحق وتكذّب الافتراءات عليها.

الأزمة التي مرت بها هالة لم تهزّها يوماً، بل زادت من إصرارها على النجاح، ليس فقط في عملها الفني وإنما أيضاً في مسؤوليتها كأم، حتى أنها قدّمت خلال فترة أزمتها مجموعة من أهم أدوارها التي تعتزّ بها، والتي كان آخرها دورها في مسلسل “جعفر العمدة”، والنجاح الكبير الذي حققته من خلال شخصية “صفصف”، وقبله مسلسل “فاتن أمل حربي” مع نيللي كريم.

وتقول هالة: “الحمد لله تجاوزت كل ما حدث لي ونسيته تماماً، والأهم أنني لم أسمح لتلك الأزمة بأن تؤثر في أولادي أو تعرقل عملي الفني”.

واختتمت حديثها بتوجيه رسالة الى كل امرأة صاحبة حق في أي أزمة قد تمر بها: “لا تتنازلي عن حقك واعرفي أنك قوية لتتغلبي على أي محنة مهما كانت صعوبتها”.


دينا الشربيني... الصمود بعد فقدان الأحبّة

في غضون خمسة أشهر، واجهت الفنانة دينا الشربيني أزمتين في حياتها، الأولى هي وفاة والدها حيث عاشت فترة من الحزن عليه كشفتها بمنشوراتها عبر “إنستغرام”، ورفضها الظهور الإعلامي، وما إن بدأت دينا تتعافى من أحزانها وتركّز في عملها، توفيت والدتها التي كانت شديدة التعلّق بها لتدخل في أزمة جديدة.

ولم تكن أزمتا وفاة والديّ دينا الشربيني هما الوحيدتان اللتان واجهتهما واستطاعت أن تتخطّاهما بقوّتها وإصرارها، بل مرّت بالعديد من الأزمات في حياتها، لعل أهمها فشل علاقتها العاطفية بالنجم عمرو دياب... لكن دينا نجحت في تجاوز هذه الأزمة، وتألقت في أكثر من عمل فني أخيراً، أحدثها مسلسلها الناجح “كامل العدد”، لتؤكد بهذا النجاح قدرتها على الصمود في وجه أي أزمة.


حورية فرغلي: أزمات منذ الطفولة وصمود دائم

لم يسبق لفنانة أن مرّت بأزمات وتجارب مؤلمة كالفنانة حورية فرغلي. فالأزمات رافقت حورية منذ الطفولة، وبدأت بانفصال والديها فشعرت بالوحدة لسنوات طويلة، ثم توالت عليها الأزمات الشخصية التي أثّرت سلباً في عملها الفني.

وكشفت حورية أنها تأزّمت نفسياً بعد مصرع خطيبها في حادث سير مروّع قبل حفل زفافهما بيوم واحد، فأُصيبت بصدمة، خاصة أنهما كانا يعيشان قصة حب رائعة.

ولم تتوقف الأزمات عند هذا الحد، وكانت الصدمة الكبرى حين علمت حورية أنها تعاني عيباً خلقياً وراثياً في الرحم منذ ولادتها، يمنعها من الإنجاب، والعيب الخلقي هو عبارة عن صغر حجم الرحم بسبب إصابتها بأورام ليفية عدة، تطوّرت مع الأيام إلى مرض السرطان.

بعدها تعرّضت حورية لحادث أليم أثناء ركوبها الخيل، حيث قفز الحصان في الهواء فوق الحاجز وسقطت عن صهوته، فكُسر أنفها وأُصيبت بـ”ديسك” في العمود الفقري.

وبعد حادثة كسر أنفها، عانت حورية مشكلات في التنفس بسبب خطأ طبي حين كانت تتعالج من مضاعفات الكسر، وعلى أثر ذلك فقدت حاسة الشم والذوق، وعندما حاول طبيب تجميل شهير حلّ هذه المشاكل، أفسد شكل أنفها، مما اضطرها للخضوع لجراحات تجميلية داخل مصر وخارجها ولكن من دون فائدة.

وتعترف حورية فرغلي بأنها لم تسلم من التنمّر بسبب شكل أنفها وخضوعها المتكرر لعمليات التجميل، فعانت من الاكتئاب وابتعدت عن الناس لفترة طويلة، وتراجع نشاطها الفني.

ورغم ذلك، قررت حورية عدم الاستسلام للأزمات وتخطّتها الواحدة تلو الأخرى، مؤكدةً أنها امرأة قوية، وأن ما حدث معها هو رسالة لكل امرأة بضرورة مواجهة الأزمات مهما بلغت شدّتها، مضيفةً أنها تنوي تعويض ما فاتها فنياً.


جومانا مراد: محنة وأمل ومسؤوليات

مرّت النجمة جومانا مراد بتجربة مؤلمة عندما فقدت طفلتها الصغيرة، ومع ذلك رفعت شعار “الصمود امرأة”، فرغم الحزن الذي عاشته، قررت جومانا مواصلة حياتها والقيام بمسؤولياتها، خاصة أنها ليست فقط فنانة لها جمهورها، بل هي إنسانة لديها عائلتها وزوجها وطفلاها الآخران، ولهذا لم تسمح للحزن بأن يؤثر في مسؤولياتها كأم وزوجة وفنانة ناجحة.

جومانا مراد التي عانت لفترة طويلة من تـأخّر الإنجاب لتسع سنوات لم تفقد خلالها الأمل في تحقيق حلم الأمومة، تعلّمت في تلك الفترة العصيبة درساً مهماً وهو عدم اليأس، وكان إصرارها وتفاؤلها وتمسّكها بالأمل بمثابة رسالة الى كل امرأة تمر بمثل ظروفها حتى وصلت إلى غايتها وأنجبت ابنها محمد، ثم رُزقت بطفليها التوأم علي وديانا قبل أن تفقد الأخيرة لتعيش محنة أخرى ومعها إصرار جديد على الصمود ومواصلة الحياة.

نيللي كريم: الدرس الأهم

“ممكن تتشلّي ومتعرفيش ترجعي لطبيعتك قبل سنة”... كلمات قاسية وجّهها الطبيب الى الفنانة نيللي كريم بعد اكتشافه ورماً في وجهها، استوجب خضوعها لجراحة خطِرة لاستئصال هذا الورم وأخذ عينة منه للتحليل.

ومع ذلك، تكتّمت نيللي على الخبر وسافرت إلى أميركا كي تخضع للجراحة هناك، ولم تعلن عن ذلك إلاّ بعد أن تأكدت أنها أصبحت بصحة جيدة وأن الورم حميد.

وخلال لقائها في برنامج “واحد من الناس” الذي يقدّمه الإعلامي عمرو الليثي عبر قناة “الحياة”، روت نيللي قصة مرضها وإصابتها بورم في وجهها ورحلة العلاج الى أميركا، فقالت: “اتخضيت وقتها وطبعاً كنت قلقانة، ذهبت لأكثر من دكتور وأول واحد قالي ممكن تتشلّي وهترجعي تاني لطبيعتك بعد سنة، والدكتور في أمريكا قاللي لأ هتبقي كويسة”.

وأضافت: “كنت بسمع كل الكلام ده وبفكّر في شغلي وإني هقعد في البيت ومش هعرف أمثّل تاني، لكن الحمد لله ربّنا لطف، والدرس الأهم اللي اتعلّمته إن محدّش عارف بكره في إيه، وإننا لازم نبقى راضيين ما دامت صحتنا وأهلنا كويسين”.

وخرجت نيللي كريم من تلك الأزمة قويةً لتواصل عملها الفني وتقدّم خلال السنوات الأخيرة سلسلة من أهم أعمالها، سواء في التلفزيون أو السينما.


شريهان: تجاوز الأزمات والعودة الى الفن

الفنانة شريهان من أكثر الفنانات اللواتي مررن بأزمات؛ حيث إن الواحدة منها كانت كفيلة بكسر مئات الرجال وليس امرأة واحدة، ولكن شريهان استطاعت أن تتخطّى أزماتها الواحدة تلو الأخرى لتجسّد بصدق مقولة “إن الصمود امرأة”.

ففي عام 1989 تعرّضت شريهان لحادث سير مروّع على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، أثناء عودتها من الإسكندرية بعد عرض أحد أعمالها المسرحية، وأُصيبت وقتها بجروح بليغة، وأكد الكثير من الأطباء أن وقوفها على قدميها بعد الحادث أصبح ضرباً من الخيال، إلا أن شريهان أذهلت الجميع بإرادتها القوية وإصرارها على التحدّي حيث استطاعت في سنوات قليلة جداً أن تعود إلى جمهورها أكثر نشاطاً ولياقةً إذ قدّمت في ذلك الحين فوازير “حاجات ومحتاجات”، وأبهرت كل مَن شاهدها.

ولم تكد شريهان تُشفى من إصابتها في الحادث، حتى تعرّضت لأزمة جديدة أدخلتها في دوامة اليأس من الحياة، لكنها تمكنت بفضل صلابتها من تخطّي تلك الأزمة التي طال أمدها والعودة الى جمهورها.

وبعد فيلمها الأخير “العشق والدم” الذي قدّمته في عام 2002، أُصيبت شريهان بسرطان الغدد اللعابية، وهو من أشرس أنواع السرطانات ويصيب في العادة واحداً من بين كل 10 ملايين شخص، وسافرت بعدها الى فرنسا، حيث خضعت لجراحة استمرت 18 ساعة متواصلة لاستئصال الورم.

بعدها خضعت شريهان لسلسلة من العمليات التكميلية، لمحو الآثار التي تركتها العمليات الجراحية على وجهها. وفي عام 2021 أعلنت شريهان عودتها الى الفن من خلال تقديمها مسرحية “كوكو شانيل” لتثبت أن المرأة التي تتحلّى بالصبر والإصرار والعزيمة قادرة على تخطي أي أزمة مهما بلغت صعوبتها.