تركز شركات السياحة والسفر على الترويج لمواقع سياحية محدّدة، وتتجه كل دولة إلى عرض أشهر الوجهات السياحية فيها، فيغفل عنا عدد من المواقع المذهلة التي لا تحظى بالشهرة التي تستحقها، وإنما الواجب زيارتها. ثمة أماكن خفية عن أعين المسافرين في دول الخليج نستعرض بعضها في ما يأتي لنلقي الضوء عليها ونوصيكم بزيارتها...

وادي شاب في سلطنة عُمان

يقع وادي شاب في نيابة طيوي التابعة لولاية صور، في محافظة جنوب الشرقية، ويبعد 140 كيلومتراً عن مسقط، على طريق قريات – صور الساحلي. الوادي موجود بين أحضان المرتفعات الجبلية، وهو من أشهر الوجهات التي لا ينبغي تفويتها في عُمان، حيث يمكن تجربة السباحة في برك المياه الزرقاء الدافئة، ومشاهدة أحد الشلالات الخفية. هناك، تتصافح المياه العذبة المنحدرة من أعالي الجبال مع مياه البحر المالحة، نتيجة قرب الوادي من البحر الذي بدوره ساعد في خلق التنوع البيئي الذي صاغت من خلاله الطبيعة مقومات تميز بها هذا الوادي عن بقية أودية السلطنة.

الرحلة إلى وادي شاب مغامرة شيّقة، إذ يمكن الوصول إلى بعض المناطق عبر رحلة بالقوارب، كما يمكن السير على الأقدام بين المرتفعات الجبلية. ويستطيع الزوّار مشاهدة شلّالات الوادي الشهيرة والمياه الصافية للبرك المائية، وكذلك الكهف المغمور جزئياً بالمياه خلال جولة في الوادي.

خورفكان في الشارقة

تقع مدينة خورفكان على بُعد137 كيلومتراً شرق مدينة الشارقة، وقد سُمّيت بهذا الاسم لوقوعها بين فكّي جبلين. تحتل المدينة المعروفة باسم «عروس الساحل الشرقي» موقعاً استراتيجياً على الساحل المطل على خليج عُمان، وتشتهر بطبيعتها الساحرة وشاطئها الرملي المميز وجبالها الشاهقة. كما تمتاز بميناء خورفكان، ميناء المياه العميقة الطبيعي الوحيد في المنطقة، حيث كان يمثل وجهة لرسو السفن الخشبية منذ القِدم. تشتهر خورفكان بالطبيعة الخلّابة والشواطئ الرملية الساحرة، وتزخر بالمواقع السياحية المميزة، مثل مدرج خورفكان وشلّال خورفكان وحديقة شيص، كما تحتضن الجبال الشاهقة المناسِبة للتخييم والتسلّق وقضاء النزهات، مما يجعلها مدينة سياحية متكاملة وفريدة من نوعها.

تمتاز مدينة خورفكان بطقسها المعتدل على مدار العالم، الى جانب احتضانها العديد من المرافق والمعالم البارزة كما المرافق الترفيهية، مثل الشاطئ والحدائق ومساحات اللّعب المخصّصة للأطفال والفنادق والمنتجعات والأسواق المختلفة.

بحيرة الكرعانة في الدوحة

تقع بحيرة الكرعانة على بُعد 60 كيلومتراً جنوب غربي الدوحة، وأصبحت بعد إعادة تأهيلها موطناً جديداً للحياة البرية والمائية، حيث توفر بيئة طبيعية وصحية لمختلف أنواع الطيور، وباتت محطة استراحة أساسية لأسراب الطيور المهاجرة التي تمر بدولة قطر باستمرار.

وقد أُعيد تأهيل بحيرة الكرعانة من خلال إزالة الملوّثات وتقليص المخاطر الصحية على البيئة المحيطة ببحيرات الكرعانة، التي استُخدمت لأكثر من 10 أعوام في استقبال المخلّفات الصناعية السائلة، بهدف حماية البيئة القطرية وتعزيزها، من خلال إعادة تأهيل المنطقة وتحويلها من بيئة غير صالحة للحياة البرّية إلى موطن للحياة البرّية والمائية، ويضمّ أنواعاً متنوعة من الطيور والأسماك. هكذا، تحولت بحيرات الكرعانة من بيئة ضارّة إلى بيئة طبيعية صحية وموطن للحياة البرية والمائية.

أبها في السعودية

تمتلك مدينة أبها موقعاً مثاليّاً في جنوب غربي السعودية، على ارتفاع 2200 متر بين قمم جبال السروات، حيث يمكن التجول بين قممها الجبلية، والإحساس بالدهشة والانبهار عند التنقل عبر أزمنة تتجاوز مئات السنين، ومشاهدة القلاع والقصور المشيّدة من مكونات بيئتها البكر.

ومع مناورات الضباب وظهوره حتى في فصل الصيف، يمكن اكتشاف سهول أبها ومنحدراتها وتنوّعها الثري، والتعرف عن كثب على مجتمعها المسكون بالفنون، وكيف تمكنت النساء هنا، منذ مئات السنين، من استخلاص الألوان الزاهية من الأشجار والحجارة، ليُعدن صياغة المساحات وتزيين ديكورات منازلهنّ بفن القَطّ العسيري، أحد الفنون التجريدية، الذي تحول إلى أيقونة عالمية تعبّر عن الإنسان والمكان.