الأبد هو الآن...  رسالة ثقافية بيئية من الأهرامات الى العالم

القاهرة – «لها» 29 نوفمبر 2023

ضمّ معرض «الأبد هو الآن» Forever Is Now في نسخته الثالثة على التوالي، الذي تشهده منطقة أهرامات الجيزة في مصر، وتنظّمه مؤسّسة «كلتشرفيتور-آرت دي إيجيبت»، 14 فناناً عالمياً، مقدّماً أعمالاً فنية معاصرة تعتمد على المزج بين الحاضر والماضي، وتحاكي التاريخ والأرض والبيئة والإنسانية. ومن الأعمال اللافتة في المعرض، مجسّم هندسي للفنان ديونيسيوس بعنوان «تأمل في الضوء»، اعتمد فيه على توجيهات الذكاء الاصطناعي؛ إلى جانب منحوتة «امرأة مصرية في هيئة الإلهة حتحور» للفنانة كارول فيويرمان بالتقنية الواقعية فائقة الدقة، والتي تستحضر حتحور آلهة مصر القديمة للحب والخصوبة؛ وأجزاء من متاهة للفنان راشد آل خليفة، تبرز من الأرض بزوايا متفاوتة، ومنقوش على كلٍ منها زخارف مستوحاة من كتاب «برج بابل» للعالم اليسوعي أثناسيوس كيرشر عام 1679؛ وغيرها من الأعمال الفنية المعاصرة التي تتنوع ما بين ألياف زجاجية، صلب، حجر، ورخام... وتقدّم تجربة مفعمة بالفن، ومقترنة بمواد صديقة للبيئة. ومن الفنانين المشاركين: البلجيكي آرني كوينز، البرازيلي آرثر ليسشر، الإماراتية عزة القبيسي، الأميركية كارول فيويرمان، اليونانيان ديونيسيوس وكوستاس فاروتسوس، الفرنسيان جي آر وستيفان بروير، المصري محمد بنوي، الأرجنتينية بيلار زيتا، البحريني راشد آل خليفة، السعودي راشد الشعشعي، الهولندية سابين مارسيليس، والمصري-البريطاني سام شندي.

تصوير: عمّار عبد ربّه


الفنان المصري محمد بنوي وتحفته بعنوان “كما فوق، كما تحت”، العبارة التي جاءت في ألواح الزمرد التي كتبها الإله تحوت، وهي مفاتيح تتحدث إلينا من مستوى الروح، لا من مستوى العقل، فالعالم المادي هو صورة من عالم آخر موجود في بُعدٍ آخر، ومصر السفلى هي مصر الموجودة على الأرض، والتي نعيش فيها تجربتنا في العالم المادي، ومصر العليا هي نسخة أخرى من مصر موجودة في عالم آخر أثيري، كما يشرح بنوي.



الفنان السعودي راشد الشعشعي و”الهرم الشفّاف” الذي استخدم فيه نسيج الخوص، وهي حِرفة قديمة من مصر، استخدمها الفنان السعودي لتكريم تاريخ الأهرامات، مع تقديم تفسير معاصر لتأثيرها في عمليات التنمية المستدامة في منطقتنا.


الفنانة الإماراتية التشكيلية عزة القبيسي ومشروعها “كنوز” الذي يمثل رحلة تلتقط أسرار المناظر الطبيعية الصحراوية وأشكالها وأنماطها وتضاريسها جنباً إلى جنب الذكريات الثقافية والقصص والزخارف من الماضي. يستخدم العمل مواد تعكس الطبيعة المحيطة من خلال الألوان الترابية المستلهَمة من الجذور العميقة لتراثنا.

الفنان الفرنسي جي آر ومشروعه “من الداخل إلى الخارج”، وهو عبارة عن منصّة تساعد المجتمعات في كل أنحاء العالم على الدفاع عمّا تؤمن به، وإثارة التغيير العالمي محلياً من خلال الأعمال الفنية العامة من طريق عرض صور بالأبيض والأسود لأفراد المجتمع في الأماكن العامة.

الفنان اليوناني كوستاس فاروتسوس ومشروع “أفق” الذي يركز على العلاقة بين نهر النيل وهضبة الأهرامات حيث يتحدّد الأفق الجديد من خلال ثماني دوائر يدور فيها العالم. إن القبة السماوية ودورة الحياة يتم التعبير عنهما من خلال الشكل الهندسي للدائرة.


الفنان البحريني راشد آل خليفة ومشروع “الواقع لا زمان له”، المستوحي من عظمة مصر والذي يجسّد لحظة خالدة  يلتقي فيها الماضي والحاضر والمستقبل.


الفنانة الأميركية التشكيلية كارول فيورمان ومشروع “امرأة مصرية في هيئة الإلهة حتحور”، وهو يصوّر حتحور امرأةً معاصرة تلخّص جوهر الإلهة، كما أنها ترتبط بالمياه والخصوبة باعتبارها الإلهة التي تجسد السماء والمرأة والخصوبة والحب والجمال والموسيقى والفرح والأمومة.


الفنانة الهولندية التشكيلية سابين مارسيليس ومشروع “رع” الذي يستلهم الشمس التي كرّمها المصريون القدامى وجعلوا منها كوكبة يعبدونها ويكرّمونها. عمل فني لا يمثّل مزولة شمسية فقط، بل يسخّر أيضاً قوة الشمس ويحوّلها إلى طاقة بحيث تبدو وكأنها أصبحت دائرة كاملة.


الفنان الفرنسي ستيفان ومشروعه “معبد •I•” المأخوذ عن فكرة أمنية الخلود لدى المصريين القدماء، وهو لا يجسّد فقط نصباً مادياً يحتفل بملك واحد، كما كان الحال في العصور القديمة، فيبدو المثلث الذهبي المقلوب وكأنه يطفو في الفضاء مثل الظهور الإلهي، وينقل رؤية مادية ومعنوية شديدة القوة لضوء نقي، بل يكشف أيضاً عن نصب معنوي يهدف إلى الحفاظ على الذكريات الرقمية لكل إنسان.


الفنان المصري – البريطاني سام شندي ومشروعه “معبد الشبح” الذي يؤكد أن الحضارة المصرية القديمة تركت بصمة على الأرض فيها القوة والعنفوان نتخيل معها الصروح التي لم تعد موجودة، ويمكننا أن نشعر بالطاقة والروح التي تشع في الغلاف الجوي.


الأرجنتينية بيلار زيتا ومشروعها الفني “بوابة المرآة” الذي يذكّر بجاذبية المرأة الغامضة وتعدّد الأبعاد بين الزمان والمكان. هي بوابة من الحجر الجيري مع كرات طلاء السيارات الذهبية والزرقاء، تعكس تقارب المواد الطبيعية والاصطناعية في عصر ما بعد الصناعة، وذلك بجانب القشرة الجيولوجية لكوكبنا، بينما يجسّد اللون الأزرق القزحي الخنفساء المقدّسة، ويرمز إلى الولادة والتجديد... وفي جوار التركيب، هرم من الحجر الجيري وكرة يخلقان تبايناً بين العوالم الزمنية، ويؤدي مسار رقعة الشطرنج، وهو رمز للازدواجية، إلى مرآة بيضوية ترمز إلى إمكانات كل الأشياء واستكشاف العقل الباطن لدى الفرد.