معرض الأثاث MAISON & OBJET في باريس

باريس - نجاة شحادة 02 ديسمبر 2023

بعيداً من الاتجاهات المختلفة لأنماط الديزاين، كشف معرض الأثاث «ميزون أي أوبجيه» في نسخته الثانية لهذا العام 2023، عن نهج جديد في التصميم Maison & Objet يحمل دعوة للاستمتاع، ويدور حول مواضيع مختلفة من بينها شعار وابتكار أجواء طريفة مرِحة داخل المنزل.


وقد تمحورت حول هذا الشعار موجة واسعة من التصاميم الجديدة، التي تميزت صياغاتها بالجرأة وروح الدعابة وسحر الألوان، والتي شكّلت قيمة مضافة لهذه الموجة الجديدة من فنون الديزاين... فكانت تجربة مسلّية ومحفّزة لاستكشاف متعة الإبداع وتقديم نماذج من المبتكرات الطريفة التي تجاوزت المعايير التقليدية في التصميم وخلق مفهوم جديد للرفاهية.

ثلاثة محاور تأخذنا إليها أعمال المبدعين الذين عملوا على رسم خريطة للتوصل الى السعادة والرفاهية داخل المنزل، يمكن تعريفها بالتعبير الجذّاب، والإبداع المتحرّر من القيود التقليدية، إضافة الى الرؤية بحسّ متطور... وذلك للتخلص من أجواء الرتابة والملل، والتحليق بحرّية في عوالم الخيال لتوليد صياغات وأشكال غير مسبوقة تثير الحواس وتستولي على المشاعر.


في هذا الموكب المرِح، نشهد مرور قافلة من العلامات التجارية التي طوّعت في مبتكراتها المواد والأحجام والأشكال والخطوط لتبدو بملامح أكثر جاذبيةً وبألوان باهرة.

فالإبداع التحرري هو الخطوة الثانية التي قرر الكثير من الفنانين والمهندسين المعماريين والمصمّمين الذهاب نحوها لاستعادة أجواء التفاؤل في الديكور. مثل مصمّم الأزياء والزخرفي المبدع «جان شارل دو كاستلباجاك» رائد الخيال المسلّي، والذي يسير على خطاه جيل جديد من المبدعين الشباب مستلهمين من أجواء أعماله طريقهم لإنتاج أجواء ومبتكرات مدهشة معاصرة، منهم إيمانويل ستافولي الذي عمل على تقديم تصوّر جديد للواقع من خلال تجربته في تنظيم الأشكال وإبداع قطع أثاث صغيرة وأكسسوارات بألوان صافية وتنسيق جريء يقودنا نحو مساحات تعبيرية تعزّز أجواء الطرافة والمرح في المنزل بديناميكية إيجابية وتمنح التصميم بُعداً شاعرياً.

أما الخطوة الثالثة لتحقيق السعادة والمتعة والرفاهية، فقد تم تحديدها من خلال العودة الى الأساسيات مع الاستعانة بالتكنولوجيات الحديثة المتطوّرة والموجّهة نحو المستقبل. لم يكتف المصمّمون بالتواصل مع البيئة والطبيعة لإعادة البهجة الى فضاءات المنزل بل لجأوا إلى ابتكار تصاميم مثيرة للفضول... مثل فندق تمّ بناؤه على شكل حبّة البطاطا أو غيرها من الأشكال المسلّية والتي تسير بنا نحو أنماط جديدة من التصميم غريبة ومثيرة تتجاوز المألوف.


استخدام العناصر الجميلة في الديكور يحوّل الفضاء الداخلي إلى مكان احتفالي يضفي على المشهد الزخرفي روعة وألقاً، خاصة حين تعزّزه الألوان والأشكال الرسومية التي تحوّل بعض قطع الأثاث إلى تحف فنية. كما تسمح بتوليد رغبات لإنتاج ديكور لا زمني خارج عن المألوف. وهنا لا بد لنا من التوقف عند أعمال بعض المصمّمين، وخاصة الأيقوني جان شارل دو كاستلباجاك الذي حلّ ضيفَ شرف على النسخة السابقة للمعرض وكان رائداً للتصاميم الجميلة المسلّية، وسارت على خطى أسلوبه مجموعة من المبدعين الشباب من بينهم إيمانويل ستامولي.

مدفوعاً برغبة في وضع تصوّر جديد للواقع، قدّم ستامولي تجربة إبداعية جعلت الشكل يتناسب بصورة أفضل مع الإحساس، وخاصة الإحساس البصري. فالهدف من تصميمه لبعض قطع الأثاث وألوان الأكسسوارات الطريفة هو تجسيد الألوان وإحداث انفجار مع تدرّجات الألوان المنزلية الباهتة.


تأخذنا الألوان الساحرة وخصوبة الخيال في العديد من المبتكرات التي تم تسليط الضوء عليها في منصّات المعرض، الى مساحات تعبيرية، مرِحة ببُعد شاعري تتجلّى فيها الديناميكية الإيجابية بوضوح، خصوصاً في تصميمات العلامة التجارية «بولبو»، حيث يقدّم الزوجان الألمانيان باتريك وأورسولا لاست، بالتعاون مع مصمّمين مشهورين، بينهم: سيباستيان هيركنر وإليزا ستروزيك وهاري ثالر... سلسلة مصابيح على شكل نجوم ملتهبة تشير إلى الفيلم الغربي الأميركي لعام 1960 الذي أطلق إلفيس بريسلي في الشاشة الكبيرة. تمزج هذه المجموعة المبتكرة بين العصور والإشارات، فتأخذنا الى «نوستالجيا» ممتعة. هي حالة حلم مميزة تتحول فيها الأشكال والمواد إلى منحوتات مضيئة مذهلة.