مصمّمة الديكور هدى الصالح: أعمالي ترتكز على البساطة والتغيير 

فرح جهمي - بيروت 09 ديسمبر 2023

على الرغم من ممارسة المصمّمة الكويتية هدى الصالح لمهنة المحاماة في الكويت، إلاّ أن عشقها للفن والهندسة قادها إلى دراسة تصميم الديكور في لندن والاحتراف في هذا المجال والعمل فيه بمفردها بكل ما يحمله من منافسة وتفاصيل وألوان، لتصبح رقماً صعباً في مجال الديكور الداخلي في البلاد. وتعمل الصالح في هذا المجال منذ أكثر من 29 عاماً، وتبرع في تطويره وتقديمه بأجمل صورة لزبائنها.


سرّ نجاحي في أنني أعمل بمفردي

وفي ظلّ المنافسة الكبيرة والكمّ الهائل من مكاتب التصميم الداخلي والمكاتب الهندسية، تمكّنت هدى الصالح من أن تكون بين الناجحين في مجال التصميم الداخلي والعمل بمفردها بشكل مستقل بعيداً من روتين العمل المكتبي. وتقول في هذا السياق: “أعتقد أن سرّ نجاحي في أنني لم ألتزم بمكتب معين، بل عملت بشكل حرّ، فلم أتلقَّ أوامر من أحد بل أعمل بمزاجي وأصمّم بحب، وأجهّز المخطّط والأفكار كأن البيت بيتي، وأحرص على أن يكون عملي كاملاً وأنفّذ أفكاري على أكمل وجه، وأن تكون مواعيدي دقيقة مع الزبائن لأتمكن من المنافسة والاستمرار”.  

وتضيف: “لقد برزت بهذه الطريقة وتمكّنت من التميّز وكوّنت سمعة في السوق، وهو ما يجعلني مستمرة على الساحة الى اليوم رغم أنني أعمل بمفردي وأنافس بقوّة باقي المكاتب الموجودة في الكويت. وما يميّزني أيضاً أنني أصبحت متخصّصة بالبيوت والفيلات، ففي العادة، استلام ديكورات المكاتب والمحال التجارية والعيادات أسهل في التنفيذ ويحتاج إلى مجهود أقل، ولكنني اخترت الأصعب، وفضّلت تجهيز الفيلات لأنني أعشق التفاصيل الدقيقة وقد تميّزتُ في هذا المجال، ويمكنني القول إن 80 في المئة من أعمالي فيلات والـ20 في المئة الباقية تكون للأمور الأخرى كالمكاتب والمحال والمطاعم... هذا المجال في غاية الجمال، ولكن لا بدّ من دخوله عن عشق وشغف، فليس كل مصمّم ناجحاً، بل هناك الكثير ممن يجيدون الرسم والتصميم ولكنهم لا يتمتعون بالرؤيا الكافية لتصميم المكان وتحقيق النجاح”. 

صفحة “زوايا”... واحة من الأمل لتخطّي المرض 

وعن صفحة “زوايا” على “إنستغرام”، تقول هدى الصالح: “دخلت السوشيال ميديا من طريق الصدفة. ففي عام 2022 تم تشخيصي بمرض السرطان وبدأت رحلة العلاج المؤلمة والمزعجة والطويلة، وما زلت أعاني منها إلى اليوم وأستمر في تلقي العلاج، سافرت حينها إلى لندن لاستكمال علاجي، وعدتُ في نيسان (أبريل) الماضي إلى الكويت، وكنت ضعيفة ومُتعبَة جداً وجسمي منهك من العلاج الكيماوي والهورموني المضاد للسرطان، وكنت أمضي أغلب وقتي في المنزل، ولكنني أرفض الدخول في دوامة المرض، وقررت أن أتابع مسيرتي المهنية كي لا أنقطع عن العالم وأبقى في ذاكرة الناس، لأن المنافسة قوية في البلد، ففكرت بأن أدخل عالم الإنستغرام، وبالفعل استعنت بشابة لتساعدني في دخول هذا المجال الجديد عليّ، وبدأت معها العمل على الصفحة، ولم أتوقع هذا النجاح وكنت مصدومة من النتيجة ومن سرعة تفاعل الناس مع صفحة “زوايا””. 

وعن الصيحات السائدة على الـ”تيك توك”، تقول: “الأفكار المنتشرة تناسب المراهقين، وهناك الكثير من الأشياء الجميلة التي يمكن الاستفادة منها وتعلّمها، خاصة أنها موجّهة الى فئة معينة وتفيد بعض الناس بحيث تساعدهم في تنظيم منازلهم وترتيبها”. 

الألوان الرائجة في عام 2023 

وتؤكد المصمّمة الصالح أن “صيحات الألوان لعام 2024 مختلفة كثيراً، حيث أُضيف إليها اللون القرميدي، ودخل أيضاً اللون الكحلي إلى الأثاث، وتسلّل اللون الأسود الى المطابخ، علماً أن العمل بالأسود صعب ويحتاج إلى مساحات واسعة وفنان لتصميم الفكرة وتنفيذها بشكل صحيح. وهناك صيحات لا تزال مستمرة من العام الحالي، ولكن بالنسبة إليّ فأنا لا أفكر بـ”التريند” السائد، خصوصاً في تجهيز البيوت والفيلات، لأن هناك من يحب أن يكون الأثاث والديكورات المعاصرة والرائجة بتكلفة كبيرة ولكن تظهر في النهاية في غاية البساطة، فيعاني العميل من حالة إحباط كبيرة، لذلك أختار في تصاميمي عادةً النيوكلاسيك والمعاصر والمواد التي لا تُشعر الشخص بالملل، ولذلك أنا لا أعتمد على الموضة السائدة، بل أحاول تطبيق رؤية الزبون وما يريده بشرط أن يكون جميلاً ومناسباً”. 

وتضيف: “أنا أحب الألوان المحايدة، أعشق الأبيض بكل درجاته وأبتعد عن تعدّد الألوان. وفي ما يتعلّق بالأثاث، أختار دائماً اللون الصريح والواضح، مثل الأزرق الملكي وأستخدمه دائماً وأدمجه بألوان أخرى، وأختار عادة الألوان غير المملّة”. 


البساطة أساس الفخامة  

وليبدو المنزل في غاية الفخامة والترتيب، تنصح مصمّمة الديكور السيدات بالتقليل من الإكسسوارات الإضافية واعتماد البساطة لأنها تمنح الأثاث المزيد من الأناقة والجمال الحقيقي. والبساطة تكمن في اختيار الأثاث والإكسسوارات واللوحات والسجّاد ولكن بشرط الابتعاد عن الزحمة المزعجة.  أما عن طريقة نقل المنزل من حالته المملّة إلى أخرى نابضة بالحياة، فتقول هدى الصالح: “حين نشعر بالملل من غرفة ما، يمكن تجديدها من خلال تغيير لونها أو إضافة ورق الجدران أو المخدّات الملوّنة، وبالتالي إذا أصبحت غرفتكِ رتيبة، أضيفي إليها لوناً جميلاً أو لوحة معينة، وعادةً يملّ الأشخاص من غرفة الجلوس، وهي تحتاج دائماً الى إضافة لمسة معينة لتجديدها، ويمكن ذلك بتغيير السجادة أو لون الطلاء أو إضافة إكسسوار أو لوحة تشعرنا بتجدّد الحياة”.