قطعة من قلب راغب هدية لمحمد عسّاف والاشتياق يغمر أحلام ونانسي وحسن

نانسي عجرم, راغب علامة, أحلام, آمال ماهر, حسن الشافعي, برنامج أراب آيدول

04 مايو 2013

أن يتخلّى السوبر ستار راغب علامة عن قطعة من قلبه لصالح مشارك أمرٌ يحمل في طيّاته دلالات كثيرة، أولّها حتماً، إيمانه بصاحب الهدية محمد عسّاف. فالمشارك الفلسطيني الذي قدم خصّيصاً من غزّة استحقّ عن جدارة هديّة راغب المتمثّلة بإعطائه أغنيته الأحبّ إلى قلبه "يا ريت فيي خبّيها" والسماح له بتسجيلها بصوته وإطلاقها في الأسواق. هذه اللفتة المفاجئة من راغب طبعت الحلقة التي تميّزت بحضور النجمة آمال ماهر وزيارة "الكينغ" محمد منير للمشاركين ومنحهم الدعم والنُصح والمؤازرة.

أما المفاجأة الأبرز فكانت استعادة مقدّم البرنامج أحمد فهمي لمهنته الأولى، الغناء، فغنّى مع آمال ماهر أغنية "حلوة يا بلدي" التي اعتمدها برنامج Arab Idol2 كأغنية مرافقة لكلّ مراحل البرنامج وفي كل البلدان العربية.

الاختيارات الصحيحة للأغنيات أسرّت قلوب أعضاء لجنة التحكيم وانعكست تطوّراً ملحوظاً على أداء المشاركين ما رفع معايير المنافسة وجعل مهمّة الجمهور شبه مستحيلة. ونتيجةً لهذا التطوّر اللافت ولجهود الفريق الفني المتخصّص المؤلّف من كبار الأساتذة والموسيقيين الذي أشرف على خيارات الأغنيات، أدّى المتنافسون الـ 12 أغنياتهم بحرفية نالت رضا اللجنة والجمهور وتميّزوا خلال الحلقة بأداء ألوان طربية مُختلفة عن تلك التي أطلّوا بها على الجمهور في السابق، وذلك في تنويعٍ يُظهر قدراتهم الصوتية على نحوٍ أكثر شمولية، ويوضح تمكّنهم من تأدية مختلف الأنماط الغنائية العربية.

وبدا الأثر الذي تركته زيارة "الكينغ" محمد منير على المشاركين واضحاً، فاستفادوا من نصائحه وإرشاداته التي خصّ بها كل مشتركٍ على حدى، ولعلّ النصيحة الأبرز لجميع المشتركين كانت "ضرورة استفادة كل مشترك من التراث الفني لبلده والمخزون الثقافي والموسيقي الموجود في ذاكرته."

في العودة إلى تفاصيل الحلقة التي قرّرت فيها أحلام، مازحة، حرمان راغب من الكلام بسبب غيابه في الأسبوع المنصرم وعبّر فيها حسن عن اشتياقه وعدّه الأيام حتى يحين موعد اللقاء، افتتحت ضيفة الحلقة، الفنانة آمال ماهر من مصر، مسرح "Arab Idol" بأغنية "كلام بسرّك" فتفاعل معها الجمهور ونالت ثناء أعضاء لجنة التحكيم وخاصّة أحلام التي اعتبرت آمال "امتداداً لكوكب الشرق السيّدة أم كلثوم". 

أول إطلالة للمشاركين كانت من خلال فرح يوسف من سوريا التي غنت "حبينا واتحبينا" لمطربة الجيل ميّادة الحناوي، فكان أداؤها كعادته قوياً ومحترفاً رغم صعوبة الأغنية ووفرة جُملها اللحنية التي كتبها بليغ حمدي. غير أن فرح أبدت ليونة في التنقل بين النغمات وثقة عالية انعكست على آراء لجنة التحكيم فوصفها راغب علامة بأنها أمل سوريا في الغناء بعد ميادة الحناوي.

مهند المرسومي من العراق كان ثاني المشاركين فغنّى "لاه ولوه ولوّه" لـ سعدون جابر مرفقة بموّال من التراث العراقي أدّاه بثقة وعنفوان، وهو ما أخذه عليه راغب معتبرا ًعنفوانه وحماسته المفرطين سبباً في خروجه عن المقام في بعض "الركزات". الرأي الذي خالفته فيه أحلام التي رأت في "تأخرّ ركزاته حرفيةً على الطريقة العراقية التقليدية" وهي تُحسب له لا عليه، وبرهنت قولها غناءً.
غنّت سلمى رشيد من المغرب أغنية "عالبال" لـ سميرة سعيد ضيفة الحلقة الثانية من Arab Idol2، فكان أداؤها مرتاحاً وبدت مُمسكة بالمقام. أما ملاحظات اللجنة فجاءت متشابهة فنصحتها أحلام بالابتعاد عن المُغالاة والحدّة في لفظ كلمات الأغنية، فيما نصحتها نانسي في ضرورة الحفاظ على شخصيتها الخاصة وعدم التأثّر بطريقة أداء صاحبة الأغنية، فاعترض حسن باعتبار أن صوتها مميّز لا يشبه صوت سميرة سعيد.

إصرار عبد الكريم حمدان من سوريا على أداء اللون العاطفي الطربي عبر غناء رائعة وديع الصافي "على رمش عيونها"، عوضاً عن الموشحات والقدود التي تميّز بها منذ بداية البرنامج، لم تكن في صالحه، فنصحه راغب وحسن بالعودة إلى الطرب الحلبي الأكثر ملاءمةً لـ "طبيعة صوته وجواباته العالية، مع تسجيل أحلام اعتراضها بالقول إن خيارات الأستاذ وديع الصافي لا يعلى عليها وهنّأت عبد الكريم على أدائه.
إطراء نانسي كان كبيراً ليسرى سعّوف من المغرب التي غنّت "اللي كان" لـ نانسي عجرم، فأثنت على أدائها وإحساسها العالي، فيما تغزّل راغب بنانسي على طريقته الخاصّة لافتاً راغب عناية الجمهور إلى صعوبة أداء هذه الأغنية بالتحديد، معتبراً أن يسرى نجحت في إيصال الأغنية إلى مسامع الناس باقتدار.

مفاجأة الحلقة كانت في أداء فارس المدني من السعودية، الذي يبدي تطوراً ملحوظاً في أدائه أسبوعاً تلو الآخر. غنّى فارس "ما عاد بدري" لفنان العرب محمد عبده، فوقفت أحلام تصفق له، وهنأته قائلةً: "أن فخورة باختيارك وأدائك وطريقة غنائك كنت أظنّك بخيلاً أو مغروراً، فاكتشفت أنك مغروراً بصوتك وتقطّره لنا قطرة قطرة". وهو الرأي الذي أيّده بقية أعضاء لجنة التحكيم الذين اعتبروا أن أداء فارس لهذه الأغنية كان الأفضل له منذ ظهوره في البرنامج.

بأغنية "أحبك موت" للفنانة أحلام، أرادت حنان رضا أن تظهر موهبتها في أداء مختلف الأنماط الغنائية، والخليجية خاصة، فكان أداؤها جيداً بشهادة أحلام التي نصحتها ببذل المزيد من الجهد في "تجويد الأغنية" وعدم الاكتفاء بتأديتها على النحو السليم وبدون أخطاء، وهو ما اعتبرته نانسي عدم توفيق في اختيار حنان للأغنية كونها تُعدّ صعبةً جداً على غير المحترفين وأصحاب الخبرة الكبيرة في الغناء "لأن ملعب أحلام صعب".
تألّق زياد خوري من لبنان بأغنية "يللي بجمالك"، فكرّرت أحلام كلامها السابق وقالت له : "ستشرق الشمس على صوتك، لا بل أشرقت..."، فيما اعتبره حسن زياد "عبقرياً" قائلاً "عندما فأنا لا أستمع إليك كي أنتقد.. بل كي أُطرَب".

أغنية "يا ريت فيي خبيها" لـ راغب علامة، كانت خيار محمد عساف من فلسطين، فاعتبر راغب أن ما قدّمه عساف هو إبداع حقيقي وقرّر إهداءه الأغنية وحقوقها وبالتالي السماح له بإعادة تسجيلها بصوته متى أراد ذلك وكرّر حسن مقولته "أرى فيك محبوب العرب".

بدت صابرين النجيلي من مصر واثقة في أدائها لأغنية ذكرى "يوم ليك"، لكنّها لم تعجب حسن الذي انتقدها بشدة معتبراً أن تركيزها يضيع في الطبقات العالية، وأيّده راغب بهذا الأمر آخذاً على صابرين "عدم تشبيعها للقفلات في العالي".

ومن الزمن الجميل، اختار أحمد جمال من مصر أن يغني لـ محمد عبد الوهاب "إيمتى الزمان"، فطُرب الجمهور و"سلطن" أعضاء اللجنة، فوصف حسن الشافعي أحمد جمال بـ "السلطان" مقترحاً اسم "أحمد سلطان" كـ اسم فني لأحمد جمال، لكن أحمد اعترض بشكلٍ مهذّب موجّهاً تحيّة إلى والده جمال الذي تعب معه كثيراً ليوصله إلى ما هو عليه اليوم. أما راغب فاعتبر أن سماع صوت أحمد جمال يذكّره بسماع "رنّة عود محمد عبد الوهاب".

أخيراً مزجت برواس حسين من كردستان العراق بين اللونين الكردي والعربي ضمن أغنية واحدة هي "عـ العين موليّتين"، فكان مزجها لهذيْن اللونين موفقاً وساحراً، واستحقّ ثناء جميع أعضاء لجنة التحكيم بلا استثناء، فضلاً عن إشادتهم بشخصيتها المُحبّبة وحضورها اللافت وحرفيّتها في الأداء.