إيرلندا ملتقى التاريخ والطبيعة الساحرة

جولي صليبا 09 ديسمبر 2023

عندما تلقيت الدعوة لزيارة إيرلندا، لم أتردّد ثانيةً واحدة في الموافقة، لأن إيرلندا من أجمل بلدان العالم ووجهة مثالية لمن يهوى التمتع بالمناظر الطبيعية الآسرة ويعشق التاريخ والقلاع والقصور والمتاحف. وكانت رحلتي إلى إيرلندا من أجمل رحلاتي على الإطلاق، لأنها جعلتني أغرق في جمال المدن النابضة بالحياة وروعة الطبيعة الخضراء، وغنى التجارب الثقافية والموسيقية، وأستمتع بأنشطتها المختلفة وعروض فنادقها المميزة.


وصلنا إلى مطار دبلن وكانت السيارة في انتظارنا لتقلّنا مباشرةً إلى فندق “ذا فيتسويليام” The Fitzwilliam الواقع في قلب المدينة. بعد استراحة قصيرة من عناء السفر، انتقلنا إلى فندق “ميريون” The Merrion المجاور، حيث اختبرنا تجربة “فن الشاي” الفاخرة. والشاي في إيرلندا هو شكل من أشكال الفن، وتعود أصول هذا العُرف إلى القرن التاسع عشر، حين كانت وجبات العشاء تقدَّم في التاسعة مساءً، مما جعل إحدى الدوقات آنذاك (واسمها آنا، دوقة Bedford 7) تشعر بالجوع وتأمر بتحضير الشاي يومياً لتحتسيه مع الخبز والكعك في غرفتها، وهكذا وُلدت العادة.

تجربتنا في فندق “ميريون” أتاحت لنا التلذّذ بالوجبات الخفيفة والحلويات والمشروبات، والتعرف على مجموعة اللوحات الفنية الموزّعة في أرجاء الفندق.

قلعة دبلن

في اليوم التالي، قرّرنا استكشاف تاريخ دبلن وثقافتها مع مرشدة سياحية أخذتنا في جولة إلى قلب المدينة، حيث اكتشفنا ماضي دبلن وعجائبها المعمارية. وانتهى بنا المطاف في قلعة دبلن التي تُعدّ من أهم المعالم السياحية وأجمل النماذج المعمارية في المدينة وتتمتع بقيمة تاريخية تشهد على حصانتها وقوّتها. يعود تاريخ القلعة إلى القرن الثالث عشر، وتحديداً إلى العام 1204، بحيث شُيّدت لتكون مركزاً للدفاع عن المدينة، علماً أن الملك جون، ملك إنكلترا، هو من أمر ببنائها.

تشتهر قلعة دبلن التاريخية بأسوارها العالية وأبراجها الحصينة، وتتصل باليابسة عبر جسرٍ مُشيّد يتيح للزوّار الوصول إلى القلعة والاستمتاع بالمناظر الخلّابة. وتشتمل القلعة على غُرف وقاعات مُتنوّعة، وهناك غرف مخصّصة للملك وأتباعه، بالإضافة إلى قاعة استقبال الزوّار. وقد أبهرتني جدران القلعة بالنقوش والزخارف المرسومة عليها. فهناك نقوش تعود الى العصر الروماني، وأخرى ترجع الى القرون الوسطى. وفي داخل القلعة مُتحف يعرض العديد من القطع الأثرية والمشغولات الخزفية، إضافة إلى الكثير من الأسلحة كالدروع والرماح والسيوف والخناجر.

حدائق باورسكورت

لا يمكن زيارة إيرلندا من دون التوجّه إلى عالم باورسكورت السحري، الذي يبعد 30 دقيقة فقط من دبلن. هناك، أُتيحت لنا فرصة استكشاف 47 فداناً من الحدائق ذات المناظر الطبيعية الجميلة واختبار عظمة القصر الرائع. كما انغمسنا في روعة التصميم الإيرلندي وتناولنا أشهى المأكولات التقليدية.

تُعدّ حدائق باورسكورت من أروع المعالم الطبيعية في إيرلندا ومن أكثر الأماكن سحراً وجمالاً في البلاد. يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر، وتمتدّ على مساحة شاسعة تزيد على 51 هكتاراً من المساحات الخضراء والتضاريس المتنوعة. وتتميز الحدائق بجمال طبيعي استثنائي، حيث الأشجار الضخمة والبحيرات الرائعة والنباتات النادرة. وعند زيارة الحدائق، استكشفنا مسارات مشي ساحرة أخذتنا في جولة حول الحديقة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلاّبة والهدوء الذي يمنحه هذا المكان.


مزرعة أبيفيلد للفروسية

يوم جديد في إيرلندا ومغامرة فريدة في الريف الإيرلندي، وتحديداً في مزرعة أبيفيلد للفروسية التي هي وجهة مثالية لعشّاق ركوب الخيل. يقع هذا المركز الفريد في قلب الطبيعة الساحرة في مقاطعة كيلدير ويقدّم تجربة مميزة حيث يمكن الزوّار الاستمتاع بدروس ركوب الخيل الاحترافية مع مدرّبين مَهرة، سواء كانوا مبتدئين أو متقدمين ذوي خبرة عالية. كما توفر المزرعة رحلات خيل استكشافية رائعة في الطبيعة الخلاّبة حيث أُتيحت لنا فرصة التعرّف على المروج الخضراء الشاسعة، والأماكن الجميلة التي لا يمكن الوصول إليها بسهولة من خلال وسائل أخرى.

حدائق ومزارع الخيول الوطنية الإيرلندية

ولتكتمل روعة تجربة ركوب الخيل، توجّهنا إلى مزارع الخيول الوطنية الإيرلندية، المعروفة بـ “حدائق الخيول الوطنية”، التي تعدّ من الوجهات الرائدة في عالم الخيول، وتجسّد الروعة الطبيعية والتراث الثقافي في إيرلندا. إنها المكان الأمثل لمحبّي الخيول من دول مجلس التعاون الخليجي الذين يشتهرون بشغفهم في تربية الخيول وتدريبها. تستضيف “حدائق الخيول الوطنية” مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تسمح للزوّار بالتعرف على تاريخ الخيول وتربيتها في إيرلندا. كما يمكن الضيوف القيام بجولات ممتعة في المزارع واكتشاف المهارات التي تتطلبها رعاية الخيول. هو إذاً المكان المثالي لعشّاق الخيول من الوطن العربي، لأنه يقدّم فرصة استثنائية لاستكشاف تراث الخيول الإيرلندي والاستمتاع بجمال الطبيعة.


قرية كيلدير

قرية كيلدير هي وجهة تسوّق فاخرة ومميزة في قلب مقاطعة كيلدير، على بُعد ساعة فقط من العاصمة الإيرلندية دبلن، ولذلك حرصنا على زيارتها قبل مغادرة الريف الإيرلندي. وقرية كيلدير هي جزء من مجموعة بيسيتر الشهيرة عالمياً، وتقدّم تجربة تسوّق استثنائية، حيث تجمع بين محلات فاخرة، وعلامات تجارية عالمية مشهورة، وعروض توفير رائعة طوال العام، إضافة إلى خدمة عملاء خمس نجوم.


قلعة هيلزبورو الملكية

تشتهر إيرلندا بتاريخها الغني وإرثها الثقافي، ولذلك حرصنا على زيارة قلعة هيلزبورو الملكية التي هي من دون شك واحدة من الجواهر التاريخية في إيرلندا وتجمع بين التاريخ والثقافة. تأسّست القلعة في القرن الثامن عشر، وتعكس تراثاً غنياً يمتدّ لقرون عدة. تُحيط بالقلعة حدائق غنّاء تضفي جواً ساحراً على المكان، حيث يمكن الزوّار استكشاف التاريخ والثقافة الإيرلندية.

وبالنسبة إلى الزيارات الملكية، فإن قلعة هيلزبورو مقصد شائع لزيارات العائلة الملكية البريطانية، حيث تستخدم كإقامة رسمية للملك وأعضاء العائلة الملكية خلال زياراتهم إلى إيرلندا. وهي خير تجسيد للعلاقات الثقافية والتاريخية بين إيرلندا والمملكة المتحدة.


تايتانيك بلفاست

لا يمكن زيارة إيرلندا من دون الذهاب إلى مبنى تايتانيك بلفاست، أحد أهم معالم الجذب السياحي حول العالم، إذ جرى فيه تصميم وبناء وإطلاق سفينة تايتانيك الشهيرة. يوفر المبنى تجربة رحلة التايتانيك الذاتية، والتي تعيد قصة سفينة التايتانيك بطريقة مبتكرة من خلال الدمج بين التكنولوجيا التفاعلية والتراث البحري الأصلي. هذه التجربة تأخذ الزوّار في رحلة ممتعة يكتشفون خلالها مناظر السفينة وأصواتها وروائحها وقصصها، بالإضافة إلى الناس والمدينة التي شهدت على ولادة هذه الأسطورة.

وقد نجح مبنى تايتانيك بلفاست منذ افتتاحه في عام 2012 في أن يصبح من أبرز وجهات السفر العالمية، واستقبل أكثر من 8 ملايين زائر من أكثر من 145 دولة مختلفة. وتمّ التصويت عليه كأفضل مَعلم سياحي في العالم في حفل جوائز السفر العالمية في عام 2016.


تجربة الصقارة في قلعة وارد

كانت تجربة الصقارة في قلعة وارد شمالي إيرلندا فرصة فريدة لنا لاكتشاف عالم الطيور المفترسة بشكل قريب وتفاعلي. هناك، تعرّفنا على التاريخ والفنون القديمة لفن الصقارة، وشاهدنا عروض الطيران الرائعة، وتفاعلنا مع الطيور المدرّبة، مثل البومة والصقر والنسر، بإشراف صقّارين ذوي خبرة. كانت تجربة استثنائية أتاحت لنا التواصل مع الطيور الجميلة أثناء استكشاف المحيط الطبيعي الساحر لقلعة وارد.


اخترنا لكم هذه الفنادق في إيرلندا

The Fitzwilliam Hotel, Dublin

يقع فندق “ذا فيتسويليام” في قلب دبلن ليتيح للنزلاء استكشاف المدينة بسهولة، ولا سيما مسرح غيتي، ومتحف دبلن الصغير، وكنيسة سانت آن، وحديقة سانت ستيفن، إضافة إلى التسوّق في شارع غرافتون، ومركز ستيفنز غرين. وفي المساء، يمكن زيارة منطقة تيمبل بار، المركز الحيوي للحياة الليلية في دبلن والتي تبعد دقائق من فيتسويليام. يتميز الفندق بغرفه الأنيقة المزوّدة بوسائل الراحة الحديثة، إضافة إلى المطعم الراقي “غلوفرز ألي” والحانة “إن أون ذا غرين” والمنتجع الصحي والصالة الرياضية الحديثة.

The K Club Hotel, Kildare

في مقاطعة كيلدير الرائعة في إيرلندا، يقع فندق “ذا كيه كلوب” الفاخر وملعب الغولف الشهير، على مسافة قصيرة بالسيارة من العاصمة دبلن. يتميز الفندق بتقديم تجربة فريدة للضيوف لا تقتصر على الإقامة الفاخرة ومناظر الطبيعة الخلاّبة فحسب، بل تشمل أيضاً تذوّق الأطباق اللذيذة وتجربة الغولف الممتعة. كما يضم الفندق عدداً من المطاعم التي تقدّم مجموعة متنوعة من الأطباق العالمية والمأكولات الإقليمية الرائعة. إنه وجهة متكاملة تجمع بين الإقامة الفاخرة والترفيه والمأكولات المميزة، مما يجعله الخيار المثالي للاستمتاع بعطلة لا تُنسى في إيرلندا.


The Merchant Hotel, Belfast

في قلب مدينة بلفاست النابضة بالحياة، يتألق فندق “ذا ميرشانت” كإحدى أفخم وجهات الإقامة في إيرلندا الشمالية. يجمع هذا الفندق بين التراث التاريخي والرفاهية العصرية بأناقة فائقة، وتتميز الغرف بأثاثها الأنيق ومرافقها الحديثة التي توفر للنزلاء الراحة والاسترخاء.

مطعم فندق “ذا ميرشانت” هو أحد أفضل مطاعم بلفاست، حيث يُقدّم أطباقاً شهية مستوحاة من المأكولات العالمية، فيما يمكن الاسترخاء في السبا الفاخر والمسبح والساونا والصالة الرياضية.


Killeavy Castle Estate, Northern Ireland

مجمّع قلعة كيليفي هو وجهة استثنائية في إيرلندا تجمع بين الفخامة والجمال الطبيعي. يتألف المجمع من قلعة تاريخية مع حدائق ذات مناظر طبيعية خلاّبة، ويوفر إقامة فاخرة للضيوف الباحثين عن ملاذ هادئ في منطقة ريفية رائعة.

تضم قلعة كيليفي غرفاً فسيحة ومريحة مفروشة بأناقة، فيما يمكن الضيوف الاسترخاء في منتجع صحي مجهّز والاستمتاع بجولات سيراً على الأقدام في المناطق المحيطة.