تحت شعار "سينما من أجل الإنسانية"، انطلقت الدورة السادسة من "مهرجان الجونة السينمائي" في موعد استثنائي، التقى فيه عدد كبير من نجوم وصنّاع السينما العربية والعالمية، حيث كانت البداية مع عرض فيلم يتناول معاناة الشعب الفلسطيني على مدار التاريخ.

بعدها صعد النجم المصري محمود حميدة لإلقاء كلمة حملت معاني إنسانية مؤثرة، حيث أكد أن هناك مسؤولية نتقاسمها جميعاً في أكثر أوقات الإنسانية ظلاماً، ورأى أنهم كمبدعين وناقلي حقيقة يمتلكون هذه القدرة، وعليهم واجب لأنهم رواة القصص غير المرئية.

وأكد النجم المصري أن من قصص اليأس نستطيع أن نسلّط الضوء على جوهر إنسانيتنا في عالم يغض الطرف عن الفظائع، وطالب بأن تكون أفلامنا شهادة على صمود الروح الإنسانية، وأملاً في وجه الظلام.

ورفض محمود حميدة الطلب من الجميع الوقوف دقيقة حداداً، مؤكداً أن الحداد كما هو تعبير عن الحزن قد يكون دافعاً للنسيان، وهو لا يريد أن ينسى.

"لا يهمّني اسمك لا يهمّني عنوانك... يهمّني الإنسان ولو مالوش عنوان"... هكذا بدأت يسرا كلمتها في افتتاح الدورة السادسة من المهرجان وهي ترتدي الأسود، اللون الذي سيطر على إطلالات النجوم في حفل الافتتاح تعبيراً عن الحزن على ما يحدث في فلسطين.

وشدّدت النجمة المصرية على أن المهرجان شعاره "سينما من أجل الإنسانية"، وليس هناك أداة أهم من الفن لتذكير الجميع بإنسانيتهم، معتبرةً أن الفن سلاح، وأهدت يسرا كل لحظة في المهرجان إلى شعب عظيم، هو شعب فلسطين الذي علّم العالم أسمى معاني الإنسانية... بالقول: "إنتوا دايماً في قلوبنا وهتفضلوا في قلوبنا"، لتنتقل بعدها إلى التكريم، حيث تحدثت عن المخرج مروان حامد، وأكدت أن والده كان من أجرأ الأشخاص الذين التقت بهم، ووالدته شخصية إعلامية عظيمة، ليُعرض فيلم عن أهم الأعمال التي قدّمها مروان حامد، فيصعد المخرج المصري وسط تصفيق الحضور لتسلّم جائزة "الإنجاز الإبداعي" من يسرا، قائلاً في كلمة إن هذا شرف كبير له، وموجّهاً الشكر ليسرا وإلى "مهرجان الجونة" والقائمين عليه، ومهدياً التكريم إلى والده الراحل ووالدته.

وبعد تكريم مروان حامد، جاء دور الدكتور مختار يونس أستاذ الإخراج في معهد السينما، الذي صعد الى المسرح ومازح مروان حامد لأنهما كانا زميلين في معهد السينما. ثم عُرض فيلم عن "المعهد العالي للسينما" وتاريخه العريق، وألقى الدكتور مختار يونس كلمة تحدّث في ختامها عن زميله الراحل أشرف عبد الغفور الذي تخرّج في الدفعة الأولى لمعهد السينما، ووجّه الحضور تحيةً لروحه.

أما الفنان محمد فراج فصعد إلى منصة الافتتاح بالزي الأسود الذي يزيّنه علم فلسطين، من أجل تقديم تكريم خاص من نوعه، معبّراً عن سعادته بحضور المهرجان، ومتحدّثاً عن التكريم واللحظات التي يعيشها الجميع في مواقع التصوير، حيث إن بينهم مَن يحتسب اللحظات المميزة واللحظات التي يخطئ فيها الجميع... ليُعرض بعدها فيلم يستعرض لحظات "الكلاك" المميزة، ويستضيف فراج في الختام اثنين من أهم فنيي الكلاكيت في مصر، وهما خيري فرج ومحمد كيلاني.

وقدّم النجم "أبو" أغنية مؤثرة لأطفال فلسطين باللغة الإنكليزية، حملت اسم "The World Is Blind" ونالت استحسان الحضور.

بعدها، صعد الى المسرح المهندس سميح ساويرس مؤسّس "مدينة الجونة"، ورئيس مجلس إدارة المهرجان، ليؤكد أنه كان يهاب إقامة الدورة قبل انطلاقها، ولكن بعد ما شاهده في حفل الافتتاح من إنجاز شعر بسعادة كبيرة لقراره الجريء بتنظيم الدورة هذا العام.

وأشار ساويرس إلى ضرورة تسليط الضوء على الحضارة، وإلى قدرة الأشقاء الفلسطينيين على تقديم سينما، حتى لا يكون هناك سوى مشاهد القتل... وشكر ساويرس الحضور متمنياً أن يحمل العام الجديد كل الخير للجميع.