حمَام خيري في 'بيت الدين'

حفل غنائي, مهرجان بيت الدين, حمَام خيري

18 يوليو 2012

الصوت القادم من الوطن المجروح تغلّب على جرحه وزرع الفرحة والبهجة والأمل في قلوب كلّ من حضر إلى مسرح قصر بيت الدين. الصوت الآتي من حلب الشهباء ملأ فضاء القصر الشهابي فأطرب ليل جبل لبنان وقمره والحاضرين هناك. حفل حمام خيري فاق كلّ التوقعات وتجاوز كلّ أمسيات "بيت الدين" لهذا العام.

علماً أنّ قسماً كبيراً من الجمهور لم يكن يعرف حمام خيري ولم يحضر أيّاً من حفلاته المباشرة أو المُسجلّة، إلاّ أنّ نوستالجيا "الفنّ الجميل" دفعت بهم إلى أعالي منطقة جبل لبنان للاستماع إلى القدود الحلبية والاستمتاع بأغنيات الطرب الأصيل.

كان العرض المقرّر للحفلة ساعة ونصف إلاّ أنه امتدّ ساعة ونصف إضافية ارتفعت خلالها حماسة الجمهور الذي غادر مسرح بيت الدين طرِباً بعد أمسية فنية لا تُنسى.

استهلّ حمام خيري برنامجه الغنائي بموشحّات وأدوار صعبة أظهرت قوّة صوته وقدرته على التلوين في المقامات. فصوته المطواع ساعده في التطريب عند أدائه الطبقات العالية تماماً كما المنخفضة. وبعد مجموعة رائعة من الموشحات والقصائد والمواويل مثل: "قل للمليحة بالخمار الأسود ماذا فعلت بناسك متعبّد" و"الليل عليّ طال" و"لي قصّة حيّرت جبرانها مع مي وبحور ما بتنوصف أعماقها مع ميّ"، قدّم القدود الحلبية الشهيرة بأسلوب أكثر عصرية أرفقها بحركات راقصة تعود إلى المدرسة الحلبية العريقة فأدهش الناس في أغنيات مثل "يا مال الشام" و"ابعتلي جواب" و"مالك يا حلوة مالك هوّة الغرام غيّر حالك" و"كيد العوازل" و"قدّك الميّاس يا عمري"...

الحفل الذي حضره سوريون كُثُر من حلب والشام وحمص وغيرها من المدن السورية نسوا على مدار ثلاث ساعات الوجع السوري عبر إرث فني وتراثي منحهم الأمل في عودة سوريا الثقافة والمحبّة والسلام.