لبنان يستعرض "فن الدبكة" في مهرجان "قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية" بالسعودية

26 يناير 2024

تشارك فرقة أدائية من الجمهورية اللبنانية في النسخة الثالثة من مهرجان "قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية"، الذي تنظّمه هيئة المسرح والفنون الأدائية في منطقة عسير. وتقدّم الفرقة فن الدبكة في ثمانية مواقع تراثية بالمنطقة، وهي على التوالي: بسطة القابل، وقلعة شمسان، وقرية بن عضوان السياحية، وقصر مالك التاريخي، وقصور آل مشيط، وقصور آل أبو سراح، وقلاع أبو نقطة المتحمي، وقرية بن حمسان.

ويُعد فن الدبكة من أهم الفنون الأدائية المنتشرة في بلاد الشام عموماً، ولبنان على وجه الخصوص، وبدأ في التطور منذ خمسينيات القرن الماضي، وتحديداً في عام 1957 عندما أُقيم مهرجان بعلبك للدبكة التقليدية في البقاع، ومنذ ذلك الحين بدأ في الانتشار محلياً وإقليمياً ودولياً عبر الفِرق اللبنانية الأدائية، وهو يصنّف فناً حضارياً يرتبط بعادات وتقاليد الشعب اللبناني الذي ورثه عن الآباء والأجداد؛ ليصبح مدعاة فخر واعتزاز كثقافة تُصدّر إلى الخارج.

وتُقام حلقات الدبكة في الأعراس والحفلات والأعياد والمناسبات، سواء كان ذلك في المدينة أو الريف؛ والهدف منها هو الحفاظ على التراث. والدبكة عبارة عن خطوات تختلف طبقاً للإيقاع الموسيقي المعتمد، وقد تتخذ المجموعة المشارِكة في الدبكة شكل صف أو قوس أو دائرة، وتتكوّن الفرقة عادةً من الرجال والنساء، ويقود الأداء شخص يقوم بحركات إضافية تُظهر مهاراته في فن الدبكة.


والدبكة أنواع، منها: "الدلعونا"، و"الهوارة"، و"الغزيّل"، و"البداوية"، و"السويلي"، و"الحدود"... وتُعدّ "الدلعونا" و"الهوارة" في محافظتي جبل لبنان والبقاع، وبعض قرى الجنوب الأكثر شيوعاً بين أنواع الدبكة الأخرى؛ لأنها حماسية، وتُطلب كثيراً في الأعراس، وتُقدّم على المسارح في المدينة على وقع الآلات الموسيقية المحلية مثل الطبلة والمجوز والناي والمنجيرة والدف.

وتشارك فرقة الدبكة اللبنانية الى جانب 45 فرقة محلية ودولية، تُؤدي 40 لوناً جبلياً سعودياً وعالمياً، في المهرجان الذي تنظّمه هيئة المسرح والفنون الأدائية في خطوةٍ تعكس مساعيها الرامية إلى إبراز الفنون الأدائية السعودية، وتسليط الضوء عليها، إضافةً إلى تعريف المجتمع المحلي والسيّاح بالفنون الأدائية الجبلية الدولية.

وتهدف الهيئة من خلال تنظيم مهرجان "قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية" في نسخته الثالثة إلى تقديم الموروث السعودي بفنونه المختلفة، وتسويقه عالمياً، وجذب الاهتمام العالمي الى الفعاليات المحلية، من خلال مشاركة الفِرق العالمية فيه، وإبراز جهود المملكة في الاهتمام بالإرث الثقافي وثقافة الشعوب. كما يعكس حرص الهيئة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي باعتباره أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية السعودية 2030.