يسرا: شائعة وفاتي أصابت والدتي بانهيار نفسي

هند صبري, فيلم قصير, يسرا, رانيا يوسف, مهرجان القاهرة السينمائي, أمير كرارة, مسلسل, حورية فرغلي, إنهيار عصبي, إنتقاد

21 مارس 2012

لم تتوقع النجمة يسرا، وهي تشارك مؤخراً في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، أن تخرج شائعة وفاتها لتصيب والدتها بحالة من الانهيار النفسي، لكن هذا ما حدث، وهو ما أغضبها خاصة أن وسيلة الإعلام التي نقلت الشائعة لم تتحر الدقة.
يسرا تتحدث إلينا عن تلك الشائعة التي اضطرتها للاعتذار عن مهرجان «مونز» في بلجيكا، كما تتكلم عن فيلمها الجديد «جيم أوفر» وعودة مي عز الدين للعمل معها، ومسلسلها «شربات لوز» ورأيها في قضية عادل إمام، وتوجه رسالة إلى هند صبري وتتحدث أيضاً عن رأيها في بعض النجوم والنجمات الشباب.


- في البداية سألناها ما الذي جذبك في فيلم «جيم أوفر»؟
فكرته القائمة على نوعية من الكوميديا لم أقدمها من قبل، فضلاً عن أنني كنت أفكر جدياً في تقديم عمل سينمائي في هذا الاتجاه وكدت أشرع فيه، لكن المنتج محمد السبكي سبقني وعرض عليَّ فكرة الفيلم، فقلت له إنني كنت أفكر في الفكرة نفسها وأنوي تقديمها، فقال لي: «لماذا لا نقدمها معاً طالما هناك نوع من توارد الأفكار؟».
وقد انتهيت من تصوير الفيلم ومن المقرر أن يعرض في الصيف، ويشاركني بطولته مي عز الدين ومحمد لطفي، وهو تأليف محمد القوشطي وإخراج أحمد البدري.

- ماذا عن دورك فيه؟
أقدم دور مذيعة تهتم بمظهرها، لكن فجأة تترك العمل وتستقر في منزلها، وتبدأ الحرب الباردة مع أهلها وابنها وخطيبته، فضلاً عن أنها تحمل عدداً من الصفات السلبية، فهي سيدة متسلطة وقوية ومفترية، وتحاول طوال الوقت تضييق الخناق على كل من اقترب منها.
باختصار شعارها الوحيد «أنا ومن بعدي الطوفان»، فمن الممكن أن تبدأ المشهد بمظهر في غاية الروعة والإبداع من حيث الشكل وطريقة الكلام وينتهي بمأساة كبرى، فكوميديا «الفارس» ليس لها حسابات، لذلك يجد الممثل نفسة حراً طليقاً ولا يحاول أن يضع قيوداً للشخصية مثلما يفعل في الشخصيات الأخرى.

- قلت إن ما جذبك إلى الفيلم فكرة الكوميديا فيه ولكن هذه النوعية من الأفلام يعتبرها البعض لا تقدم مضموناً وغير هادفة، فضلاً عن أنك قدمت من قبل فيلم «الأفوكاتو» مع عادل إمام وهو ينتمي إلى هذا النوع من الكوميديا. فما تعليقك على ذلك؟
أختلف معك في الرأي، وأتصور أن الكوميديا لها هدفها، وهو على الأقل الإضحاك، أو أن تقدم مضموناً جيداً. وأرى أن الإضحاك في حد ذاته رسالة مهمة، وفي الوقت نفسه لم أقدم هذه النوعية بهذا الشكل وبحرية مطلقة من قبل، وأوافقك الرأي في أن فيلم «الأفوكاتو» ينتمي إلى هذه النوعية من الكوميديا، لكن عندما شاركت فيه لم أكن على حريتي مثلما كنت في فيلم «جيم أوفر»، فكان الاعتماد الكلي على الفنان عادل إمام وكنت أتحرك بتوجيهات من المخرج رأفت الميهي، ولم أكن أعرف إن كانت ستؤتي ثمارها أم لا.
أما فيلم «جيم أوفر» فمختلف تماما عن «الأفوكاتو»، لأنني للمرة الأولى أخوض تجربة كوميديا الموقف والأداء.

- ألا يعد تقديمك للكوميديا نوعاً من المغامرة؟
في تصوري أنها تستحق المغامرة، وعلى الأقل تشبع رغبتي في أن أخوض هذه التجربة، خاصة أنني عندما رصدت تاريخي الفني وجدت أنني قدمت دور الأم في الوقت الذي رفضت فيه أي فنانة أن تقدمه، وكنت أول من خاض تجربة التلفزيون في الوقت الذي لم يجرؤ أحد من نجمات السينما على فعلها، كما نظرت إلى تاريخ النجوم العالميين مثل ميريل ستريب وجاك نيكلسون وروبرت دي نيرو وغيرهم، فوجدتهم خاضوا هذه النوعية من الأفلام أو على الأقل جربوها بل ونجحوا فيها، وهذا ما أتمناه.
كما أنني ضد أن أسير على وتيرة واحدة ولا بد من خوض المغامرات الفنية.

- بعض الفنانين تنتابهم حالة من الخوف والقلق لمجرد مشاركتهم في فيلم من إنتاج السبكية لما هو معروف عنهم من تقديم الأفلام التجارية، فماذا عن يسرا؟
هناك مثل يقول:» تعرف فلاناً، قال: أعرفه، فقال: عاشرته، فقال: لا، قال: إذن فأنت لا تعرفه». وهذا المثل ينطبق على محمد السبكي الذي سعدت كثيراً بالعمل معه، ولم يدخل القلق قلبي للحظة واحدة عندما قررت التعاون معه، فهو من المنتجين القلائل الذين يقدمون أفلاماً وينعشون دور العرض، فضلاً عن أنهم يعرفون متطلبات السوق والمرحلة التي تسير فيها السينما، وهذا يعد ذكاءً واضحاً.

- لكن أفلامهم تواجه سيلاً من الانتقادات من جانب النقاد، لكونها لا ترقى الى المستوى المطلوب، وكان آخرها «شارع الهرم» و»عمر وسلمى»!
لم يعرض عليَّ هذه النوعية من الأفلام التي تتحدث عنها، كما أنني أرى أن محمد السبكي تحديداً من المنتجين الذين يعرفون متطلبات السوق، وله الترمومتر الخاص به الذي يقيس به نبض الشارع والجمهور.
ورغم مشاركتي معه في فيلم «جيم أوفر» لم أصل إلى سر هذه الخلطة، وإن كنت أراه يهتم بآراء من حوله من خلال رصد تعابير وجوههم على ما يشاهدونه ويخرج برأي واضح من خلال هذا المؤشر.

- ماذا عن لقائك والفنانة مي عز الدين؟
التقيت مي عز الدين من قبل في مسلسل «أين قلبي» قبل عشر سنوات، ويعد هذا الفيلم لقاءنا الأول سينمائياً، وكان سر اللقاء محمد السبكي، لأنها لم تتعاون مع منتج آخر غيره وتعتبره والدها، وهي مطيعة له إلى حد بعيد، وفي الوقت نفسه تفهمني جيداً.

- وما رأيك في أدائها وهل تطورت خلال هذه الفترة عما كانت عليه في المرة الأولى؟
بالتأكيد مي عز الدين تشهد نضجاً فنياً غير عادي، وتسعى طوال الوقت لأن تقدم أفضل ما لديها، فهي الآن تعي جيداً ما تقدمه وتدرس الشخصية التي تجسدها بشكل جيد وتخرج أفضل ما لديها من أداء، فضلاً عن أنها مطيعة إلى حد بعيد وتستمع إلى نصائح الآخرين.
وقد سعدت كثيراً بأدائها وتحضيرها ومذاكرتها للشخصية التي تقدمها، وقلت لها: «أرى أمامي فارقاً زمنياً يتجاوز العشر سنوات، اكتسبت فيها الخبرة وأصبحت ناضجة وطورت فيها أداءك».

- الفيلم منحك حرية أكبر كممثلة، متى تشعرين كإنسانة أيضاً بتلك الحرية؟
أكون حرة طليقة مع أصدقائي المقربين الذين كانوا معي منذ الطفولة، واستمررنا في فترة الدراسة، ولا أشعر معهم بأنني أحسب تصرفاً أو كلمة خوفاً من فهم خاطئ، ولا أحاول أن أضع بعض «الرتوش» لأجمل نفسي.

- ماذا عن مسلسل «شربات لوز»؟
«شربات لوز» هي فتاة تحاول أن تربي أشقاءها، وبعد رحيل والدتها تصبح لهم الأمَّ والشقيقة، وتعمل في أحد المصانع حتى تستطيع أن تربيهم وتعلمهم، باختصار هي فتاة فيها صفات الجدعنة وبنت البلد، لكنها شرسة إلى حد بعيد مع من يحاول أن يقترب منها أو من أشقائها الذين يعدون نقطة ضعفها الوحيدة.
والمثير في الأمر أنها تصدر دائماً وجه الشر وفي الوقت نفسه لديها خفة دم، ولأنها نابعة من داخل إحدى الحارات المصرية تجد طوال الوقت أن لها مفرداتها وطريقة كلام مختلفة عن الآخرين.
ويشاركني في هذا المسلسل مج?موعة كبيرة من الفنانين، على رأسهم الفنان الكبير سمير غانم وسامي مغاوري ورجاء الجداوي وعايدة رياض، ومن الشباب تامر هجرس ونسرين إمام وصبا مبارك وأحمد داود ومحمد فراج، وتأليف تامر حبيب في ثاني تعاون معه بعد مسلسل «خاص جداً» وإخراج خالد مرعي.

- وماذا عن اعتذار كل من أمير كرارة وحورية فرغلي؟
«أنا لن أمسك في أحد»، هذا هو مبدئي الذي أسير عليه، خاصة أنني لا أحبذ إجبار أي شخص على العمل رغم أنفه، لأنه في النهاية لا يمكن أن يعطيني أفضل ما لديه.
وأمير كرارة اعتذر لانشغاله في عمل آخر ولم يستطع التوفيق بين العملين، أما حورية فكان سبب اعتذارها في تصوري أنها وجدت مساحة دور أفضل في مسلسل آخر، وهذا حقهما ولا أستطيع أن أحجر عليه.

- وما رأيك في كل منهما؟
أتصور أن أمير من الفنانين الشباب الذين يملكون أدوات تمثيل جيدة، ويستطيع أن يغير جلده، كما له مهنته كمذيع، التي يجيدها. أما حورية فشاهدت لها أكثر من عمل، وأراها من النجمات الصاعدات بقوة ولها حضور على الشاشة، كما أنها تمتلك أدوات تمثيلية عالية، وأنا من معجبيها وأتوقع لها مستقبلاً باهراً.

- ما وجه الخلاف الذي نشب بينك وبين شركة العدل جروب التي قدمت معها أكثر من مسلسل؟
لا يوجد أي خلاف بيني وبين العدل جروب، كل ما في الأمر أن الشركة المنتجة لمسلسل «شربات لوز» كانت هي صاحبة الفكرة، فليس من المعقول أن تنتجة شركة أخرى، ومن حق الشركة صاحبة الفكرة أن تتمسك بإنتاج المسلسل، فضلاً عن أنني أعجبت بالسيناريو وقررت أن أخوض التجربة.

- قلت إن «شربات لوز» تظهر الوجه الآخر لها إذا شعرت بمن يضرها ويريد الخلاص منها فمتى تظهر يسرا هذا الوجه؟
أظهر هذا الوجه في الوقت المناسب وعند اللزوم، وهذا يحدث فقط عندما أتعرض لجرح من أي شخص. ومشكلتي أنني من الجائز أن أتحمل وأصبر بشكل كبير، لكن عندما يفيض بي الكيل أنفعل بشكل كبير وهذا أمر طبيعي، وفي النهاية أسامح قدر الإمكان.

- وهل حدث هذا معك؟ ومن الذي غضبت منه؟
حدث كثيراً، لكن لن أستطيع أن أبوح بأسماء الشخصيات، وكل من اختلفت معهم يعلمون جيداً أنني غاضبة منهم.

- تردد أن «شربات لوز» تشبه إلى حد كبير شخصية «نادية أنزحة» التي جسّدتِها في مسلسل «أحلام عادية»، فما تعليقك على ذلك؟
هناك فرق كبير بين الشخصيتين، خاصة أن «شربات لوز» تتمتع بقدر من الأناقة، لكن في النهاية تأثرت بشكل كبير بالبيئة التي خرجت منها، بعكس «نادية أنزحة» التي يمكن أن تتلون وترتدي الملابس الفاخرة ولا يمكنك أن تكشف حقيقتها.

- بمجرد بدء التصوير تعرض صناع المسلسل لعين الحسود فماذا حدث؟
بالفعل كانت هناك عين حاسدة جداً وأصابتنا كلنا، وكانت البداية مع المؤلف تامر حبيب الذي تعرض لوعكة صحية دخل على إثرها المستشفى، وبعد ذلك تعرضت والدتي لوعكة صحية أيضاً وبعد ذلك تعرض المؤلف وحيد حامد، والد المنتج مروان حامد أحد المشاركين في إنتاج المسلسل، لوعكة صحية دخل على إثرها المستشفى أيضاً.

- ما رأيك في الاتهام الذي وجه إلى عادل إمام بازدراء الأديان؟
عادل إمام قيمة فنية كبيرة ولا يمكن مهاجمته بهذا الشكل، كما أن الإبداع والسينما عمرهما 110 سنوات، ولا يمكن هدمهما بهذه الطريقة ولن نسمح بذلك، ونحن ننادي بالحرية وبعدها العدالة الاجتماعية، وهذا ما نادت به أيضاً جبهة الإبداع المصري التي طالبت بعدم المساس بالحريات، فلا بد أن يكون هناك حالة من الاحترام المتبادل والاعتراف بوجود الآخر واحترام وجوده.
وعندما تنظر إلى الأفلام التي قدمتها مع الفنان عادل إمام تجد معظمها كان يستشرف المستقبل ويتحقق اليوم، مع ملاحظة أننا كنا نقول هذا الأمر في الوقت الذي كان فيه النظام السابق يبني إمبراطوريته ويقويها.
ومن بين هذه الأفلام «الإرهاب والكباب» و»طيور الظلام» و»المنسي»، فكلها أفلام شكلت إلى حد بعيد وجدان المشاهد.

- كيف ترين المنافسة هذا العام، خاصة أن عدداً من الفنانين الشباب قرروا خوض التجربة مثل كريم عبد العزيز وأحمد السقا، ولا ننسى عودة عادل إمام ومحمود عبد العزيز؟
أنافس نفسي طوال الوقت، وفي الوقت نفسه سعيدة بحالة الحراك التي تشهدها الساحة الفنية، وخاصة عودة الفنان عادل إمام بعد غياب طويل عن التلفزيون حيث لم يقدم سوى عملين هما «أحلام الفتى الطائر» ودموع في عيون وقحة»، وأرى أن هذا الأمر في حد ذاته حدث مهم وأنا سعيدة به.

- ما رأيك في الصراع الدائر بين جمعية كتاب ونقاد السينما وجمعية مهرجان القاهرة التي كلفت تنظيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟
حزنت كثيراً لتأجيل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي العام الماضي، فهو يعبر عن هويتنا ويقدم مصر بشكل جيد ومناسب بين بقية الدول، خاصة أنه خير سفير لمجتمعنا. والأهم من الخلاف الدائر هو أن يكون هناك مهرجان قوي يعبر عنا وعن مصريتنا، وأتمنى تقديمه بشكل لائق هذا العام.

- ماذا عن الفنانين الذين جذبوا انتباهك في الفترة الأخيرة؟
أتصور أن هناك مجموعة كبيرة من الشباب الذين يتميزون بالأداء الجيد ويتوقع أن يكون لهم شأن في المستقبل، ومن بين هؤلاء محمد فراج وأحمد داود ونسرين إمام، فكل منهم له مواصفات خاصة وأسلوب معين.
ومن الفنانات اللواتي جذبن نظري رانيا يوسف، فهي صاحبة موهبة عالية تفجرت منذ البداية، لكن أرى أنها نضجت بشكل أكبر في هذه الفترة، واستطاعت أن تحقق نجومية كبيرة.

- وماذا عن آخر الأفلام التي شاهدتها؟
آخر الأفلام التي شاهدتها في نهاية العام الماضي «أسماء» الذي قامت ببطولته هند صبري وماجد الكدواني وهاني عادل، تأليف وإخراج عمرو سلامة، وأعجبت به كثيراً، خاصة أن الفيلم يحمل رسالة واضحة لم تقدم من قبل وفيه جرأة، سواء في فكرته أو توقيت عرضه. كما أنه يحث المشاهد على أن يواجه مرضه، وأن مرض الإيدز ليس كارثة أو نهاية المطاف.
ويلقي الضوء أيضاً على مشاعر وأحاسيس لم نرها من قبل، فرغم أن زوجها يحمل المرض لم تخف أن تحمل منه المرض وتحاول أن تتغلب عليه. أما عن الأداء التمثيلي فإن كلاً من هند صبري وماجد الكدواني قدما أفضل ما لديهما، خاصة هند صبري، التي أوجه لها رسالة من خلالكم بأنها تثبت كل يوم أنها متمكنة من أدواتها، والدليل على ذلك جرأتها في الموافقة على تقديم شخصية تعاني مرض الإيدز وتستحق التحية، وماجد الكدواني استطاع أن يقدم دور الإعلامي كما ينبغي.

- لماذا اعتذرت عن مهرجان «مونز» في بلجيكا خاصة أنك تشاركين فيه كعضو لجنة تحكيم؟
اعتذرت عن المهرجان بسبب الوعكة الصحية التي تعرضت لها والدتي، وهي التهاب حاد في الرئة، وقد زادت عليها الحالة بعد أن سمعت شائعة وفاتي التي صدرت عن «وكالة أنباء الشرق الأوسط» التي لم تتحر الحقيقة، وأزعجت المقربين مني بينما كنت وقتها أشارك في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية.
فلك أن تتخيل مدى الإزعاج الذي تعرضت له أسرتي، فضلاً عن أن والدتي زاد عليها التعب وتعرضت لانهيار نفسي وانتكاسة جديدة.