عزيز شافعي: عمرو دياب ليس أقوى صوت...

شيرين عبد الوهاب, السينما السورية, عمرو دياب, تامر حسني, هيفاء وهبي, خالد سليم, أحمد عادل, سوما, الثورة المصرية, عزيز شافعي

04 أبريل 2012

أطلق الملحن والشاعر عزيز شافعي أخيراً ألبومه الأول كمطرب بعنوان «راجع»، إلا أن كل أغنيات الألبوم غلب عليها الطابع الوطني، وهو ما تعمّده عزيز الذي كشف لنا سبب هذا الاتجاه في ألبومه الأول، وحقيقة خلافه مع رامي جمال على أغنية «يا بلادي».
كما وجه نصيحة الى شيرين عبد الوهاب، وتحدث عن سبب عدم تحقيق سوما لنجومية ضخمة. وكشف أيضاً أسرار النجوم الذين تعامل معهم، وأبرزهم هيفاء وهبي وتامر حسني ونيكول سابا وهشام عباس ومحمد فؤاد وخالد سليم.


- أول ألبوماتك «راجع» غلب على أغنياته الطابع الوطني. ألم تفكر في التنويع؟
اخترت أغنيات الألبوم انطلاقاً من مشاعري التي عشتها في ميدان التحرير، وتبعاً للأحداث السياسية التي مرت بها مصر في الآونة الأخيرة، والألبوم يضم ثماني أغنيات كلها وطنية، وهي «راجع» و«يا بلادي» و«مبتسمين» و«هدي صوتي» و«دستور جديد» و«يا رب بلدي» و«مصري أصلي»، بالإضافة الى الدويتو «إعمل ثورة» التي صورتها مع المطربة فيروز أركان، وكلّها من كلماتي وألحاني ما عدا أغنيتين إحداهما من كلمات بهاء طاهر والأخرى من كلمات على البدوي، وشارك الموزع أحمد عادل في توزيع أغنيتين هما «يا رب بلدي» و«دستور جديد».
أما بقية الألبوم فمن توزيع وسام عبد المنعم، والألبوم كله من إنتاجي لأنه كان من الصعب أن أجد منتجاً يتحمّس لتقديم ألبوم وطني كامل.

- هل تعتبر ثورة يناير ميلاداً لصوتك؟
قدمت أغنيات كثيرة كملحن وشاعر، وشاركت العديد من الفنانين في أنجح أغنياتهم مثل هشام عباس وخالد سليم وهيفاء وهبي وسوما وبهاء سلطان وإيهاب توفيق وتامر حسني، وكنت أعلم أن صوتي جيد ومن يسمعني كان يقول لي ذلك، لكنني لم أفكر في الغناء إلا في الاحتفال بمئوية نادي الزمالك باعتباري من أبنائه، وكان لابد أن أقدم أغنية للنادي المحبب لديَّ، لكن عند قيام الثورة شاركت في جمعة الغضب 28 كانون الثاني (يناير)، ومات أمامي الشهداء، ففكرت أن أقدم أغنية عنهم، وبالفعل قدمت أغنية «يا بلادي» لتعبر عن دم الشهيد، وحققت نجاحاً كبيراً، وفازت بجائرة أفضل أغنية لعام 2011.

- ولماذا حدث خلاف بينك وبين رامي جمال الذي شاركك الأغنية؟
لا يوجد خلاف مع رامي، لكن خلافي كان مع شركة عالم الفن التي لم تحترمني، رغم أن الأغنية من كلماتي وألحاني وغنائي، ورامي شاركني الغناء فيها بالصدفة حين قابلني في استديو الموزع أسامة عبد المنعم، وعندما سمع الأغنية بكى وأصرّ على أن يغنيها معي.
ولأنه متعاقد مع شركة عالم الفن طرحت الأغنية باسمه، رغم أنني ملحنها وشاعرها ومطربها، وصرحت بذلك خوفاً على حقي. لكن لا خلاف مع رامي نفسه، وأتمنى إعادة التعامل معه فهو مطرب وملحن موهوب.

- في تلحين الأغنية اخترت مقاطع لحنية شهيرة للموسيقار الراحل بليغ حمدي، فهل تعتمد على أغاني الكبار في ألحانك؟
لا، وإذا اعتمدت على ذلك يصبح اقتباساً، لكنني اخترت جملة لحنية لبليغ حمدي لتكون مطلع أغنية «يا بلادي»، لأنني عاشق لبليغ واشتريت تلك الجمل اللحنية من ورثته، وأردت أن أشركه في الثورة ليكون الحاضر الغائب، وهذا أقل حق لأهم ملحن في تاريخ مصر.

- قدمت أغنيتين هما «يا بلادي» و«إعمل ثورة». لماذا لم تحظ الثانية بنجاح الأولى؟
حبي وانفعالي بأغنية «يا بلادي» وصل إلى الجمهور، فهي بالنسبة إلي حالة خاصة، وأعتبرها أهم أغنية قدمتها في مشواري الفني، لأنني استوحيتها من قلب الميدان، سواء غناءً أو تلحيناً.
في أغنية «إعمل ثورة» قدمت مشاعري بشكل آخر أعتبره تحريضاً على تغيير سلوك الشعب، وحققت نجاحاً، لكن «يا بلادي» أثرت في وجدان الناس أكثر.

- قدمت أغنيات اجتماعية تدعو فيها الى الانتخابات وللوحدة الوطنية، لماذا تتعمد اختيار هذا النوع من الأغنيات؟
اختياري لهذه الأغنيات بدأ بسبب هشام عباس، فأنا قدمت معه العديد من الأغنيات الوطنية من بينها «اللي يغلط في البلد دي» و»البلد بلدنا»، وكانت الأولى أثناء الخلاف بين مصر والجزائر بعد مباراة كرة قدم، والثانية كدعوة للانتخابات. ووجدت أن الأغنيات الوطنية والاجتماعية لا ينساها الناس بسهولة.

- لماذا لم يحظ هشام عباس بالنجومية التي يستحقها؟
هشام عباس مميز جداً في طبقة صوته، وهو المطرب المفضل لي شخصياً، وقبل أن ألحن وأكتب أغانيه كان هو المثال الأفضل للمطرب الحقيقي، وجيلي تربى على صوته، فأنا قدمت معه 12 أغنية كانت من أهم أغنياته وأغنياتي.
وأتذكر أن هشام كان نجم الجيل بألبومه «ليلة» و«ناري نارين»، واستطاع أن يهزم عمرو دياب الذي صدرت له ألبومات في الموسم نفسه، لكنه بعد ذلك سلك طريقاً اجتماعياً في اختيارات أغانيه وغنى للكرة وللأم وأيضاً للأطفال، كما قدم أغنيات دينية، وهي أغنيات تبقى لكنها لا تصنع نجاحاً كبيراً في وقتها.
وهذا ما كان يحدث مع فنان في حجم محمد فوزي، فهو من أقوى الأصوات لكنه لم ينافس وقتها حليم أو فريد الأطرش، لأن الغناء الرومانسي يحقق لصاحبه نجومية أكبر.

- ما سر نجاح عمرو دياب؟
عمرو دياب ليس أقوى صوت في جيله، لكنه الأذكى، لذلك فهو خارج المنافسة مع أي مطرب. هو فنان يعرف جيداً كيف يختار كلمة ولحناً متميزين، والأهم أنه يختار الوقت المناسب ليطرح أغنياته فيه، لذلك فهو الرقم واحد في العالم العربي وليس مصر فقط.

- بماذا تفسر الصراع بين تامر حسني وعمرو دياب؟
أعتقد أنه صراع إعلامي مثلما حدث من قبل بين عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش، مع الفارق، لكن الجمهور دائماً يقارن بين أعلى مطرب وأي مطرب يظهر أمامه، فعمرو دياب قدم أغنيات ستظل تعيش مئة عام أخرى، ولا يمكن المقارنة بينهما لأن تاريخ عمرو أضعاف تاريخ تامر، ومقارنة تامر تكون بين أبناء جيله محمد حماقي وبهاء سلطان وشيرين عبد الوهاب.
وحقيقة أرى هذا الصراع في مصلحة تامر حسني، لأن أي فنان يقارن بعمرو دياب يلفت الانتباه، وتامر ذكي في دخوله هذه الحرب.

- تعاملت مع تامر في أكثر من أغنية فما الذي يميزه ويعيبه أيضاً؟
قدمت معه العديد من الأغنيات كان آخرها «صحيت على صوتها»، وتامر فنان موهوب كملحن ومطرب وممثل، وهو يتدخل عادة في كل أغانيه وكل جملة لحنية، سواء معي أو مع غيري، وأنا لا أرى ضرراً في ذلك طالما أنه لحني في النهاية، وفيه وجهة نظري.
وحقيقة ما يميز تامر حسني هو الذكاء الإعلامي، فلديه هدف محدد، وتركيز عالٍ، ولكن ما يعيبه التسرع في بعض القرارات، فأحياناً النجاح يجعله سيِّئ التقدير في بعض الأشياء، لذا يجب أن يتعامل مع الأمور وكأنه لم ينجح بعد، لأن النجاح الكبير يجعل الإنسان يفشل أحياناً.

- تامر حسني بدأ أخيراً اكتشاف المطربين ومنهم كريم محسن، فهل ترى ذلك وسيلة للدعاية لنفسه أم رغبة حقيقية في تقديم أصوات جديدة؟
اكتشاف تامر حسني لكريم محسن لم يكن وسيلة للدعاية، لكنه اقتنع بصوته وأنتج له. وأتمنى أن يفعل كل المطربين ذلك، لأن هناك العديد من الشباب الذين يملكون خامات صوت جيدة وليس لديهم الحظ للوصول الى وسائل الإعلام.
وأنا أحب أن أفعل الشيء نفسه، ولذلك أنشأت محطة للراديو سمَّيتها «راديو أون لاين» لاكتشاف الشباب، وما زالت التجربة جديدة ومستمرة، وأنتظر أن تخرّج مذيعين ومطربين على مستوى راقٍ.

- من أكثر المطربين نجاحاً في السينما؟
تامر حسني أكثر من حقق إيرادات في شباك التذاكر، رغم الانتقادات الموجهة له لوجود تعابير وإيحاءات جنسية في حوارات أفلامه، لكن أحياناً المطرب يضطر أن يستخدم أسلوباً معيناً حتى يظهر للجمهور، وإذا أخطأ يصلح من نفسه.

- ما أكثر الأغنيات التي لفتت انتباهك أخيراً؟
أغاني الثورة كانت مميزة ومعبرة جداً، وأعتقد أن أغنية أنغام عن ثورة «25 يناير» كانت أجمل ما في هذه الأغنيات.
وعلى جانب آخر، أعتقد أن آمال ماهر هي أفضل مطربة لعام 2011، لأنها تمكنت من تقديم ألبوم نافست به كل الألبومات العربية والدولية، وأشعر بأنها بدأت تعثر على نفسها، فهي مطربة ذات صوت لا يضاهيها فيه أحد، لكن لا بد أن تعمل كثيراً حتى تصنع لنفسها نوعاً معيناً من الغناء، ولا بد أن تعرف كيف تصبح نجمة حتى تنافس الجميع.

- من تعتبرها مطربة مصر الأولى؟
أنغام بلا منازع هي أهم مطربة في مصر والعالم العربي، وأتمنى العمل معها، فلديها نوعية صوت حساسة جداً، فهي ذكية ولا ينقصها شيء، رغم أنها لا تقدم ألبومات بشكل مستمر، لكنها بعد كل غياب تعود بقوة.
وأرى أنها كانت متميزة مع والدها الملحن الكبير محمد علي سليمان، وقدمت معه أهم أغنياتها «شنطة سفر» و«أعز وأغلى وأطيب قلب» وأيضاً «الركن البعيد الهادي»، وقدمت ألبومات ناجحة مع الملحن محمد ضياء، منها «سيدي وصالك».

- لكن هذا اللقب أعطاه النقاد لشيرين عبد الوهاب؟
شيرين عبد الوهاب أيضاً صوت جيد وقوي، وأنصحها بأن تركز على الهدف الذي تريد أن تصل إليه، فلا بد أن تغيّر هدفها من أن تكون أفضل مطربة في مصر إلى تقديم أغنيات تعيش طويلاً، لأنها لديها قدرة على أن تكون استمراراً لمشوار الراحلة أم كلثوم، لذلك فعليها مسؤولية أن تترك تاريخاً. وأعجبني ألبومها الأخير «إسأل عليا».

- لحنت للعديد من المطربين، مع من وجدت نفسك كملحن وشاعر؟
رغم تعاملي مع نجوم كبار، وجدت نفسي مع صوت سوما، فهي تغني بإحساسي، وجملتي اللحنية تحركها دائماً.

- ما الذي ينقص سوما لتحقق النجومية؟
ينقصها الحظ الذي تتمتع به غالبية المطربات، فهي صاحبة صوت قوي جداً، لكن لا بد أن تقدم أغنيات أكثر، حتى تحظى بالنجاح الذي تستحقه.

- وماذا عن التعامل مع خالد سليم؟
لحنت وكتبت 24 أغنية لخالد سليم، غالبيتها درامية، وقدمت معه أيضاً أغنيات خفيفة منها «بلاش الملامة» و«عشنا قد إيه» و«5 دقايق» و«47 يوم» و«خد الجميل» و«بدر الوداع» و «أدعي عليك»، وهو فنان ملتزم وله صوت قوي وأغاني الدراما نجحت معه بشكل واضح لأنه يحسن غناءها.

- لماذا يعتبر البعض أغنية «ابن بلد» لمحمد فؤاد أكثر ألحانك نجاحاً وشهرة؟
لأن محمد فؤاد «ابن بلد» والأغنية مناسبة له جداً. وهذا الفنان لديه موهبة رائعة ليست متوافرة لدى أهم المطربين في العالم العربي، فهو يملك القدرة على توزيع أغنياته بشكل متميز وذكي.

- وكيف تقوِّم تعاونك مع نيكول سابا في أغنية «براحتي»؟
نيكول تليق عليها الأغنية «الشقية» التي تغنيها فتاة القرن الحادي والعشرين المتحررة، منها أغنيتا «براحتي» و«يا شاغلني بيك»، وأرى أن هذه النوعية تليق بها، وأراها مطربة ذات صوت جيد ونوع مختلف عن بنات جيلها.

- وماذا عن التعامل مع إيهاب توفيق؟
رغم أنه دكتور في الموسيقى ولديه قدرات صوتية كبيرة، فهو لا يتدخل أبداً في أغنياتي، ويعطيني الفرصة لأبدع كيفما أشاء.

- كيف ترى هيفاء وهبي كمطربة؟
هيفاء وهبي أشطر تلميذة في مدرسة الفن، أشعر وأنا أجلس معها بأنها تستمع جيداً وتنفذ كل ما يطلب منها، وكأنها مطربة مبتدئة وتركز على عملها بشكل كبير وملتزمة. هي ذكية تستطيع أن تتعامل في أي موقف وأي ظرف، ولديها قدرة على أن تظل محافظة على نجوميتها دائماً، وأنا أصنّفها كمغنية، فهي ليست مؤدية فقط لأن صوتها جيد، لكن لا يصل الى مستوى الطرب، وقدمت معها مجموعة من الأغنيات وهي «هدلعك» و«أكلك منين يا بطة» و«يا توتو» و«إيه ده إيه ده».

- مع من تتمنى العمل في المستقبل؟
أتمنى العمل مع أنغام، وهذا أمل حياتي، وأيضا جنات وبالطبع عمرو دياب. وسبق أن تعاونا معاً في أغنية من أشعار أمير طعيمة، لكنها لم تخرج الى النور. وأيضاً أتمنى العمل مع لؤي ورامي صبري لأنهما صديقاي.

- كيف ترى مستقبل الغناء في مصر الآن؟
على المحك، بين سطوة التيارات الدينية في الساحة السياسية والاجتماعية، وبين قوة الفنانين المصريين، لكن مصر هي منبع الفن في الوطن العربي وأي قوة تقف أمام الإبداع لن تبقى.