الممثلة ومقدمة البرامج بياريت قطريب

مقابلة, سيرين عبد النور, مسلسل, بياريت قطريب

10 أبريل 2012

 رغم أنها فضلت عدم مشاهدة شخصيتها في النسخة المكسيكية من مسلسل «روبي» فإن المرء لا يمكن إلاّ أن يكون فضولياً للتعرّف على ملامح «رشا» المكسيكية أو باتي دياز أو الابنة المثالية. الإثنتان سمراوان لكن بياريت قطريب هي الجميلة اللبنانية التي تنقّلت من الإعلانات إلى السينما إلى الإعلام والدراما. محطات وشاشات شهدت تألق عليها نجمة «روبي» السمراء.


- هل بياريت قطريب هي صورة عن «رشا» (شقيقة روبي)؟
لا، أشبه «رشا» وثمة قواسم مشتركة بيني وبينها ولكنني لست فتاة استثنائية مثلها في هذه الحياة. انجذبت إلى هذه الشخصية، وتسعدني الأصداء التي  يحقّقها مسلسل «روبي». هذا لا يمكن أن يلمسه الممثل إلاّ بعد العرض مهما كان واثقاً بأدائه والعمل بشكل عام.

- كنجمة في الدراما اللبنانية، ما الذي منحتك إياه التجربة الدرامية العربية في «روبي»؟
أمر في غاية الأهمية أن يدرَج هذا العمل في سيرتي الذاتية. لقد نقلني هذا المسلسل إلى مستوى درامي مختلف، لم تكن ردود فعل المشاهد وتفاعله مختصرة في كل البلدان العربية.

- هل تعاطف المشاهد مع دور «رشا» سينسحب على صورتك كفنانة ويعزّز مكانتك في القلب؟
أرجو ذلك. أحرص على أداء دوري بأمانة تنصف الشخصية التي رسمتها الكاتبة كلوديا مرشيليان، ويتفاعل معها المشاهد من جهة أخرى. درست تربية المسرح، أي عليّ تعليم هذا الفن إلى جانب الترجمة.

- لم يكن هذا التعاون الأول مع الكاتبة كلوديا مرشيليان؟
تعاونا في أكثر من عمل، مسلسلات «نضال» و«كازانوفا» و«هروب» (لم يعرض بعد) و«روبي» أخيراً.

- أعادت كلوديا مرشيليان رسم شخصيات تعرّفنا عليها في مسلسل «روبي» (النسخة المكسيكية المدبلجة). هل تابعت العمل؟
لا. وتجدر الإشارة إلى أن كلوديا ألغت شخصيات كانت في النسخة المكسيكية وبنت 17 شخصية جديدة لم تكن موجودة. ففي المكسيك حياة أخرى ومجتمع آخر. فضّلت ألاّ أشاهد دوري في النسخة المكسيكية لئلا أتأثر بأفكار متعلّقة بدور «رشا»، بل رغبت في تكوين هذه الشخصية على انفراد ملتزم بالبيئة اللبنانية.

- كانت لك تجربتان في عالم السينما. هل تقدّمت تجربة «روبي» على حلم الشاشة العملاقة؟
شاركت في فيلمي Une chanson dans la Tête و«مرة أخرى» من إخراج اللبناني هاني طمبا (مقيم في فرنسا وحائز جائزة «سيزار» عن فيلمه Beirut After Shave)، إلى جانب فيلم Rue Huvelin (ضيفة شرف). حتى الممثل باتريك شينيه الذي شاركني التمثيل في الفيلم الأول حائز جازة «سيزار» التي تعادل الأوسكار في أميركا. وقد شبّه بعض النقاد الأوروبيين عبثية الفيلم ب Lost in Tanslation لصوفيا كوبولا. حين دخلت عالم السينما لم أكن ممثلة درامية بل كان في رصيدي عمل واحد هو «نضال». الدراما جميلة لكن تفاصيلها كثيرة، وأحياناً أستاء من عدم قدرة بعض المواهب المسرحية على بلوغها.

السينما عالم سحري ومادة دسمة طوال ساعة ونصف الساعة، وتمنح الممثل فرصة المشاركة في المهرجانات العربية والعالمية. جال فيلم «مرّة أخرى» - الفيلم الروائي الأول للمخرج السوري جود سعيد والذي قمت ببطولته والممثل قيس الشيخ نجيب- مهرجانات «أبو ظبي» و«وهران» والقاهرة» و«مونبلييه» و«سان فرانسيسكو» ...

- لكن فيلمك السينمائي الأول لم تعرضه الشاشات العربية؟
لم تعرضه إلاّ شاشتا Canal+ وFrance3 وهذا يخدم صورتي الفنية بشكل كافٍ. قد يعود السبب كون المجتمع العربي ناطقاً بالإنكليزية أكثر من الفرنسية.

- دون التقليل من شأن أعمالك التي سبقت «روبي»، هل من تراتبية ممكنة في سيرتك المهنية اليوم؟
أقسم سيرتي المهنية إلى قائمتين: أفلام ومسلسلات. و«روبي» يتصدر القائمة الثانية بالتأكيد.

- كمشاهدة لهذا العمل، كيف تقوّمين شخصية «روبي»؟
هي ضحية وأشعر بالشفقة عليها أحياناً. فسلوكها غير نابع من حب الإيذاء بل محاولة التعويض جراء الفقر الذي عاشته. وهي تلجأ إلى خياراتها محتكمة إلى عقلها لا قلبها. هي ضحية واقع مادي انجذبت إليه فاستخدمت جمالها لتصل إلى غايتها.

- هل تحبين سيرين عبد النور الممثلة أم المغنية أكثر؟
أقنعتني بأدائها مئة في المئة، هي فنانة موهوبة رغم أنها لم تدرس التمثيل. ولا يمكن أن أبدي رأيي فيها كمغنية لأنني قلّما أستمع إلى الموسيقى العربية.

- كيف تقوّمين عصر البطولة الجماعية الذي تعيشه شاشات الدراما العربية اليوم؟
لا يمكن لنجاح العمل أن يكون فردياً. ولّد مسلسل «روبي» كيمياء درامية حقيقية بين الممثلين، وقد انعكس هذا الأمر على الشاشة. أظن أن الكيمياء بيني وبين الممثلة تقلا شمعون (دور والدتي) كانت واضحة على الشاشة.

- بين التعاون مع المخرجين فيليب أسمر ورامي حنا، كيف تصفين التجربتين؟
فيليب أسمر مدرسة إخراجية لكن تعاوني معه كان مختصراً في «كازانوفا». بينما سنتجاوز السنة، ونحن لم ننتهِ من تصوير مسلسل «روبي». قد تكون عدسة رامي حنا أكثر شاعرية كونه ممثلاً، كما أنه يستثمر خبرته التمثيلية معنا.

- كيف تحلّلين مقولة : «روبي» دراما لبنانية تناسب العائلات العربية والخليجية»؟
مسلسل «روبي» مناسب لأي فئة عمرية.

- هل «كازانوفا» مناسب لكل الفئات العمرية؟
بالتأكيد لا، ثمة محرمات اجتماعية غير مناسبة للأطفال. من ناحية أخرى، كل المسلسلات يمكن مشاهدتها عبر الإنترنت اليوم.

- لمَ لم تتكرّر تجربة «العاصفة تهب مرتين» الممتدّ الحلقات (177 حلقة) في الدراما اللبنانية والذي حقّق نسبة مشاهدة عالية؟
كنت صغيرة في السن حين عرض هذا المسلسل. وأجهل سبب التراجع في السنوات الأخيرة. لكننا منذ سنتين تقريباً نصعد السلّم مجدداً.

- عشنا «عصر العارضات» في الدراما اللبنانية؟
بالتأكيد، لكنه لم يستمر طويلاً.

- هل يمكن أن يدفعك مزيد من النجومية إلى ترك العمل الصباحي كمقدمة لبرنامج صباحي (شاشة «المستقبل»)، خصوصاً أن النجوم لا تلمع إلاّ ليلاً؟
لا أحب التوصيف الذي يشمل جميع الفنانات. لا يمكن أن أتوقّع خطوتي التالية، لكنني حتى الآن أنجح في التنسيق بين الفن والإعلام.

- ماذا عن مجال الإعلانات الذي كنت حاضرة فيه بقوة؟
خضت هذا المجال طوال تسع سنوات، أديت دور الأم والمديرة لأسماء تجارية عالمية... توقفت اليوم لأنني أرغب في تصوير إعلان يقدمني كبياريت قطريب.