صلاح الشرنوبي: المطربة المغمورة نصبت لي فخاً...

شيرين عبد الوهاب, تامر حسني, مهرجان قرطاج, إعتزال, صلاح الشرنوبي, وديع الصافي, عبادي الجوهر, إغراء

16 مايو 2012

مر الموسيقار صلاح الشرنوبي بتجربة صعبة، عندما تعرض لجريمة خطف جعلت حياته مهددة في أي لحظة.
التقيناه ليكشف لنا أسرار ما حدث، وكيف مرت عليه اللحظات العصيبة، ويرد على اتهامه بأن سعيه وراء المال هو الذي أسقطه فريسة هؤلاء المجرمين، ويتحدث أيضاً عن دور زوجته في إعادته سالماً الى بيته.
وبعيداً عن تلك التجربة القاسية يكشف بكل صراحة رأيه في أصالة وسميرة سعيد وشيرين عبد الوهاب وتامر حسني وأنغام، وحقيقة مطالبته وردة بالاعتزال...


- إلى أي مدى أثَّر حادث خطفك على حالتك الصحية والنفسية؟
الحمد لله أنا بخير، ورغم صعوبة التجربة فقد كان لها أيضاً دور إيجابي في حياتي، خصوصاً أنني لم أتوقع كل هذا القلق والخوف الذي عاشه من أجلي جمهوري وأصدقائي في كل الوطن العربي، حتى أنني لم أتمالك نفسي وبكيت أكثر من مرة بسبب هذه المشاعر الجميلة التي وجدتها من الناس.

- هل هناك مفاجآت جديدة في قضية خطفك؟
مع مرور الوقت بدأت أكتشف خيوطاً جديدة في القضية، خصوصاً أنني وقت الحادث كنت أظن أنه مجرد حادث خطف عادي يمكن أن يتعرض له أي شخص.
ثم اكتشفت أن هناك مؤامرة ضدي من خلال فنانة مغمورة اسمها حنين، نفذت خطة لاستدراجي، وذلك بعدما طلبت مني أن أتعاون معها في تقديم مجموعة من الأغاني الجديدة لها.
وبالفعل التقيتها، ثم طلبت مني أن أوصلها، وقررت على الفور أن أقوم بذلك بدافع من الشهامة. وكان صديقي المخرج والممثل عمر زهرة برفقتي، وفي الطريق فوجئت بمجموعة من الأشخاص يعترضون طريقي ويخطفوننا أنا وصديقي، وبعدها حدث ما حدث، وفي النهاية اكتشفت أموراً أخرى بعد التحقيقات.

- وكيف مرت عليك هذه اللحظات الصعبة؟
كنت أفكر في أمور كثيرة، أولها أبنائي وزوجتي، كيف سيكون شعورهم عندما يعلمون ما حدث لي؟ وعندما يكتشفون غيابي؟ خصوصاً أنني شديد الارتباط بأسرتي، هذا الى جانب تفكيري في الله، لأنني كنت أثق أن هناك انفراجة سوف تحدث لا محالة، وكنت أردد الشهادتين باستمرار.

- هل تشعر بأن عدم التزامك الحذر اللازم في تعاملك مع الآخرين وراء ما حدث لك؟
أنا أتحمل جزءاً كبيراً من الخطأ، خصوصاً أنني أبالغ في الثقة بالآخرين الى جانب التلقائية المبالغ فيها في التعامل مع من حولي.
لكن هذا الأسلوب اعتدت عليه، كما أن المبادئ والعادات التي تربينا عليها تجعل من العيب أن أترك فتاة في ساعة متقدمة من الليل، فكان من واجبي ألا أتردد في إيصالها، ولا أعتقد أن هذا كان خطأ استحققت عليه الخطف.

- لكن البعض شكك في أزمتك وقالوا إن السبب وراءها الإغراء المادي خصوصاً أن الفتاة قالت إن وراءها ثرياً عربياً سوف يمنحك أموالاً؟
لست في حاجة إلى الأموال وإلا كنت ضاعفت أعمالي، والحقيقة هي أن الفتاة كما قلت قدمت نفسها على أنها مطربة، وطلبت مني أن أتعاون معها وأمنحها ألحاناً، وقالت إن ثرياً عربياً سينتج لها، وهذا لم يكن يعنيني.

- من كان وراء هذه الفتاة وما سر هذا الحادث الغريب؟
كان وراءها شاب مغمور اسمه سامح، هو الذي حرضها على استدراجي، لأنه من أشباه الفنانين ورفضت من قبل محاولاته للعمل معي.
والحكاية أنني كنت اتفقت مع رجل أعمال ليبي الجنسية وله مكانة سياسية ولا أريد ذكر اسمه، على إنتاج مشروع فني لي عن مسحراتي العرب باسمي، وعلم هذا الشاب بالمشروع وحاول أن يلاحق صديقي ويفرض نفسه، لكني وجدته غير لائق فاستبعدته، وهذا ما أغضبه.

- هل قبض عليهم جميعاً؟
بعدما سلمت الفتاة نفسها أخيراً، قبض على سامح، واستطاعت الشرطة الوصول الى عدد كبير من الذين اشتركوا في هذه الجريمة، وهذا مجهود كبير لا بد أن أشكرهم عليه.
لكن ما زال هناك بعض العناصر الإجرامية وحاملي السلاح من الذين نفذوا الجريمة لم يقبض عليهم بعد، وتقوم وزارة الداخلية بالإجراءات اللازمة للقبض عليهم وإغلاق هذا الملف.

- ما الحكم الذي تتمناه لهؤلاء المتهمين؟
أنتظر الحكم العادل بسبب الجريمة البشعة التي قاموا بها في حقي، والقضية متروكة للقضاء المصري، وهو صاحب الحكم الأول والأخير في هذه القضية التي شغلت الرأي العام.

- هل بدأت العودة الى حياتك الطبيعية أم ما زلت متأثراً بالحادث؟
بدأت أعود الى حياتي الطبيعية بشكل كبير، والفضل يرجع الى أصدقائي وجمهوري وأسرتي وزوجتي التي دعمتني كثيراً.

- ما هو الدور الذي لعبته زوجتك في تلك الأزمة؟
زوجتي تلعب أدواراً مهمة في حياتي كلها، وليس في هذه الأزمة الأخيرة فقط، ولا أستطيع أن أحصر المواقف التي ساندتني فيها.
لكن إذا أردت أن أحدثك عن هذه الأزمة بالتحديد فهي كانت في قمة الحكمة والذكاء، حتى في التوقيت القياسي الذي أبلغت فيه الشرطة، هذا كان عاملاً مهماً، وأيضا ذكاؤها في إدارة الموقف وتمالكها أعصابها وصلابتها.
في الحقيقة هي زوجة رائعة بكل معنى الكلمة.

- هل صحيح أنك طالبت وردة بالاعتزال؟
لم أطالب الفنانة القديرة وردة بالاعتزال، لأن قرار الاعتزال لا بد أن يكون نابعاً من داخل الفنان وحده، وليس من خلال مطالبات الآخرين له. كل ما قلته هو أنني أطالبها بالتوقف عن قبول الأغاني كالتي قدمتها أخيراً، وهذا من باب النصيحة فقط.

- معنى هذا أن ألبومها الأخير لم يعجبك؟
بالطبع لم يعجبني وكان مصيره الفشل، وهذا جعلني أحزن، لأنني كنت أتمنى أن تكون عودتها قوية وتليق باسمها الكبير والأغاني الرائعة التي قدمتها خلال مشوارها الطويل.

- وما رأيك في الدويتو الذي قدمته مع الفنان الخليجي عبادي الجوهر؟
عندما قرأت الأخبار عن تحضير وردة دويتو مع الفنان الجميل عبادي الجوهر، قلت إنني أنتظر مفاجأة تسعد قلبي وتكون بمثابة هدية من وردة لجمهور الطرب، إلا أنني فوجئت بعكس ذلك تماماً، وقلت: «ليتك لم تفعليها يا وردة»، لأنه في الحقيقة لم يعجبني من حيث الكلمات وكل شيء، ومع احترامي لعبادي اللحن أيضا لم أتوقعه.

- ألا تشعر بأنك قاسٍ في النقد الذي توجهه الى الفنانة وردة؟
هذه ليست قسوة، أنا أحب وردة وهي تعرف ذلك والجميع يعرفون هذه الحقيقة التي لا تحتمل الشك. وكل هذا الكلام سببه حرصي عليها وغيرتي على نجاحها ومشوارها الكبير، لهذا أتحدث إليها بصراحة وأقول إما أن تحافظ على تاريخها أو أن تتوقف.

- وهل صحيح أنك نصحت وديع الصافي بالتوقف أيضاً؟
من الصعب أن أطالب هذا الفنان القدير بالتوقف، فهو يحترم جمهوره ويحترم اسمه وفنه، وهذا يظهر واضحاً في كليباته، ولن أنسى القصيدة الجميلة التي لحنتها له بعنوان «يا حبيباً».

- من تعجبك خطواتهم؟
الفنانة الرائعة فيروز التي تملك مكانة خاصة لا يمكن أحداً المساس بها.

- هل بدأت العودة الى نشاطك الفني أم ما زلت تحتاج الى وقت حتى تعود الى فنك؟
بدعم أصدقائي واكتشافي لحالة الحب الحقيقية التي وجدتها من كل من حولي ومن جمهوري في كل مكان، اكتشفت أن هذا الجمهور ما زال يستحق مني أكثر مما قدمته.

- ما هي الأعمال الجديدة التي تجهزها؟
في اليوم الذي تعرضت فيه للخطف كنت في مدينة الإنتاج الإعلامي، أتفق مع صديقي حسن حامد وكذلك ممدوح يوسف على تفاصيل مسلسل «شارع محمد علي»، وسوف يكون مفاجأة أما المشروع الثاني فهو «مسحراتي العرب»، وأتمنى أن يلحق بالعرض في رمضان المقبل.

- ما هي قصة البرنامج الذي تعده عن سيرتك الذاتية؟
هو برنامج يتناول مشوار حياتي والمحطات المهمة التي مررت بها، من أفراح وأحزان وكواليس وأسرار مع كبار النجوم في الوطن العربي.

- وهل هو مأخوذ عن مذكراتك؟
لم أفكر في كتابة مذكراتي في السابق، لكن أقوم حالياً بكتابة ما أتذكره، ويشارك أيضاً في الكتابة صديقي مجدي الناظر، خصوصاً أنه حضر الواقعة الأخيرة التي تعرضنا لها.

- لكن لماذا اخترت هذا التوقيت تحديداً لتقديم برنامجك؟
كثيرون اقترحوا عليَّ أن أقدم برنامجاً يروي تفاصيل المشوار الطويل وكثيراً من الأسرار التي سيسعد الناس بمعرفتها، وأقدم من خلاله رسالة مهمة أيضاً وهي أن هذا النجاح لم يأتِ بسهولة أو من فراغ، بل له أسباب كثيرة.

- ما الذي حمسك لتكوين فريق غنائي؟
فريق «غني يا بلدي» يقدم مجموعة من الأغاني الوطنية والقومية التي تناسب الذوق العام وما يحتاجه الوطن في الوقت الحالي. وجمعت من 35 إلى 40 شاباً وفتاة، يقدمون أيضاً مقتطفات من أشهر الأغاني التي شاركت في تقديمها.

- وهل سوف تشارك في مهرجان «قرطاج» هذا العام؟
هذا شرف لي لأني أحترم هذا المهرجان والقائمين عليه، وأشارك هذا العام بفريق «غني يا بلدي».

- وما رأيك في موقف وزير الثقافة التونسي الرافض مشاركة نجوم مثل نانسي عجرم وإليسا وتامر حسني وشيرين عبد الوهاب في قرطاج؟
باختصار شديد، المهرجان حر في قراراته.

- وما هو تقويمك لتامر حسني؟
صوت تامر حسني جميل، لكن نصيحتي له أن يتراجع عن نوع الأغاني التي تحمل إيحاءات غير لائقة بمجتمعنا.

- ولماذا غضبت عندما سمعت أنه يقدم ألحاناً لوردة؟
بالطبع لا بد أن أغضب، لأن لكل مقام مقالاً، ولا يجوز أن نصل الى هذه الدرجة. أنا لست ضد هذا الجيل، فمن الممكن أن تغني وردة لمروان خوري وخالد عز وشريف تاج، لكن غناء وردة من ألحان تامر حسني غير مقبول.

- وكيف ترى الفنانة شيرين عبد الوهاب؟
شيرين عبد الوهاب لا بد أن تراجع نفسها في اختياراتها، وتغني أغاني شرقية، لأنها لم تعد تغني سوى الغربي، وهذا من أهم الأسباب التي جعلتها لا تناسب المهرجانات الكبيرة التي تقدر الغناء الشرقي.
لديها صوت مهم، لكن اختياراتها ليست في مستوى صوتها. أنا لا أتذكر لها سوى الأغاني التي قدمتها مع نصر محروس.

- وماذا تقول عن أنغام؟
مشكلة أنغام أنها تعتمد فقط على الإحساس، وأقول لها: بالفعل نجحت في تقديم أغانٍ بإحساسك العالي الذي أحبه الجمهور، لكن يجب ألا تحصري نفسك في هذا فقط، لأن جنات تفوقت عليك في الإحساس والرومانسية.
فالفنانة أصالة ابتعدت عن اللون الشرقي، وآخر الأغاني الجيدة لها كانت «قد الحروف»، وكذلك سميرة سعيد، وأقول لهن جميعا: «رجاءً عدن الى الغناء الشرقي والى عروبتكن.