العميد علي جابر

مقابلة, نجوى كرم, علي جابر, ناصر القصبي , قناة ام.بي.سي ١, برنامج أراب جوت تلنت

21 مايو 2012

بعد أن اتُهم بظلم المواهب في تقويمه، ينكر أنه ظالم ويعتبر نفسه جديّاً وصارماً. باعتقاده أنّ الظلم يكمن في مدح من لا يستحق، وإقناعه بأنّه موهوب وهو ليس كذلك. ويرى أن الفشل أهم طريق للنجاح وأن الكمال عدوّ للتقدم. إنسان متصالح مع نفسه ومرتاح الضمير، يعترف بندمه تجاه رفضه المشارك السوداني الذي عزف الهارمونيكا بأنفه، ليعلن فتح البرنامج أبوابه أمام الفنّ السوداني الجميل الراقي والشعب السوداني المثقّف في المواسم المقبلة. يدّعي بكل تواضع أنّه لا يملك أي موهبة، ويصرّح أنّه معجب بالفنانة نجوى كرم شكلاً وفناً. استدعى حديثنا معه التوقّف حوالي عشر مرات بسبب المعجبين الذين قدموا لإلقاء التحية وأخذ الصور مع العميد علي جابر الذي حدّثنا في هذا الحوار المميّز.


- علي جابر عقل اللجنة التحكيمية متّهم بظلم المواهب، ما هو ردّك؟
من شنّ هذه الحرب عليّ!! لست ظالماً بل جديّ وصارم. لا أوزّع شهاداتي على من لا يستحقّ، أظلم الشخص عندما أقول عنه جيّد وهو ليس كذلك! لأنّي أعتقد أن كلمة «فشل» التي أعتبرها قاسية بعض الشيء، مهمة جداً في الحياة وهي الطريقة الوحيدة للتعلّم، شرط ألاّ تثبط عزيمة الانسان. فالفشل إحدى أهم أدوات النجاح.

- لاحظنا هذا الشيء مع أكثر من موهبة عادت لتشارك في هذا الموسم بعد رفضها في الموسم الأول!
طبعاً، فقد فاز أغلبهم وبرزوا في هذا الموسم. الظلم هو أن تكذبي على الناس وتقنعيهم بأنهم موهوبون.

- من هي الموهبة التي ندمت على إخراجها من البرنامج؟
ندمت على رفض المشارك السوداني أحمد الجيلي الذي عزف على آلة الهارمونيكا بأنفه. بعدما انتقدته وقلت له: «شوّهت الأغنية»، أشعر اليوم بأني قد قسوت عليه فعلاً!

- ما هو سبب ندمك هذا؟
حان الوقت أن يفتح هذا البرنامج أبواب العالم العربي أمام الفنّ السوداني الجميل والمواهب السودانية. ربما لا تربطنا علاقات فنيّة بالسودان، لكنّ الشعب السوداني مثقّف ويملك فناً راقياً، وباعتقادي أن برنامج Arabs got Talent هو المنبر الأفضل لانطلاق المواهب السودانيّة التي لم نكتشفها بعد. لذلك ندمت لأنّي لم أحارب كفاية كي يتأهل هذا المشارك، كان عليّ أن أحارب أكثر. أنا منصف في هذه المواضيع وهذا أسلوب حياتي. أتمنّى أن يقدّموا لنا في المواسم المقبلة مواهب مبهرة تفرض نفسها علينا وتجبرنا على قبولها في البرنامج.

- هل جدّيتك تجعلك تنام قرير العين؟
هل لديكِ أدنى شكّ إن كنت مرتاح الضمير في حكمي على المواهب؟! أحكّم ضميري في كل شيء، وهذا هو مقياسي في هذه الحياة.

- هل أنت صعب المراس لذلك لا تتفق مع زملائك في اللجنة؟
«عا مهلن ليتّفقوا!» التناغم بين أعضاء اللجنة التحكيميّة ضروري والأهم هو هذا الاختلاف في الآراء. فتدرك نجوى كم أنا معجب بها شكلاً وفنّا وغناءً وناصر صديقي منذ زمن وتربطنا علاقة قوية وبيننا زيارات عائلية، لكن لكلّ منّا رأيه ومنطلقاته الذي نحترمها جميعاً. أحترم آراءهم ولا أتخذ موقف من أيّ منهم.

- ماذا عنك في الحياة؟
طلاّبي يعملون في كل تلفزيونات العالم العربي، وان سألتهم عنّي، يقولون لكِ أنّ علي الذي يظهر على الشاشة هو نفسه الذي يحاضر في الصف. أنا صارم لكن بمحبّة وليس عن طريق تجريح أو لؤم. مقتنع تماماً وبطريقة وجدانية وفلسفية، أن الفشل أهم طريق للنجاح وأن الكمال عدوّ للتقدّم، فالفشل هو الطريقة الوحيدة أمام الانسان كي يطّور نفسه وينجح ويبرز، أمّا الانسان الذي يرى أن الطريق مفتوح أمامه فيبقى مكانه.

- ما هو مأخذك على نجوى وناصر؟ هل تشعر بأنهما يتآمران عليك؟
أبداً... لا أشعر بمؤامرة، بل أشعر أننا مثال على اللجنة النموذجية، ونعطي درساً لباقي اللجان التحكيمية في كيفية التصرّف. ناصر صديقي المقرّب وغالباً ما نلتقي أكان في دبي أو السعودية. ومن منّا لا يحبّ نجوى؟! وأرى أنّها ازدادت إشعاعاً في هذا الموسم.

- كيف هو الحال مع المعجبين؟
(يضحك)، شعور جميل جداً ولكنّه متعب في الوقت نفسه. أثناء زيارتي الأخيرة لمراكش لم أتمكّن من التنقّل بسبب زحمة المعجبين.


لقب Arabs Got Talent 2

- ما هو مفهومك للموهبة التي تستحق أن تفوز باللقب؟
الموهبة التي تستطيع السفر «بالمعنى المجازي للكلمة»، وأقصد بذلك أن تتمكن هذه الموهبة من الخروج من مسرح Arabs Got Talent إلى مسارح العالم العربي لتنفيذ عرضها وتنجح في استقطاب الجمهور.

- يلائم هذا التعبير فرقة «خواطر الظلام»!
يمكن أن تنجح هذه الفرقة في تنفيذ عرضها خارج مسرح البرنامج، كما يمكن لغيرها من المواهب أن تتخطّى مسرح Arabs Got Talent وتلمع أيضاً.

- ما الذي جعل هذا الموسم يتخطّى نجاح  الموسم الأول؟
بالفعل هذا الموسم تخطّى نجاح الأول بأشواط، والسبب يعود إلى النضج الذي طرأ على اللجنة التحكيمية، وقدوم مواهب أهم وأجدد، إضافة إلى وجود ناصر القصبي في اللجنة، الأمر الذي ساهم في ارتفاع نسبة المشاهدة، لنحقّق أكبر نسبة مشاهدة في تاريخ التلفزيون العربي، أكثر من برنامج Arab Idol بكثير، فالبرنامج يرضي جميع الأذواق، ولا يختّص في الغناء فقط. فأعتقد أن الإضافة الكبرى كانت وجود ناصر معنا.

- ما الذي لا تحبّه في هذا البرنامج؟
أنّه ينتهي بسرعة!

- وفي التركيبة ما الذي لا تحبّه؟
تتوافر للبرنامج عناصر النّجاح، إنتاجه مرتّب وضخم، وهو ممتاز تقنياً أكان في عالم التصوير والمونتاج واختيار اللقطات وتعابير الوجوه، وردّات الفعل والجرعات العاطفية المؤثرة.

- هل تعتقد أن تصويت الجمهور يظلم مواهب مهمة على حساب أخرى؟
من الطبيعي أن يحدث هذا الأمر، ولكنّ في هذه المرحلة تلعب اللجنة دور قادة الرأي، وتؤثر في المشاهد بطريقة غير مباشرة من خلال تقييمها للموهبة في المرحلة الثانية.

- هل تفضّل أن يكون القرار النهائي بيد اللجنة وليس تصويت الجمهور، على الأقل بنسبة 50%؟
الجمهور أساسي ومهم، لأن الشرعية الشعبية للموهبة هي الشرعية الحقيقية. الجمهور هو الذي سيشاهد الموهبة مرّة واثنتين وسوف يدفع لها كي يشاهدها إن رأى أنها تقدّم عرضاً احترافياً. فهذه الشرعية ضرورية، وتبقى آراؤنا آراء خبراء ونقّاد.

- هل من شيء تريد أن تغيّره في البرنامج؟
لن أغيّر أي شيء على الإطلاق.


The Voice

- أعلنت أخيراً في مؤتمر صحافي، عن استحواذ مجموعة «ام.بي.سي» على الحقوق الحصرية لعرض برنامج الغناء العالمي The Voice بصيغته العربية، ماذا تخبرنا عنه؟
سوف نقوم مع برنامج The Voice برحلة جديدة في عالم المواهب. البرنامج مؤثر جداً وأهميته أنّه برنامجي إيجابي، ومن يشاهده يشعر بالإيجابية ولا يخرج بأي انطباع سلبي. البرنامج متخصّص باكتشاف القدرات الغنائية الاستثنائية وصقلها، لشبه المحترفين، ممن يمتلكون أصواتاً جيدة وطاقات ومؤهلات، ولكنّهم لم يستطيعوا من خلال تجاربهم السابقة أن يحقّقوا ما يطمحون إليه.

- ماذا سيقدّم البرنامج لهذه المواهب؟
وُجد The Voice كي يثبت كل إنسان موهوب نفسه من جديد، ويتعلّم على أيدي أحد أشهر الفنانين الأربعة في العالم العربي، يُطلق عليهم اسم «المدرّبون». مهمتهم البحث عن خامة صوتية متمكّنة وقدرات صوتية عالية. الإنتقاء يتم من خلال سماع المدربين الأربعة للمتسابقين أثناء تأديتهم بعض الأغنيات، دون أن يتمكنوا من رؤية وجه المتسابق، فالهدف من البرنامج هو إيجاد صاحب الصوت القادر على إطراب الملايين دون الإعتماد على مظهره أو طلته. عند الضغط على زر  I Want You يستدير كرسي المدرّب ليرى وجه المتسابق، ويطلب ضمّ المشارك إلى فريقه، وإذا التفت أكثر من مدرّب، يحقّ للمشارك اختيار المدرّب الذي يرغب في الانضمام إلى فريقه. البرنامج مكوّن من ثلاث مراحل، وفي النهاية يتوّج الفائز بالإعتماد على ناحيتين هما: نسبة مبيعات أغنيات ألبومه الذي يُطلق في الدور نصف النهائي، وتصويت الجمهور.

- هل تتوقع له النجاح أكثر من Arab Idol أيضاً؟
لكل برنامج صيغته وجمهوره ودورنا أن نقدّم المواهب وفقاً لخبراتنا المختلفة، في أكثر من صيغة وأسلوب.

- ما الذي تجنّبت الحديث عنه في المؤتمر الصحافي؟
تجنّبت الحديث عن الميزانيّات.

- مقدّم النسخة الأجنبية من البرنامج شاب، هل سيكون مقدّم النسخة العربية مقدّماً أم مقدّمة؟
ليس بالضرورة أن يكون مقدّماً، لكننا لم نحدّد هذه التفاصيل حتّى الآن.

- هل تمّ تحديد المدرّبين المختصّين؟
نحن بصدد إجراء طريقة لاختيار المدربين الخبراء بطريقة علمية.

- هل لديك مواهب مخبأة لا نعرفها؟
لا أملك أي موهبة. أنا معقّد من صوتي فهو بشع بطريقة مخيفة وعندما أسمع نفسي على الشاشة أخجل.

- ما هو السؤال الذي تحبّ أن تجيب عنه ولم نسأله؟
أحب أن ألفت النظر إلى مسألة أحزنتني بعض الشيء، وهي علاقتي باللجنة التحكيمية، فأنا أؤكد للجميع أننا على تناغم تام بيننا، وتربطنا علاقة وفاق ومحبّة، لكن لا ينفي ذلك أن آراءنا تختلف.