الفنان والمخرج اللبناني جاد شويري: ابتكرت 'الرّبكة'

السينما السورية, ألبوم غنائي, الشروال, فريد الأطرش, ألبومات, وديع الصافي, مازن سعيد, جاد شويري, موقع / مواقع التصوير

23 مايو 2012

لم يغنِّ لوديع الصافي، لأن كل أعمال عملاق الطرب دسمة برأيه. فاختار أغنية «حبينا» للموسيقار فريد الأطرش، أدى مقاطعها السهلة وأسقط موالها. عبث بالفن بشكل محبّب كما انسجم شرواله مع وشمه.
لم أنتظر من جاد أن يطلعني على موقع تصوير أغنيته المصرية «مش عايز غيرك» بالعربية، وأن يقول «البندقية».
فهي فعلاً لن يكون لفظها رومانسياً وحالماً كما Venice أو Venise. الموقع الذي سحر الفنانين والمخرجين، لعل أبرزهم كاظم الساهر (أغنية أكرهها) وفيلميْ The tourist وCasino Royale... أذهلنا بجرأته التي اقترنت بنجمات الجرأة السطحية اللواتي انطفأن قبل أن يغادرن الشاشة، مرآة الواقع الذي سيجسّده سينمائياً بـ«رؤية برسّونية».
لعلّه يصيب هذه المرة في تطويل أجل الفن الترفيهي. أخبار جاد شويري...


- انتقلتَ إلى الرومانسية مجدداً مع تصوير أغنية من ألبوم «عشها كده» أخيراً...
هي الأغنية المصوّرة الثانية «مش عايز غيرك» بعد «كسرتلي السيارة»، كلمات تامر حسين وألحان عمرو مصطفى وتوزيع طارق عبد الجابر. الأغنية مصرية رومانسية وهادئة «مقسوم قاعد»، صورتها في البندقية (Venise) مع فريق لبناني وإيطالي وعارضة أوسترالية.
العمل من إنتاج شركة «ميرا ستارز» وقد رافقنا صاحبها دكتور فوزي محمود إلى إيطاليا للإشراف على التصوير. وسبق أن صوّرت وعرضت أغنية «حبينا» خلال حفلة إطلاق الألبوم.

- لم أحدثت أغنية الموسيقار فريد الأطرش «حبينا» خلافاً بينك وبين النقّاد؟
توقّعت الانتقادات. لكن في النهاية، نجحت في أداء هذه الأغنية ولم أضع نفسي في إطار المقارنة بيني وبين فريد الأطرش.
أنا بعيد عن عملاق بحجم فريد الأطرش، وفكرتي عن الغناء مختلفة. رغبت في تجديد هذه الأغنية موسيقياً منذ بدأت الاستماع إلى الأعمال العربية، فأعدت توزيعها بأسلوب محبّب.
وأعتبر أن ألبومي نجح بالكامل في ظل ظروف «الربيع العربي»، وحقّق نسبة مبيعات عالية وحلّ في المراتب الأولى لبنانياً وعربياً.

- قرأت أخيراً في أسفل عمود صحافي خبراً دون صورة يفيد بأن الفنان القدير وديع الصافي يعاني أزمة مالية...
يجب أن يعيش هذا الفنان أقصى الرفاهية، وهذا دور الدولة ونقابة الفنانين. هو تراثنا، كيف لنا أن ننكر تراثنا الفني، نهتم بآثار المتحف ونهمل قيمة حيّة أعطت الفن ولم تبخل ؟

- لمَ لمْ تختر الغناء من أرشيفه بل من أعمال فريد الأطرش؟
اخترت أخفّ أغنية من أرشيف الفنان فريد الأطرش الذي أدى الأعمال الخفيفة والطربية، وأديت المقاطع السهلة ولم أؤدِّ الموال. ولا أظن أن في أرشيف الأستاذ وديع الصافي أي أغنية خفيفة، كل أغانيه دسمة.

- أثرت النقد في أغنيتك المصوّرة «كسرتلي السيارة» أيضاً وأجدها فرصة للحديث عنها مجدداً...
جدّدت فولكلور الدبكة، وأديت كلمات عامية نسمعها في الشارع «بتنق» و»بتلق». كانت جريئة وصادمة.
رغم موجة اللون الشعبي الطاغية، إلاّ أنني اعتمدت الموسيقى الإلكترونية. كما لم نرقص الدبكة بالشكل التقليدي، بل ابتكرنا دبكة «هيب هوب» أو «ربكة» (راب ودبكة)، أي شروال ووشم وحذاء رياضي.

- هل تحرص في كل عمل على إحداث صدمة؟
لا أحرص على ذلك، بل كوني أقدم فناً مختلفاً هذا قد يُحدث نوعاً من المفاجأة للمشاهد. أقدم مزيجاً من الأفكار الغربية والشرقية لأنها مرآة لشخصيتي. لم أتطفل على فن لا يليق بي أو أجهل ثقافته.
هذه حقيقة رؤيتي للفن الترفيهي المتأثرة بإلفيس ومادونا ومايكل جاكسون. أفضل أن أكون قريباً من شخصيتي الحقيقية ولو أن جمهوراً لن يحبني. لن أكون مزيفاً.

- ما هي رسالة المؤثرات البصرية لصورتك وكأنك مصاب بدوار في كليب «كسرتلي السيارة»؟
لا خلفيات سوى المشهدية الفنية وجماليتها المنسجمة مع الموسيقى.

- مرّ أكثر من عام على تصوير عنوان الألبوم «عشها كده» مع المخرج مازن سعيد. ما مصير الشريط؟
صورنا الأغنية قبل الثورة والمسؤول عن إنجاز الخدع البصرية فيها أحمد عبد المنعم اختفى بعد الثورة. أنا مضطر إلى ملاحقته قضائياً. لا يجيب على اتصالاتي، سأحسم هذا الموضوع قانونياً. يحتاج العمل إلى ستة أشهر للإنجاز، مرّ عامان ولا خبر.

- هل لا تزال بعيداً عن المشروع السينمائي الأول؟
أطمح إلى أداء دور بعيد عن شخصيتي لعدم نقل صورتي اليومية إلى الشاشة. أما إخراجياً، ففي حوزتي فكرة سينمائية عن المجتمع بكل فئاته التي تجتمع في حفلة واحدة في إطار كوميدي.
سأكتب السيناريو بالفرنسية كوني درست في فرنسا، لذلك قد يكون الإنتاج مشتركاً فرنسياً لبنانياً. أحرص على أن تكون كل شخصية حقيقة وتؤدي دورها في الحياة والواقع الذي تنتمي إليه.
لن أمنح دور امرأة برجوازية إلى امرأة من عامة الشعب، والعكس صحيح. هذا أسلوب يعتمده المخرج الفرنسي روبير بروسون (الأسلوب البرسّوني La méthode Bressonienne ). قد يلزم بروسون ممثله بإعادة المشهد عشرات المرات حتى يحصل على الأداء المثالي.

- هل ستكون صبوراً مثله؟
لا أظن، قد أبدل الممثل من الإعادة الأولى (يضحك).

- لا تزال مصراً على عدم مقاربة الحرب سينمائياً.
انتهت الحرب. كثير من الأفلام طرحت فكرة الحرب اللبنانية.

- هل انتهت الحرب؟
نعم، نعيش حرباً سياسية سأظهرها في فيلمي من خلال صراع الطبقات والطوائف ووجهات النظر. حرب «القذيفة» وخطوط التماس انتهت، ولا أرغب في مشاهدتها.

- هل شاهدت «هلأ لوين» للمخرجة نادين لبكي، الفيلم الذي حقّق الإيرادات الأكبر في تاريخ السينما اللبنانية؟
أفتخر بنادين التي أوصلت السينما اللبنانية إلى هذا الموقع. الفيلم «سلّاني» وأبكاني، وهو ناجح بكل تفاصيله ولا يمكن نقده ولو بكلمة «لو».

- ما الرسالة التي استخلصتها من هذا الفيلم؟
النجاح غير قائم على الرسالة على الدوام. رسالة فيلم «وهلأ لوين» تسلية المشاهد، وخروجه من صالة السينما مبتسماً. الأبعاد مهمة إنما ليست الأهم سينمائياً.

- قيل إنها اقتبست بعض المشاهد من أعمال غير لبنانية. هل اطلعت على الأمر؟
لا يمكن للفنان أن يكون بمعزل عن أعمال أحبها وألاّ يتأثر بها في اللاوعي. هذا لا يعني أنه سرق مشهداً.

- هذا يعني أنك مع اقتباس مشهد من إعلان Lux في كليب نجوى كرم «لو بس تعرف» ومشهد تشارليز ثيرون (إعلان عطر J'adore من Dior) في كليب إليسا «عبالي حبيبي»؟
المخرج الذكي يغيّر في ألوان المشهد أو توقيت التصوير لترك استفهام، أو استبدال الفتاة التي تتمسك بالشرائط للنزول إلى الأسفل برجل. يسهل تحويل المشهد إن أعجبنا. قد تكون إليسا طلبت من المخرج أن تؤدي دور تشارليز ثيرون المقتبس من إعلان J'adore.
أعتمد هذا الأمر إن لفتني لحناً، أكرّر أداءه حتى أحصل على لحن جديد، ما من فكرة تولد من فراغ. وكمخرج، قد أقتبس مشهداً من فيلم المخرج الأميركي ستانلي كوبريك A Clockwork Orange، بتعديل الألوان.

- ما رأيك في تجربة سعيد الماروق السينمائية في فيلم « 365 يوم سعادة»؟
شعرت بالإنبهار حين شاهدت جودة الصورة في الإعلان. سأشاهده في أقرب وقت.

- تجربة عادل سرحان في «خلة وردة»...
لم أشاهد الفيلم.

- ألم تشاهد إعلانه؟
لا.

- ما موقفك من احتمال حذف مشاهد جريئة من أفلام مصرية تاريخية عمرها أكثر من خمسين عاماً؟
هذا أرشيف وإرث فني لا يصحّ تعديلهما. ذُكر فيلم «أبي فوق الشجرة» وشعرت بالصدمة جراء طرح الفكرة. أرجو ألاّ يحصل هذا الأمر.

- هل الأمر وارد في عصرنا؟
يصعب ذلك في عصر الإنترنت والفضائيات، لكن مجرّد طرح الفكرة مسيء إلى التاريخ السينمائي في مصر.

- وعدتنا في آخر لقاء بإطلاق فنانة جديدة، هل لا يزال مشروعك قائماً؟
لا، لقد تزوجت وأنجبت وعدلت عن فكرة خوض التجربة الفنية معي. لكنني قد أعيد إطلاق نجمة مصرية جذبتني. سترونها بأسلوبي، الأنثى الجميلة والموهوبة. لطالما تغزلت بها فنياً، لم تقدم جرأة سطحية. فهي تملك صوتاً عميقاً وكاريزما واضحة.

- هل حدّدت موعد زواجك؟
فسخنا الخطوبة بسبب البعد، هي الفنانة البريطانية ونجمة تلفزيون الواقع لورا ميكان، أدت معي أغنية «عشها كده». كثرت أسفارها خصوصاً أنها تؤدي دوراً في مسلسل أميركي. انفصلنا وأصبحنا صديقين.