فاطمة محمد: هذه شروطي 'الفاطمية...'

السينما السورية, إخراج, فيديو كليب, مخرجة, شخصية , فاطمة محمد, أغنية

20 يونيو 2012

تفتخر جداً بكونها مخرجة وإعلامية إماراتية، وهي تنتمي لأسرة فنية عريقة، فقد عمل والدها ممثلاً خلال فترة السبعينات.
تخرجت من كلية التقنية العليا بعد دراستها للإعلام المرئي، وعملت لفترة مخرجة في تلفزيون دبي وتعتز جداً بتجربتها فيه، كما عملت في مجال إخراج الفيديو كليب وكانت لها بصمتها فيه، ثم عملت مديرة لقناة «الظفرة» الإماراتية قبل لأن تتركها لتتفرّغ لعملها الإخراجي الذي أخذها منه عملها كمديرة لمحطة تلفزيونية.مع المخرجة الإماراتية فاطمة محمد كان هذا الحوار:


- لماذا اخترت مجال الإخراج؟
لأن الإعلام بشكل عام مجال غير تقليدي أو روتيني، فهو من المجالات التي تسمح لك بأن تتعامل مع أناس من مختلف الشرائح، ويعطيك الفرصة لمقابلة أشخاص لا تستطيع مقابلتهم إذا كنت تعمل في مهنة أخرى.
مجال يجعلك في حالة إبداع جديد كل يوم، ويعطيك القدرة على تطوير مهاراتك، وأنا بطبعي لا أحب الروتين أو الملل، لذا اخترت مجال الإعلام، وتحديداً الإخراج.

- من شجعك من الأهل على خوض هذا المجال؟
كل الأهل بلا استثناء شجعوني على خوض هذا المجال، بداية من الوالد، الذي كان في السبعينات يعمل في مجال التمثيل، وشارك في مسلسلات محلية كثيرة، مثل مسلسل «اشحفان» الشهير. فالأهل كثيراً ما دعموني وشجعوني، وكذلك كانوا ينتقدونني إذا كان هناك أي تقصير أو خطأ، أو أخرجت عملاً يفتقر إلى الإبداع.
من الممكن أن يجاملني الناس، إلا أن أهلي عكس ذلك، فهم ينتقدونني لأنهم يريدون لي الأفضل، وتقديم أعمال ناجحة.

- ما أهم مراحل حياتك العملية؟
كل مراحل حياتي العملية مهمة، لأن كل مرحلة أضافت لي خبرات وتعلمت فيها الكثير، إن كان من ناحية العمل المهني، أو فن التعامل والاحتكاك بالناس.
تلفزيون دبي وعملي فيه أضافا لي الكثير، خصوصاً أن دبي فيها الكثير من الأحداث التي كنا ننقلها على الهواء مباشرة، مثل مهرجان دبي للتسوق، وغيره من الأحداث والمؤتمرات.
هذه الفرصة أعتقد أنه كان من المستحيل أن أجدها في محطة تلفزيونية أخرى، فقد أكسبتني ثقة كبيرة بالنفس، وكيفية التعامل مع مطبات الهواء، والأمر الأهم أن تلفزيون دبي وضعني على أول الطريق الصحيح.
بينما مرحلة الفيديو كليب بدأتها وأنا أعمل في تلفزيون دبي، حيث كانت البداية عبر الأغنيات الوطنية، وأستطيع القول إن دخولي في مجال الفيديو كليب كان بالصدفة، والحمد لله نجحت فيه رغم أنني مقلّة في أعمالي، وقد كان مرحلة مهمة في مسيرتي، لأنه أفسح لي المجال كي أبدع وأطوّر أفكاري، خصوصاً أنني كنت غير مجبرة على العمل فيه، وهذا أعطاني فرصة للاختيار والمفاضلة بين ما أخرجه.
أما مرحلة ما بعد تلفزيون دبي فقد أعطتني الفرصة لخوض مجال الإنتاج، الذي بدوره مكنني من التعاون مع كل القنوات، كتلفزيون أبو ظبي والشارقة وغيرهما.
وأخيراً عملي كمديرة لقناة «الظفرة» الفضائية. وأعتقد أن كل مرحلة مررت بها كان لها دورها في بناء فاطمة محمد المخرجة.

- كيف وصلت الى إدارة قناة «الظفرة» الفضائية؟
كان عملي هناك بترشيح من صاحب القناة، سمو الشيخ عمر بن زايد، وتشرفت بهذا الترشيح والاختيار، وأتمنى أن أكون قد قدمت شيئاً للقناة أثناء فترة إدارتي لها.

- عملك كمديرة لقناة فضائية إلى أي مدى أثر عليك وعلى أعمالك كمخرجة؟
أثر عليّ كثيراً بالطبع، ووضعني في مأزقين، وأرى مخرجين يديرون برامج ومحطات وتحدث لهم هذه المشكلة، إذا يتناسى المخرج دوره كمدير يحاول تعديل شيء من جهة نظره كمخرج وليس كمدير.
كنت بدوري لا أحب التدخل في هذه الأمور، بحيث لا تطغى رؤيتي كمخرجة على ذوق المخرج وأفكاره وتصبح كل الأعمال متشابهة لو فرضت وجهة نظري كمخرجة بحكم صلاحياتي كمديرة، بل كنت أحترم وجهة نظر المخرجين، وكانت آرائي توجيهية فقط، لأنه توجد لدينا خطة معينة نتبعها وهدف نعمل جميعاً على تحقيقه، وهذا ما كنت أركز عليه أكثر.
في الوقت نفسه عملي كمديرة لمحطة كان يأخذ معظم وقتي، ولم يكن أمامي أي متسع من الوقت لإخراج فيديو كليب أو برنامج، لأن إدارة قناة ليست بالأمر اليسير، وهذا هو المأزق الثاني الذي وضعت نفسي فيه، واعترف بأن إدارتي لقناة «الظفرة» الفضائية قد أبعدتني عن الإخراج تماماً.

- ما الإيجابيات والسلبيات التي حصدتها من هذه التجربة؟
كل نجاح له بالطبع سلبياته، أول شيء أنك أصبحت في موضع المنافسة، وممكن أن تخسر صداقات بسبب هذه المنافسة، فمثلاً لو تجمعني ومديرة قناة صداقات ووصلنا إلى مرحلة معينة من التنافسية، فلا بد أن يؤثر هذا الأمر على الصداقة، وتلك أعدها أكبر سلبية.
أما السلبية الثانية فكانت من وجهة نظري أن العمل في الإدارة مرهق جداً بالنسية إلى الإخراج، فأي مخرج بعد أي عمل ممكن أن يستغرق ستة أشهر للتحضير لعمل جديد، وعنده مجال للإبداع، لكن عملي كمديرة لقناة «الظفرة» الفضائية قلّص كثيراً من حضوري كمخرجة.
أما الإيجابيات فهي كثيرة، أهمها أنني عملت تحت قيادة سمو الشيخ عمر بن زايد، وهذا شيء يشرفني بالدرجة الأولى، الأمر الآخر أنه جعل لي موقعاً ودوراً في مجال الإدارة وأعطاني خبرة كبيرة وتقابلت وتعاملت مع أناس مخضرمين ومهمين في مجال الفن والإعلام، وقطعاً استفدت من خبراتهم، والأهم هو تقديم ما يهمّ ويفيد المشاهدين.

- عملك كمخرجة ومسؤولة عن فضائية كم أخذ من حياتك الشخصية؟
بالطبع أخذ من وقتي الكثير، وكنت أعمل على تعويض هذا التقصير كلما أتيحت لي الفرصة، لكن والحمد لله الأهل متفهمون لطبيعة عملي. وأرى أنه طالما قبلت هذا التحدي، فلا بد أن أتغلّب على كل الظروف لإثبات ذاتي ولأحقق النجاح الذي أصبو إليه.

- ماذا أعطتك مهنة الإخراج وماذا أخذت منك؟
أرى أنها لم تأخذ مني شيئاً حتى الآن، ولم تؤثر على حياتي الشخصية مطلقاً. أكسبتني معرفة الناس والالتقاء بشخصيات لم أحلم يوماً بلقائها، وثقفت نفسي من خلالها كثيراً، فالمخرج الناجح لا بد أن يكون مثقفاً ومطلعاً على كل جديد، خصوصاً الأمور التقنية.
وأعطتني المهنة اسمي كفاطمة محمد المخرجة.

- ما جديدك في عالم الإخراج؟
نحضر حالياً لفيلم سينمائي إماراتي أنا ومجموعة ممثلين جدد، وعندنا دافع وحماسة لتقديم شيء جديد. أستطيع أن أقول إن الخوف يتملكنا بنسبة 50%، لأنها خطوة إما أن ترفعنا وننجح معها، وإما -لا قدر الله- تقضي على نجاحاتنا السابقة، فنحن فريق عمل متحمس جداً للفكرة، وأخذنا عهداً على أنفسنا إما أن نعمل عملاً جيداً يضيف لنا وللسينما الإماراتية ، وإما أن نترك الفكرة برمتها... فليس هدفنا الوجود فقط، بل تقديم عمل متميز وناجح، نابع من بيئتنا الإماراتية، وقصة مكتوبة بعناية وكل شيء فيها مدروس بدقة... نحن حالياً انتهينا تقريباً من مرحلة الإعداد، وسأستعين بخبراء في مجال السينما من مصر، لأنهم بالتأكيد أجدر منا في هذا المجال، ويملكون خبرة كبيرة فيه، وليس عيباً أن نستعين بهم، لأنهم قطعاً سيعطوننا خبرة وسنستفيد ونتعلّم منهم الكثير.

- ما الذي تبحثين عنه في الإخراج السينمائي ليس موجوداً في الفيديو كليب أو البرامج؟
السينما لها تقنيات معينة لا بد من التعامل معها، ومجال مختلف كثيراً عن البرامج والفيديو كليب في كل شيء، من الإضاءة والتقنية والتكلفة وكيفية التعامل مع فريق العمل، كلها أمور لا بد من التعايش معها وخوض التجربة.

- هل تعتقدين أن خبراتك وإمكاناتك ونجاحك في إخراج البرامج والفيديو كليب أهّلتك أو أكسبتك المقومات التي تجعلك تخرجين فيلماً سينمائياً ناجحاً؟
أنا آخر مخرجة استخدمت تصوير السينما في الفيديو كليب، وكانت الفيديو كليبات التي أخرجها ترصد لها أعلى الميزانيات، لكن رغم هذا أشعر بأن خطوة الإخراج السينمائي خطوة جريئة، وبناءً على مستوى معين وخبرة معينة وصلت إليها قررت خوض هذه التجربة.
وأقول بصدق: لو أنني أقبلت على هذه التجربة قبل سنتين كنت سأفشل بالتأكيد، لكن الحمد لله أمتلك من الخبرة ما يؤهلني لتقديم عمل سينمائي ناجح.

- هل تعتبرين العمل في الإخراج تحدياً ممتعاً؟
هو ممتع جداً وتحدٍ كبير للنفس وليس للغير، لأرى هل طورت من إبداعي، وهل فكري متجدد؟ لأني بطبعي لا أقدم على أي عمل إلا إذا أحببته، وليس من أجل منافسة فلان أو فلانة، أو من أجل المال.
عندما أرى عملاً جيداً لأحد الزملاء يحفزني على تحدي نفسي لإخراج عمل مثله أو أفضل منه. ومع أن التنافس الشريف شيء جميل، إلا أن هناك مخرجين لا يعترفون بنجاحات وإبداعات وأفكار الآخرين، وأنا ضد هذا تماماً، وكثيراً ما عرضت عليّ أعمال ورفضتها لاقتناعي بأنه لو أخرجها مخرج بعينه سيخرجها أفضل مني، وأمتلك الشجاعة للاعتراف بذلك، ليس لأني لا أستطيع إخراجها، لكن لأنها لا تتناسب ولوني الإخراجي.

- ما رأيك في المخرجين هواة التقليد ونقل الأفكار بحذافيرها؟
المدارس الإخراجية العربية والعالمية أحترمها كثيراً، لكن أن يعمل المخرج على التقليد الأعمى من الألف إلى الياء فهذا أعتبره إفلاساً فكرياً وضيق أفق وضعفاً في المخرج نفسه.

- إلى أي مدى يساهم التصوير في نجاح الأغنية أو المطرب؟
أحياناً يكون تصوير الأغنية هو كل النجاح للمطرب وللأغنية، حتى لو كانت الأغنية والمطرب ضعيفين، وهناك الكثير من الأغاني الضعيفة نجحت بسبب تصوير الفيديو كليب، وهناك أغان ناجحة إلا أن طريقة تصويرها قتلت هذا النجاح، فالفيديو كليب مهم جداً وضلع أساسي في نجاح الأغنية.

- هل تضعين شروطاً لأي عمل تخرجينه؟
عندي شروطي «الفاطمية»، أولها أن أحب العمل وأقتنع به، والأمر الثاني توافر فريق العمل المتمرس. كما أحب اختيار الفريق الذي أرى أنه سيعينني على تقديم عمل ناجح، هذان أهم شرطين لقبول أي عمل.

- من يعجبك في عالم الإخراج عربياً ومحلياً؟
أحب جداً المخرج المصري صلاح أبو سيف ومدرسته في الإخراج، ومن المخرجين الإماراتيين أحب جداً المخرجة الإماراتية مريم خوري، التي أرى أنها لم تأخذ حقها إعلامياً ولم تسلّط عليها الأضواء، فهي مخرجة أعمالها من الناحية التقنية أكثر من رائعة، وأفضل مني كثيراً في هذا الجانب.