مشاعل: ألم تبدأ أم كلثوم من الموالد؟

مقابلة, نجوى كرم, نوال الكويتية, نظارات شمسية, أم كلثوم, يارا خوري مخايل, أحلام, ميريام فارس, شركة بلاتينوم ريكوردز, نورت مع أروى, فيروز, لهجة خليجية, مشاعل, برنامج أراب جوت تلنت, عيد مولد, أغاني الأطفال

02 يوليو 2012

صوتها شفاف وحقيقي كأفكارها. فهي تعلّمت الديبلوماسية لكنها لن تطبقها حتى على نفسها. هل يمكن أن تصرح فنانة اليوم بأنها مصنّفة درجة B؟ هي «مشاعل» الفتاة اللبنانية التي كبرت في السعودية وطبعت هويتها الفنية باللون الخليجي. من هي مجدداً ؟ هي صراحة حصرية ...


- أين مشاعل «دلوعة بلاتينوم»؟
موجودة. صوّرت أغنية منفردة «بغازله» مع المخرجة رندلى قديح أخيراً. ابتكرت رندلى عالماً مجنوناً خاصاً بي، الألوان والأزياء والتسريحات والأفكار والمواقف التي تعود إلى الستينات. هو عالم غريب لكن حقيقي ويشبهني خصوصاً لناحية تحكّمي في التكنولوجيا وطرافة استخدام وجوه الحالات التي نتبادلها عبر «البلاك بيري»، الوجه الباكي والشرير... لا أتقن التواصل عبر موقعي تويتر وفايسبوك، أكتفي بالتحقق من موقعي الإلكتروني والمنتدى. أحاول في الكليب اعتراض طريق خطيبي في السيارة وفي المصعد لأنه «تقلان عليّ».

- أي فنانة ستكرسك هذه الأغنية بعد نجاح منقطع النظير في «بنيتي الحبوبة» مع «طفلة بلاتينوم» حلا الترك؟
أغنية «بغازله» من كلمات خالد العوضي وألحان عصام كمال. متفائلة بها على المستوى العربي وليس على مستوى الخليج فقط. فكلامها سهل وفكرتها غريبة، لم يغنِّ أي أحد فكرتها في الخليج أبداً. أغازل خطيبي وأتتبع خطواته لأنه معتدّ بنفسه.
لكن أحلام غنت «التقل صنعه»... يقولون الثقل صنعه وأنا أقول الثقل بعدين، أنا ما فيني اتحمل، أنا حقي أبيه الحين، انا أوعد قلبي الصادق لعذب قلبه القاسي، ويا ويله مدام إني نويت أحطه براسي ...
أردت الإشارة إلى أنه لا يجدر بالمرأة أن تخجل من خطيبها، ولا بأس في مبادلته الغزل للتقرب منه أكثر. وقد حرصت على إيصال هذه الرسالة بقالب كوميدي. أريد الدخول إلى عالم المراهقات اللواتي لم يتعرفن عليّ بعد.

- ألم تدخلي عالمهن من خلال ألبومي «كيد النسا» و«بنت أبوي»؟
لا. قدّمني «كيد النسا» و«بنت أبوي» إلى الناس «الفاهمة» بالموسيقى.

- تقصدين الناضجين فنياً؟
نعم. وقد حان الوقت اليوم لجذب جمهور آخر كما فعلت في أغنية «بنيتي الحبوبة». لا يعرفني إلاّ الأطفال وأُسأل على الدوام : «وين حلا؟ حلا مش بنتك؟» (حلا الترك). أسست جمهوراً عاقلاً عبر الإيقاع الخليجي الثقيل مثل أغنية «بنت أبوي». واليوم، أريد أن أقدم فناً سهلاً بمزاج آخر يميل إلى الجنون مدركة أنني لا أستطيع إرضاء كل الجمهور. فأغنية «حنيّن» أو»المصايب» راقت للمستمع الناضج، يسعدني هذا الأمر لكن في الوقت نفسه يزعجني أن أطبع صورتي بالجدّية. يفاجأ البعض بمظهري حين يلتقيني في الأعراس مثلاً، أدرك أنني أبدو أكبر سناً وأعكس صورة الفنانة البعيدة عن جمهورها. لقد قدّمت فناً كمن تؤدي دوراً. أما اليوم، فهذه مشاعل في «بغازله». تصرفت بحرية خلال تصوير الأغنية وكنت «فرفوشة». لطالما انتقدتني والدتي وصديقاتي لأنني أخفي شخصيتي الحقيقية.

- هل هذا كان رأي زوجك المستشار في الشؤون الفنية والإشراف في شركة «بلاتينوم» الفنان عصام كمال أيضاً؟
ينظر عصام إليّ من منظار آخر، صوتي ومكانتي وهو غير راضٍ عن أدائي لأغنية «بغازله» رغم أنها من ألحانه. لكنه ترك لي القرار في نهاية المطاف. يحسبني فنانة قديرة وأتساءل أمامه : «يحق لي أن أرضي كل الجمهور؟». لا أريد أن أسحب البساط من تحت أحد بل تشكيل هويتي الفنية الخاصة. وهذا ما أصبو إليه مذ لمست القاعدة الشعبية التي حققتها من خلال أغنية «بنيتي الحبوبة». أنا متفائلة جداً بهذا العمل وفكرة تصويره التي ولدت في بيروت.

- هل بتّ تعرفين لبنان أكثر؟
منذ سنة ونصف السنة أزور لبنان لكن أتنقل من الفندق إلى مواقع التصوير والبرامج، «تاراتاتا» و»يلا نغني» أخيراً حيث كرّمت الفنان محمد عبده بأغنية «بعاد». هو أستاذي وأستاذ الكل. كما كرّمت الفنانة رباب رحمها الله، لم يغنِّ لها أحد إلاّ أنا وعصام.

- لمَ برأيك؟
قد لا يملكون القدرة وقوة صوتها لأداء أعمالها. لقد أديت أغنيتها «حاسب الوقت» وأشاد بأسلوب غنائي المايسترو الدكتور خالد فؤاد بعد أن تسأءل إن كنت سأؤديها على طبقة رباب. قال لي إن صوتي مميّز بمساحاته وهذا مفقود اليوم. هو من قال ذلك (تمدح نفسها وضحك).

- كيف تختصرين رصيدك الفني اليوم؟
ألبوم «كيد النسا» الذي صورّت منه أغنية «ودي نتصافح». في عيد الحب، أصدرت أغنية مصرية «اقطفلي وردة».  أديت مع الموسيقار الكبير نصير شمة «يا طيور» لأسمهان و»أنا قلبي دليلي» لليلى مراد وأغنية من ألحانه وكلمات الشاعرة سهام الشعشاع. أحييت أكثر من حفلة مع الفنان رابح صقر. أديت أغنية دويتو مع الفنان المصري هاني شاكر للمسلسل الرمضاني «أوراق من صدف» وأغنية «فضة قلبها أبيض» لمسلسل كويتي، أديت أغنية مسلسل مع البلوشي. ثم شاركت في جلسات «وناسة» ووقعت مع شركة «بلاتينوم» التي أصدرت معها ألبوم «بنت أبوي»، وصورت منه أغنيتي «حنين» و«المصايب». الأولى تحت إدارة المخرج ياسر سامي الذي وقع «قطفلي وردة». هو مخرج موهوب. ثم قدمت دويتو «بنيتي الحبوبة» مع الطفلة حلا الترك وأغنية مسلسل «الحب لا يكفي أحياناً» مع عصام وأغنية وطنية في الكويت. شاركت في أوبريت «بكرا» مع مجموعة من الفنانين، و«بغازله» أخيراً.

- بعد كل هذه الأعمال هل أنت راضية عن حضورك الفني؟
لكل إنسان خطواته، لم أصعد الدرجة الأولى من السلم بعد وأمامي مشوار طويل. أعلم أنني حصدت قاعدة جماهيرية خليجية وأحرص على ألاّ ألمع فجأة ثم أنطفئ. أتطلّع إلى معاناة عبد الحليم وأم كلثوم وفيروز في الأمس، وماجد المهندس ونوال وأحلام اليوم. لقد عانوا كثيراً. وفي حياتي أكبر مثال هو زوجي عصام الذي عانى فنياً قبل أن يحقّق اللحظة الفنية التي يعيشها اليوم. أريد ان أختبر نفسي فنياً قبل الارتكاز على مزاجي الطربي، اللون الذي يمنح صوتي حقّه.

- هل لا يزال حلم الفوازير قائماً؟
لطالما كان الغناء طريقاً للوصول إلى حلمي الأول، الفوازير على خطى نيللي وشيريهان. لم يكن الغناء هدفاً فنياً بل الفن الإستعراضي رغم أنني كنت قائدة الحفلات المدرسية بعد اكتشاف صوتي. كنت معجبة بشيريهان لأنها سمراء وشعرها أسود، وضحكة سعاد  حسني وملامحها وجنونها وحجمها الصغير. لن تأتي الشاشة بنجمة بحجم شيريهان وسعاد حسني. كانت احتمالاً لكن بعد زواجي عدلت عن الفكرة خصوصاً أن لقبي فنانة سعودية. لا يرضى أحد الاعتراف بي فنانة لبنانية لأنني ملتزمة العادات والتقاليد الخليجية. لن يتقبلني المشاهد إن خضت تجربة الفوازير اليوم. هويتي في الفن الخليجي لا تسمح لي بخوض هذا المجال.

- هل لفتتك تجربة ميريام فارس؟
أعجبتني أزياؤها لكن استعراضها لم يكن فنياً مقارنة بشيريهان. المشاهد يحب متابعة إطلالات ميريام فهي فنانة جميلة ومتمكّنة في مجالها ولا أحد يتقن ما تفعله.

- هل تمكّنت ميريام من أداء الخليجي أيضاً؟
لا، ميريام هي «التوب» بشكلها وإطلالاتها وأسلوبها الفني. أنا معجبة بها وبصوتها لكنها أدت اللهجة الخليجية بمزاجها خصوصاً لناحية الأعمال المصوّرة التي تحقّق نسب مشاهدة كبيرة في الخليج. وأريد أن أعترف بأنني أشبه هذه الفنانة في الكواليس، في بيتي ووسط أصدقائي. لكنني خليجياً لا يمكنني أن أظهر بصورتها على الشاشة.

- كان حلمك دخول عالم الإعلام أيضاً؟
درست الإعلام المرئي والمسموع، لم أكن أدرك ما أريده تحديداً بل كان همي الأول الوصول إلى الشاشة. خبرتي الإعلامية صفر وهي مجرد دراسة دون تطبيق. نلت شهادة الماجستير وأنا أغني، لكنني تعلمت كيفية الهروب من الأسئلة المحرجة خلال الحوارات.

- أنت معروفة بآرائك- القنابل. ألم تتعلمي الديبلوماسية بعد؟
تعلمتها لكن لن أطبقها لأنها لن تكون نابعة من شخصية مشاعل. لست الفنانة الخطيرة والغامضة التي لا تُخطئ. أنا صريحة وأؤمن بأن جيل اليوم يقدّر هذه الصفة في الفنان خصوصاً مع الثورة التكنولوجية والإنفتاح الذي يشهده العالم لناحية تواصل النجوم والجمهور.

- ما الخطأ الذي قد تعترفين به الآن؟
تقويم نفسي رغم أنه لم يكن نابعاً من الغرور بل لفت نظر الى ما أقدمّه. أدرك اليوم أكثر أن عليّ التريث وأن «آكل العنب حبّة حبّة». قد يصاب الفنان أحياناً بحالة ضعف خصوصاً إذا بذل مجهوداً فنياً دون تحقيق أصداء انتظرها. لطالما تساءلت هل أملك جمهوراً أم لا؟ رغم أن كمية الحفلات التي أحييها هي خير مجيب.

- وحجم المشاهدة الكثيفة لأعمالك عبر المواقع الإلكترونية أيضاً...
إكتشفت هذا الأمر أخيراً، كنت أخشى التحقق من نسب المشاهدة لكي لا أصاب بيأس أهرب منه. أما اليوم، فأرحب بكل تفاصيل حياتي الفنية. أتواصل مع جمهوري وله القرار في خطواتي الفنية. لم أصبح فيروز لأتفرّد بقراري بعد. 

- هل ما زلت تكتبين أعمالك باسم وهمي؟
(تضحك) بدأت بالكتابة حين انهيت دراستي، بتّ متمكنة أكثر. لطالما وقعت الكلمات باسم مستعار هو «السمر». أردت أن يقوّم الجمهور الأغنية أو يسمعها دون معرفة هوية الكاتب.

- هذا ما كانت تفعله الفنانة نجوى كرم حتى الأمس القريب؟
أعلم، أحبها جداً. نجوى هي نجوى ونقطة، انتهى. أنا معجبة بعقلها وكلامها وأغانيها وأناقتها وجنونها. أتمنى أن أكون نجوى كرم حين أكبر. وهذا لا يعني أن أشبهها بل أن أحقق الإبهار الذي تفرضه على المسرح حين تطل وتعتليه بشكل رائع، شخصيتها قوية جداً. هي شمس. لقد تعبت ولم يذهب تعبها سدى.

- ما رأيك في إطلالتها في الموسم الثاني من برنامج «أرابز غوت تالنت»؟
مميّزة. وقد تأثرت بما قالته للطفلة الجزائرية داليا شيح. لقد أنزلت صورة داليا على جوالي وكتبت عما يمكن أن تفعله هذه الطفلة حين تكبر. أعجبتني ردّة فعل نجوى على أدائها. قالت لها: «يسلم اللي ربى ونعم». لامست مشاعري. أما علي جابر، فأعتبر أن البرنامج قائم عليه. لكن من جانب آخر، تستفزني المشاهد المنفرة والمقرفة للأفعى والحشرات وتعنيف النفس التي لا يصح عرضها، خصوصاً أن هذا البرنامج يشاهده الأطفال. هذا لا يعدّ ترفيهاً تلفزيونياً، لمَ لا نكتفِ باستقبال مواهب تعود بالنفع على أطفالنا والفن. كالمصري الذي أعدّ مختبراً على المسرح، وقام بتجارب مذهلة، أو الشاب التي قدم على كرسي متحرك وأدى بإحساس رائع.

- حلّ الممثل والمسرحي السعودي ناصر القصبي مكان الإعلامي المصري عمرو أديب...
هو إضافة مميّزة الى البرنامج بتعليقاته الكوميدية والجدّية، قيمته الفنية كبيرة. أشعر بأن اللجنة أكثر انسجاماً بوجوده حتى أن المواهب أهم. ليتني أعرفه شخصياً، كنت استشرته لاقتراح أفكار لكليب «بغازله». انا معجبة بأعماله والممثل عبدالله السدحان. 

- كلبنانية نشأت في بيئة سعودية، هل من واجب ناصر التوجه إلى جمهور أكبر بعد تجربة «أرابز غوت تالنت»؟ ثمة من يجهل حتى معنى عنوان مسلسل «طاش ما طاش»؟
لا تقتصر المتابعة على المشاهد الخليجي مع هذا البرنامج، وقد يمنحه فكرة تقديم عمل كوميدي خليجي ولبناني ومصري. وأود الإشارة إلى أن العرب المقيمين في السعودية يعشقون ناصر، فهو أدى شخصية المصري والسوداني واللبناني. ناصر مجرم وإجرامه غير طبيعي في الكوميديا.

- ما هو مقياس لقب «نجمة أفراح»؟
الحمدالله، هذا مقياس قوة. قد يتحسّس البعض من كلمتي القوية لكنني سأقول : أنا مطربة أفراح وأفتخر وهذا أفضل من الغناء في الملاهي الليلية وأن تكون انطلاقتي من مكان آخر. أنا مطربة أفراح فعلاً والحمدالله. أملك جمهور العائلات وكل أفراد الأسرة بشكل لافت. ألا تهدف شاشة «إم بي سي» إلى دخول كل بيت عربي، أنا أؤدي دور هذه الشاشة بفن محترم. وأتساءل من أين بدأت أم كلثوم أسطورة الغناء العربي؟ ألم تغنِّ في الموالد والأفراح؟ يشرفني أن أكون مثل أم كلثوم. 

- تفضلين الأفراح على الحفلات والمهرجانات؟
أتمنى إحياء المهرجات لكن في الأفراح أتصرف بحرية أكبر.

- هل تحيين الأفراح أسبوعياً؟
(تضحك)، لا أضحك بل أبكي، أنا مقيمة في الطائرة. أحيي عرساً كل يومين. أعاني مشكلة في أذني الوسطى وأشعر بالدوار. لا وقت للراحة، ولا يقدر الجمهور أن الفنان متعب إلاّ حين يقع وسطهم وعلى مرأى منهم. ولا أستطيع رفض أي دعوة لئلا أتهم بالتكبّر.

- لمَ إطلالاتك الإعلامية قليلة؟
«ما حدا عم يطلبني؟» فأنا مصنفة درجة b أوc  وما عندي مشكلة. (ما بدي إحكي بالموضوع).

- ما الفرق الذي لمسته قبل دخولك «بلاتينوم» وبعده؟
قبل توقيعي مع «بلاتينوم»، كان انتشاري الفني مصرياً. وكان من المفترض أن أغني في دار الأوبرا لكنهم منعوا الأجانب من الوقوف على مسرحها، لم يحالفني الحظ. أما اليوم، فاسمي انتشر في كل الخليج،  قطر ودبي والبحرين... ولبنان نسبياً خصوصاً أنني كنت ضيفة برنامج «تاراتاتا» مع ركان وأحلام وحلا والفنان العظيم والمحبوب والنادر الظهور عبود خواجة. ظهوره كان إنجازاً.

- هل هذا إيجابي لصورة الفنان؟ أين راشد الماجد مثلاً؟
راشد على تواصل مع جمهوره وأقدر اختفاءه الإعلامي هو ونوال الكويتية. لقد سردا قصصهما، وواجبهما ينحصر في تقديم الأعمال المميّزة للجمهور.

- إلى أي مدى كثر نجوم شركة «بلاتينوم» (تابعة لشركة mbc)؟ وهل تشعرين بأمان أكبر كون زوجك هو المسؤول فيها؟
حين وقعت عقدي مع الشركة كانت منى أمرشا ومحمد الزيلعي وركان وعبد الفتاح الجريني ثم دخلت بعدي الطفلة حلا. يهتم عصام بنجوم «بلاتينوم» أكثر مني. أردد هذا على مسمعه على الدوام حتى البكاء. وهو يجيب: «لازم تفهمي يا بابا كلكن واحد»، وأن عليّ فصل الزواج عن الفن. لقّبوني «دلوعة بلاتينوم» وهذا غير صحيح، عصام طيب وحنون ومهني ويخاف الله في عمله. وهو يتّبع تراتبية الإهتمام وفق تراتبية الدخول إلى الشركة، أي أن منى أمرشا هي الأولى. اليوم، بتنا كثراً مع دخول نجوم «أراب آيدول» إلى الشركة، كما بات بيننا أصوات لافتة جداً، خصوصاً كارمن سليمان ويوسف عرفات ومحمد طاهر.

- ألم تقسُ الفنانة أحلام على السعودي محمد طاهر؟
لقد شارك في البرنامج قادماً من السعودية، وحاول شق طريقه الفني لكنه تراجع وأظهر للجنة عدم اكتراثه بمتابعة المشوار حين تخلى عن بطاقة الإنقاذ. هذا رأيي كمشاهدة. هو من استبعد نفسه وليست أحلام التي أتفهّم استياءها. أعرف أحلام جيداً، كلامها نابع من القهر.

- كنت حريصة على مشاهدة البرنامج مباشرة من الاستديو...
نعم، رغبت في اختبار هذه اللحظات عن قرب. هذه البرامج هي الطريق الأسهل للوصول الى الجمهور رغم أنني لم أتخرج منها.

- لكنك شاركت في برنامج X Factor؟
نعم، لكن الحمدالله لم يقبلني خالد الشيخ.. بعكس نيللي وميشال ألفترياديس. ربما لأنني لم أغن اللون الخليجي بل «عيون القلب» للسيدة نجاة الصغيرة. لكن أعتبر أنني محظوظة بقرار خالد الشيخ لأن هذا البرنامج لم يكن مشاهَداً.

- من فاز باللقب؟
لم أتابعه لأعرف. لم يتابعه أحد.

- بالعودة إلى برنامج Arab Idol. كيف تقوّمين لجنة التحكيم؟
تصرفت أحلام على طبيعتها، أحببت إطلالاتها كثيراً، هي وحدها هيبة، تملك كاريزما قوية جداً.

- لكن صراحتها عرضتها للهجوم...
هي فنانة صريحة، هل كان عليها أن تتخلى عن شخصيتها؟ لم أفاجَأ بأحلام لأنني أعرفها وأعرف ردود فعلها. هي الإنسانة نفسها في الحياة وعلى الشاشة. لمَ نتقبل جرأة نجوم هوليوود ونهاجم «النشميّة» أحلام؟ باستطاعتها أن تختار عبارات ألطف وأحلى لكنها لن تكون أحلام بكل بساطة. 

- كيف بدأت علاقتكما؟
بدأت قبل تسعة أشهر، حين أحييت معها وحسين الجسمي حفلة زفاف شيخ كبير في دبي. زرتها في قطر ومواقفها معي كانت راقية، أوصلتني إلى الفندق واطمأنت علي. وحرصت على التحقق من وصولي إلى غرفتي ونصحتني بإقفال الباب جيداً. «أحلام نشمية» وصاحبة موقف وابنة رجال. واستكمالاً لرأيي في لجنة التحكيم، راغب علامة رجل محترم ولائق، أما الموزع المصري حسن الشافعي فتقويمه للمواهب خاطئ بنسبة 50 في المئة.

- لكنه كان على توافق شبه تام مع أحلام؟
هذا لا يمنع، أن تقويمه الموسيقي العربي كان غير دقيق، ربما لأنه متأثر بالموسيقى الغربية. قال عبارات غريبة وغير متعلّقة بالغناء العربي الذي أداه المشاركون.

- ألن تغني اللهجة اللبنانية؟
قد أغني أغاني فيروز، أرغب في أداء المزاج الرحباني القديم. أخشى جداً غناء اللهجة اللبنانية وألاّ تحمل قيمة الزمن الجميل. أنتظر الأغنية الاستثنائية، وقد انتزعها من فيروز. قد اختلف مع فيروز على أغنية وأقول لها : «حان دوري»!

- هل أنتِ ضد تجديد الأعمال التي لا تفقدها الذاكرة؟
رغبت في تجديد أغنية «ساعات ساعات» للست صباح.

- هل سمعتها بصوت رولا سعد التي جدّدت ألبومين لصباح؟
الله يسامحها. ما السؤال التالي؟ كفى مزاحاً.

- هل قدمت النجمات اليوم أعمالاً للأطفال بمستوى «أمورتي الحلوة» لصباح؟ هل اقترب منها أحد؟
ولا حتى شادية «سيد الحبايب»، هل يمكن أن يعود السبب إلى أن هذه الأعمال برزت في أفلام غنائية تأثرنا بتفاصيلها والصورة الدرامية للأحداث؟

- ألن تتأثري إن سمعت هذه الأعمال عبر الراديو؟
بلى. كانت أمي تغني لي «سيد الحبايب» لشادية كي أنام. كنت أجبرها على تأنيث الأغنية هكذا «ست الحبايب يا ضنايا إنتِ ...». كما أنني أصررت على أن أُزف على أنغام أغنية «حبيبة أمها يا خواتي بحبها» لصباح. من عارضني قلت له: «ولا كلمة أنا حرة». قد أغني لابني من أعمال نانسي عجرم وصباح مستقبلاً، وبالطبع أغنيتي.

- ألم يلفتك غناء هيفاء وهبي للطفل؟
أحب جمال هيفاء كثيراً لكن غير منطقي أن أغني لطفلي من أعمالها. أنا «أكلت الجو» في أغاني الأطفال. حطمت الرقم القياسي مع ألبوم «بابا نزل معاشو»، حقّقت أكثر نسبة مشاهدة عربياً لكليب «بنيتي الحبوبة».

- اسمك الفني «مشاعل» وهذا عهدناه في الزمن الجميل أيام صباح وفيروز وسميرة توفيق. هل حرصت على انتقاء اسم فني لافت؟
أنا مشاعل منذ الصغر واسم الدلع «ميشو»، أتفاعل معه وهو يكرسني فنانة خليجية ومعناه جميل. لا أحد يناديني باسمي الحقيقي حتى عائلتي وأصدقائي. لم أتعوّد على اسم سمر.

- تستعملين اسمك الحقيقي مُعرفاً كاسم وهمي في أعمالك!
نعم، لحناً وكلاماً أحياناً...

- إلى أي لقب فني تطمحين كلبنانية تؤدي الخليجي غالباً؟
أنا الفنانة السعودية، هكذا يعرفون عني.

- كيف تريدين أن أعرف عنك؟
فنانة لبنانية هواها سعودي وروحها وتقاليدها سعودية. في النهاية، أنا مشاعل سواء كنت لبنانية أو سعودية أو مصرية أو من أي بلد كان. أنا مشاعل، والفنان لا يصح تحديد جنسيته رغم أن وقع اسمي خليجي.

- هل أنت مع التزام نجوى بالأغنية اللبنانية وخوف أحلام من أداء اللهجة المصرية؟
هما على حق، لأنهما غير متمكنتين من أداء لهجة غير لهجتهما وتكترثان بلفظ الكلمة بشكل صحيح.  ثمة من يغني الخليجي دون الإحساس بالكلمة. فرضت نجوى نفسها على الجمهور الخليجي بلونها.

- لكن ألم تتعزز نجومية يارا بعد أدائها للهجة الخليجية؟ ألم تنتشر أكثر؟
تصيب يارا اللهجة الخليجية أحياناً، هي تؤدي اللهجة البيضاء التي تسهل على أي كان،  متل «رضا الله وراضيناك» و»يا طيب القلب وينك»... لكن أتحدى أن تنجح في أداء أغنية أحلام «ألا يا شاري الفرقة تراني». لقد نشأت في الخليج وأعيد أدائي مليون مرّة. ثمة فرق بين غنائي وأحلام وغناء يارا وميريام رغم أنني أحب الاستماع إليهما.

- هل ما زلت تعتبرين النجومية تراكم سنوات خصوصاً أن يارا حظيت بفرصة نجوى كرم وأحلام كعضو لجنة تحكيم في برنامج مواهب؟
لا شك أننا نعيش عصر السرعة. لكن لا تصح مقارنة برنامجي «أراب آيدول» و»أرابز غوت تالنت» ب»نجم الخليج» بالنظر إلى نسبة المشاهدة. أود أن أطرح هذه الأسئلة : «على أي أساس اختاروا يارا لتكون عضو لجنة تحكيم؟ ما هي أعمالها وخبرتها الفنية ومسمّياتها؟ كم سنة عاشت في الفن؟ هل هي مؤهلة لتقويم الأصوات؟».

- أي أن عمر يارا الفني غير منسجم مع مكانها في اللجنة؟
أقول برافو لمدير أعمالها طارق أبو جودة لأن يارا جلست بين عبدالله الرويشد وفايز السعيد وخبيرة في المعهد العالي للموسيقى. هذا إنجاز ولكن ليارا أقول : «شو تاريخك بالفن؟». طارق أبو جودة رائع وأرفع له القبعة.

- هل يعقل أن تنتقدك يارا أو ميريام إن أديت اللهجة اللبنانية؟
(تضحك مطوّلاً). أديت أغنية «سألوني الناس» في برنامج «تراتاتا» فصُعقت يارا وأعجبت بأدائي. لقد حرمت من بلدي وأريد أن أهديه بصمة فنية، قد تكون أغنية وطنية في نهاية المطاف.

- أحلام تختصر نجمات الخليج باسمها ونوال الكويتية؟
هي على حق. فأنا لست خليجية. هل يوجد غيرهما؟

- أروى وشمس وهند؟
لا يمكن مقارنة أروى بأحلام ونوال. أما شمس فلا أتذكر أي أغنية لها. وبالنسبة إلى هند، هي صوت جميل لكنها لا تملك تاريخ نوال وأحلام رغم أن ألبومها الأول حقق نجاحاً ساحقاً. لا أعرف لم هي بعيدة اليوم.