جو بو عيد: تأخرتْ لكن لا أزال أصغر مخرج لبناني...

المخرج جو بو عيد, رامي عياش, ميريام فارس, المخرج خالد يوسف, يسري نصرالله

06 يوليو 2012

برؤية شخصية ورويّة قصّ حكاية والديه، قصّ الثوب الأسود (الغفّارة) بعدسته وحاكه «تنورة ماكسي». فحكاية لقاء والديه كانت له أكثر جاذبية من أساطير الأطفال.
كان ممكناً أن أقابل جو بو عيد دون مشاهدة فيلمه السينمائي الأول وإجراء مقابلة «جميلة» عن تعاونه مع نجمات الصف الأول، لكنني كنت سأقع في شرك الحكم المسبق والسطحي الذي يرجم من بعيد، قد يصيب أو لا يصيب.
لكنه يبقى رجماً. وما لم يكن ممكناً هو أن يمتهن هذا الطفل الذي كبر مهنة غير الإخراج.
هل أساء جو لنفسه أولاً حين رفض مواراة الأمس ومواربة الواقع؟ هل أساء إلى والديه؟ جو بو عيد يجيب في هذا اللقاء.


- عاد فيلم «تنورة ماكسي» إلى الصالات...
ظن المشاهد أنه سيشاهد فيلماً آخر لكن التعديلات كانت لا تذكر. لم يتغيّر الفيلم وكل الحملة التي شنت عليه استندت إلى صحافة متعدّية لم تشاهد الفيلم حتى.
أرفض تلقيبهم بالصحافيين لأنني أقلل بذلك من شأن الصحافيين الذين يعملون بضمير ومصداقية وحق.
لقد جمعوا فيلمي وقارنوه مع الفيلم السوري «حكاية سحاقيات»، وهذا مخزٍ ومعيب. ما كانت النتيجة؟ ضرب الإنتاج اللبناني وصناعة السينما اللبنانية؟ سبق صحافي؟ هذا محزن.

- كيف تعرّف نفسك اليوم كمخرج قبل «تنورة ماكسي» وما بعدها؟
أنا إنسان مختلف كل يوم، لست إبن البارحة ولن أكون إبن الغد دائماً، لكن تجربة «تنورة ماكسي» منحتني الكثير. فأنا أحضر هذا الفيلم منذ عام 2007، أي قبل دخولي عالم الأعمال الغنائية المصورة.
لقد أنجزت هذا الفيلم برويّة مع مراحل إعادة تصوير وكتابة سيناريو ومونتاج متكررة. كنت أعمل بشكل موازٍ في مجالات فنية أخرى، أي أن الفيلم كانت بمثابة أسلوب حياة تورّطت فيه إلى حد التماثل وتحقيق الذات.
رغبت في مشاركة قصة خاصة مع الجمهور. وكان إطلاق الفيلم بمثابة ولادة أخرى وموجعة لا تقلّ صعوبة عن مراحل إنجازه.

- بدأت بمشهد الولادة أيضاً، ولادتك...
دارت أحداث الفيلم في قريتي بكاسين الجنوبية. ولادة هذا الفيلم أنضجتني جراء قلق تقديمه إلى الجمهور. أملك اليوم حصانة أكبر لتحمّل ضربات أعداء النجاح خصوصاً أنني أصغر مخرج لبناني أنجز فيلماً روائياً طويلاً.

- ألست من جيل نادين لبكي مخرجة «سكر بنات» و»هلأ لوين»؟
نادين تكبرني بـ 11 عاماً.

- كم عمرك؟
28 عاماً. وهذا مفاجئ فأنا مخرج منذ أكثر من خمس سنوات وفي رصيدي فيلم سينمائي في بلد لا أساس للسينما فيه حيث يُقبل المنتج على السيناريو المميّز.

- هل هذا سبب تأخير إطلاق الفيلم إلى جانب التمهّل؟
إلى جانب عدم وفرة الإنتاج والتفاصيل المقدمة على طبق من فضة، أنا السبب. أعيد التفكير كثيراً مهنياً حتى في أبسط الأشياء.
أحرص على الإحاطة بكل الجوانب. ورغم ذلك، لا يمكن أن أنكر أن عالم الأعمال المصوّرة كانت بمثابة لهو عن الحلم السينمائي.
أنا سبب الإرجاء والإنتاج نوعاً ما. تأخرتْ لكن لا أزال أصغر مخرج لبناني أنجز فيلماً روائياً طويلاً.


إرادة حبة النافثلين على حفظ تفاصيل فنية قبل أن تتآكلها العثة

- أوكلت الإنتاج إلى شركة «نافتلين»، والرمزية صارخة تتجلى في العنوان.
أنا شريك في «نافتلين» مع من يعتقد بالفن الحقيقي. لم تبلغ عامها الأول، كان الهدف ألاّ تكون شركة إنتاج تقليدية بل مكان يحتضن الإبتكار.
أنجزَت هذه الشركة كليب «القصايد» لميريام فارس وإطلاق فيلم «تنورة ماكسي» في «زيتونة باي».
«لوغو» الشركة هو «دولاب الهوا» الذي يدلل على حركة عجلة السينما التي تدور، حرصنا على الألوان والإبتعاد عن المظهر القاسي المصاب بالصدأ.
اسم «نافتلين» صادم لكنه يحمل إرادة حبة النافثلين على حفظ تفاصيل فنية قبل أن تتآكلها العثة. يندر وجود من يقدم فناً حقيقياً اليوم.

- هل ترضيك حركة العجلة السينمائية لبنانياً؟
نعم، طالما تتحرك بمعزل عن الإتجاه الصحيح. ثمة أفلام تفتقر الى التسويق لكنها جيّدة مثل «مرسيدس» («دفاتر يومية»، صوفيل)، إلى جانب أفلام لا ترسخ السينما اللبنانية رغم الأداء المميز للممثلين فيها مثل فيلمي Sorry Mom وCash Flow اللذين عرضا العام المنصرم.
لديّ بعض التحفظات عن اللغة السينمائية غير المرتبطة بمسألة الرواج من عدمه، ثمة أفلام تجارية وترفيهية وأخرى تحقّق وجود السينما اللبنانية في مهرجانات عالمية.
علينا أن نفصل بين الفيلم الذي يرضي جمهورا معينا والفيلم الذي يطبع بصمة في تاريخ السينما اللبنانية، أو بمعنى آخر نحن بحاجة إلى مارون بغدادي جديد.
استطاعت نادين لبكي عبر شريطها «هلأ لوين» أن تجذب شريحة كبيرة من اللبنانيين بمعزل عن أسلوب اعتمادها للغة السينمائية.
روت قصة قريبة من الواقع لكن إلى أي مدى كانت واقعية؟ هنا يكمن السؤال. وجدت أن فيلمها بعيد عن الواقع... ربما أرادت هذا الأمر وأن تلجأ إلى الخيال متحدثة عن الوطن.

- ألم تعتمد الخيال؟
حمل الفيلم الكثير من الخيال لكنني رويت قصة حدثت فعلاً ولم أترجمها بأسلوب سردي واقعي. الخيال الأبعد من الواقع كان في خيال أمي وأبي، البطلين اللذين لم يقويا على التخلي عن بعضهما.
وهذا يبرز في مشهد صالون الحلاقة حيث يخال للبطل أن البطلة تقوم بمهمة الحلق وتحاول قطع عنقه بآلة حادة، إلى جانب مشهد الرجم وخيال الطفل الذي يبرئ والدته. فسر الزواج ليس خطيئة ...

- ماذا تقول للمشاهد الذي ملّ الحرب؟
ألا يعيش الحرب اليوم؟ أعارض السينما التي لا تنقل إلاّ الحرب، لكن المخرج المقيم في بيئة الحرب لا بد أن يتأثر بها.
لا يمكن أن يتظاهر أنه يعيش في أحلى البلدان. يسألني البعض : «لم لا تظهر لبنان الجميل؟»... في لبنان شوائب وعلينا وضع الإصبع على الجرح لكي لا نقبل الجَرح مجدداً. نعيش سلاماً عبثياً، لم لا يلجأ المخرج إلى ذاكرة موجعة هي ذاكرة الحرب.
في «تنورة ماكسي»، عكست إرادة إسكات الحرب عبر حبسها في التلفزيون. لم تظهر الحرب في الفيلم إلاّ من خلال التلفزيون.

- ماذا تقول لمن اتهمك بإظهار ميول سياسية مع تكرار مشاهد «الأرزة المطوّقة»؟
اتهمت أخيراً بهذا الشيء، لكنني لم أقصد تمرير انتمائي السياسي المعارض للأرزة المطوقة أو الموالي لها. كنت حيادياً وصوّرت الجهة الحزبية التي كانت في تلك المنطقة وفي تلك المرحلة.
أرفض تلفيق الحقائق وإن كانت لا تمثل اقتناعاتي، أرفض نقل صورة غير مثالية للقوات اللبنانية. كنت طوال الوقت أعتمد مبدأ «ضربة على الحافر وضربة على المسمار».


رفضتُ أن تدوس أمي الأرض أو تلمسها

- هل كانت والدتك فعلاً تنتعل الكعب العالي في مشوارها لجلب الماء؟
تحب والدتي انتعال الكعب العالي بمعزل عن المناسبة، لكنني عكست هذه الصورة لإبراز أنوثتها وشغفها ورفعتها عن الأرض لما تمثله لي. رفضت أن تدوس أمي الأرض أو تلمسها.
فهي صورة مكتملة ومثالية بالنسبة إليّ. حاولت أن أقدمها أيقونة لا تتكلم.

- حمل الفيلم عنواني Heels of War و Talons d'amour et de guerre. لمَ كان العنوان الإنكليزي مختصراً أكثر؟
هذا دليل على رمزية العنوان، الأميركيون يميلون أكثر إلى العناوين المختصرة. استبدلت المسدس بالكعب، خطوات الكعب ضبطت إيقاع الحرب وكانت صوت القذائف.
هذه المرأة (أمي) اجتاحت قلب والدي بموازاة الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 للبنان، اجتاحت قلب الرجل بعناصر أنثوية منها الكعب.

- اخترت بطلين جذابين. هل كان ذلك نابعاً من جو بو عيد المخرج أم الإبن؟
كان اختيار الشخصين معاً، لا يمكن أن أفصل بين جو الإبن والمخرج الذي صغر لتصوير قصة والديه. وهذا الولد ما هو إلاّ الإبن الذي تشاطر واقعه وجعله مباحاً وكأنه عملية اغتصاب إرادية للذكريات والحلم والمخبأ عبر الكاميرا.
أول ما خطر في بالي ألاّ يتحادثا بالكلام بل بملامحهما وجمالهما التعبيري. اخترت البطل الذي يشبه والأتقياء والبطلة صاحبة الجمال القتال، «قتلت دعوة» وفي الوقت نفسه نادت إلى دعوة ثانية، فأمام الموت حياة أخرى.
ما قدمته ليس إلاّ انتصاراً للحب والحياة والزواج والولادة على الحرب. وما هي الحرب غير القتل والموت.

- كيف تآلف والداك مع الفيلم؟
أعلمتهما بالأمر قبل البدء بالتصوير. كانا فخورين وداعمين رغم أنه ليس بالأمر السهل أن تبثّ قصتهما عبر شاشة سينمائية، وأن أعبث بذكرياتهما المدفونة في حميمية الماضي. لا أحسدهما على هذا الموقف. كلما شاهدا الفيلم كانا يدمعان على جزء منهما.
لقد حزنا كثيراً على البلبلة التي أحاطت بالفيلم. فقد حاول البعض زرع الشقاق بيني وبين وطني وأهل ضيعتي (بكاسين الجنوبية) وبناتها.

- لكنك بالغت بنقل صورة جريئة من الضيعة... أم نحن لم نعتد على كاميرا واقعية بهذه الجرعة؟
نعم. لقد اعتدنا كسو الواقع وشطبه وخداعه وتصوير نسخة ضئيلة عنه. ألاّ يوجد سلوك متطرف في الحياة؟

- بعد مشاهدة فيلمك اكتشفت أن الممثل اللبناني فادي ابراهيم نجم إعلان بطاريات. ما رأيك في مسلسل «روبي»؟
أشاهد المسلسل، أداء الممثلين جميل. أحببت الخلط بين المجتمعين اللبناني والمصري وقد نجح هذا المسلسل في استقطاب المشاهدين ولكن أظن أنه «ماشي مع الزيح».

- ما الذي تعنيه عبارة «ماشي مع الزيح»؟
أي تجاري خالٍ من الجرأة، ولا أقصد جرأة المشاهد بل لغة الكاميرا وسرد الموضوع. ما الجديد الذي قدّمه؟

- كيف تقوّم حفلة توزيع جوائز الMurex d'Or ؟
قدّمت جائزة الفنان مايك ماسي - الذي صنع موسيقى فيلم «تنورة ماكسي» بحرفية عالية - لإنجازاته الموسيقية. استحقت ميريام فارس جائزة أفضل فنانة استعراضية.

- هل لفتك استعراضها رغم أنها اعتبرت نسخة مصغرة عن بيونسيه؟
لقد تعاونت مع ميريام في آخر أعمالها، «من عيوني» و»القصايد»، لا يمكن أن ننكر أن الطلب على ميريام بات عالمياً، أتفهم توجهّها. تملك موهبة شرقية لا يملكها غيرها وبالتأكيد يمكن أن تستغلها أكثر.

- يارا أكثر فنانة تعاونت معها إخراجياً ...
نعم، في أربعة أعمال مصوّرة وهي أكثر أغانٍ مصوّرة برزت فيها يارا، كذلك جو أشقر. لقد حصد جو جائزة Music Award العالمية جراء أغنيتيْ «رجعتلا» و»ميلي ميلي».
ولذلك أشعر بالأسف تجاه من يهاجم كل عمل مختلف، كتحليل رمزية بوابة تراثية انتزعتها من منزل في الجميزة لبناء ديكور أغنية مصورة.

- تنافست رؤيتك الإخراجية ل»من عيوني» مع أغنية رامي عياش المصورة «مجنون» (إخراج أنجي جمال) التي نالت جائزة Murex d'Or لأفضل أغنية مصوّرة. هل توقعت النتيجة؟
أعدّ «من عيوني» عملاً قديماً أنجزته قبل «القصايد»، كان بديهياً ألاّ أفوز بجائزة Murex d'Or . وما أعرفه عن لجنة هذا المهرجان أنها تحب تسليط الضوء على المبتدئين مثل أنجي.
لست ناقماً على الجائزة أبداً. ستتوجه الأنظار إلى جو بوعيد المخرج السينمائي في الدورة التالية.

- كيف تقوّم موجة الإستعانة بالمخرج الأجنبي؟
لا أؤيد هذه الظاهرة، قد يعتمدها البعض بحثاً عن ميزانية أقل كلفة إلى جانب توقيع اسم المخرج الأجنبي.

- من المخرج الأعلى سعراً في لبنان؟
يتهمني البعض بذلك، ولكن حين أعتمد ميزانيات تتخطى ال100 ألف دولار يستنفدها العمل. بناء اسمي أثمن مما سيضاف إلى رصيدي بعد إنجاز أغنية مصورة.

- ما هي قصة آخر أغنية مصورة لميريام فارس «القصايد»؟
كل فنانة أتعامل معها ترغب في تفاصيل معينة. وإذا كان البعض يشكك أو يلمح الى أن ميريام تطالب بإبراز مفاتنها فأنا أجيب بأنني عانيت النقيض معها.
ففي هذه الأغنية كانت متحفظة جداً. اعتمدنا اللقطات الجمالية بعيداً عن السيناريو المنسجم مع موضوع الأغنية أو الطرح المباشر والباهت.
ولكننا طرحنا أفكاراً عميقة، المرأة القادمة من البحار ولون البشرة المختلف والموانع والتحرّر والتجذيف بسوريالية إلى المكان الأنظف...

- كيف تقوّم تجربتك مع يارا؟
تجربة ناجحة جداً، لقد برزنا معاً، هي فنياً وأنا إخراجياً. بالتأكيد، فرض صوت يارا جماله على أي تفصيل آخر ولكن صورتها تكرّست مع جو بو عيد.

- ألم يفرض صوت ميريام نفسه أيضاً؟
ميريام كانت ولا تزال فنانة استعراضية وفي اتجاه مغاير عن يارا. وهي اليوم أكثر قرباً من الجمهور والمستمع الذي أحبّ ميريام «الناعمة».
وأحب أن أشير إلى أن يارا لديها طاقة مهولة من المرح، وهذا بدا جلياً في أغنيتها «شفتو من بعيد»، كذلك كليب البندورة (يقصد «ما يهمك») الذي حصد جائزة ال «موريكس دور». هي فنانة «نغشة».

- بالتأكيد مزاج كل أغنية يفرض قصة تصوير معينة، ولكن أغنية «أنا إنسانة» حتى يارا كان لها موقف تجاه سوداويتها ...
ظهرت يارا في هذه الأغنية المصورة في حالة رثاء وحزن وبين المقابر. لا ألوم يارا إن كانت فعلاً أبدت هذا الرأي. فأنا شخص مقرّب منها وأقول عن لسانها إن أكثر إطلالة تحبها هي صورتها في «أنا إنسانة»، وهذا يشمل الأعمال الغنائية من إخراجي وتحت إدارة غيري.
ما يدفع يارا إلى التحفظ على صورتها هي الصحافة والمنافسة النابعة من الغيرة، لقد قدمت يارا بلغة سينمائية تنافس الأعمال العالمية. لا نزال نرفض الإختلاف، إن الحساسية في بعض الأحيان لا تسببها التركيبة السيئة بل اعتيادنا على وصفة واحدة.


تآلفت مع يسري نصرالله في «باب الشمس» وما قبل «بعد الموقعة»

- حضرت مهرجان «كان» أخيراً. هل شاهدت الفيلم المصري «بعد الموقعة» للمخرج يسري نصرالله؟
شاهدت الفيلم لكنني لم أتآلف معه، شعرت بأنه قدّم الثورة والقضايا الإنسانية بأسلوب مباشر. أنا معجب بأداء منة شلبي وباسم سمرة في الفيلم ولكن أفضل يسري نصرالله في «باب الشمس».
يستحق فيلمه المشاركة في المنافسة الرسمية في «كان» ولكنني أفضل يسري نصرالله ما قبل «بعد الموقعة».

- يوسف شاهين لا يتكرر...
أعتقد أن كل إنسان في هذه الحياة لا يتكرر، بالتأكيد شاهين فريد وأرجو أن نعرف مخرجاً بحجمه.

- ألاّ تظن أن تلميذه خالد يوسف خليفته؟
هما مختلفان وإن تعاونا. خالد يوسف لن يكون يوسف شاهين الثاني. فيلم «هي فوضى» لم اعتبره فيلماً من توقيع يوسف شاهين، ولا حتى «سكوت حنصور» مقارنة بـ «المصير» و»المهاجر» و«الآخر».

- كيف تقوّم تجربة لطيفة في «سكوت حنصوّر»؟
هي تعلم أنها لم تنصف نفسها ولا الدور في الفيلم. أحب فنها وأقدره لكنها لم تبدع في السينما.

- كيف تقّوم فيلم «دكان شحاتة»؟
أحب هيفاء وهبي. وإجابتي هي أنني أفضل فيلم «عمارة يعقوبيان» لمروان حامد.

- هل أقنعتك هيفاء وهبي كممثلة؟
لا أستطيع التحدّث عنها بموضوعية، أحب مشاهدتها في كل حالاتها. هي ظاهرة فعلاً. قد يكون لدى هيفاء بعض الثغرات لكنها فرضت نفسها إلى حدٍ ينسى المشاهد هفواتها وتلكؤاتها.

- لكل مخرج أو مصمّم مصدر إلهام يتمثل بامرأة ... مارك جايكوبس كايت موس أخيراً، وودي ألن بنيلوبي كروز. من هي ملهمة جو بو عيد؟
بنيلوبي كروز أيضاً (يضحك)، أحبها وأجدها أنثى ساحرة في الأفلام غير الهوليوودية وأفضلها على أنجلينا جولي بأشواط. قد يكون مصدر إلهامي سيدة مسنّة مارة في الشارع أو أي مشهد عشوائي. لدي ميل إلى تحويل المشاهد البشعة إلى جمال.

- بأي مدرسة سينمائية أنت متأثر؟
تستهويني السينما الإيطالية التي قدّمها فريديريكو فيليني في الخمسينات، هو سيّد في لغة الفن السابع العالمية. أنا متأثر بالسينما الأوروبية أكثر من الأميركية.

- «تنورة ماكسي» باختصار ...
هي ثوب الكاهن الذي تحوّل إلى «تنورة ماكسي». حادثة حصلت فعلاً، جدّتي (والدة والدتي) قالت لجدّتي (والدة والدي) ألاً تتعذب في تصميم ثوب والدي - الذي كان يتحضر ليصبح كاهناً - لأنها سترتديه تنورة ماكسي في نهاية المطاف.

- جو بو عيد دون كاميرا ...
مخرج أيضاً، لا يمكن أن أفصل حياتي عن مهنة الإخراج حتى لو كنت مسافراً وجالساً مع العائلة والأصدقاء أو أقود سيارتي أو أقرأ ... أقرأ حالياً كتابين لنعوم تشومسكي وأمين معلوف (Léon l›Africain).
لا أرى الحياة إلاّ من خلال عدسة الكاميرا التي تدخلني في عذاب دائم. يصعب الفصل بين الواقع والخيال.