حنان ترك: اعتزلت الفن...

هند صبري, حنان ترك, غادة عادل, دراما تلفزيونية, التمثيل, جلسة التصوير, الكنائس, مسلسل, بطولة الجوجيستو, ملابس, تصوير

14 أغسطس 2012

ما أن أعلنت قبولها بطولة مسلسل «أخت تريز» حتى تعرضت لهجوم ساخن، لكنها أكدت لنا أن هذا الهجوم لم يهزها أو يحزنها. بيد أن الأمر لم يتوقف عند الهجوم على دور قبل خروجه إلى النور، وإنما تردد أيضاً كلام عن تلقيها تهديدات هي وفريق العمل.
حنان ترك تتحدث عن قرار اعتزالها وعن مسلسلها، والشائعات التي أحاطت بها، والمرأة التي تقف خلف أناقتها كإنسانة وفنانة، والمنافسة مع هند صبري وغادة عادل، ورأيها في كلام المخرج خالد يوسف عنها، وحقيقة عودتها الى طليقها، واعترافات أخرى جريئة تحملها سطور حوارنا معها.


- رغم تأجيل تصوير مسلسل «أخت تريز» أكثر من مرة تمسكت به حتى خرج الى النور أخيراً، فما سبب إصرارك على تقديم شخصية الراهبة؟
أنا فنانة، ومن المفترض أن أجسد أي شخصية. ومسلسل «أخت تريز» أعجبني كثيراً، بالإضافة إلى أن فكرة العمل القائمة على توأمين، واحدة منهما مسلمة والأخرى مسيحية، حمستني أكثر على خوض التجربة، كما أن الرسالة التي يحملها المسلسل مهمة وأتمنى أن تصل الى الجميع.

- كيف استقبلت الهجوم الذي تعرضت له بسبب ارتدائك ملابس الراهبات في العمل؟
لم أشعر بالحزن أو الغضب إطلاقاً، ولم يهزني الهجوم لأنني أحترم وجهات نظر الجميع، لكن على الجميع في الوقت نفسه احترام وجهة نظري.
فعندما ارتديت ملابس الراهبة ارتديتها من أجل تجسيد شخصية راهبة بكامل احترامها وقدسيتها، ولهدف أتمنى أن يصل الى الجميع، وليس من المعقول أن نترك الهدف الأكبر ونركز على انتقادات خرجت قبل أن نشاهد العمل.
كما أن هناك ممثلين مسيحيين في المسلسل يجسدون شخصيات مسلمة وينطقون الشهادة في بعض المشاهد، وذلك لهدف داخل الدراما وليس لعقائدهم الشخصية.

- ما حقيقة التهديدات التي تعرضتما لها أنت والفنان أحمد عزمي الذي يشاركك البطولة؟
أنا لم أتعرض لأي تهديدات من أي نوع، ولم يصلني اعتراض أي شخص على ارتدائي زي الراهبة، أما بالنسبة الى فريق العمل فأنا لم أشاهد أي نوع من أنواع العنف أو التهديد يتعرض له أي فنان داخل أماكن التصوير في الأيام التي كنت موجودة فيها.
وهناك موقف واحد فقط حدث أثناء تصوير أحد المشاهد في مدينة الفيوم، وكان يضم أحمد عزمي ومحمود عبد السلام، وأثناء التصوير كان بعض الجمهور في مكان التصوير لمتابعة ما يحدث، وكان من ضمنهم بعض الشباب من تيارات دينية، وعندما استمعوا إلى نص الحوار وجدوا في بعض الكلمات ما يؤدي إلى التطرف الديني من وجهة نظرهم.
واستمر التصوير يومها دون أي مشاكل، لكنهم تجمهروا في اليوم التالي في مكان التصوير قبل أن نبدأ، فقرر فريق العمل إلغاء التصوير منعاً لحدوث أي احتكاكات أو مشاكل.

- وما رأيك في الهجوم الذي تعرض له المسلسل قبل عرضه من بعض المتشددين، حتى أن بعضهم هدد بإقامة دعوى على العمل لوقف عرضه على الشاشة؟
لا أعلم أي شيء عن ذلك، بل حتى الآن لا يوجد دعوى ضد المسلسل لوقف عرضه، وأعتقد أن كل تلك الأقاويل مجرد شائعات خرجت قبل عرض العمل، لكن حتى انتهاء تصوير المسلسل لم نمر بأي مشاكل أو عوائق تمنعنا من استكمال التصوير، رغم أننا كنا نصور في أماكن مختلفة ومتنوعة وأغلبها مشاهد خارجية.
وفي كثير من الأحيان كان يحضر عدد من الناس وراء الكاميرا، لكنهم كانوا يتابعون التصوير دون إثارة مشاكل لفريق العمل.

- انتشرت أيضاً أخبار تؤكد مشاركتك في إنتاج المسلسل فما صحتها؟
هذا الكلام عارٍ تماماً من الصحة ، ولو كان لديَّ المقدرة المالية والدراية الكاملة بالعملية الإنتاجية لن أتوانى لحظة عن عمل كهذا يضيف إلى الفن ويزيد وعي المجتمع.
لكن شركة الإنتاج كانت على درجة كبيرة من المسؤولية والوعي، لذلك يجب أن ينسب إليها فضل إنتاج هذا العمل لا أن ينسب إلى حنان ترك.

- تردد أنك واجهت صعوبات في التصوير في المساجد والنقيض خلال تصويرك في الأديرة والكنائس، فما حقيقة ذلك؟
هذا الحديث من ضمن الشائعات التي خرجت عن المسلسل، والتي لا تمت الى الواقع بصلة. صورنا داخل الأديرة وداخل المساجد وفق الإجراءات نفسها، ولم نتعرض لأي مضايقات من الطرفين، خصوصاً أن تصاريح التصوير سواء في الأديرة أو المساجد تعتبر واحدة، وهي إطلاع المسؤولين على ما سوف يتم تصويره داخل الأماكن المقدسة، للتأكد من ترفع تلك المشاهد عن أي أخطاء، سواء درامية أو دينية، قد تسيء الى قدسية هذه الأماكن.
أعتقد أن تلك الشائعات خرجت لأن عدد المشاهد التي تم تصويرها داخل الأديرة أكثر بكثير من المشاهد التي تم تصويرها داخل المساجد، لأن «تريز» تعيش في الدير، بينما «خديجة» شقيقتها التوأم فتاة تعيش مع أسرتها المسلمة في منزلها، ولهذا السبب خيل للبعض أننا لم نوفّق في التصوير داخل المساجد، وهذا لم يحدث.

- وأي من الشخصيتين «تريز» و»خديجة» أرهقتك بشكل أكبر؟
أصبت بالإرهاق في كل مشهد صورته للشخصيتين، لكنني أصبت بدهشة كبيرة عندما لاحظت اختلافاً في الملامح بين تريز وخديجة، رغم أنهما حنان ترك، فتشعر بأن خديجة وجهها مستدير بينما تريز وجهها طويل وليس دائرياً، وهذا نجاح للماكياج ولتعابير وجهي أيضاً في الأداء المختلف لكل شخصية.

- تظهرين في مسلسلك بملابس وأزياء لفتت انتباه معظم المحجبات، فما السر وراء أناقتك هذا العام؟
كل ما في الأمر أنني أتعامل مع مصممة الأزياء بيتي، وهي من المصممات المتخصصات بالمحجبات وهي أيضاً محجبة، وأكثر ما يعجبني فيها أنها استطاعت أن توصل الحجاب الى معادلة محترمة وبالشكل المفروض، وفي الوقت نفسه يتناسب مع العصر الذي نعيش فيه.
أيضاً بيتي هي المستشارة الخاصة بي في الموضة والأزياء، وتكون معي طوال فترة التصوير وتجلس مع طاقم الإخراج، وتطلع على سيناريو العمل، وتناقش المخرج في طبيعة الشخصية حتى تستطيع أن تحدد ما يناسبها من ملابس وألوان.
وما يميز بيتي أيضاً أنها تفصل بين الأزياء الشخصية لي وأزياء الشخصيات التي ألعبها.

- ألم تقلقي على مسلسلك بألا يحظى بنسبة مشاهدة كبيرة مع وجود نجوم يظهرون بعد فترة غياب كبيرة عن الدراما التلفزيونية أمثال عادل إمام ومحمود عبد العزيز وكريم عبد العزيز وأحمد السقا؟
أتمنى لجميع زملائي وأبناء جيلي من الفنانين، أمثال أحمد السقا وكريم عبد العزيز وهند صبري وغادة عادل وغيرهم، النجاح والتوفيق، ولا أقلق على الإطلاق من فكرة المنافسة بيني وبينهم، لأنني أرى نفسي في منطقة مختلفة عنهم تماماً، خصوصاً أنني محجبة، ونوعية أدواري بعيدة عن أدوارهم، ولهذا فالمنافسة بيني وبين معظم نجوم رمضان مستبعدة.
لكنني كنت قلقة على «أخت تريز» الذي أتمنى له النجاح ليس لأزيد نجاحاتي لكن لما يحمله من أهداف ومعانٍ كبيرة ورسالة عظيمة، أنا أرى أن المشاهد هو المظلوم بين أعمال رمضان هذا العام وليس النجوم، نظراً الى جودة معظم الأعمال الفنية المقدمة، ولذلك حيرة المشاهد في اختيار المسلسلات التي يتابعها كانت كبيرة.

- ومن النجوم الذين حرصت على مشاهدة أعمالهم في رمضان هذا العام؟
أنا لا أتابع مسلسلي حتى أشاهد أعمال زملائي، فأنا لا أشاهد التلفزيون في رمضان، لأنني أرى أن هذا الشهر لا يصلح لعرض الأعمال الدرامية، بل إنه شهر مخصص للعبادة.
نحن نقوم بشيء عجيب للغاية، عندما نصمم كل عام على زحام هذا الشهر بكم هائل من المسلسلات والبرامج وترك باقي العام لإعادة المسلسلات التي تم تقديمها في رمضان، رغم أن لدينا مواسم أخرى يمكن استغلالها، مثل الموسم الشتوي وخصوصاً كانون الثاني/يناير أو شباط/فبراير، حين يكون هناك إجازات نصف سنوية للمدارس والجامعات، كما أن برودة الجو تساعد على جلوس المشاهد في المنزل ومتابعة التلفزيون.
وأتمنى أن يفكر صناع الدراما في مصر في استغلال المواسم الأخرى والابتعاد عن عرض أعمالهم في رمضان فقط.

- وهل يشاهد أولادك أعمالك؟
ليس كل الأعمال التي أقدمها، لكن يوسف (15 سنة) يتابع معظم أعمالي وفي تلك الحالة أهتم برأيه.

- وهل هناك أحد من أولادك لديه هواية التمثيل؟
لا، فيوسف يحب صنع شخصيات كرتونية والمونتاج والرسم بالفوتوشوب، أما إخوته فما زالوا صغاراً لم تظهر هواياتهم حتى الآن.

- وما تعليقك على ما صرح به المخرج خالد يوسف بأنه يرفض العمل معك لأنك ترتدين الحجاب؟
أنا لم أستمع إلى هذا الكلام من قبل، ولا أعتقد أن المخرج خالد يوسف يمكن أن يقول ذلك، لكن أريد أن أوضح أنه في حال قوله هذا الكلام فهي رغبته وله مطلق الحرية في ذلك، ولا أغضب من ذلك أبداً لأنها وجهة نظره التي عليَّ احترامها.

- دورك في فيلم «المصلحة» الذي شاركت أحمد السقا وأحمد عز بطولته كان صغيراً، فما سبب قبولك الدور؟
عودتي إلى السينما بفيلم «المصلحة» كان وراءه أنني أحب أصدقائي ولا أستطيع أن أرفض لهم أي طلب، وعندما طلب مني المنتج وائل عبد الله والمخرجة ساندرا نشأت العمل في الفيلم وافقت على الفور، خصوصاً أنني كنت مشتاقة إلى العمل معهما، إلى جانب أنني كنت أريد تقديم هدية لهما بعملهما الجديد، ولم أجد هدية أفضل من أن أوافق على طلبهما.
وأحمد الله أن دوري لاقى رد فعل جيداً عند الجمهور، رغم صغره، وقد علمت ذلك من أصدقائي المقربين لأني لم أشاهد العمل في السينما حتى الآن، ولم يحالفني الحظ لحضور العرض الخاص به، وبصراحة لم أكن أتوقع رد فعل الجمهور أبداً قبل تقديمي للفيلم.

- وهل تتمنين تكرار تجربة «المصلحة»؟
بالتأكيد، لكن لم يعرض عليَّ أي أفلام سينمائية أخرى حتى الآن، كما أن السينما تمر في حالة سيئة. أما بالنسبة الىالمشاركة في الأعمال التي يقدمها أصدقائي، فأنا لا أستطيع رفضها أبداً مهما كان حجم الدور الذي أقدمه.

- نريد أيضاً الاطمئنان على صحتك بعد دخولك المستشفى مؤخرا إثر وعكة صحية وضيق حاد في التنفس؟
كل ما حدث أنني أصبت ببعض التعب والإرهاق وضيق في التنفس بسبب التصوير المتواصل وعدم الراحة لفترة طويلة، وقد انتقلت إلى المستشفى حيث أجريت لي بعض الفحوص للاطمئنان على صحتي، والحمد لله أصبحت بصحة جيدة وخرجت من المستشفى إلى منزلي في اليوم التالي من الواقعة.

- وما حقيقة ما نشر عن عودتك الى طليقك خالد خطاب؟
لا أريد التحدث في تفاصيل تخص حياتي الخاصة، فالجمهور يهتم بحنان ترك الفنانة فقط، أما حنان الإنسانة فهي تخصني وحدي. كما أريد أن أوضح أن علاقتي بخالد طيبة جداً منذ انفصالنا، ويقوم الأولاد بزيارته بشكل دائم خلال فترات الإجازة.

- ما السبب وراء قرار اعتزالك الفن بشكل مفاجئ؟
بصراحة القرار لم يكن مفاجأة، وخصوصاً بالنسبة للمقربين لي، فأنا أفكر في ذلك منذ فترة طويلة، وقمت من قبل بالابتعاد عن الفن لمدة تزيد عن العامين، عندما قررت ارتداء الحجاب، لكن هذا لم يكن اعتزالاً بقدر ما كان ابتعاداً، لأنني لم أجد أعمالاً فنية تناسبني خلال تلك الفترة، لكن طوال الفترة الماضية كنت أبحث عن طاعة الله بشكل كامل، والتفرغ للعبادة والقيام بالأعمال الخيرية وإعطاء وقتي كله للعمل في سبيل مرضاة الله، لكنني لم أستطع الإقدام على تلك الخطوة إلا مع بداية تصوير مسلسل «أخت تريز»، فكرت كثيراً في الاعتذار عن المسلسل وإعلان اعتزالي بشكل نهائي، لكنني انجذبت للرسالة التي يقدمها العمل، فقررت تأجيل الخطوة حتى الانتهاء من تصوير المسلسل.

- وهل يمكن أن تشاركي في عمل ديني؟
لا، لأنني اعتزلت الفن بشكل نهائي، وهناك شيء أريد توضيحه، وقد صرحت به من قبل في برنامج «أنا والعسل» مع نيشان، وهو أنني أرفض العمل في الفن لأنه حوّل حجابي إلى مجرد طرحة توضع على الرأس، ولا أريد أن يفهم كلامي أنني أُحرِّم الفن، لأنني لست مفتية أو عالمة دين حتى أجيز أو أُحرِّم أي شيء، وفي النهاية أحمد الله أنه أعانني على أخذ هذا القرار، وأتمنى أن أعيش أيامي المقبلة لربي وديني.