جمال سليمان: اعتدت المنافسة ولا أقلق منها

جمال سليمان, دراما تلفزيونية, منافسة, دراما مصرية, دراما رمضان, شهر رمضان, مسلسل

16 أغسطس 2012

سيناريوهات عديدة جاءته، لكنه بلا تردد قرر العودة للدراما الصعيدية التي شهدت تألقه من قبل، واختار مسلسل «سيدنا السيد» ونجح من الحلقات الأولى في جذب المشاهدين.
النجم السوري جمال سليمان يتحدث معنا عن أسباب حماسه لهذا العمل، ويرد على من قالوا إنه يكرر نفسه، ويكشف موقفه من المنافسة، ويوجه لوماً إلى الإعلام ورسالة إلى التيارات الدينية، كما يتحدث عن حورية فرغلي وأحمد الفيشاوي، والحوار الذي دار بينه وبين يحيى الفخراني، وقصة مشاركته في فيلم إيراني، واعترافات أخرى جريئة وصريحة في حوارنا معه.


- لماذا قررت العودة للشخصية الصعيدية بمسلسل «سيدنا السيد»؟
السبب هو السيناريو نفسه، فبعد أن قرأته انجذبت له أكثر من سيناريوهات أخرى تم عرضها عليَّ، وأعجبتني شخصية فضلون الديناري الملقب بسيدنا السيد، فهي شخصية تجمع بين مزيج من الشخصيات، فهو لديه مرجعيات كثيرة، أحياناً يستخدم القوة وأحياناً أخرى يستخدم الدين ليمنح كلامه المصداقية، هذه الشخصية تتميز بمشاعر متناقضة، كما أن العمل يبرز علاقة الإنسان الضعيف والجاهل بالحاكم القوي المسيطر، فهو لديه أدوات عديدة للسيطرة على أهل البلد التي يعيش فيها، حتى أنه يقرر بنفسه الثواب والعقاب، وأرى أن هذا ما يجري الآن في عالمنا العربي، فهذا العمل يظهر الصراع بين الجيلين القديم والحالي، وأيضاً يناقش العديد من المعاني الإنسانية والدينية والرومانسية.

- البعض ظن في البداية أن هناك سمات مشتركة بين بطل «سيدنا السيد» وبطل مسلسلك السابق «حدائق الشيطان» كيف ترى ذلك؟
لا يوجد أي تشابه بين شخصية مندور أبو الدهب التي قدمتها في مسلسل «حدائق الشيطان» وشخصية فضلون الديناري في مسلسل «سيدنا السيد»، فالقصة والأبطال والعلاقة بين الشخصيات بعيدة كل البعد عن أي مسلسل آخر، وبالطبع لن أقوم بتكرار نفسي في أي عمل جديد مهما كان السبب، لكن من الممكن أن تكون أوجه التشابه التي يقصدها البعض هي الشخصية الصعيدية، لكن الصفات مختلفة، ومن تابع أحداث المسلسل تأكد من ذلك جيداً.

- ألم تشعر بقلق من العودة إلى اللهجة الصعيدية من جديد؟
على العكس، كنت مشتاقاً جداً للعودة الى الأعمال واللهجة الصعيدية، التي أحبني فيها الجمهور وحققت نجاحاً كبيراً من خلالها، وهذا كان من بين الأسباب التي حمستني لمسلسل «سيدنا السيد».

- في رأيك هل الدراما الصعيدية مضمونة النجاح أكثر من الدراما الاجتماعية؟
ليس هناك أي عمل فني مضمون النجاح، مهما كانت مقوماته، لكن هناك مقاييس لا بد أن يضعها الفنان في الاعتبار ويحرص على وجودها في العمل، وبعدها يفكر في إمكان أن يكتب له النجاح، لكن دون الحكم المسبق أو التوقع بالنجاح المطلق، منها بالطبع السيناريو والإخراج والإنتاج.
ومع هذا لا يمكن أن ننكر أن الدراما الصعيدية مليئة بالأحداث والحكايات التي تثري أعمالاً درامية كثيرة وقادرة على جذب المشاهدين، خاصة أن للصعايدة عادات وتقاليد وربما معتقدات تجعل حياتهم أكثر تشويقاً، لهذا تجد إقبالاً على هذه النوعية من الأعمال في حالة صناعتها بقدر كبير من الحرفية والمصداقية والاجتهاد.

- هل ترى أن شخصية «سيدنا السيد» تعبر عما نحن فيه الآن؟
هذا ما يحدث بالضبط، فالإنسان مشغول دائماً بفكرة السلطة في كل المجالات، رغم اختلاف الشرائح والطبقات، ومع أن الإنسان تكون لديه دائماً مشكلة مع السلطة، تراه يسعى جاهداً للوصول إليها.

- لماذا اخترت حورية فرغلي للبطولة؟
حورية فرغلي استطاعت أن تلفت الأنظار الى موهبتها، وتحدث عدد من النقاد عن تميزها في خطواتها السابقة، كما أنها قدمت دوراً جميلاً معي في مسلسل «الشوارع الخلفية» العام الماضي، وتميزت أيضاً في مسلسل «دوران شبرا»، وهي تسير بخطوات ثابتة.
والدور في مسلسل «سيدنا السيد» كان مناسباً لها، وبالفعل قدمته بشكل رائع، كما أنها أصبحت تملك تجارب ناجحة، ومن بين أعمالها التي نجحت أيضاً فيلم «كلمني شكراً».
ودائماً الدور ينادي صاحبه، وعلى سبيل المثال المنتج جمال العدل كان من الممكن أن يستعين بعشرة ممثلين غيري لهذا الدور، لكنه وجد أنني الأنسب.

- وكيف وجدت اختيار بقية أبطال المسلسل؟
المخرج اختار الفنانين بشكل يناسب الأدوار الموجودة في السيناريو بحرفية عالية، وفي الحقيقة قدموا أدوارهم بشكل مميز جداً، فالفنان أحمد الفيشاوي تميز في الشخصية التي أدّاها في الأحداث، وقدم دوراً جميلاً، وأنا أعتبر أن أحمد الفيشاوي موهوب جداً.
وفي الوقت نفسه يشارك عدد من الشباب الموهوبين في المسلسل، ويقوم بدور ولديّ محمد ممدوح ووليد فواز وكانا مفاجأة للجميع، أما ابنتاي في الأحداث فهما ولاء الشريف وسهر.
وما أقصد قوله أن كل شخص شارك في هذا العمل لديه موهبة وإمكانات، كما أننا كنا في البداية وجوهاً جديدة، لكن لابد من وجود الفرصة، والحمد لله لولا النجاح في التجربة الأولى لما استمر عملنا في الف.

- هل ترى أن المسلسل كان من الأفضل أن تدور أحداثه في زمن قريب لما نعيشه بدلاً من حقبة الأربعينات؟
العمل ليس بقيمة الزمن، لكنه بقيمة الموضوع، ويخطئ من يقول إن زماننا الحالي أتى بأسئلة جديدة، بل هي أسئلة قديمة لكنها تتجدد في هذا الوقت. وفي هذه الفترة تبرز علاقة المواطن بالدولة، وحق الدولة عند المواطن، وعلاقة الحاكم بالمحكوم، وموقع الدين في كل ذلك، وعلاقة السياسة بالدين، وهذا ما يناقشه العمل فهو يتناول الماضي والحاضر معاً.
كما أن السيناريو المكتوب تدور أحداثه في فترة الأربعينات، كما أن هذا الرجل منعزل عن المدينة ويعيش في مكان بعيد في الصعيد، بالإضافة إلى أن الجمهور لا تهمه أي فترة تدور فيها الأحداث، ومن ثالث حلقة لم يشعر في أي حقبة زمنية يدور الموضوع.

- لماذا حرصت على زيارة الصعيد قبل تصوير العمل؟
كنت حريصاً على تحضير الدور والعمل بشكل متقن جداً، ولهذا ذهبت الى الصعيد لأحضِّر الشخصية وأسترجع مخزوني لتقديم الدور بمصداقية.
كما تقابلت مع أحد الشخصيات المشهورة هناك في الصعيد، وهو رجل معروف عنه القوة، وكنت أريد أن أعرف ملامح شخصية هذا الرجل القوي الذي يملك الصفات القوية للشخصية التي أقدمها، وشكل تعامله مع أسرته وزوجته وأولاده.
فرأيت أن هذا الرجل يتعامل بكثير من الطيبة والهدوء معهم على عكس ما يحاول إظهاره للآخرين. وفي الحقيقة استقبلوني بشكل جميل جداً، فهم أهل كرم ويحترمون من يتعامل معهم باحترام.

- هل كنت قلقاً من المنافسة مع نجوم الدراما الرمضانية؟
المنافسة شيء ممتع واعتدت عليها، وأتمنى دائماً أن تحقق كل الأعمال الفنية نجاحاً كبيراً، حتى يستفيد الجمهور ويستمتع وينتعش الإنتاج الدرامي في الوطن العربي كله.

- هل تتعمد البحث عن الشخصيات الصعبة والمركبة بعض الشيء؟
هذا حقيقي، فهناك عشق بداخلي للأدوار التي تقدم شخصيات حقيقية من الواقع من لحم ودم حقيقي، لأن هذه هي الشخصيات التي تجذبني وأجد فيها متعة في الأداء، بعكس الشخصيات السطحية التي لا تضيف ولا تلفت النظر ولا تحمل أي شيء مختلف، خاصة أن الشخصية العادية للإنسان لا تكون في اتجاه واحد، فلا يمكن أن تجد شخصاً شريراً على طول الخط، ولا تجد أيضاً شخصاً طيباً باستمرار، فكل واحد فينا لديه ملامح الطيبة وملامح الشر والحنان والقسوة، والظروف والأحداث تؤثر كثيراً في طريقة تصرفه مع الآخرين.

- لماذا تبحث عن الشخصيات التي تتسم بالسيطرة والقوة؟
لا يهمني في الشخصية التي أقدمها أن يكون شخصاً ضعيفاً أو شخصاً قوياً بل ما يهمني الموضوع والهدف منه، ومدى تأثيره على الجمهور.
وأنا دائماً أسعى إلى التنوع، والدليل الشخصيات التي قدمتها وأبرزها ياسين في مسلسل «قصة حب» الذي لا يشبه شكري عبد العال في «الشوارع الخلفية»، ولا أنكر أن شخصية «سيدنا السيد» تتشابه في بعض الصفات الإيجابية والسلبية مع الشخصيات التي قدمتها من قبل، ويشرفني كفنان أن أقدم أعمالاً كهذه أفتخر بها ويحترمها الجمهور.

- بمناسبة الحديث عن مسلسل «الشوارع الخلفية» لماذا لم يحصل هذا العمل على حقه في النجاح الجماهيري؟
على العكس تماماً، ردود الفعل التي وصلتني كانت قوية جداً وتدل على أنه حصل على نسبة مشاهدة جيدة، ويشرفني أنني قمت بعمل بهذا الحجم.
وبالمناسبة تلقيت مكالمة من عبد الرحمن الشرقاوي أعرب لي فيها عن إعجابه بالعمل.
وأعتقد أن «الشوارع الخلفية» من الأعمال التي لن تعيش فترة قليلة وتنتهي، بل ستدوم طويلاً ولن ينساها الجمهور وستعيش في ذاكرة التاريخ، مثل «الضوء الشارد» و«ليالي الحلمية» و«المال والبنون»، فنحن نحتاج سنوات حتى نستطيع أن نحكم على الأعمال الجادة، بالإضافة إلى أعمال أخرى أرى أنها ستحصل على حقها، مثل «قصة حب» و«ذاكرة الجسد» و»الحارة» و«أهل كايرو» و«المواطن إكس». فهذه أعمال ستبقى في ذاكرة الناس بعيداً عما نشاهده من أعمال أخرى قليلة المستوى.

- لماذا لم يحظ مسلسل «ذاكرة الجسد» بنسبة مشاهدة عالية؟
«ذاكرة الجسد» حقق أفكاري الفنية، لكن الظروف هي التي جعلته لا يحظى بالنجاح الجماهيري المطلوب، وأبرز هذه الأسباب غياب الدعاية الجيدة للمسلسل، وكذلك الإعلام مسؤول لأنه لا يسلط الضوء على الأعمال الهادفة ويتطرق إلى أشياء تافهة، كفستان الفنانة وعينيها الملونتين وتفاصيل أخرى، ولا يهتم بالدراما داخل العمل. نحن في معركة فنية حقيقية، بدليل أن الجمهور العربي يهرب إلى الأعمال التركية البعيدة تماماً عن عاداتنا وتقاليدنا.

- ومن المسؤول عن اتجاه الجمهور العربي إلى الأعمال التركية؟
كلنا مسؤولون، من فنانين ومنتجين ومؤلفين وموزعين أيضاً. الفنان لا يبحث عن المواضيع التي تخص المجتمع والمليئة بالأحاسيس والحب، والمنتج لا ينوع في التصوير وأماكنه الجذابة للعمل، والموزع لا يسعى إلى تسويق الأعمال الدرامية إلى كل البلدان كما يفعلون هم ذلك.

- البعض قال إن الدراما التركية كادت تسيطر على الموسم الرمضاني، هل في نظرك من الممكن أن يأتي يوم ويحدث هذا؟
لا أعتقد، لأن المسلسل العربي ما زال الرقم واحد في رمضان، لكن إذا لم نهتم بمواضيعنا ونركز على الدراما اليومية للمشاهد العربي وقصص الحب ونعمق الإنسانيات في المواضيع، سيهرب المشاهد إلى هذه النوعية مع أن المواضيع التي يقدمها الأتراك تافهة ولا ترتقي إلى المستوى الجاد من المشاهدة.
مثلاً كيف لنا أن نرى واحدة تخون زوجها في مئتي حلقة ونضع أيدينا على قلوبنا حتى لا تظهر هذه الخيانة في النهاية؟ إلا أنهم ينجحون بعوامل كثيرة، منها التصوير واللعب على وتر العواطف.
وأستغرب الإقبال على مسلسل «حريم السلطان» على سبيل المثال، فهو ليس بالجيد بالدرجة الكافية، وطوال الوقت يركز على خلافات ومعارك بين حريم السلطان، ولا يتطرق إلى مشاكل الدولة العثمانية وخلافاتها.

- قدمت أعمالاً تاريخية عدة فما الذي كان ينقصها لتأخذ حقها؟
بالفعل قدمت أعمالاً تاريخية كثيرة أفتخر بها جميعاً لكنها لم تحظ بنسبة مشاهدة ضخمة، وذلك لغياب الجانب الإنساني عنها والاهتمام بالتاريخ والأحداث، وكان لا بد أن نتعمق أكثر في الجوانب الإنسانية، لهذا قررت أن أركز عليها في أعمالي المقبلة.
لكن هذا لن يقلل من الأعمال التاريخية الكبيرة التي قدمتها مثل «صلاح الدين» و»قرطبة» و»صقر قريش».

- معنى ذلك أن سر نجاح مسلسل «التغريبة الفلسطينية» اهتمامه بالإنسانيات؟
هذا كان سبباً كبيراً لنجاحه، فرغم اهتمامه بالقضية الفلسطينية وتناول الأزمة مع إسرائيل، ورغم جدية الموضوع، كانت الجوانب الإنسانية في هذا المسلسل عالية جداً، وهذا جعل نجاحه أكبر، لكن للأسف لم يعرض على أي محطة مصرية ولا أعرف السبب وراء ذلك.

- لماذا شاركت في الفيلم الإيراني «يوم للحرية»؟
كانت لي مشاركات سابقة في الدراما الإيرانية، وأصبحت فناناً عربياً معروفاً بقدر كبير في إيران. أما «يوم للحرية» فانتهيت من تصويره منذ فترة قليلة.
والسينما الإيرانية استطاعت أن تتميز وتحقق مكانة متقدمة وتسبق غيرها، وقد تلقيت العرض ببطولة هذا الفيلم قبل ثلاث سنوات، لكن تم تأجيله نظراً الى الأحداث السياسية في إيران وفترة الانتخابات هناك، ولهذا اضطررنا للتوقف فترة.
ثم انشغلت بمسلسل «الشوارع الخلفية» العام الماضي، لهذا كنت مضطراً أن أعتذر عن عدم المشاركة في الفيلم، لكن المنتج والمخرج أصرا على وجودي، وأبدلا دوري بدور أصغر. ومن المقرر عرض الفيلم في الأيام المقبلة بكل لغات العالم.

- الشخصية التي تقدمها تشبه إلى حد كبير في الشكل «محمد علي» فهل يمكن أن تجسد هذه الشخصية يوما ما؟
إطلاقاً، فهذه الشخصية ملك لفنان واحد فقط وهو يحيى الفخراني، لكن قد أوافق على مشاركته في العمل بتجسيد شخصية إبراهيم باشا ابن محمد علي، وهذا الحديث دار بيني وبين الفنان يحيى الفخراني منذ فترة، وتناقشنا في شكل العمل.
من الممكن أن نتعاون في هذا المسلسل. أنا أحب الفنان يحيى الفخراني على المستويين الفني والإنساني، وهو ممثل كبير ويشرفني العمل معه.

- أين ذهبت الدراما السورية في الخريطة التلفزيونية العربية؟
الحقيقة أنه منذ سنوات والدراما السورية غارقة في مواضيع ليست لها قيمة، والمعروف أن سر تميز الدراما السورية هو مواضيعها وشكلها الفني، إذا أغفلت أياً منهما لن تحقق النجاح الذي اعتادت عليه.

- ما هو مصير فيلمك «ليلة واحدة»؟
رغم أنني انتهيت من تصوير معظم مشاهده منذ فترة طويلة جداً، حدثت مشاكل إنتاجية كبيرة أدت إلى توقف المشروع تماماً.

- هل أصبحت مقاطعاً للسينما المصرية؟
ليس لديَّ مشكلة في الغياب عن السينما، خاصة أنها تمر بمشاكل كثيرة جداً، كما أنني وجدت أن الدراما التلفزيونية تصنع تاريخ الفنان، وهي صنعت نجوميتي وشهرتي أكثر من السينما، وهذا يكفيني.

- لكن ما ردك على من يقولون إن السينما هي التاريخ الحقيقي للفنان؟
ليس بالضرورة أن يكون تاريخاً إيجابياً، فهناك تاريخ سيِّئ وأعرف العديد من الفنانين لديهم تاريخ في السينما يتمنون حذفه.
الاختيارات سواء سينما أو دراما هي التي تصنع النجاح وتحدد مصير العمل. والفكر الدرامي اختلف عما كان في الماضي، فعلى سبيل المثال عندما يذكر يحيى الفخراني ونور الشريف وصلاح السعدني، نتذكر أعمالهم الرائعة في الدراما التلفزيونية.

- هل تشعر بالقلق على مستقبل الفن مع وصول التيارات الدينية الى الحكم في مصر؟
للأسف السنوات المقبلة ليست مطمئنة، لكن ما نستطيع فعله أن نبدأ بالحوار والتفاهم، ولا بد أن تعرف التيارات الدينية أن شعبيتها جاءت لوقوفها في وجه الأنظمة الفاسدة، ولن تستطيع أن تحافظ على هذه الشعبية إذا قررت الوقوف في وجه الشعب والصدام معه.
والوسيلة الوحيدة للحفاظ على هذه الشعبية هي الإجراءات العملية والإنجازات على أرض الواقع، سواء كان من خلال البرلمان أو أشكال أخرى. ولابد أن يعلموا أن الناس ليسوا كفاراً، بل هم مسلمون، وأن الدين لا يتعارض مع الفن.
ونحن طوال عمرنا نحاول محاربة الفن المنحط لينتصر الفن الراقي، وعليكم أن تضعوا في الحسبان «ثقافة البهجة» فهي ضرورية للناس، ولابد من إعلاء الفن الجاد والراقي ومحاربة الفن الهابط، لكن هذه الحرب ليست بالمنع وإنما بالتوعية والحرية.