أجمع المواقع التراثية في الشرق الأوسط

جولي صليبا 28 أبريل 2024

في 18 نيسان (أبريل) من كل عام، يتم الاحتفال بيوم التراث العالمي، أو اليوم العالمي للآثار والمواقع التاريخية، بهدف تعزيز الوعي حول تنوع التراث الثقافي للإنسانية والجهود اللازمة لحمايته. وهو يوم حدّده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية وبرعاية منظمة اليونيسكو ومنظمة التراث العالمي لحماية التراث الإنساني. وفي هذه المناسبة، نستعرض أجمل المواقع التراثية في الشرق الأوسط.


KSA

قصر الفريد في المملكة العربية السعودية

القصر الفريد أو "قصر الفريد" يقع في المقابر النبطية في مدائن صالح في محافظة العُلا، غرب المملكة العربية السعودية، وهو من أشهر هذه المقابر وأكبرها، إذ يصل عدد القبور داخله إلى 131 قبراً. كما يتفرّد القصر بواجهة شمالية ضخمة مميزة بدقة النحت والجمال، مع عمودين إضافيين وسط الواجهة. تعود تسميته بـ"الفريد" لانفراده بكتلة صخرية مستقلة، وكذلك لاختلاف واجهته الكبيرة عن المقابر الأخرى في مدائن صالح. ورُغم جمال القصر ودقة المنحوتات في واجهته، فإنه غير مكتمل النحت حتى الآن، خاصة في أسفل ثلثه الأخير. ويعود بناء هذا القصر إلى شخص يُعرف باسم حيان بن كوزا، وفقاً لموقع وزارة السياحة في السعودية. يُذكر أن مدينة الحجر تقع على بُعد 22 كيلومتراً شمال شرقي مدينة العُلا، حيث تستمد شهرتها التاريخية من موقعها على طريق التجارة القديم، الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية والشام.


"مشربيات" مكّة

في المملكة العربية السعودية

ظهرت "المشربيات" في بيوت مكّة المكرّمة منذ ثلاثة عقود، وظلت المشربية أحد المعالم البارزة في مكّة منذ ذلك الوقت وحتى الآن، وإن اختلفت أشكالها وتصميماتها وألوانها. عُرفت "المشربية" في التراث المعماري الإسلامي، وتطوّرت عبر التاريخ منذ نشأتها، فأخذت أشكالاً كثيرة، واستمر البنّاؤون المَهرة في إيجاد أشكال ورسوم جديدة، ومع استمرار التطور ظهرت أشكال أخرى. ومن خلال البنّائين من الحجّاج والمعتمرين لمكّة، عرفت العاصمة المقدّسة الشباك ذا النوافذ الخشبية "المشربية"، وظلت تحاكي منازل العواصم العربية ذات الطراز المعماري والهندسي الفريد في ذلك الوقت. وتتألف "المشربية" من مجموعة قضبان خشبية صُمّمت على شكل هندسي معين، وهي مُثبتة على جدران المنازل على القضبان الخشبية الأخرى المصفوفة بترتيب هندسي، ويتم تثبيتها على إطار خشبي بأبعاد فُتحة النافذة التي سيُركَّب عليها. ومع تطور الزمن، غابت "المشربية" عن المشهد المعماري في مكّة بسبب فقدان الحاجة الوظيفية إليها، واختلاف تركيبة النسيج الاجتماعي، بالتزامن مع تطور الهندسة المعمارية في العالم، وظهور نوع من النوافذ على شكل الزجاج الملوّن.


LEBANON

معبد "باخوس" في لبنان

معبد "باخوس" هو من أفضل الهياكل الرومانية حفظاً ومن أبدعها نقشاً وزخرفة على الإطلاق. يرتفع الهيكل على دكّة يبلغ ارتفاعها 5 أمتار، ويُصعَد إليه بدرج عظيم يتألف من ثلاث وثلاثين درجة. بعكس المعبد الكبير الذي كان موقوفاً لعبادة الثالوث البعلبكي بإقامة الشعائر العامة والعلنية، فإن الهيكل الصغير كان مخصّصاً لإقامة بعض الشعائر المسارية التي لا يشترك فيها إلا المُسارون الذين تفقّهوا في الأسرار. وكانت هذه الشعائر والعبادات تتمحور حول إله بعلبك الشاب الذي كان يُشرف على نمو النباتات والقطعان. ولمّا كانت قد أُسبغت عليه من ثمّ صفات شمسية، فإن عبادته كطفل إلهي في كنف الثالوث البعلبكي قد ارتبطت ارتباطاً وثيقاً في أذهان المؤمنين بمسألة الولادة والنمو والذبول والموت مع الأمل ببلوغ حياة أخرى. وكانت هذه الشعائر تتضمن تناول بعض المخدّرات، كالخمرة والأفيون، لتمكين المؤمنين من بلوغ النشوة المقدّسة. وهو ما يفسر وجود نقوش تمثّل الكرمة وسنابل القمح وعناقيد العنب وجِراء الخشخاش وبعض المشاهد المستوحاة من حلقات النشوة على بوابة الهيكل وفي داخله، الأمر الذي حدا بالبعض لأن ينسبوا هذا الهيكل إلى الإله "باخوس". وفي زاوية الهيكل الجنوبية الشرقية يبرز برج من عصر المماليك، وقد بُني في القرن الخامس عشر ليكون مقراً لنواب السلطنة في بعلبك، ولا يزال الهيكل والبرج الملاصق له يُعرفان حتى اليوم بـ "دار السعادة". وتقوم إلى الجهة الغربية من المعبد أطلال مسجد من العصر الأيوبي يُعرف باسم "مسجد إبراهيم"، كانت حامية بعلبك في تلك الفترة تجتمع فيه لإقامة الصلاة.


EGYPT

هرم "خفرع" في مصر

هرم "خفرع" أو الهرم الأوسط بناه الملك "خفرع"، رابع ملوك الأسرة الرابعة في مصر القديمة، والتي حكمت مصر في القرن السادس والعشرين قبل الميلاد، وهو ابن الملك "خوفو" صاحب أعظم هرم في الأهرامات المصرية (هرم "خوفو" الأعظم)، وهو أقل ارتفاعاً من هرم "خوفو" بحيث كان يبلغ ارتفاعه قديماً 143 متراً والآن أصبح ارتفاعه 136 متراً.

تبلغ قاعدة الهرم 215,25 متراً، وله مدخلان في الجهة الشمالية، وما زال يحتفظ بجزء من كسوته الخارجية عند القمة.

أطلق الملك "خفرع" على الهرم اسم "العظيم"، حيث يتميز الهرم بوجود مجمع حوله يحتوي على العديد من التماثيل، أبرزها تمثال "أبو الهول". وقد تم بناء الهرم بشكل تسلسلي يؤدي إلى قمّته بحيث تكون الحجارة ذات الحجم الكبير في أسفل الهرم، وتلك الأقل حجماً في أعلاه.


UAE

متحف "قصر العين" في الإمارات العربية المتحدة

يقع متحف "قصر العين" على حافة واحة العين من جهتها الغربية، وكان البيت السابق لمؤسّس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومركزاً للنشاطات السياسية والاجتماعية. شُيّد القصر في العام 1937، وأُعيد ترميمه في عام 1998، ثم تم تحويله إلى متحف عام 2001، مع الحفاظ على بعض الغرف العائلية والمرافق الإدارية التي أُثِّثت بما يُماثل الوضع الذي كان عليه القصر.

من الناحية الهندسية، يتميز بناء القصر بالعديد من الخصائص المعمارية الموجودة في المباني التاريخية في الإمارات، ومنها فُتحات التهوئة العريضة لتبريد المبنى والغرف الرئيسة طبيعياً خلال فصل الصيف. لدى دخوله "قصر العين"، يرى الزائر ساحة محاطة بسور مرتفع، تتخلّله بوابة خارجية مصنوعة من الخشب تشكّل المدخل الرئيس، وتبدو كتحفة فنية رائعة. أما السور فيتميز بالمسنّنات الدفاعية، ويتقدّمه برجان على جانبَي البوابة، وتليه على بُعد بضعة أمتار بوابة داخلية يعلوها نقش الآية القرآنية. شهد القصر عملية ترميم قبل افتتاحه للزوّار في عام 1998 كمتحف يروي بدايات باني الدولة، وتطلّبت عمليات الترميم إضافة بعض المباني بالترافق مع الخيمة التي كان يستقبل فيها الشيخ زايد ضيوفه وبخاصة في فصل الشتاء، وتحاكي حياة البدو الأصيلة التي كان يعيشها ويعتزّ بها.


مدينة مليحة في الإمارات العربية المتحدة

تقع مستوطنة مليحة في سهل داخلي إلى الغرب من سلسلة جبال الحجر على بُعد 20 كيلومتراً جنوب مدينة الذيد الحديثة و50 كيلومتراً إلى الشرق من مدينة الشارقة. شهدت مليحة أول تنقيبات أثرية قامت بها بعثة أثرية عراقية عام 1973. ومنذ العام 1985، تتوالى أعمال التنقيب في الموقع وقد أسفرت عن مكتشفات مهمة، أبرزها:

- المباني التذكارية، وهي عبارة عن بيوت بسيطة أو مبانٍ كبيرة متعددة الغرف، وتحتوي على ساحات داخلية.

- مبنى الحصن، وهو بناء كبير له أهمية خاصة، وشُيّد باللّبِن وفق مخطّط مربع الشكل تقريباً ويتكوّن من ساحة وسطية كبيرة تحيط بها من كل جوانبها صفوف من الغرف.

- المدافن، تم الكشف عن مجموعة من المقابر التذكارية والقبور وشواهد القبور المهمة. وتحتوي هذه المدافن على غرف مُشيّدة تحت الأرض، وقبور ضمت إلى جانب البشر عدداً من الجِمال والخيول.


QATAR

برجا برزان في قطر

يقع برجا برزان في قرية أم صلال محمد على بُعد 20 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة الدوحة، وتم تشييدهما في عامَي ١٩١٩ و١٩٦٠ من جانب الشيخ محمد بن جاسم آل ثاني، وكانا بمثابة أبراج مراقبة لمراقبة المنطقة والتنبّؤ بالتواريخ باستخدام التقويم القمري. أبراج برزان هي من أهم الأماكن التراثية في قطر، وتعكس الهندسة المعمارية لهذه الأبراج تقنيات مذهلة قديمة استُخدمت في تشييدها. الأبراج الأسطوانية والمستطيلة التي يبلغ ارتفاعها ١٤ متراً اشتُقّ اسمها "برزان" من الطوابق المتعددة داخلها، مما يدل على مكانة عالية. يتألّف البرج الغربي من ثلاثة مستويات، ويتميز بشكله الذي يشبه الحرف T بالإنكليزية، مما يجعله طرازاً معماريّاً فريداً من نوعه في منطقة الخليج. أما البرج الشرقي فيمثل بشكله المستطيل نموذجاً للأبراج القطرية. تشير الروايات إلى أن برج برزان استُخدم لمراقبة سفن الغوص الآتية من بعيد، ولكن هذا الأمر مستبعَد، لأن البرج يبعُد عن الشاطئ أكثر من 10 كيلومترات. والأرجح أنه كان يُستخدم لمراقبة المنطقة المجاورة، وحماية الآبار والمزروعات. تم ترميم البرجين في العام 2014 مع مدرسة لتحفيظ القرآن ومسجد، وهما الآن داخل حديقة تعيش فيها النباتات المحلية.

JORDAN

الخزنة في الأردن

يُعدّ مبنى الخزنة المنحوت في الصخر من أشهر معالم البتراء وأكثرها أهميةً، إذ اختار الأنباط موقعها بعناية كأول معلَم يواجه الزائر بعد دخول المدينة. وسُمّيت بهذا الاسم لاعتقاد البدو المحليين سابقاً أن الجرّة الموجودة في أعلى الواجهة تحوي كنزاً، ولكنها في الواقع ضريح مَلكي. وتتكوّن واجهة الخزنة من طابقين بعرض 25 متراً وارتفاع 39 متراً، وتم إفراغ مئات آلاف الأمتار المكعّبة من الحجر الرملي من الخزنة عندما أُعيد اكتشافها في القرن التاسع عشر، لتظهر الواجهة بوضعها النهائي الحالي. ويتكوّن الطابق السفلي من 6 أعمدة على طول الواجهة الأمامية، تقف فوق مصطبة في وسطها سُلّم، وتتوّج الأعمدة من الأعلى بثلاثة أرباع عمود، يبلغ طول العمود في الطابق السفلي حوالى 12 متراً، وفي الطابق العلوي يبلغ ارتفاعه 9 أمتار، كما يبلغ ارتفاع الجرّة في الأعلى حوالى 3.5 أمتار.