النجمة اللبنانية نيكول سابا

مقابلة, شيرين عبد الوهاب, نيكول سابا, هيفاء وهبي, نيشان, لطيفة التونسية

03 سبتمبر 2012

قد تكون نيكول سابا أكثر الفنانات اللواتي يتقنّ إرساء التوازن بين حدّة القول وصحّته. هي صريحة وحريصة على وجودها الفني أو بصمتها الفنية. فالوجود برأيها تحقّقه كثيرات بمعزل عن التألق. اعتمرت قبعتها لجلسة تصويرية تشبه شخصيتها، وكانت فرصة لسؤالها عن الأعمال التي ترفع لها القبعة في رمضان 2012. في المقابل، أطلقت مواقف تجاه فستان غادة عبد الرازق وأسلوب الإعلامي نيشان في التقديم وخلاف هيفاء وهبي ولطيفة التونسية و«الصبوحة» كارول سماحة... نيكول سابا شفافة جداً، مجدداً.


- كنت نجمة رمضان الإعلامية أو «تفاحته»...
لطالما تلقيت عروض تقديم البرامج، وكانت لديّ رغبة محدودة في هذه التجربة. فأنا لست في النهاية مقدمة برامج. أنا ممثلة ومغنية ولن أحترف المجال الإعلامي. وإن سئلت عما قدّمته لي هذه التجربة لا أملك جواباً لأنها كانت تلقائية. لا يمكن مقارنتها بتجربتي الإعلامية الأولى «أرجوك صدّقني»، خصوصاً أن اسمي بات أكبر اليوم. أصبحت أكثر مسؤولية عن خياراتي بينما كنت في السابق حديثة الظهور وأحاول إثبات وجودي. لم يكن المشاهد يملك حق محاسبتي  كما اليوم.

- أما تجربة «التفاحة»؟
لذيذة كوني غير موجودة درامياً رغم أن مسلسل «ألف ليلة وليلة» كان من بين الأعمال المطروحة لرمضان 2012 لكنه أرجئ الى العام المقبل. وكانت لتكون خطوة موازية للتجربة الإعلامية. أعتبر هذا البرنامج وكأنه مسلسل رمضاني عبر حلقاته الثلاثين. وهذا لا يتعارض مع مجالي الفني، فأنا لم أدخل تجربة إعلامية طويلة على امتداد العام ما قد يحرقني سينمائياً أو على مستوى الحفلات. كما أن ممثلات كثيرات خضن هذه التجربة مثل غادة عادل في «أنا واللي بحبهم» كذلك هند صبري في «الشقة».

- من لفتتك تجربتها لطيفة أم أصالة؟
كل من برنامجيهما يشبه جلسة طرب.

- من لفتك؟
أصالة والمنافسة الطربية، جمعت الأصوات الجميلة. وأعود إلى السؤال الأول لأضيف أنني بهذه التجربة الإعلامية لم أتخلَ عن مهنتي الأساسية أو أقتحم هذا المجال. وأنا لا أستبق الأمور أو احتمال فشلي بهذا التوضيح. لقد خاضت هند صبري التجربة بمعزل عن رأي المشاهد فيها. التجربة مشروعة في كل مجال فني وإعلامي في هذا العصر، من يغني يحقّ له التمثيل ومن يمثل يحقّ له التقديم والنجاح يقرره المشاهد. لا دخيل في الفن والأضواء عند خوض التجربة الأولى.

- لماذا اخترت عنوان «تفاحة» لبرنامجك الرمضاني؟
اختار العنوان الإعلامي حازم الحديدي الذي كتب العديد من أفلام الممثل أحمد السقا كذلك مسلسل «الريّان»، وهو صحافي مصري مخضرم. فكرته أن كل تفاحة تخبئ للضيف سؤالاً، شعرت بأن نيكول «تفاحة رمضان» أيضاً، خصوصاً أنني أديت التتر الذي كتبه أيمن بهجت قمر ولحنه محمد يحيى. العنوان «أوريجينال»، التفاحة وما فعلته بآدم وكيف اكتشف معها نيوتن الجاذبية. لقد عقدنا جلسات عمل طويلة لإعداد البرنامج ولقاء ضيوفه. لم أكن على معرفة بكل ضيوفي خصوصاً الإعلاميين.

- من هي الشخصية التي قابلتها للمرة الأولى؟
الإعلاميان ابراهيم عيسى والمعلّق الرياضي علاء صادق، والإعلامية ريم ماجد التي تقدّم برنامج «بلدنا بالمصري» على قناة «أون تي في». أحدثت ضجة خلال الثورة وحازت شعبية واسعة.

- لماذا اقتصر ضيوفك على المصريين؟
كان فقط طوني خليفة لبنانياً. رغبنا في التنويع واستضافة لبنانيين ولكن لم يسعفنا الوقت. طرحنا أسماء كثيرة، وائل جسار وهيفاء وهبي ورامي عياش..

- ما رأيك في «تفاحة» رامي عياش؟
سمعتها. لكنني كنت السباقة في اتخاذ هذا العنوان، بصراحة وأمانة. ولا قاسم مشتركاً بين «تفاحتي» و«تفاحة» رامي عياش إلاّ الصدفة التي جمعت فكرتينا. أغنية رامي خفيفة وسهلة الحفظ. 

- كيف أشبعت «تفاحة» نيكول المشاهد؟
كنت أقدم جوانب أخرى في حياة كل نجم أستضيفه، إنسانية وفنية وسياسية. ولم تكن غايتي إحراج الضيف أو إبكاءه أو أن يترك الأستديو مستاءً. 

- لم تُبكي أي ضيف؟
أبداً. كان الحوار سلساً، وجلست مكان الضيف وعلى مقعده. لقد وضعت نفسي مكانه. فأنا فنانة وأعرف وأدرك جيداً معنى الإحراج المباشر والانزعاج. تجنّبت أن يشعر ضيوفي بهذه الحالة، لم أكن إعلامية تقليدية. ثمة الكثير من الإعلاميين المثقفين والناجحين وما حرصت عليه هو التميّز بعفوية وتلقائية دون دراسة الإحراج والتخطيط له.

- لم تكلمتِ اللهجة المصرية؟
لأن برنامجي تبثّه قناة «دريم» الفضائية المصرية، وضيوفي مصريون باستثناء طوني خليفة الذي حاورته باللهجة اللبنانية. 


«لم يشعر الشعب المصري بأن ثورته نجحت بعد»

- هل الآراء السياسية جذابة في هذه المرحلة؟
نعم، الآراء سياسية كانت في كل الحلقات، رأي في النظام السابق ومرحلة ما بعد الثورة والرئيس الجديد. لا شك أن الحلقات التي تنشر آراء سياسية هي الأكثر مشاهدة في مرحلة ما بعد الثورة وما بعد النظام والعهد الجديد والانتقال إلى الجمهورية الثانية.

- أنت ما رأيك في الرئيس محمد مرسي؟
أنا لبنانية وإجابتي لا يعوّل عليها. ما يهمني استقرار مصر وانتهاء مرحلة الضياع التي يعيشها المصريون.

- هذه كانت إجابتك العام المنصرم...
ما زالوا تائهين وينتظرون الفعل على الأرض ليشعروا بأن ثورتهم نجحت. لم يشعر الشعب المصري بأن ثورته نجحت بعد.

- «تفاحة» من كانت نيكول سابا في رمضان؟ كنتِ ضيفة من؟
الإعلامي مفيد فوزي في برنامج «ديسك النجوم»، كانت إطلالة عفوية ومليئة بالتصريحات.

- تراجعين نفسك أحياناً في إطلالاتك أو قد تندمين على تصريحات معينة؟
أراجع نفسي على الدوام.

- مفيد فوزي إعلامي صياد مثلاً؟
الأسئلة كانت صغيرة ومغلقة مثل ما لونك المفضل؟ لكنه محاور ذكي وهذا سبب ظهوري معه.

- ما أهم تصريح أطلقته في الحلقة؟
بمعزل عن أهمية التصريح توقعت أن يعلّق فنياً على إجابتي عن هذا السؤال : «لو كنت رجلاً أي سيدة بخيالك تختارين أو تلفتك؟». أجبت هند رستم من الجيل القديم. لكنه أصرّ على اختيار شخصية من الجيل الجديد. فقلت له : «هيفاء وهبي». هي فعلاً امرأة جميلة ولا أجد مانعاً من قول ذلك خصوصاً أنني متصالحة مع نفسي ولا ينقصني شيء. لا يمكن أن نكون وحدنا في هذا العالم ونلغي الآخر.

- تتشاطرين وهيفاء وهبي واقع الإرجاء الدرامي إلى رمضان 2013...
نعم، مسلسل «مولد وصاحبو غايب». لقد أرجئ مسلسلي «ألف ليلة وليلة» لأنه ينفّذ بمقاييس تقنية عالية وثلاثية الأبعاد وبأسلوب مختلف عن الدراما السائدة. وهذا منسجم مع قصة شهرزاد وشهريار. أؤدي دور الساحرة «آثن» التي لعنت وحكم عليها البقاء تحت الماء. لم نصور إلاّ مشهداً واحداً وقد تطلب ذلك نهاراً كاملاً. وهو عمل يشارك فيه باقة كبيرة من النجوم.

على خُطى عادل أدهم وتوفيق الدقن وزكي رستم


- ألم تترددي في أداء دور الساحرة؟
أين المشكلة؟  لقد انفتح الجيل الجديد على السينما العالمية، ولم يعد يتقبل الممثلة الجميلة والطيبة في كل الأدوار. ولم يعد يحصر دورها بالمسكينة. أدوار الشر أصعب فهي مركبة وتحتاج إلى براعة في الأداء ولغة الجسد، هي اختبار للطاقة التمثيلية. لا يستهويني أداء دور المرأة المغلوبة على أمرها على الدوام، فهو أسهل الأدوار. قد يفكر الممثل أنه السبيل الأقصر لكسب المشاهد. وأتساءل هنا ما الذي ميّز عادل أدهم وتوفيق الدقن وزكي رستم؟ لقد برعوا في أدوار الأشرار. في المسلسل سينشب صراعٌ بيني وبين غادة عبد الرازق (بدور «الساحرة النوامة»).

- هل تابعت الإعلامي نيشان في «أنا والعسل»؟
هو إعلامي ناجح ومخضرم بـ«منطقته»، قد يحرج الضيوف عبر التطرق إلى أمورهم الشخصي، وهو أمر لا يستهويني. لا أعبّر عن رأيي للمس بأسلوب نيشان بل لأنني بعيدة كل البعد عن تعمّد  إرباك الضيف.

- الفنانة شيرين عبد الوهاب كانت قاسماً مشتركاً بينك وبين نيشان...
نعم، لكنها بدت فنانة مختلفة مع كليْنا.


«جلست على مقعد شيرين عبد الوهاب ولذلك لم أسألها عن خلافها الزوجي»


- ما الفرق؟
كل واحد له أسلوبه. يغوص نيشان من «مايسترو» و«أكيد مايسترو» و«العرّاب» في تفاصيل مرتبطة بمراحل برامجه. ويسأل عن أمور شخصية جداً، الرجل في حياة الفنانة... لمَ قررت الطلاق. وأود أن أشير إلى أنني كنت أعلم بخلاف شيرين وزوجها الموزع محمد مصطفى وتجنّبت الدخول في حياتها الزوجية، وهذا ليس بناء على طلبها بل احتراماً لشعورها وصديقنا المشترك مروان أمين. لقد أبدت رغبتها في إنجاب مولود ذكر من زوجها. لم تجذبني فرصة تحقيق سبق صحافي. جذبتني أكثر فكرة إحضار طفلتها إلى الأستديو. لقد جلست على مقعد شيرين عبد الوهاب ولذلك لم أسألها عن خلافها الزوجي.

- تتطلعين الى نفسك قبل أن تحاوري؟
نعم، أتطلع الى الإنسان قبل الفنان رغم أن المشاهد يحب رؤية دموع النجوم. لقد تغير الإعلام كذلك النجوم. ففي النهاية لا يمكن انتزاع تصريح شخصي دون رغبة الفنان بمنطق «أريد تكون إطلالتي أشد تأثيراً من إطلالة هذه النجمة أو تلك».

- إن خبرت أزمة شخصية (لا سمح الله) هل يمكن أن تبوحي بتفاصيلها؟
لا أبداً.

- ربطتك علاقة طويلة بالممثل يوسف الخال ولم تكشف تفاصيلها إلاّ مع إعلان موعد الزفاف.
نعم، فيوسف يشبهني في هذا الجانب أيضاً. نحن متحفظان في ما يخص حياتنا بالمطلق. لا ننشر أخبارها حتى الفنية منها أحياناً، أسفارنا والتكريمات... لا نكترث باحتلال مساحة معينة في الصحافة، تجمعنا الشخصية المستخفية (Low Profile). فما بالك بالأمور الخاصة؟

- هل شعرت بهذه الشخصية مع ضيفتك الأولى منى زكي؟
نعم، هي شخصية منغلقة على نفسها ومعلوماتها. كنت أجمع أخبارها بالقطارة وبشكل دقيق، فهي حسّاسة جداً. 

- ماذا اكتشفت في ضيفك الممثل الكوميدي محمد هنيدي؟
أن الممثل الكوميدي ليس مهرّجاً في الحياة. وقد تكون شخصيته هادئة جداً ومختلفة تماماً عما يظهر على الشاشة. يظن البعض أن عادل إمام هزلي في الحياة أيضاً وهذا غير صحيح. 

- من استمتعت بمحاورته دون التقليل من شأن بقية الضيوف؟
الممثلة رانيا يوسف لأنها تكلمت بتلقائية عن الأزمة التي عاشتها، كما لو أنني صديقتها الحميمة. لقد تعاطفت معها كثيراً ومع قضيتها التي ورّطها فيها طليقها عمرو شبراوي واتهامها بحيازة مخدرات وكيف كان يراقبها. كانت حلقتها مؤثرة وجريئة جداً. كذلك حلقة إلهام شاهين الجريئة بآرائها.

- كيف تصالحت مع غيابك الدرامي هذا العام؟
لم أحزن كثيراً، لأن ضخامة العمل فرضت نفسها. كما أن تأجيله كان لمصلحته في ظل الزحمة الدرامية. مسلسلي رؤية درامية أخرى، فليأخذ حقّه.

- من جذبك حضوره الدرامي؟
تابعت مسلسل «عمر» على شاشة mbc فالأعمال التاريخية واللغة الفصحى تجذبني كثيراً، ومحمود عبد العزيز في «باب الخلق» وعادل إمام في «فرقة ناجي عطا الله». يملك عادل إمام كاريزما هائلة فهو «يأكل» الشاشة. حين لا يظهر في المسلسل أنتظر مشهده، ولا أقلل هنا من شأن بقية الممثلين. وحتى في مشاهده لا يمكن أن تحيد العين عنه أياً كان الممثل الذي معه.

- لم تقدمي أي بطولة سينمائية بعد فيلم «السفاح» (2009)، هل سيطول غيابك أكثر؟
حللت ضيفة مع أحمد السقا في فيلم «بابا»، وأدرس عدداً من العروض حالياً.

- ما زلت أحتفظ بتسجيل المقابلة السابقة التي تمت بحضور والدتك. اعتبرت وقتها أن فيلمك الأخير «كلو نكد»...
(تضحك)، لقد انفعلت كثيراً في هذا الفيلم حتى أن مهندس الصوت أسمعني دقات قلبي، فقد كان «الميكرو» معلقاً على ملابسي. كنت أبكي وأؤدي دور امرأة منهارة تقول: «أنا تعبت أكون ست لتنين رجالة»، أن تكون الزوجة والعاشقة في آن واحد. هذا دليل على الاندماج بالمشهد الذي يحياه الممثل. خطوتي التالية، بطولة فيلم مع أحمد السقا مع المخرج علي ادريس من كتابة زوجته المؤلفة والسيناريست زينب عزيز. وهذا كلام أدلي به للمرة الأولى.

- لمن ترفعين القبعة في رمضان؟
لفتتني الممثلة وفاء عامر في «كاريوكا» كذلك غادة عادل وأياد نصار في «سر علني» ومواقع تصوير مسلسل «مع سبق الأصرار». أما الممثل السوري سامر اسماعيل في مسلسل «عمر» فهو مبدع بكل تفاصيل دوره، بأدائه وصوته وحضوره. قرأت أنه ظهوره الأول والأخير حسب ما صرح مخرج العمل العبقري حاتم علي. 

- ماذا عن تترات المسلسلات؟
أغنية نانسي عجرم لمسلسل «حكايات بنات»، كذلك أغنية حسين الجسمي لمسلسل «فيرتيغو». لو قال الجسمي «باه» ستكون روعة بصوته. كان التنافس شديداً على أداء تترات الدراما الرمضانية هذا العام.

- إعلامي...أو إعلاميّة؟
نيكول في «التفاحة»، لأن تركيبة البرنامج جديدة والحوار كان لبقاً وعفوياً. 

- من اهتم بإطلالتك؟
صالون Pace e Luce، لقد تلقيت تعليقات إيجابية على إطلالاتي اليومية المتنوعة وكأنها منفّذة للفوازير. لم أرتدِ لمصمّم بعينه أو اسم تجاري محدّد، ولم يكن الأمر يتطلّب الظهور بالخياطة الراقية.

نسيَت غادة عبد الرازق المشاهد حين اختارت فستانها في «أنا والعسل»


- ما تقويمك لإطلالة غادة عبد الرازق الجريئة في برنامج «أنا والعسل» مع الإعلامي نيشان؟
لا أعرف إن كان المجتمع المصري في رمضان تحديداً يتقبل هذه الإطلالة ولكن في لبنان الأمر عادي. قد تكون اختارت فستانها انطلاقاً من فكرة أنها ستصور برنامجاً في بيروت ولم تتنبّه إلى أنه يعرض على قناة «الحياة». ربما تاهت قليلاً في بيروت وغاب عنها تفصيل الـ Audience  «المشاهدون» !؟


«لا يمكن أن يعرّف عن مايا دياب كممثلة أو مغنية بل مقدمة برامج»


- أريد العودة إلى زميلاتك في مجال التقديم وزميلة سابقة لم تلتقِ بها في فريق «الفور كاتس»...
يمكن مقارنة تجربتي بما قدمته هند صبري وغادة عادل أكثر لأنهما ممثلتان.

- لكن مايا دياب مثلت أيضاً؟
مهنتها هي تقديم البرامج، وهكذا يعرّف عنها. لا يعرّف عن مايا دياب بأنها ممثلة أو حتى مغنّية، بل هي أكثر في خانة مقدمات البرامج.

- كيف تقوّمين إطلالة هند صبري في ومضان؟
هند ذكية ولديها قدرة على الحفاظ على مستوى التفوّق ووجودها في الصفّ الأول الذي حقّقته مذ دخلت مصر. تتحدى نفسها على الدوام ومع كل دور تؤديه. تعجبني باختياراتها.

- بعض مقدمات البرامج يرفضن استقبال بعض الضيوف والنجوم. هل لديك تحفظ عن بعض الأسماء أم تنتمين إلى مدرسة إعلامية قد تستقبل سياسياً ومغنية مثيرة ومثيرة للجدل؟
أنا مع الكل، أعد أسئلة منسجمة مع ضيوفي وليس العكس. ولا أفكر في أن نجمة ذات قاعدة جماهيرية واسعة قد تسرق مني الأضواء إن استقبلتها، لا بل أنها سترفع نسبة المشاهدة. كل نجم سيّد في منطقته، ولست مصابة بعقدة الاستيلاء على الأضواء. أنا متصالحة مع نفسي. لقد رغبت في استقبال هيفاء وهبي مثلاً لكن الظروف حالت دون ذلك.


إلى لطيفة بعد خلافها مع هيفاء وهبي : المشاهد بات يتابع النجم لا البرنامج


- طرحت هذا السؤال انطلاقاً من خلاف هيفاء وهبي ولطيفة التونسية على خلفية رفض استقبالها في برنامجها «يلا نغني». ولم أكن لأذكر أسماء لو لم تذكري اسم هيفاء وهبي ...
لا يمكن لفكرة البرنامج أن تقصي هيفاء وهبي. فلكل فنان جمهوره وسيتابعه بمعزل عن البرنامج. بات المشاهد يتبع نجمه المفضل لا البرنامج.  لا يمكن أن نلغي جمهور هيفاء وهبي، وهذه حقيقة يجب أن نأخذها بعين الاعتبار. لا يمكن الامتناع عن استقبال هيفاء وهبي لأن البرنامج طربي. فمقدمة البرنامج هي من تبتكر الأجواء، وكانت فرصة للطيفة لتقديم حلقة مميّزة وغير تقليدية.

- يقال If you want apples u have to shake the tree : ما الصعوبة التي واجهتها في البرنامج؟
لا يمكن الحديث عن صعوبة بل مسؤولية «المذاكرة»، أن أدرس خلفية كل ضيف أستقبله لان إجابته أحياناً قد تتطلب ارتجالاً وعدم الالتزام بما كتب على الورق. وهذا خبرته حين استقبلت الإعلاميين وبالتحديد الإعلامية ريم ماجد التي تشكّلت حولها هالة أخيراً بسبب آرائها السياسية.

- ما أجمل تعليق تلقيته؟
هي كثيرة، تركّزت على خفّة الدم.

- هل تابعك زوجك الممثل يوسف الخال؟
لقد أعجب كثيراً بالبرنامج.

- عبارة Apple of My Eye 
بالتأكيد أقولها لزوجي.

- كيف تقومين إطلالته في الجزء الثاني من الدراما اللبنانية «أجيال»؟
متألق كالعادة. بتجرد وبكل تواضع، يرفع يوسف من «أسهم» الممثل الذي أمامه دون التقليل من شأن أي موهبة تمثيلية. جاذبيته وأدواته كممثل تضمن تناغم الثنائي الذي يشكّله مع أي ممثلة. أظن أنه يملك كيمياء النجاح.

- إلى أي مدى جذبتك قصته، شاب مسيحي يغرم بأرملة مسلمة؟
لا قيود في الحب، بالنهاية نحن بشر. أقف عند الحب من منطلق الطباع فقط، لا الدين أو الجنسية أو العمر.

- ما تقويمك لحضوره في فيلم 33 يوماً؟
لم أشاهده بصراحة، كما أنه كان لديه مأخذ على تفاصيل دوره لناحية مساحة الدور. يحب يوسف أداء دور المناضل والثائر.

- أي دور أديته وترك أثره في داخلك حين تركت موقع التصوير؟ 
دوري في مسلسل «نور مريم» من الأدوار الصعبة والعاطفية التي أديتها. دور الأم والطبيبة والزوجة، لقد أتعبني نفسياً وإنسانياً.

- لم يمضِ عام على زواجك، كيف تعيشين في القفص الذهبي؟
الزواج مشاركة واستقرار، لم أعد بمفردي. هناك مرجع يهمّني رأيه ويشعرني بالأمان خصوصاً بعد فقدان والدي. يملك يوسف الحكمة و«كتف الوالد». هو سند لي ويعوّض غياب الأب. منحني الزواج مجموعة أحاسيس. 

- هل ترجئين قرار الإنجاب؟
نعم، بسبب إقامتي المقسمة بين مصر ولبنان، وارتباطي بالتصوير الذي يجعل من قرار الإنجاب مسألة دقيقة مع الالتزامات. يحتاج الحمل إلى هدوء.

- ماذا يعني الزواج من رجل وسيم تحت الأضواء؟ في هوليوود ينجم عن الأمر ما لا تُحمد عقباه.
(تضحك)، الزواج من رجل وسيم يعني إنجاب طفل جميل فقط لا غير.

- تغارين على يوسف؟
أغار بوعي ونضج وثقة، لا عشوائياً.

- وهو؟
هو كذلك، نحن بعيدان عن الغيرة الجنونية الموجودة لدى بعض الفنانين دون ذكر أسماء. لولا الثقة لما تزوجنا، أدركت من البداية أنني أتزوج رجلاً وفناناً وسيماً له معجبات وإلاّ كنا اصطدمنا بالواقع.

- أي زوجة أنتِ؟
أنا الزوجة -الصديق. أي أنه يجالسني ويصارحني كما لو أنني صديقه الذي يقابله على الدوام ولا يمل منه. أؤدي أكثر من دور في حياة يوسف، نحن نشبه بعضنا كثيراً دون أن نتّفق على القواسم. وهذا مريح.

- هل ما زلت تعتبرين البطولة السينمائية هي Package deal أم أنك بعد هذه السنوات بت تحظين بامتياز التغيير بناء على رؤيتك؟
بعد هذه السنوات قراءتي للورق باتت مختلفة وأبدي رأيي في بعض التفاصيل دون المس بالخطوط العريضة المرتبطة بالشخصية. لا يمكن أن أهدم شخصية بل أتعامل مع الدور من مبدأ Take it or leave it.

- هل تشعرين بانك أحدثت خبطة سينمائية ما بعد «التجربة الدنماركية»؟
من البديهي أن يكون لدور «أنيتا» نكهة خاصة، فهو دوري الأول وأمام فنان بحجم عادل إمام. دخولي الأول إلى مصر والتجربة السينمائية وعادل إمام، ثلاثة عوامل جعلت مني صاروخاً آنذاك. لكنني لاحقاً أحدثت مفاجآت مع «دستة أشرار» الذي ارتديت فيه حجاب «الحي الشعبي» الجريء. ولكن بالتأكيد الوقوف أمام عادل إمام مسألة أخرى. وإن حصل اليوم لن أحقق الخبطة نفسها. 

- هل بات تحقيق النجومية أصعب في مصر؟
نعم بالتأكيد، إن قلنا نجومية لا مجرد وجود. العروض كثيرة والتميّز نادر.

- من لفتك دخوله إلى مصر من اللبنانيات؟
لم يلفتني أحد، الطريقة التي دخلت بها إلى مصر لم تتكرّر.

- ماذا عن بطولة سيرين مع هنيدي وهيفاء مع خالد يوسف إخراجياً؟
لا يمكن مقارنتها بدخولي إلى مصر من الباب العريض. كما أن مصر تعرفت على هيفاء وهبي قبل أن تمثّل. لا يمكن أن أنسب شهرتها إلى تعاونها مع خالد يوسف بل أن شهرتها كانت سبباً لهذا التعاون.

«لنكن واقعيين... كارول سماحة «وحشة مسرح» لكنها غير مناسبة لدور صباح»


- كارول سماحة؟
ظلمها انعدام الشبه بينها وبين صباح، فهي ممثلة بارعة، إلى جانب كون صباح أطال الله عمرها لا تزال على قيد الحياة ونعرف تفاصيل حياتها.  لنكن واقعيين، كارول سماحة «وحشة مسرح» لكنها غير مناسبة لدور صباح.

- عدت إلى إصدار الأغاني المنفردة مع «هفضل أحلم» التي كان عنوانها «ماشية معاها»...
نعم، فعبارة «هفضل أحلم» مكررة أكثر. هي من أجمل الأعمال التي قدّمتها. أنتظرت صدورها بحماسة. فهي لا تشبه مضمون الاغاني السائدة وتغيب عنها حدّة الكلمات والاستقلالية التي وردت في أعمالي السابقة خصوصاً «براحتي». هي أغنية حالمة وواقعية في آن واحد، كلمات أمير طعيمة وألحان أحمد صلاح حسني وتوزيع حسن الشافعي بالتعاون مع شركة The Basement Records التي سأصدر معها ألبوماً كاملاً لن يمر مرور الكرام كما يحصل مع البعض. فألبومي الأخير «يا شاغلني بيك» صدر عام 2006.

- ما رأيك في حسن الشافعي؟
هو موسيقي متعمّق جداً في مجاله، وشعرت بأنه منسجم جداً مع أفكاري الفنية ولون البوب الذي أتوجه به إلى الشباب والمراهقين وهواة الموسيقى العصرية والعالمية.

- لم اخترت المخرج الدرامي فيليب أسمر لتصوير «هفضل أحلم»؟
بعد رحيل يحيى سعادة الذي تعاونت معه في أربعة أعمال مصورة، فكرت في تجربة إخراجية جديدة ومحاولة تقديم هوية جديدة لتجنّب عامل المقارنة. لقد تم الأمر بناء على رغبتي  واقتناعي. هذه أول تجربة لفيليب أسمر في عالم الأعمال المصورة، وهو مبتكر ومتميز. صورنا في منطقة الكفور حيث الطبيعة خلابة.

- هل أنتِ «ماشية معاها»؟
نعم، مجبرة على ذلك في السراء والضراء وإلاّ سأتعب. فهمت لعبة الحياة وأجاريها جيداً.-


عشوائياً...

«نسارع خطواتنا تجاه تحقيق الأحلام وقد نرحل فجأة»


- أول مرة دق قلبك؟
قبل أن أولد. 

- أول صدمة؟
حين تركت العائلة المنزل الذي ولدت فيه، كنت في الرابعة عشرة من عمري.

- آخر صدمة؟
بعد وفاة والدي بفترة. لم أستطع البكاء لحظة رحيله.

- ماذا اكتشفت في الحياة أخيراً؟ 
نتوتر ونسارع خطواتنا تجاه تحقيق الأحلام وقد نرحل فجأة.

- خوف يرافقك؟
تربكني نظرات الناس وأخجل منها، خصوصاً من يمعن النظر إليّ. 

- متى اعتذرت أخيراً؟
عبر موقع «تويتر» حين تغيّر الضيف الذي أعلنا عن استقباله. 

- اعتبار المرأة تفاحة أو فاكهة مديح أم إهانة؟
لا أعده انتقاصاً من قيمتها فالتفاحة صحية ومفيدة، كما أنها شكّلت لغطاً في حياتنا.

- وجود شقيقتك نادين في مصر...
مصر دونها فارغة ولا أشعر بالأمان في غيابها. هي شقيقتي !

- هل هي شقيقتك الوحيدة؟
لا، نحن ثلاث (أخت غير شقيقة من والدي). 

- قالت الفنانة يسرا في برنامجك إنها افتقدت يوسف شاهين وصلاح جاهين في الثورة. من تفتقدين في اللحظات الحاسمة؟
والدي، لأنه يواكب كل جديد أقدمه وأنتظر تهنئته. أفتقده مع الوقت، لأنني كنت أستشيره كثيراً. وهذا الشعور بشع للغاية. 

- آخر مرة فقدت السيطرة على هدوئك...
تكلمت عشوائياً وهدأت لاحقاً.

- حين سمعت الفنانة يسرا تقول لزوجها: «رح أتجنن لجيب ولد»... هل تتماهين مع ضيوفك؟
تأثرت كثيراً خصوصاً بفنانة بحجم يسرا وتاريخها الفني.

- هل قررت الزواج خوفاً من أن يسرقك الفن من نعمة الأمومة؟
لا، أبداً بل كان قراري نابعاً من اقتناع. أعيش الحياة كل يوم بيومه. ولو أن الأمر على هذا النحو لكنت الآن أحمل طفلي. الأمومة دنيا ثانية تختلف عن الأمس وتحتاج إلى الكثير من التحضير.

- أبرز صفة في شخصيتك؟
الالتزام وأسوأها ردود فعلي السريعة والمؤذية أحياناً. ردودي جاهزة وهذا يزعجني.

- أكثر ما نجحت به في حياتك؟
زواجي من الرجل الذي أحب والمناسب لي. لو لم يكن موجوداً لما تزوجت، وهو أيضاً. 

- الأناقة...
الأناقة هي سلوك الإنسان قبل أزيائه، بجلسته ورقيّه. 

- الابتذال...
مرتبط بالتربية، لا يمكن التخلّص منه مهما بلغ الإنسان من مناصب أو جنى من ثروة.

- الترف...
قد يكون مبتذلاً إن اقتصر على اقتناء الأسماء التجارية. لا يليق بأيّ كان، ليس صفة فجائية.

- كتاب دائم...
كتاب The Power تابع لكتاب  The Secret(روندا بايرن) مليء بالمعنويات.

- مكان يشبهك؟
غرفتي بكل تفاصيلها وعطرها.

- الإعلانات...
أنا انتقائية لأن الإعلان قد ينال من صورة النجم. أرحب به إن كان يخدم صورتي.

- ألبوم تعودين إليه دائماً...
للمغنية الأميركية لانا ديل راي، خصوصاً أغنيتيها Blue Jeans وBorn To Die.