مقدّم برنامج the Voice محمد كريم

مقابلة, محمد كريم , the voice, مقدم برامج

01 أكتوبر 2012

تراه يركض في رواق ستوديو التصوير يحادث المدرّبين ويطمئن إلى المشاركين. يحمل همّ المتسابقين ويلعب دور أهلهم. يحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم. يراقب من بعيد ويسجّل ملاحظات ستساعده على تقديم برنامج the Voice. هو محمد كريم الطبيب والممثّل ومقدّم البرامج وربّما المغنّي الذي يلزمه «ثلاث صنع ليسبّع الكارات». فماذا في جعبته من جديد، يروي محمد لـ «لها» ويقول...


- لاحظنا وجودك في استوديوهات MBC أثناء تصوير برنامجي Arab Idol وArabs Got Talent 2، هل كان لوجودك أي صلة بتقديمك the Voice؟
تلقّيت دعوة لحضور عدد من حلقات البرنامجين، وكأن مجموعة MBC كانت تنوي شيئاً من دون أن تعلمني بالأمر. شعرت بأن MBC معجبة بي وتريدني في أمر ما لكنّي لم أعرف ما هو. يبدو أنها وجدت بي شخصية فريدة تريدها ضمن فريقها، وأظن السبب يعود إلى كوني أمضيت حياتي في لوس أنجيلس حيث درست التمثيل، إضافة إلى كوني طبيباً أمارس مهنة الطبّ.

قناة MBC هي الأولى عربياً، أذكر أني وفي زياتي للسعودية لأداء فريضة العمرة، ذُهلت من تهافت الجمهور عليّ بعدما عرضت هذه القناة مسلسلاً مثّلت فيه. أشعر بحماسة كبيرة تجاه هذا التعامل.

- هل هي تجربتك الأولى في عالم تقديم البرامج؟
هي الأولى فعلاً، أنا شخصٌ مغامر، وإن غامرت أختار المهمات الصعبة كي يكون طعم نجاحها ألذ.

- لكنها مخاطرة أيضاً ويحتمل أن تُخسرك الكثير؟
كلمة «فشل» ليست في قاموسي على الإطلاق! أكرهها ولا أريدها ولم أعتد على سماعها. أعتقد أنه سرّ نجاحي، أؤمن بقول مصري نردّده كثيراً يقول «اللي مكتوبلي حيجيلي» وأنا أيقن أني لن أحصل إلا على ما هو مكتوبٌ لي.

- طرحت أسماء عديدة للمشاركة في برنامج the Voice وكان التكتّم الكبير حول إسمك. ماذا يعني لك اختيارك لتقديم البرنامج؟
المفاوضات بيني وبين MBC مرّ عليها أشهر. ويدرك الجميع كيف بدت المنافسة على دخول البرنامج. بعدما أطلق عدد من النجوم شائعات بإدراج أسمائهم كمدربين أو مقدمين للبرنامج. وبالتزامن مع إعلان اسمي لتقديم البرنامج، بدأ البعض بالقول أنّههم رُشّحوا لتقديم the Voice واعتذروا!

ويضيف ممازحاً: «البرنامج ضخم وقد تكتّموا عن إعلان إسمي كون الغالي يبقى إلى الآخر».

- هل صحيح أنّه تم ترشيح هيفاء وهبي لتقديم the Voice؟
لا أعلم.

- هل حرمتك المشاركة في the Voice  قبول أعمال أخرى؟
التجربة جديدة بالنسبة إليّ و«مركّز فيها»، فقد أرجأت بعضاً من أعمالي للمشاركة في the Voice. كان يجب أن أظهر في مسلسلين في رمضان الماضي، أحدهما «الظابط والجلاّد» وهو من بطولتي مع المخرج هاني اسماعيل، ومسلسل «مولد وصاحبه غايب» مع هيفاء وهبي وفيفي عبدو. ومن حسن حظي أنّه تقرّر وقف تصوير المسلسلين ومتابعتهما بعد رمضان.  كما تلقّيت أكثر من عرض لتقديم برامج ضخمة، لكنّي كنت متحمساً لـ the Voice.

- ما رأيك بهيفاء وهبي كممثلة؟
متفائل جداً بتعاوني الثاني مع هيفاء، فقد ولدت كيمياء بيننا منذ فيلم «دكان شحاته»، وأحترم فيها الإنسانة الملتزمة في عملها.

- هذا يعني أنّك لم تكن السبب في تأجيل عرض «مولد وصاحبه غايب»؟
أنا شخص يحترم التعاقدات والالتزامات التي يقوم بها، واعتدت أن أتمّم عملي على آخر وجه، ولو كان المسلسل سيعرض في رمضان وعليّ متابعة التصوير بالتزامن مع تصوير البرنامج، لتركت فرصة تقديمي لبرنامج the Voice. معروفٌ عنّي أني أنتقي أعمالي ولا أشارك في خمسة أفلام في العام الواحد! أسعدني خبر تأجيل المسلسلين لأني خشيت خسارةthe Voice .

- هل خضعت لتدريبات معينة على تقديم البرامج كونك ممثلاً ولست مقدّماً؟
يتخطّى دور المقدّم في البرامج العالمية التي بحجم  the Voiceمهمة الربط بين الفقرات، فالمقدّم يحتاج أن يملك قدرات وإمكانات تفوق قدرات المذيع العادي. الثقة التي بادلتني إياها MBC أسعدتني بعدما أدركت مدى إيمانهم بقدراتي التي أظنّ أنها تتخطى التمثيل.

- هل شاهدت النسخة الأجنبية من البرنامج؟
كان واجبي البحث عن النسخ الأجنبية للبرنامج، فلم أترك نسخة إلا شاهدتها واكتسبت منها، مع مراعاتي لطبيعة عالمنا العربي. وحرصت أيضاً على إضافة لمستي الخاصة حتى تتميّز النسخة العربية عن تلك الأجنبية ولا يكون الأمر تقليداً ونقلاً. لا يقتصر دوري في البرنامج على تقديم الفقرات والربط بينها، بل أنا أعيش تجربة كل متسابق وأختبر معه كل أنواع المشاعر التي يعيشها.

- لاحظنا تأثرك بنتائج المتسابقين في المرحلة الأولى، كيف وجدتها وكم هو صعب أن تشهد عملية تحطّم آمال بعض المواهب وتحقّق أحلام أخرى؟
يتألف البرنامج من ثلاث مراحل، يختلف فيها عن برنامجي Idol وGot Talent، فقد لازمت المتسابقين وعائلاتهم قبل اعتلائهم المسرح وبعده. كانت المهمة صعبة جداً لي، إذ رأيت أمامي طموحاً وأحلاماً وآمالاً تُبنى، وبعدها بدقائق شهدتها تتحطّم!

أظنّ أن مهمة المدربين أسهل، فهم يديرون الكرسي لمن يعجبهم ولا يفعلون لمن لا يعجبهم، ويمرّ المتسابق تلو الآخر بطريقة سلسة، أما أنا فدوري محرج ومفعم بالعواطف.

هناك متسابق قال لي: «إنّها الفرصة الأخيرة في حياتي، عمري أربعون عاماً وإن لم أنجح في البرنامج ستنتهي كل طموحاتي وأحلامي». وعندما دخل للغناء أمام المدرّبين، وجدت نفسي ومن دون أن أشعر، أصرخ وأنتظر من المدربين اختياره. أنا أنحاز إلى المشاركين لأني أعيش معهم تجربتهم.

في المرحلة الثانية The Battles أظهر في وسط المعركة «المبارزة» لأشجع المتسابقين عن قرب، وأظّن أن مواهبي التقديمية ستظهر في هذه المرحلة. بشكلٍ عام، تقديم the Voice يُبرز قدراتي كمقدم ويُظهر إمكاناتي.

- صف لنا أجواء الـ Family Room التي جمعت بينك وبين أهالي المتسابقين؟
ظروف بعض المتسابقين وظروف بلادهم حالت دون قدوم أي فرد من عائلاتهم، فكنت الأب والأخ وساندتهم وتعاطفت معهم. كمية العواطف التي ظهرت في الـFamily Room لم يشهدها أي برنامج آخر، وأرى أنه البرنامج الأكثر حساسية وواقعية وإيجابية في العالم العربي.

- كيف هي علاقتك بالمدربين النجوم؟
علاقتي بهم «تُحفة». شيرين حبيبتي وصابر صديقي، وتعرّفت هنا إلى كاظم وعاصي الحلاني وأنا في غاية السعادة لمعرفتهما، فلكل فنان منهم شخصيته وبصمته الخاصة، وتوقّعوا مفاجآت ومواقف لافتة ستجمعني بهم على مسرح البرنامج، حيث سأحاول أن أُظهر الوجه الآخر لكل منهم.

- قبل مشاركتك في the Voice، من كان يعجبك من الفنانين المدربين؟
كوني في الوسط الفني أنا متابع جيّد لأعمال جميع الفنانين. أحب شيرين كثيراً وهي حسّاسة ودلّوعة، لكن ميزة البرنامج أنه جمع أربعة من أهم الأصوات العربية. لا أستطيع أن أقول أحبّ فلاناً على فلان، فالصوت الجبلي الذي يتمتع به عاصي الحلاني أعشقه، وهدوء كاظم الساهر وغناؤه الرومنسي بخاصة لقصائد نزار قباني يجعلانني أنتقل معه إلى عالمٍ آخر مليء بالأحاسيس. أما صابر الرباعي فأظهر في محاولته إقناع المتسابقين بأن يختاروه وجهاً جديداً لم نره من قبل.

- ماذا يضيف برنامج the Voice إلى مسيرتك المهنية؟
آمل أن يتعرّف العالم على الوجه الآخر لمحمد كريم في هذا البرنامج، هم يعرفونه من خلال أعماله التمثيلية التي حرصت جيداً على انتقائها، ففي «دكان شحاته»  اخترت شخصيتي بعدما أديت الأدوار الرومانسية والعاطفية، رغبت في مفاجأة نفسي والجمهور، وأردت أن أنفّذ دور «الشرير»، وقد نلت عنه جائزة أفضل ممثل في مهرجان أوسكار السينما المصرية. كما أدّيت الدور الرومانسي في «بنات أفندينا» الذي كان من بطولتي إلى جانب إلهام شاهين. وحرصت على لعبه مجدّداً مع هيفاء وهبي في مسلسل «مولد وصاحبه غايب» ليكون الدور النقيض لما قدّمته في «دكان شحاته». ودوري في المسلسل هو ضابط ضد النظام والرؤساء ووزارة الداخلية. أجواؤه مستوحاة من الوضع السائد في مصر والثورات العربية ومن محاربة الفوضى والفساد والرشاوى والوساطة.

- بداية مسيرتك الفنية كانت مع التمثيل وتخوض اليوم تجربتك التقديميّة الأولى فهل سنرى محمد كريم المغنّي؟
أتمتّع بأذن موسيقية، إلاّ أن الفكرة لا تراودني في الوقت الحالي. تركت محمد كريم الممثل في مصر، وأعيش اليوم حالة محمد كريم مقدّم برنامج the Voice.

- إذا شاركت في برنامج the Voice وغنّيت، من كنت ستختار من بين المدربين الأربعة؟
لا أحب أن أعيش الخيال. أنا انسان واقعي ويستحيل أن أشارك في البرنامج.

- هل من مشروع غنائي قريب؟
«كل حاجة لها وقتها».

- يعني ذلك أن صوتك جميل؟
أعتبر نفسي فناناً شاملاً سواء في التمثيل والتقديم والغناء. وأؤمن أن كل فرصة تأتي عندما يحين وقتها. فإن وجدت الفرصة المناسبة في الوقت المناسب، سأغني. أنتظر أن يحين هذا الموعد. أضف إلى كل ذلك أنّي الطبيب محمد كريم ولا أنوي التخلّي عن مهنة الطبّ أبداً.

- ما هو اختصاصك؟
أنا طبيب خرّيج كلية الطب ووالدي ووالدتي وأغلب أفراد عائلتي أطباء. تخصّصت في «التنحيف والسمنة»، وتابعت دراساتي العليا في الطبّ، إلى أن أنشأت مركزاً طبياً خاصّاً بي في القاهرة.

- ماذا عن الحياة العاطفية؟
مهمة جداً في حياتي، ولا يمكنني العيش دون حب. عندما يغيب الحب عنّي يبدو مزاجي العام غير مستقر.

- هل تعيش حالة حب اليوم؟
(يجيب ممازحاً) أنا في حالة عدم استقرار مزاجي.

- هل ممكن أن تغرم بإحدى متسابقات the Voice؟
لم لا تقولان «من بين المدربين»! (يضحك)

- تبدو مغرماً بشيرين؟
شيرين حبيبتي طبعاً.

- نبذة عن حياتك العائلية. وماذا بقّي لك من ذكريات الطفولة؟
أنا شاب وحيد لديّ شقيقة وحيدة أيضاً تدعى مايا. والدي ووالدتي طبيبان. وولدا شقيقتي كريم وسيف هما أجمل ما في حياتي. لديّ الكثير من الأصدقاء، ولي في كل بلد عدد من الأصدقاء وأكثرهم من خارج الوسط الفني، أصدقاء الطفولة وجيراني وأصدقاء الجامعة هم الأصدقاء الحقيقيون. تربطني علاقة بعدد من الفنانين، لكنّي لا أعتقد أن أحداً منهم سيهتم لخصوصياتي ونجاحاتي كما يفعل صديق تربّيت معه.

عشت طفولة جميلة وكنت شقيّاً لكن «إبن ناس قوي»، كنت أتضايق من نفسي. الفضل الكبير في ما وصلت إليه اليوم هو لوالدي. أهديه كل نجاحاتي وأشكره لأنّه علّمنّي كيف أكون غير تقليدي. كل شيء في حياتي كان غير تقليدي، حتى في تقديمي the Voice لست تقليدياً. كما علّمني والدي أن أكون مختلفاً، والغريب أنّه قال لي: «اعمل اللي انت عايزه». لم يجبرني على أن أدرس الطب كونه طبيباً، بل تركني أختار اختصاصي بنفسي، لذلك أحببت الطب. يملك نظرة مستقبلية، ولو لم يحمّلني المسؤولية منذ صغري لما أصبحت ما أنا عليه اليوم. علّمني الاعتماد على نفسي. كانت استحالة أن أطلب منه المال وهو أكثر شخص شجّعني على دخول الوسط الفني، فقد كنت أعود من الجامعة متعباً، وأجده ينتظرني ليخبرني أن هناك تصوير فيلم في موقع معين، ويدفعني إلى الذهاب، بدل أن يطلب مني ملازمة المنزل لأدرس. نجاحي الفني كان له وقع مميّز في نفسي، لأنّي بدأت من تحت الصفر وكان الموضوع صعباً جداً بالنسبة إلي، لم تكن تربطني علاقة بأي شخص في الوسط الفني، وذلك كان حافزاً لي كي أستمر وأثبت نفسي. أما في المجال الطبي فالأمور جيّدة. إنّما أين أنا!؟ ما الذي سأفعله لنفسي!؟

- أي محمد تفضّل الممثل أم المقدّم أم الطبيب؟
الفنان محمد كريم.

- هل تعتبر محمد كريم إنساناً ناجحاً في كل ما اختبره؟
لا ينجح الإنسان دائماً بفعل ما يحبّه وما يريده لنفسه، لأن الظروف تمنعنا من تحقيق بعض الآمال والطموحات. خسرت الكثير من المال في حياتي جرّاء رفضي كثيراً من الأعمال، لكن المال لا يأسرني، ولا أعمل بهدف المادة، فإن فعلت ستختلف مقاييسي في اختيار نوعية أعمالي، وبدل أن أختار الشيء الذي أحبه لتحقيق ذاتي أصبح أسير أمور جانبية كالشهرة والمال وما إلى هنالك من مسائل لا تغريني بقدر اهتمامي بمضمون أعمالي. لا أسمح لشيء بالتأثير في خياراتي، وأظنّ أن النتيجة التي وصلت لها اليوم ترضيني رغم كل ما فاتني.