علا الفارس: كنت مجرّد مذيعة احتياط...

مذيعة, إعلامية, قناة ام.بي.سي, إستفتاء, علا الفارس

12 نوفمبر 2012

تؤمن بأنها تفوقت لأنها صادقة لا تجامل ولا تكذب ولا تمثّل. يكفيها أنها كتبت قصة نجاحها بعرق الجبين في زمن «الباراشوتات» الإعلامية، على حد قولها. بدأت عملها كمراسلة، من ثم مراسلة ومذيعة احتياطية، إلى مراسلة ومحررة ومذيعة.
لم تقبل بالظهور في أي إعلان لا يمثلها، ورفضت الملايين، وقبلت بمقابل بسيط كي لا تغش الناس. أحبت أن تكون رسالتها الإعلامية خدمة الناس وعمل الخير الذي يبدأ بابتسامة بكل حشمة وبعيداً عن الابتذال ووضع الأقنعة.
هكذا حكت مذيعة إم بي سي علا فارس في حوارها مع «لها» بعد استفتاء أجري على موقع المجلة (www.lahamag.com) واختارها أجمل مذيعة أخبار عربية، مؤكدة أنها ليست الأجمل، ولكنها أكثر طبيعية في زمن غلبت فيه المتصّنعات المتكلفات في الإطلالة.


- أعوام عدة تواصلين خلالها الظهور في برنامجك الأسبوعي «ام بي سي في أسبوع»، ألا ترين أنه حان وقت التجديد؟
كلام سليم، وكثيرا ما أقول حان وقت التجديد، لكني لا اعلم لماذا كلما تلقيت عرضا جديداً أتراجع. ربما لأنني تعبت كثيرا في هذا البرنامج الذي أشرفت على إعداده وتقديمه سنوات طويلة، وشهدت نجاحه وتفوقه خطوة خطوة.

- إلى أي مدى أنتِ راضية عمّا قدمته في مسيرتك الإعلامية؟
مسيرتي! ذكرتني. أتصدق، تخطيت عشر سنوات في الإعلام!! العمر يمضي وكأنه لحظة. من ناحية الرضا فراضية الحمدلله بعد كل هذه السنين والتدرج من أصغر مراسلة في الشرق الأوسط وعمري 17 سنة مع قناة «العربية» إلى أصغر مقدمة أخبار في «إم بي سي»، والآن اقترب من 7 سنوات في إعداد وتقديم برنامج أسبوعي كامل مسؤولة عنه بكل تفاصيله على شاشة العرب الأولى، أعتقد أنه يجب أن أكون راضية كل الرضا، يكفيني أنني كتبت قصة نجاحي بعرق الجبين في زمن «الباراشوتات» الإعلامية.

- ألا يحبطك عدم وجود برنامج من تقديمك وحدك؟
أقدم الأخبار بمفردي، وبرنامج «إم بي سي في أسبوع» كثيرا ما أعدّه وأقدمه بمفردي. قدمت أيضاً الكثير من التغطيات الخاصة التي امتدت إلى أكثر من 10 ساعات بمفردي على الهواء، والمشاهد يعلم ما املكه من إمكانات فلماذا الأنانية؟ لست من هذا النوع أبداً، ولوجود علي معي على الهواء نكهة خاصة، فنحن بشهادة الجميع ثنائي مميز في قناة «إم بي سي».

- ما بين الإطلالة في «إم بي سي في أسبوع» والإطلالة في نشرات الأخبار، ألا تجدين أنك مشتتة؟
في التقديم أجد نفسي في الأخبار أقوى لأني فقط مذيعة، وقد أساعد في التحرير أحياناً، فتركيزي يكون على التقديم. بعكس برنامجي الذي كثيراً ما أطل على الهواء فيه دون أن أسرح شعري لانشغالي حتى آخر لحظة في الإعداد والتأكد أن المخرج لن يجد شيئا ناقصا في التنفيذ.
فأحيانا في الفواصل تجدني أركض لتعديل قصة معينة أو ما شابه. أعتني بالمضمون كثيرا إلى درجة أنني أنسى أنني مذيعة، لكن الحمدلله أحبني الناس في الاثنين.

- دورك يتجاوز كونك مذيعة ويمتد إلى الإعداد وقراءة بعض التقارير، كيف يمكن التوفيق بين كل هذه الأعمال؟
منذ لحظة انتقالي من الميدان إلى الاستديو اشترطت على نفسي أن لا أكون ببغاء، وكنت اشعر أن لدي وفاء لمهنة صنعتني وهي المراسلة. حينها قررت أن أكون صحافية شاملة، وأصقل نفسي لأقدم المزيد.
لعل التدرج هو الذي ساعدني فقد بدأت مراسلة، من ثم مراسلة ومذيعة احتياطية، إلى مراسلة ومحررة ومذيعة. والآن احمل مسمى استثنائياً في محطة إم بي سي «معدة ومذيعة برامج مراسلة ومقدمة أخبار». سنوات من التدرج المهني والتعلم أوصلتني إلى هنا. مشوار طويل جدا فيه الكثير من التحدي والتوفيق من الله.

- كيف تجدين ثنائيتك مع زميلك علي الغفيلي؟
تربطنا علاقة استثنائية تبدأ مع كل إطلالة وتنتهي مع نهاية البرنامج. رأيت تألقنا بعيون مشاهدينا الذين أحبونا ببساطتنا وعفويتنا، اعتقد لو خيرت اليوم للظهور مع أي شخص آخر لن أوافق إلا إذا كان علي الغفيلي لأننا نجحنا معا وصنعنا «إم بي سي في أسبوع» معاً.

- اتهمتِ بعض زملائك في إم بي سي بـ»التكاسل»، ألم يدخلك هذا الاتهام في مرحلة تأزم علاقتك مع بعضهم؟
زملائي الذين تحدثت عنهم، أين هم الآن؟ هذا هو السؤال! يعرف عني الصراحة، ولا أهاب أحداً، لذلك نادراً ما تجد أحداً يعاتبني لأني أعرف ماذا أقول ومتى وأين أقوله، وهذا ليس مدحاً لنفسي.
لكن لا احد تضايقه الحقيقة إلا إذا كان إنساناً غير متصالح مع نفسه. نعم كنت مجرد مذيعة احتياط، وكسل المذيعين وتهربهم من العمل هما ما أعطاني فرصة الظهور، وكنت أول وجه شاب يقدم الأخبار في الشرق الأوسط، ولم يتوقعوا لي النجاح.
اليوم القنوات الإخبارية المتخصصة تقدم الوجوه الشابة، ويكفيني ما وصلت إليه. لكن هذا المجال يريد من يكد ويعمل ويجتهد.

- كيف وجدتِ تجربة الإعلانات؟
بدأت أتلقى أكثر من عرض بعد سنتين فقط من ظهوري على شاشة إم بي سي، وكنت أخاف التجربة لأنني كنت أريد أن أصنع اسم علا الفارس فقط دون أن يرتبط بأي شيء آخر سوى العمل الإنساني والخير.
كنت احدث زملائي كلما تلقيت عرضاً فأجدهم يسخرون مني! «معقول! لماذا يأتيك إعلان أو عرض تمثيل؟ ما زلت لا شيء في الإعلام!».
فصمت كثيراً إلى أن أكملت عامي العاشر في الإعلام، وقلت نعم حان الوقت لأعلن نجوميتي، وانتقالي من عالم الشهرة إلى عالم آخر.
التجربة كانت اقرب إلى تتويج. أيضاً كنت حريصة جداً على أن تكون أول دعاية تتوافق مع شخصيتي، وما أقدم، واظهر بكامل احتشام لذلك رفضت ثلاثة عروض وقبلت واحدا فقط لأنه يمثلني، ولأنني استخدم المنتج فلم أغش الناس.
قد يضحك البعض لكنني حقا اكره الكذب، ورفضت الملايين، وقبلت بمقابل بسيط كي لا أغش الناس وكي أحقق هدفاً في نفسي.

- حضورك الفعّال في «تويتر» ماذا حقّق لك؟
أول ما دخلت «تويتر» كنت وكالة أخبار، بعدها توقفت للحظة وقلت ما هذا؟ هنا الجميع موجود للتواصل، والجميع يعلمون ماذا أقدم على الشاشة، فلا بد أن يكون لوجودي نكهة مختلفة.
غيرت أسلوبي وبدأت أتواصل للتسلية وللرد على المتابعين وأتعامل بكل عفوية، في «تويتر» أنا مجرد حروف وكل يقرأني على مزاجه. ماذا حقق لي؟ ربما كسبت نوعية جديدة من المتابعين.

- يصفك البعض بأنك المذيعة المدللة في «إم بي سي»، ما تعليقك؟
لا اعتقد! إن قدرتني المؤسسة فذلك بفضل اجتهادي طوال هذه السنوات، ومن الطبيعي أن يقدر رب الأسرة الطفل المميز والمتفوق ولو معنويا. وهذا الحاصل معي، أما موضوع الدلال فلا أحد مدللاً في إم بي سي.
جورج قرداحي قيل انه مدلل وأين هو الآن؟ إم بي سي صانعة النجوم ومن لا يجتهد سيغرد خارج السرب.

- تدينين بالفضل لمجموعة إم بي سي، هل يعني ذلك أن انتقالك منها أقرب الى المستحيل مهما كانت العروض؟
اكتفي بالقول لا مستحيل في هذه الحياة. الوفاء طبعي، لكنني املك طموحاً كبيراً حققته مع إم بي سي، ولا أريد أن أحققه خارجها، لكن لا أعلم ماذا تحمل الأيام.

- كيف تجدين المنافسة داخل المجموعة وبين المذيعات عموماً؟
لا توجد منافسة فلكل منا نكهة خاصة. بالنسبة إلي لم اعتبر نفسي منافسة لأحد.

- ما هي طموحات علا الفارس؟
لا أريد أن أتحدث عنها. تعلمت أن أنجز من ثم أتكلم. حقا لا أريد أن أجيب لمجرد الإجابة، فطموحاتي المقبلة سأكتفي بها حلماً لا اعلم أن كان سيتحقق.

- مشوارك الإعلامي، هل كان سهلاً ومفروشاً بالورود؟
كان صعباً حتى قابلت عمار قاهر المستحيل. شاب سعودي حقق أحلامه وهو عاجز لا يتحرك فيه إلا لسانه وعيناه. لذلك لا أريد أن أرى إلا الجانب الايجابي مما وصلت إليه.
هذا ما تعلمته من إرادة عمار، بعدما قابلته تقزمت أمامي كل ما اعتقدت أنها صعوبات وعقبات واجهتني أو ستواجهني.

- هل ندمت على دخولك مجال الإعلام؟
لا، لكن أحيانا عندما يحبطني موقف ما وأرى أخريات ينجحن دون مجهود يذكر، ويسقطن على الوسط من «الباراشوتات» أقول: لماذا أنا في هذا العالم القذر؟ دقائق وأعود لأرى الجانب المشرق، أبتسم، وأمضي، وأتذكر متعة التفوق، وقصتي التي كتبتها بعشر سنوات من العمل المتواصل.
أبتسم وأراهن على محبة الناس واحترامهم. ولكل شيء نكهة نحن من يصنعها. ونكهتي في الإعلام أردتها أن تكون خدمة الناس وعمل الخير الذي يبدأ بابتسامة بكل حشمة وبعيدا عن الابتذال ووضع الأقنعة.

- يقال أن بساطة علا وعفويتها هما سر حب الناس لها؟
كثيرا ما كنت أبكي وأقول أريد أن أتغير، لماذا أنا هكذا. بكيت بالساعات وإنهرت كثيرا بسبب هذه البساطة والعفوية. لكن في لحظة وهبني الله قوة لا أعلم من أين أتت.
وقلت هذه أنا لن أتغير من أجل أحد، ومن لحظتها بدأت أشعر بطعم مختلف للحياة، وأيقنت أن العالم في حاجة الينا كما نحن، وغدت هذه الصفة ميزة.
فأغلبهن مصطنعات متكلفات في الإطلالة وفي الشكل وفي طريقة الكلام، وربما هذا ما جعل الناس تلتفت إلي، وربما لأن الشيء الطبيعي أصبح نادرا على الشاشة للأسف!

- ما سرّ تفوقك على زملائك في «إم بي سي»؟
دعوات الناس الطيبة. كما أنني مؤمنة بأن الصدق والنجاح يسيران بخط واحد في هذه الحياة. الإنسان الصادق مع نفسه ومع الآخرين سيصل وسينجح. تفوقت لأنني صادقة لا أجامل ولا أكذب أو أمثل.
والأهم أجتهد وأعمل كثيراً، وربما لأنني أحب عملي بصدق، ولم يكن يوما مصدر رزق ومال فقط. فقد عملت لمدة سنتين دون أن أتقاضى ديناراً واحداً. تعاملت مع المهنة بحب فعادت علي بحب الناس.

- ما مدى تقبلك للانتقاد لشخصك مما تجود به فضاءات الانترنت وخاصة «تويتر»؟
هناك فرق بين الانتقاد البنّاء والتجريح. من ينتقدني بأدب أرد عليه وأناقشه فقد يفحم أحدنا الآخر. أما من يجرح، فأسلوبي معروف، نادراً ما أتعاطى معه لكن قد أرد ممازحة لأنني اعلم أنهم يقصدون الإهانة للفت الانتباه.
منذ لحظة دخولي تويتر حتى اليوم ورغم أنني املك في تويتر أكثر من 3000 متابع لم أعطِ بلوك لأي شخص، ويقال إنني الشخصية الوحيدة التي لم تستخدم البلوك. البعض فهمها ثقة زائدة بالنفس، لكنها حقيقة ليست سوى تقبل للجميع، فأهلا بهم بكل أطيافهم وألوانهم.

- طفولتك، هل منحتك أبجدية خاصة تفردت بها؟
طفولتي أجمل أيام عمري. كانت في أحضان والدي. مات والدي، فغابت طفولتي، وأعلنت الحرب لتحقيق الذات، وبدأتها بالكتابة وعمري 13 عاماً لأصف جنازة أبي العسكرية، وهنا بدأت قصتي فكتبت ثم تخرجت من المدرسة، ودخلت الجامعة في سن 16 عاماً.
من ثم بدأت العمل والدراسة. لقد ماتت طفولتي مبكراَ، لكنها كانت نقطة تحول.

- ماذا يعني لك اختيارك أجمل مذيعة أخبار عربية في استفتاء مجلة «لها»؟
لن اخفي سعادتي عندما فاجأني مدير أخبار إم بي سي والزملاء بطبق من الكيك يحمل صورتي وعليه عبارة مبروك... سألتهم ما هذا؟ قالوا لي أنت أجمل مذيعة عربية بحسب استفتاء موقع مجلة «لها». وقتها ذرفت دمعة.
تعرف لماذا؟ لأنني لست جميلة، هناك من هن أجمل، سواء من خلقة الله أو مبضع الجراح. تأثرت وقلت أمام الجميع لست أجملهن لكن وجودي بينكم انعكس على روحي التي أكسبتني محبة الناس.
عندما نحب نرى من نحب الأجمل، فشكرا لمن أحب علا لروحها ومضمونها، لا شكلها، وهذا ما أكاد اجزم انه سبب تفوقي في هذا التصويت، لذلك أنا فخوره به.
أما ألقاب الجمال فلا تعنيني البتة، ولكن شكرا «لها» على طرح اسمي فقد سعدت بذلك كثيراً.