محمد حماقي: تامر حسني مجتهد...

عمرو دياب, الغناء, تامر حسني, ألبوم غنائي, محمد حماقي , سميرة سعيد, ألبومات, التمثيل

14 نوفمبر 2012

ألبومه الجديد «من قلبي بغني» كان جاهزاً منذ فترة طويلة، لكنه رفض المغامرة بإطلاقه في ظل الظروف الصعبة التي كانت تمر بها مصر. وعندما وجد الوقت مناسباً لم يتردد، ونفدت الطبعة الأولى منه فقرر إهداء جمهوره أغنية جديدة في الطبعة الثانية.
النجم محمد حماقي يتحدث عن تحديه للسرقة، والفكرة الجديدة التي توصلت إليها شركته لمواجهة القرصنة، وسبب تركه منتجه السابق نصيف قزمان.
كما يتحدث عن عمرو دياب وتامر حسني، ويرفض وصف الدويتوهات مع المطربين الأجانب بأنها دليل على الوصول إلى العالمية، ويبدي رأيه في برنامج سميرة سعيد وهاني شاكر، ويعترف بأن امرأة فاضلة هي سر نجاحه.


- لماذا تأخر إطلاق ألبومك الغنائي «من قلبي بغني» لمدة عامين؟
أعتقد أن الظروف التي مررنا ونمر بها في وطننا العربي خلال السنتين الأخيرتين، جعلت مطربي المنطقة يخشون من إطلاق ألبوماتهم أو أغنياتهم السينغل، حتى لا يشعروا بأن مجهودهم سيضيع هباءً، فالجمهور العربي مشغول الآن بالأحداث والتطورات السياسية التي تشهدها المنطقة.
وحاولت كثيراً خلال هاتين السنتين أن أطرح الألبوم، لكن الظروف التي شهدتها مصر خلال تلك الفترة كانت كثيرة، ومعظمها كان مؤلماً، مثل موقعة شارع محمد محمود ومذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها 74 شاباً مصرياً.

- هناك عدد كبير من المطربين جازفوا وطرحوا ألبومات غنائية خلال تلك الفترة!
أعلم ذلك جيداً، لكن لكل مطرب حساباته وظروفه، ولديه أيضاً فريق عمل يستشيره في تلك الأمور. وعندما استشرت أفراد فريقي كان رأيهم هو التأجيل.
وللعلم إذا درسنا السوق الغنائي في مصر دراسة جيدة سنجد أن معظم المطربين منذ بداية الثورة لم يطرحوا ألبومات غنائية واكتفوا بأغنية أو اثنتين، لأن السوق الغنائي متقلب.
وأعتقد أنني تعلمت الدرس جيداً من الظروف التي تعرض لها ألبومي السابق «حاجة مش طبيعية»، فقد أطلقته قبل الثورة المصرية بأسابيع قليلة ونجح في تحقيق مبيعات جيدة حتى الأيام الأولى من الثورة، لكن مع زيادة الاضطرابات في البلاد وانعدام الحضور الأمني انشغل الجميع بالأحداث السياسية وتأمين بيوتهم، وتوقفت صناعة الموسيقى والغناء.
ولذلك قررت مع فريق عملي وشركتي المنتجة أن نحسن اختيار موعد طرح الألبوم ونولي الأمر عناية فائقة.

- هل لمست نجاح الألبوم؟
بالتأكيد، وأبرز دليل على ذلك أن الطبعة الأولى منه نفدت، وهذا شيء جيد للغاية. فرغم حالة القرصنة والسرقة بيعت كل النسخ، ولذلك قررت أن أقدم لجمهوري هدية مع الطبعة الثانية من الألبوم، بأنأضيف أغنية «نفسي أبقى جنبه» بتوزيع موسيقي جديد، بالإضافة إلى أغنية جديدة لم تطرح في النسخة الأولى.

- لماذا اخترت أغنية «من قلبي بغني» عنواناً للألبوم؟
لم يكن اختيار اسم الألبوم سهلاً بل ظللنا طوال فترة التحضير في حيرة ومفاضلة بين أغنيتي «نفسي أبقى جنبه» و»من قلبي بغني».
وبعد فترة طويلة قررنا اختيار «من قلبي بغني»، لأنه اسم جديد على المستمع العربي ولم يطلق من قبل على ألبوم أو أغنية، كما يصف حالتي الشخصية فأنا دائماً ما أغني من قلبي.

- ما حقيقة أن أغنية «هيقولوا» كانت في الأساس مكتوبة للمطرب الشعبي أبو الليف؟
عندما استمعت إلى أغنية «هيقولوا» كنت عند الملحن محمد يحيى وأعجبتني للغاية، وتكلمت مع الشاعر أيمن بهجت قمر وقال لي إنها متروكة لأبو الليف.
عندها تكلمت مع أبو الليف حول إمكان أخذها لكي أطرحها في ألبومي الجديد فوجدته مرحباً للغاية، وأغنية «هيقولوا» كلماتها خفيفة وتتماشى مع شكلي الغنائي.

- هل تتوقع أن يحصد الألبوم جوائز عالمية مثلما حدث مع ألبوماتك السابقة؟
ليس باستطاعتي أن أجزم بذلك، لكني أتمنى وأدعو الله أن يوفقني، خاصة أنني تعبت كثيراً حتى يخرج ألبوم «من قلبي بغني» للنور.
فقد ظللت ثلاث سنوات أبحث عن كلمات وأغانٍ وأدقق في الاختيارات، وسافرت إلى باريس ولندن لكي أسجل وأصور أغلفة الألبوم، وغيرها من التفاصيل. وأتمنى الفوز بجائزة «إم تي ڤي» مرة أخرى مثلما حدث مع ألبوم «حاجة مش طبيعة»، أو يحصل على الاسطوانة البلاتينية مثلما حدث مع ألبوم «خلينا نعيش».

- لماذا اختفى الموزع الموسيقي طارق مدكور من ألبومك؟
غياب أستاذي وصديقي الموزع طارق مدكور عن الألبوم لم يكن مقصوداً، لكن الظروف وطبيعة العمل في الألبوم هذه المرة لم تتح لنا التعاون مجدداً، فهو كان منشغلاً في أعماله وأنا أيضاً، وأعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد تعاوناً جديداً بيننا.
وأحب دائماً عندما يسألني أحد عن طارق مدكور أن أقول إنه من اكتشف محمد حماقي، ولولا مساعدته لي في بدايتي لما كان الناس عرفوا الآن مطرباً يدعى محمد حماقي. ومن لم يتعامل مع مدكور في مشواره الغنائي خسر الكثير، لأنه دائماً يحمل كل ما هو جديد في عالم الموسيقى.

- ما حقيقة خلافك الحاد مع المطرب والملحن رامي جمال؟
لا أعرف من يطلق تلك الشائعات، فليس هناك أي خلاف بيني وبين رامي جمال وعلاقتنا قوية للغاية، لكننا لم نتعاون في الألبوم، لأن الألحان التي قدمها رامي لي لم تكن متماشية مع الشكل الذي وضعناه للألبوم من البداية.
لكن بالتأكيد هناك أعمال كثيرة ستجمعنا في الفترة المقبلة، خاصة أن رامي ملحن كبير ولديه موهبة خاصة، وللعلم أنا أول من شجع رامي على الغناء.

- أليس غريباً أن تتعاون مع عمرو مصطفى رغم وجود خلاف بينكما منذ تعاونكما عام 2006 من خلال أغنية «أحلى حاجة فيكي»؟
الحياة دائما تجعلنا نتعارك ثم نتصالح، كان هناك خلاف تمت تصفيته، وعمرو مصطفى ملحن عبقري وشخص طيب للغاية، وما في قلبه على لسانه.
ولا أستطيع أن أنكر انه قدم لي اغنية غيرت شكلي في الغناء، وهي «أحلى حاجة فيكي»، وعودة التعاون بيننا ستعود بالنفع عليَّ وعليه.

- لماذا تحب دائماً التعامل مع الشاعر أيمن بهجت قمر؟
أيمن صديق مقرب لي قبل دخولي مجال الغناء، وهو بالنسبة إلي ليس شاعراً فقط، إنما أخ أستفيد دائماً من تجاربه في المجال الفني، وكلماته قريبة لمشاعر المستمع، فهو أكثر شاعر في مجال الأغنية يستطيع بقلمه أن يحرك أحاسيسك، سواء في الرومانسية أو الشجن.
كما أرى أنه أفضل من كتب الأغاني ذات الطابع الشعبي التي تتكلم عن حياتنا اليومية والمشاكل التي نمر بها، والدليل على ذلك أن كل الأغاني الحالية الناجحة سنجدها من كلماته.

- هل ستصور أغنيات من ألبومك الجديد؟
سأصور ثلاث أغنيات، لكن لم أستقر بعد على المخرجين، والأغنية الأولى هي «نفسي أبقى جنبه»، أما الأغنيتان الأخريان فأفضل أن أعرض الألبوم كله أولاً على المخرجين الذين سنتفق معهم، ليساعدونا في اختيار الأفضل للتصوير.

- هل ترى أن ثورات الربيع العربي كانت السبب الرئيسي لتوقف نشاط سوق الكاسيت؟
أرفض أن نلقي مشاكلنا وأخطاءنا في الحياة على أكتاف ثورات الربيع العربي، فسوق الغناء في الوطن العربي متوقف من بداية الألفية الثالثة، عندما دخل الإنترنت المجاني دولنا العربية، وأصبحت الأغاني والألبومات تتعرّض للقرصنة وتوضع على مواقع الإنترنت اثر طرحها في الأسواق بساعات قليلة.
ولذلك فعندما نقول إن ثورات الربيع العربي هي سبب الانتكاسة فهذا ظلم لها، الأوضاع التي أنتجتها الثورات شغلتنا عن التفكير في الغناء، لكنها ليست سبب الانهيار، وأحزن كثيراً عندما أرى الناس ينتقدون الثورات ويُلقون تقصيرهم عليها، ويقولون إنها سبب خسائرهم.

- كيف ستواجه مشكلة القرصنة مع ألبومك الجديد؟
في البداية لم يكن لديَّ أي مقترح أو حل لمشكلة القرصنة والسرقة، والتي بسببها خسرت الكثير خلال مشواري الغنائي مع ألبوماتي الثلاثة، لكن بعدما جلست مع القائمين على شركتي المنتجة «نجوم ريكوردز» اكتشفت أنهم وجدوا حلاً سيقلب الأوضاع رأساً على عقب، وهو أن من سيشتري النسخة الأصلية من الألبوم سيكون لديه حق حضور كل حفلاتي الغنائية لمدة عام داخل مصر، سواء المجانية أو التي ستكون بتذاكر.
وسيكون لديهم مدرج مخصص لهم في جميع الحفلات، والشيء الوحيد الذي سيحرمون منه هو الحفلات الخاصة والأعراس.

- هل ترى أن هذه الفكرة ستحقق نجاحا؟
اعتقد أنها ستعيد إلى سوق الأغنية جزءاً من رونقه الذي فقده في الفترة الأخيرة، لأن ألبوماً لا يكلف الفرد خمسة دولارات سيمنحه حق حضور أكثر من 15 حفلة غنائية طوال العام، هكذا سيكون المستمع مستفيداً والمطرب أيضاً.

- هل ترى أن مقياس نجاح المطرب يتوقف على مبيعات ألبوماته؟
أرى أن هذا المقياس كان صحيحاً في الماضي عندما كانت صناعة الأغنية تقوم فقط على بيع ألبومات الكاسيت، أما الآن فنرى أن النجاح يقاس بكمية التحميلات للألبوم فور قرصنته على مواقع التحميل والمنتديات، وأيضاً نسبة الاستماع إلى أغاني الألبوم على الإنترنت، وعدد المشاهدات للأغاني على اليوتيوب.

- لماذا انفصلت عن شركتك «صوت الدلتا»؟
لا أستطيع أن أنكر دور شركة «صوت الدلتا» والمنتج الكبير نصيف قزمان في صناعة اسم محمد حماقي، منذ ألبوم «آن الأوان» مروراً بـ»خلينا نعيش» و»بحبك كل يوم أكتر» وانتهاءً بـ»حاجة مش طبيعية»، لكن ظروف التطور والتكنولوجيا التي نعاصرها تجعلنا نبحث دائماً عن عروض أفضل تجعلنا نقدم كل ما هو جديد.
تركت «صوت الدلتا» لأنني أبحث عن شركة تقدمني بشكل أفضل ومتطور، والحمد الله انني تعاقدت مع «نجوم ريكوردز».

- لكن تردد كلام بأن سبب تركك لصوت الدلتا هو ضعف المقابل المادي.
هذا الكلام غير صحيح، فصوت الدلتا بيتي الذي تربيت فيه، ولم يكن المال سبباً لانفصالي عنهم، بل عرضوا عليَّ التجديد، وقدموا لي ورقة تعاقد تاركين الخانة المادية خالية لكي أكتب الرقم الذي أراه مناسباً لي، لكنني لم أكن أهتم بالمال مقارنة باهتمامي بالشكل والتطور الموسيقي.

- هل وجدت ما تبحث عنه مع نجوم ريكوردز؟
أجمل ما في شركة نجوم ريكوردز أنك تتعامل مع شباب لديهم خبرة كبيرة في صناعة الموسيقى العالمية، وطموحات هائلة تجعلك تتوقع تحقيق أشياء لم تكن حققتها من قبل، فربما هم لن يصرفوا الملايين على ألبومك حتى يخرج إلى النور، لكن لديهم إمكانات أخرى تجعل أعمالك الفنية تحقق نجاحات.
ولا ننسَ أنهم استطاعوا في أقل من عشر سنوات أن يجعلوا إذاعة «نجوم إف إم» الرقم واحد في مصر، وتتخطى في الاستماع إذاعات مرت على تأسيسها عشرات السنوات.

- هل كان عقد هذه الشركة هو الوحيد الذي عرض عليك؟
لا، عرضت عليَّ عقود من كبرى شركات الوطن العربي، لكنني وافقت على نجوم ريكوردز حتى لا يتم احتكاري أو فرض شروط قاسية عليَّ، مثلما تفعل الشركات الأخرى.

- هل تسعى إلى العالمية من خلال شركتك الجديدة؟
مفهوم العالمية لدينا خاطئ، فالوصول إليها لا يكون بالغناء مع مطرب عالمي أو تقديم دويتو بالإنكليزية أو الفرنسية، بل العالمية الحقيقية أن أغني بلغتي وبالموسيقى العربية التي تربيت عليها، وأستطيع أن أجعل الغربيين يستمعون إليها وينقلونها لتحليلها ودراستها.

- من هم المطربون العرب الذين نجحوا في الوصول إلى العالمية؟
لدينا المطربان الجزائريان الشاب خالد ورشيد طه وبقية مطربي موسيقى «الراي» الذين استطاعوا نقل الموسيقى الخاصة ببيئتهم إلى العالمية وأصبحوا معروفين بالاسم هناك، وتقام لهم حفلات يحضرها الجمهور الغربي لكي يستمع إلى الجديد لديهم.
وأيضاً عمرو دياب نجح في فعل ذلك من قبل عندما طرح «حبيبي يا نور العين» وتمت ترجمتها إلى الإنكليزية والإسبانية والإيطالية واليابانية، بل وأصبحت تدرَّس في معاهد الموسيقى العالمية.

- ما تقويمك لمشوار عمرو دياب الغنائي؟
ليس من حقي تقويم مشوار عمرو دياب، لأننا كجيل غنائي ظهر منذ ما يقرب من عشر سنوات جميعنا نتعلم منه، فنحن نتكلم عن مطرب استطاع خلال ثلاثين عاماً أن يغير شكل الساحة الغنائية مراراً، ومازال يغيرها فور صدور ألبوم جديد له.
وأنا سعيد بأنني واحد من المطربين الذين ينافسونه، علماً أنه لا يزال رمزاً لي، وأعتقد أن علينا جميعاً أن نقتدي برموزنا بداية بسيد درويش ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش ومحمد فوزي.

- وأين محمد حماقي من العالمية؟
أقدم كل ما في استطاعتي، والوصول إلى العالمية فضلٌ لم يمنحني إياه الله حتى الآن، لكن أعمالي حققت نجاحاً كبيراً خارج وطننا العربي، فأغنياتي أعيد تقديمها في تركيا والهند وإيران، أي أن هناك جنسيات أخرى لا تتكلم العربية أصبحت تستمع الى أغنياتي، هذا دليل نجاح. وأتمنى خلال الفترة المقبلة أن أتخطى تلك المرحلة وأصل إلى ما هو أكبر.

- ألا ترى أن تامر حسني عندما غنى مع شاغي وسنوب دوغ نجح في إيصال الأغنية العربية إلى الغرب؟
تامر حسني مطرب رائع ومجتهد ويسعى لتقديم كل ما هو جديد، ونجح في إيصال الأغنية إلى جمهور هذين المطربين فقط وليس إلى الغرب.
وصول مطرب عربي إلى العالمية هو أن تجعل الجمهور الغربي ينزل لكي يشترى ألبومك الغنائي، ويجعل منظمي الحفلات العالميين يتعاقدون معك لإحياء حفلات، وهذا لم يحدث لمطربينا العرب.

- كيف ترى شكل المنافسة الآن في الساحة الغنائية؟
المنافسة مفتوحة وليست حكراً على أحد، لكن ترتيب المطربين يتغير ليس بأسمائهم ومكانتهم، لكن بأعمالهم والتطوير الذي يحدثونه في عالم الموسيقى، فقد نرى مطرباً جديداً يستطيع أن يقلب شكل المنافسة من خلال أغنية واحدة ويبعد مطرباً كبيراً له مكانته وتاريخه.

- هل حقق محمد حماقي كل طموحاته في عالم الغناء؟
إذا أمدّ الله عمري أعتقد أن مشوار طموحاتي ما زال طويلاً ولن يتوقف.

- لماذا وافقت على تقديم أغنية «شخبطة على الحيط» رغم أنها تنتمي الى نوعية الغناء الفلسفي البعيد تماماً عن أسلوبك؟
بالعكس أغنية «شخبطة على الحيط» من أكثر الأغنيات قرباً الى قلبي، وحين عرضها عليَّ الشاعر أمير طعيمة والملحن خالد عز كنت سعيداً للغاية، وفور سماعي لكلمتها قررت تسجيلها، فالأغنية جعلتني أقترب من حالة الغناء الفلسفي التي تجعل المستمع لا يعرف لمن يغني المطرب.
فهل يغني لحبيبته أم لوطنه أم لوالديه؟ وهى المدرسة التي يقدمها دائما مطربنا الكبير محمد منير في ألبوماته.

- لماذا لم تقدم أغنية وطنية بعد الثورة؟
لست محباً لنوعية الأغاني الوطنية التي تغنى بشكل مباشر، بل أفضل دائماً أن تكون لي وجهة نظر خاصة وأنا أغني لبلدي، خاصة أن فكرة الأغاني الوطنية أصبحت قريبة إلى المتاجرة، وظهر ذلك مع الثورة، فخرجت مئات الأغاني التي تمجد مصر والمصريين في حين أنه بعد الثورة بشهور لم تظهر ولا أغنية.
فمثلا أغنية « شخطبة على الحيط « تعتبر أغنية وطنية لكن ليس بشكل مباشر، فإذا أراد المستمع أن يعتبرها وطنية فهي كذلك، وإذا أرادها رومانسية فهي كذلك أيضاً.

- بعد أن تولت جماعة الإخوان المسلمين زمام الحكم في مصر هل تراودك مخاوف من تقييد الغناء؟
أنا مطمئن تماماً إلى الفن في بلدي، وأراهن على عدم مقدرة أي شخص على وقف عجلته مهما كانت مكانته، فالفن من أهم مصادر الدخل القومي لدى المصريين.
وأرى أيضاً أن الشعب المصري لن يرضخ لأن تتحكم فيه جماعة معينة، واعتقد أن الرئيس المنتخب محمد مرسي قد أرسل رسالة طمأن فيها جميع الفنانين خلال اجتماعه بهم.

- ما رأيك في الإساءات التي تعرض لها الفنان الكبير عادل إمام والفنانة إلهام شاهين؟
لا يوجد إنسان يحترم الفن ويقدره يرضى بما حدث من تجاوزات في حق الفنانة الكبيرة إلهام شاهين، أو يقبل أن يرى الفنان الكبير عادل إمام في المحاكم بتهمة ازدراء الأديان، لكن حتى لا نظلم تيارات بعينها، فما حدث مع الفنانين الكبيرين كان من خلال بعض الشخصيات التي لا تمثل كيانات بل تمثل نفسها فقط، ويجب علينا عدم الاهتمام بهؤلاء حتى لا نعلي من شأنهم.

- ما الجديد الذي ستقدمه خلال الفترة المقبلة؟
هناك أغنية أحبها للغاية بعنوان «قولوا لحبيبي» قدمها الفنان سمير الإسكندراني خلال فترة السبعينات من القرن الماضي، وبعد الاتفاق معه قررت أن أعيد توزيعها وتقديمها بشكل جديد.
والآن أسعى لأخذ الموافقات الأولية لكي أمتلك الأغنية ثم أفكر في الشكل الذي يمكنني تقديمها من خلاله، والأغنية من كلمات الشاعر حسين السيد وألحان سمير الإسكندراني وسجلت في انكلترا.

- ألا ترى أن خطوة التمثيل تأخرت؟
موضوع التمثيل أفكر فيه جدياً منذ فترة طويلة، لكن كان عليَّ أن أثبت قدميَّ في منطقتي كمطرب وبعدها أفكر في التمثيل، سواء في السينما أو التلفزيون.
الآن معروض عليَّ عمل تلفزيوني سيعرض في شهر رمضان المقبل ليس من حقي التحدث عنه، لكنني لم أبد موافقتي حتى الآن لأن الفكرة تحتاج إلى فترة دراسة طويلة حتى لا أشارك في عمل ضعيف ويحسب عليَّ في ما بعد.

- كثرت ظاهرة مشاركة المطربين في برامج تلفزيونية مثلما فعلت نجوى كرم وشيرين عبد الوهاب ونيكول سابا وأصالة وسميرة سعيد وراغب علامة... فهل يمكن أن تخوض التجربة مثلهم؟
باستثناء راغب علامة، جميع من ذكرتهم سيدات، وأعتقد أن تلك البرامج تحتاج أكثر إلى اللون النسائي. لكن فكرة الظهور في برنامج بشكل متكرر ليست في حساباتي حالياً. ربما إذا عرضت عليَّ فكرة ممتازة قد أفكر في تقديمها.

- ما الذي جذبك من تلك البرامج؟
لست من هواة مشاهدة التلفزيون، خاصة برامج المسابقات والأغاني، لكن برنامج الفنانة أصالة «صولا» كان جيداً ومختلفاً، وأعتقد أن برنامج الفنانة سميرة سعيد مع المطرب الكبير هاني شاكر سينجح، لأن سميرة وهاني لديهما شعبية طاغية في الوطن العربي.

- ما هي أفضل الألبومات الغنائية التي سمعتها خلال الفترة الأخيرة؟
لم أستمع إلى ألبومات غنائية في الفترة الأخيرة بشكل جيد، لأنني كنت خارج مصر لفترة طويلة، لكن استمعت الى بعض أغاني الفنانة إليسا وكانت جيدة للغاية، وسمعت أن ألبوم الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي رائع ومختلف.

- ما الذي تعلمته من الأزمة الصحية التي مررت بها قبل زواجك؟
بالتأكيد تعلمت الكثير من تلك الأزمة الصعبة التي أتمنى من الله ألا يكتبها على أي إنسان. يكفي أنها جعلتني أتقرب من الله عز وجل أكثر من ذي قبل، وبدأت أهتم بمناسكي الدينية ونظرتي إلى الحياة تغيرت بشكل كبير، ومنها أشياء لا أحبذ أن أتكلم عنها في الإعلام.
لكن أكثر ما كسبته من تلك التجربة الصعبة التي مررت بها أنني أصبحت أشعر بالناس والمرضى، ولذلك قررت وبشكل دائم أن أتبرع كل فترة بإيراد حفلة من حفلاتي لصالح مرضى معهد الدكتور مجدي يعقوب لعلاج أمراض القلب.

- هل تغيرت حياتك بعد الزواج؟
أحمد الله على منحه لي سيدة فاضلة هي زوجتي نهلة الحاجري، فهي سر نجاحي، وأتمنى من الله أن يوفقني دائماً في إسعادها ويجعلنا دائماً أسعد زوجين في الحياة.
وبالتأكيد حياتي بعد الزواج تغيرت، فالآن أصبحت رجلاً رشيداً متزوجاً لديَّ أسرة وزوجة مسؤولة مني، وعليَّ أن ألبي جميع طلباتها. وحياتي أصبحت منظمة لا كما كانت في الماضي، فلم أكن أهتم بالوقت والناحية الأسرية، وكنت أدخل وأخرج في أي وقت ولا أحد يسألني: ماذا تفعل وأين ستذهب؟