إيناس الدغيدي: هذه حقيقة تصريحاتي...

هيفاء وهبي, المخدرات, المخرجة إيناس الدغيدي, الوسط الفني, التمثيل, مشاهد ساخنة

06 ديسمبر 2012

عامان كاملان ظلت خلالهما تراقب ما يحدث في مصر ولا تتحدث، لكنها عندما ظهرت أخيراً لتدلي ببعض التصريحات أثارت جدلاً، حتى قيل إنها تطالب بترخيص الدعارة وبيع المخدرات! المخرجة إيناس الدغيدي تكشف لنا حقيقة تلك التصريحات، وتعلن أن هناك من يحاولون إعادة المرأة المصرية الى عصر الجواري، كما تتكلم عن مسلسلها الجديد وترشيحها هند صبري لبطولته، وشائعة ترشيحها لمنة شلبي، وحقيقة تعرضها للضرب هي ويسرا، وردها على إعلان أحمد عز ندمه على مشاركته في فيلمها «مذكرات مراهقة»، والشرط الذي تضعه أمام بطلات أفلامها، ورأيها في اقتحام هيفاء وهبي عالم التمثيل، وغيرها من اعترافات مخرجة تعتز بلقب «الجريئة».


- ما سر اختفائك عن وسائل الإعلام سواء المقروءة أو المرئية طوال الفترة الماضية والتي استمرت لأكثر من عامين؟
أشعر بأن هناك حالة من الجمود في كل شيء من حولي، سواء على المستوى السياسي أو الفني، ولا يوجد ما يستدعي ظهوري للحديث عنه.
بقيت طوال العامين الماضيين ملتزمة الصمت وأراقب التغيرات السياسية، سواء في مصر أو الدول العربية مثل تونس وليبيا، وبعدها قررت أن أعبر عن وجهة نظري عما يحدث بعمل فني جديد، وبدأت رحلة البحث عن هذا العمل، حتى توقفت عند مسلسل «عصر الحريم» الذي يتحدث عن المرأة في عصر الخديو إسماعيل، ومدى قدرتها على المطالبة بحقوقها، واستطاعتها التحرر من الرق والعبودية.
ووجدت أن هذا الموضوع لا بد من مناقشته لأن هناك بعض الأشخاص يرغبون في عودة هذا العصر، ومعاملة المرأة وكأنها جارية لا إنسانة لديها حقوق وعليها واجبات.

- ما حقيقة ما نشر عن قرار سفرك وهجرتك الدائمة من مصر؟
لم أنقل إقامتي خارج مصر ولا أفكر في ترك بلدي مهما حدث، وما تردد مجرد شائعات خرجت بسبب سفري المستمر طوال الفترة الماضية، وكان آخرها في شهر رمضان الماضي، حين سافرت مع ابنتي إلى إحدى الدول الأوربية لارتباطها ببعض الأعمال هناك.
وأريد أن أؤكد أنني لست ضعيفة حتى أترك مكاني وأهرب، بل سأظل في مصر وسأحارب كل من يريد تحويل النساء إلى جوارٍ.

- هل أصابتك أي مخاوف على مستقبل الفن بعد تسلم التيارات الدينية للحكم؟
لا أخاف من ذلك إطلاقاً، فرغم وصول التيارات الدينية إلى الحكم في مصر سيظل الشعب المصري يحتوي على جميع التوجهات والتيارات، سواء المتدينة البسيطة أو المتشددة أو الليبرالية وغيرها من طوائف المجتمع.
كما أنني واثقة تماماً أن مصر دولة متطورة ومنفتحة على الغرب، ولديها حضارة عمرها سبعة آلاف سنة لا يستطيع أن يمحوها أحد، أياً كان.
ولهذه الأسباب أشعر بالاطمئنان ولم تصبني أي مخاوف على مستقبل الفن، لأن التيارات الدينية لن تستطيع السيطرة على مصر، ولا يمكن أن يجتمع الشعب المصري على تيار أو فصيل واحد.
لكن هذا لا يعني أن الفن لم يتأثر بما حدث على الصعيد السياسي، بل تأثر سلباً، لأن الوضع الاقتصادي لا يسمح بإنتاج أعمال فنية جديدة، ومعظم المبدعين لا يمتلكون رؤية واضحة لما سيحدث في المستقبل، فقلَّ عدد الأعمال الفنية، لكنني أعتقد أن الأمور ستعود الى طبيعتها خلال الأشهر المقبلة.

- معنى ذلك أنك لن تغيري طريقة تناولك للقضايا الجريئة في أعمالك الفنية خلال الفترة المقبلة؟
لن أغير طريقة تناولي للقضايا التي أطرحها، بل أصر على وضع المشاهد الجريئة في أفلامي وأتعمد فعل ذلك، لأنني المخرجة الوحيدة التي تستطيع توظيف تلك المشاهد في الأفلام السينمائية.
ولا أرى أن اعتلاء التيارات الدينية للحكم سيمنعني من فعل ذلك، والدليل على كلامي هذا أن المسلسلات التي قدمت على الشاشة في رمضان الماضي كانت من أفضل الأعمال الدرامية التي قدمت منذ سنوات طويلة، من حيث التقنيات المستخدمة والجرأة في تناول الموضوعات، وشعرت أثناء متابعتي لها بأن صناع تلك الأعمال كانوا يقصدون ذلك، وكأنهم يدافعون عن أنفسهم ويؤكدون أن الفن سيستمر مهما كانت الظروف المحيطة به.

- لكن أعمالك الفنية تتعرض دائما للنقد والهجوم بسبب احتوائها على مشاهد جنسية؟
أنا سعيدة بذلك، وهذا ما يشعرني بوجودي في الساحة الفنية، لأنني أرى أنه ما دامت أفلامي تتعرض للهجوم والنقد فمعنى ذلك أنها موجودة ومطلوبة، وأن يهاجم النقاد أعمالي الفنية خير لي من أن تعرض أعمالي دون أن يشعر بها أحد، وهذا التحدي هو الذي خلق مني مخرجة موجودة بقوة في الساحة الفنية.
كما أنني أندهش كثيراً من الهجوم العنيف على مشاهد الجنس في الأفلام، رغم أنه من المفترض أننا نعيش في مجتمع متفتح، وأعتبر نفسي من النساء المتفتحات، ولا أشعر بأي حرج من الحديث عن أي موضوع جنسي أو غيره ما دمت أتحدث بمنطق ووجهة نظر سليمين.
وكذلك لا أخجل من التعرض لمشاكل الجنس ويجب ألا نكون على هذه الدرجة من الحساسية، لأن مشكلتنا الأساسية كمجتمع شرقي تتركز في تفكيرنا في الجنس طوال الوقت ودون انقطاع، بخلاف المجتمعات الغربية التي لا يوجد فيها هذا «الكبت الجنسي»، وأقولها بصراحة شديدة: الجنس هو السبب وراء كل مشاكل شبابنا العربي.

- هل تجبرين بطلات أعمالك الفنية على تقديم المشاهد الجريئة بالشكل الذي ترغبين فيه؟
أنا لا أجبر أي فنانة على شيء، لكن قبل أن أبدأ تصوير أعمالي الفنية أشترط على الفنانات اللواتي يعملن معي ألا يعترضن مطلقاً على أداء أي مشهد، مثل القبلات أو الأحضان أو ارتداء ملابس النوم أو المايوهات، وهن عادة ما يوافقن على ذلك، لأنني أرى أن الفنانة ما دامت قد قبلت أن تمتهن التمثيل فإنها أصبحت مستعدة للقيام بأداء أي مشهد على الشاشة.
وأعتفد أن الفنانات اللواتي يرفضن تقديم تلك النوعية من الأعمال لسن فنانات بالأساس، لأننا في النهاية لا نقدم الجنس للجنس، بل إنه يوظف بشكل يخدم الموضوع الذي تتناوله الأحداث.

- البعض يرى أنك تضعين نفسك في مصاف النجوم فما تعليقك؟
من الصعب أن أتحدث عن نفسي، لكنني أعتبر نفسي نجمة في مجال الإخراج، وأعتقد أن نجوميتي جاءت بسبب فراغ ساحة الإخراج السينمائي من العنصر النسائي مع بداية ظهوري، أما الآن فهناك الكثير من المخرجات الجيدات أمثال ساندرا نشأت.

- أطلق عليك البعض لقب «الجريئة» بعد تقديمك برنامجاً تلفزيونياً حمل الاسم نفسه، فماذا يعني هذا اللقب لك؟
«الجريئة» كلمة تحمل معاني كثيرة جميعها تعبر عن شخصيتي الحقيقية، وأنا عاشقة لهذا اللقب الذي اخترته بنفسي ليكون اسم برنامجي التلفزيوني.
وكنت أرغب في إنشاء قناة فضائية تحمل الاسم نفسه، لكن المشروع توقف لعدة أسباب. الجرأة صفة متأصلة فيّ، وأعتقد أن ذلك يظهر بوضوح من خلال أعمالي الفنية التي قدمتها وأفكاري التي أقتنع بها.

- هل صحيح أنك تنادين بترخيص الدعارة وبيع المخدرات داخل مصر؟
لم أطالب بترخيص الدعارة، بل إنه كان مجرد رأي أعلنته عندما سئلت في أحد اللقاءات التلفزيونية عن رأيي في إمكان حدوث ذلك كما كان موجوداً في فترة الاحتلال الإنكليزي لمصر، فقلت لو حدث ذلك سيكون له عدة مزايا، ومنها أنه سيتم حصر المسألة وسنمنع انتشار الأمراض الناتجة عن التواصل الجنسي، وستختفي ظاهرة التحرش المنتشرة في الشارع المصري.
أما بالنسبة إلى تصريح بيع المخدرات فهذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة، ولم أتحدث في تلك المسألة بل إنها مجرد شائعة.

- وما حقيقة تعرضكما للضرب أنت والفنانة يسرا في لندن لمشاركتكما في تظاهرة ضد الثورة أمام السفارة المصرية؟
لم يحدث ذلك على الإطلاق، بل إنني لم أسافر إلى لندن منذ ثلاثة أعوام تقريباً، ولو كان حدث ذلك لكانت ظهرت عدة فيديوهات على الإنترنت لهذا الحدث... تلك الشائعات تخرج من أشخاص يرغبون في إثارة الجمهور دون الاستناد إلى أي وثائق، ولذلك لم أهتم بمثل تلك الأقاويل.

- تستعدين لمسلسل «عصر الحريم» المتشابه اسمه مع المسلسل التركي «حريم السلطان»، فهل تفكرين في منافسة الدراما التركية التي غزت السوق العربي؟
مسلسل «عصر الحريم» مشروع قرأته منذ حوالي عشر سنوات، وكنت أرغب في تقديمه كفيلم سينمائي لكنني لم أستطع إنتاجه بسبب ضخامة الميزانية الخاصة به، وبعد أن شاهدت بعض الحلقات من المسلسل التركي «حريم السلطان» وجدت أن الأتراك استطاعوا تقديم الدراما التاريخية بشكل جيد وصورة مبهرة، فشجعني ذلك على التفكير من جديد في مشروع «عصر الحريم»، لكن بتقديمه في مسلسل درامي يناقش عصر الجواري في فترة الخديو إسماعيل، وتحديداً عام 1870، ومن المفترض عرضه في شهر رمضان المقبل.

- العمل يجمع بين هند صبري ومنة شلبي فهل هناك فنانات أخريات مشاركات في العمل؟
العمل يحمل أكثر من دور نسائي لكن هناك دور رئيسي لبطلة المسلسل، وعرض على هند صبري لكنها حتى الآن لم توافق بشكل نهائي، بل إنها في مرحلة قراءة السيناريو. كما أن هناك عدداً من الفنانين العرب المشاركين لكن لم يتم تحديد أسمائهم حتى الآن.
أما بالنسبة إلى ما نشر عن ترشيح منة شلبي للدور الثاني أمام هند صبري فهذا ليس له أي أساس من الصحة، ولم أرشح منة للعمل في المسلسل، لأنه ليس هناك دور موازٍ لدور البطلة الرئيسية كي أعرضه عليها.
وعلى المستوى الشخصي كنت أتمنى أن يوجد دور يليق بها كنجمة، لأنني أعشق تمثيلها وأراها إحدى الفنانات اللواتي حققن النجاح والشهرة والنجومية في وقت قصير.

- هل هناك صعوبة في اختيار الدور الرجالي خصوصاً أن بطولة المسلسل تعتمد على الشخصية النسائية؟
أرغب في تقديم مفاجأة بشخصية الخديو إسماعيل، اذ أفكر في إسنادها إلى وجه جديد مثلما فعلتها من قبل في فيلم «مذكرات مراهقة» مع أحمد عز، فأنا أبحث دائماً عن صناعة النجوم وتقديم الوجوه الجديدة في أدوار مهمة ومؤثرة.
لكن أريد أن أوضح أن الصعوبة الحقيقية وجدتها في مرحلة التحضير والتجهيز للمسلسل، من حيث اختيار الديكورات والملابس والماكياج والحلي المناسبة للعصر الذي تدور فيه الأحداث، والتركيز على كل التفاصيل حتى يخرج العمل بشكل يقنع المشاهد طوال ثلاثين حلقة.

- ما تعليقك على ما نشر على لسان أحمد عز بأنه نادم على تقديم فيلم «مذكرات مراهقة»؟
هذه وجهة نظره الشخصية ولا أريد الحجر على آرائه، لكنني لا أعتقد أن أحمد عز يمكن أن يقول ذلك. ربما يقصد تلك النوعية من الأعمال الفنية وليست الشخصية التي قام بتقديمها، فأنا التي صنعت أحمد عز الفنان الذي أصبح الآن أحد أهم نجوم السينما، وهذا الكلام ذكره عز في أكثر من حديث تلفزيوني له.
ولذلك أنا متأكدة أنه لا يستطيع أن يعلن رفضه للعمل معي بهذا الشكل المباشر، وإنما كان يقصد أنه لا يرغب في تقديم أفلام الحب والرومانسية بعد تحقيقه النجاح في أدوار الأكشن والإثارة، وهذا حقه كفنان ولا يستطيع أحد لومه في ذلك.

- أُجل تصوير فيلمك الجديد «الصمت» بطولة نيللي كريم أكثر من مرة، فهل حصل هذا بسبب رفض الرقابة لعدد من المشاهد التي تضم زنى المحارم؟
تأجيل الفيلم أكثر من مرة بعد الاتفاق على البدء في تصويره لم يكن بسبب اعتراض الرقابة على أي مشهد من مشاهده، فالرقابة وافقت على تصويره ومعي التصاريح الخاصة بذلك.
لكن الفيلم متوقف بسبب أزمة الإنتاج التي تمر بها السينما خلال الفترة الحالية، فلم أجد شركة إنتاج حتى الآن متحمسة لخروج الفيلم إلى النور، بالإضافة إلى أنني لا أرغب في خوض تجربة الإنتاج على حسابي الشخصي مرة أخرى، بسبب الخسائر الضخمة التي أتكبدها لأن شركات التوزيع تحصد الربح كاملاً بمفردها، لكنني أتمنى أن أستطيع تقديم العمل بأقرب وقت.

- ما رأيك في الأفلام السينمائية التي قدمت أخيرا؟
بصراحة شديدة لم أسع لمشاهدتها، لأنني شعرت من أسمائها بأنها أعمال بلا قيمة فنية وأنها مجرد أفلام تجارية تسعى وراء الربح فقط، وهذا لا يعنب أنني أمس بأبطالها أمثال أحمد السقا الذي قدم فيلم «بابا» أو محمد هنيدي بفيلمه «تيتة رهيبة»، فاللوم لا يقع عليهما لأنهما يبحثان عن الوجود في السوق السينمائي الذي يحكمهما بأعمال معينة يحاولان اختيار أفضل ما يعرض عليهما منها، وهناك أفلام أتمنى مشاهدتها مثل فيلم «بعد الموقعة» لمنة شلبي وباسم سمرة.

- ما رأيك في دخول بعض المطربات مجال التمثيل مثل هيفاء وهبي؟
لا أرى أي مشكلة في دخول المطربات مجال التمثيل طالما يمتلكن الموهبة الحقيقية ويستطعن تقديم الدور كما ينبغي. أما هيفاء وهبي فأنا أحب شكلها، لكنني لا أحب أن أكون مثلها، لأنها استغلت إظهار أنوثتها أكثر من الاعتماد على عقلها.

- ما هي أقرب شخصيات أفلامك إلى شخصيتك الحقيقية؟
أنا مزيج من بطلات أفلامي، مثلاً أنا طموحة جداً كشخصية يسرا في فيلم «امرأة واحدة لا تكفي»، وثائرة كشخصية سماح أنور، كما أنني عنيفة جداً كشخصية رغدة في فيلم «استاكوزا»، لكنني في النهاية إنسانة بسيطة وفي حالة إحساس دائم بالحب والمشاعر.

- من هم أقرب أصدقائك في الوسط الفني؟
يسرا من أقرب أصدقائي، وقد شاهدت لها مسلسلها الأخير «شربات لوز» ودورها نال إعجابي كثيراً. أيضاً من أصدقائي داخل الوسط الفني إلهام شاهين ومحمود عبد العزيز وحسين فهمي ومحمود حميدة ونجلاء فتحي، وهناك الكثيرون ممن عملت معهم طوال مشواري الفني.