انتهى مهرجان ربيع سوق واقف بنسخته الثانية بنجاح باهر، وتميّز عن سواه من المهرجانات في المستوى والعروض والفعاليات التي كانت مجانية بالكامل. فقد شهدت العاصمة القطرية «الدوحة» حفلات غنائيّة أحياها ألمع النجوم العرب من المحيط إلى الخليج، من أحلام إلى ماجد المهندس وكاظم الساهر وعمرو دياب وأنغام وعبادي الجوهر وصابر الرباعي ونوال الزغبي ووائل جسّار وحاتم العراقي وأسماء لمنوّر وغيرهم من الفنانين، إلى جانب الفعاليات التي غلب عليها طابع المغامرة وأشهر العروض السحرية العالمية، بالإضافة إلى برنامج الأطفال الذي تضمّن حفلتين غنائيتين للفنانة نانسي عجرم. وذلك تحت راية إذاعة «صوت الريّان» وبإدارة السيّد جمال الجابر رئيس اللّجنة التّنظيميّة للمهرجان، والذي حدّثنا في هذا اللقاء.

كيف تحضّرتم لإطلاق مهرجان ربيع سوق واقف 2013؟
أردنا إبراز كل الجوانب الثقافية والتراثية والفنية في الدوحة ورأينا أن تشمل الفعاليات جميع الفئات العمرية، أما بالنسبة للحفلات الغنائية فقد أشركنا فناني العالم العربي من المحيط إلى الخليج لكي يكون المهرجان أشمل وأوسع. بدأنا بالإعداد منذ فترة لا يستهان بها، وقمنا باختيار الفنانين وكوّنا لجنة حدّدت الفعاليات التي أردنا أن يغلب عليها طابع المغامرة مثل القفز والمدفع البشري وعروض الدلافين وحلبة السباحة في الهواء وأشهر العروض السحرية العالمية وأعلى قفزة (بانجي) في قطر، إلى جانب عروض المسارح المتنوعة والفعاليات الكرنفالية وألعاب الخفة والسير على الحبل والأكروبات والحركات السريعة، بالإضافة إلى برنامج الأطفال الذي تضمّن حفلتين غنائيتين للفنانة نانسي عجرم وعروضاً يومية في مسرح الريان.

مع من تفاوضتم من الفنانين ورفض؟
تفاوضنا مع الجميع لكن ارتباطات البعض منهم منعتهم من المشاركة، ولم يكن العائق المادي هو السبب. والأسماء الّتي كانت مطروحة للاشتراك في المهرجان هي نوال الكويتيّة وراشد الماجد وعبد المجيد عبد الله، إلا أن ظروفهم لم تسمح لهم بقبول الدّعوة.

ما هي المعايير التي حدّدت أسماء الفنانين المشاركين وهل وضعتم أسماء للدورة المقبلة؟
اختيارنا للأسماء المشاركة قائم على دراسة نجريها حول النجوم الأكثر جماهيريّة والأكثر استقطاباً للحضور. فالفنان يفرض نفسه، ويحتمل أن ينطفئ ضوء فنان لمع في هذا العام، تكاسل ولم يقدّم أي جديد في العام المقبل، مما يدفعنا إلى استبعاده عن المهرجان ودعوة فنان آخر يتمتّع بشعبية وقاعدة جماهيرية واسعة في فترة إحياء المهرجان.

تميّزت حفلات الأطفال بمشاركة الفنانة نانسي عجرم وتقديمها ألبوم «سوبر نانسي»، هل ستشارك نانسي في الدورة المقبلة على مسرح سوق واقف؟
دعونا نانسي لإحياء حفلتين على مسرح الأطفال والسّبب هو أنها طرحت أخيراً ألبوماً وكليبات خاصّة بالأطفال وهي محبوبة جداً من قِبَلهم، واسمها مطروح للمشاركة في مهرجان سوق واقف العام المقبل خصوصاً أنّها ستطرح ألبوماً جديداً قريباً، وسيضمّ أغنيات خليجية.

شاركت الفنانة نجوى كرم في العام الماضي وتم استبعادها هذه السنة، واقتصرت المشاركة اللبنانية على الفنانة نوال الزغبي والفنان وائل جسار، ما هو السبب؟
عدم استضافتنا الفنانة نجوى كرم يعود إلى عدم رغبتنا في تكرار الأسماء ليس أكثر.

كيف تقوّم هذه الدورة من المهرجان؟
شهادتي مجروحة بالمهرجان كوني أحد القيّمين عليه.

هل من حفلة طغت على سواها؟
كل الحفلات كانت ناجحة لكن طبيعة الفنان وجمهوره تتفاوت. وجود نجوم كبار وتلبية دعوتهم للمهرجان للمرة الأولى رفعا مستوى المهرجان.

كيف تعاملتم مع شروط عمرو دياب؟
نحترم رغبات كل فنان حتى قبل أن يصل إلى البلد، ونأخذ ملاحظاته بعين الاعتبار كي نستفد منها ونتفاداها في السنوات المقبلة، فالمهرجان لا يخلو من المفاجآت سواء السلبية أو الإيجابية منها. لا يوجد أي خلاف مع أي فنان ونعتبر مشكلتنا مع عمرو دياب اختلافاً في وجهات النظر ليس أكثر، والدليل أن حفلته كانت من أنجح حفلات مهرجان سوق واقف. أمّا عن شروطه، فقد رأينا أنّ القبول بها واحترام رغبته أفضل من إلغاء الحفلة.

ما الهدف من تنفيذ هذا المهرجان؟
لم يكن الربح المادي هدفنا، أطلقنا المهرجان في العام الماضي بهدف استقطاب أكبر عدد من السيّاح العرب والأجانب لتعريفهم على قطر وسوق واقف، وكان نجاحه دافعاً لنا لكي نجعله سنوياً. ورغم المبالغ الطائلة التي أنفقت عليه، كان مجانياً بالكامل. وكان همّنا في الدرجة الأولى مراعاة ضيوفنا من إعلاميين وفنانين وموسيقيين وحضور محاولين تلبية جميع طلباتهم.

تمّ إشراك الفنان القطري بقوة خاصة المواهب الصاعدة لإذاعة «صوت الريان»، ما الهدف وراء ذلك؟
حرصنا على إشراك مواهب شابة إلى جانب كبار النجوم من أجل تأكيد مواهبهم. واللافت أن الفنانين الكبار تعاونوا معهم وقدّموا لهم النصائح مع نهاية الحفلات. لقد كان المهرجان إضافة وفخراً لكل من شارك فيه.

هل اعترض أي من الفنانين على المشاركة إلى جانب فنان صاعد؟
لم يعترض أي فنان وكانوا جميعاً مرحّبين بالفكرة.

حضور الفرق الشعبية العربية في المهرجان كان بارزاً، من أين قدمت هذه الفرق؟
شاركت في المهرجان فرق قدمت من السعودية واليمن وعمان والمغرب بالإضافة إلى الفرقة النسائية التي ترعاها إذاعة «صوت الريان» بإشراف الفنانة الشعبية فاطمة شداد والتي شاركت للمرة الأولى في مهرجان الربيع.

شهد المهرجان تغطية إعلامية بارزة، ما هي الاستراتيجيّة التي اعتمدت لهذه الغاية؟
تعاملنا مع ممثلين لأبرز الوسائل الإعلاميّة في العالم العربي، وأنشأنا مركزاً إعلامياً مجهّزاً بالكامل إلى جانب استوديو للقنوات الفضائية للقاء ضيوف المهرجان، وذلك من أجل تسهيل عمل وسائل الإعلام الداخلية والخارجية لضمان تغطية شاملة لعروض المهرجان.

«صوت الريان» هي الإذاعة الوحيدة التي تحافظ على الموروث الشعبي

أخبرنا عن إذاعة «صوت الريان».
إذاعة راديو «صوت الريان» القطرية مهتمّة بالفنون الشعبية والطرب الخليجي. تأسست في 21 آب/أغسطس 2011، وبدأت بثها التجريبي من مقرها الرئيسي في سوق واقف بالدوحة. تهتم الإذاعة بالفن الخليجي القديم. وهي إذاعة شعبية كلاسيكية تبثّ الألحان والأغنيات الشعبية في الدرجة الأولى، وفي الوقت نفسه تبثّ الأغنيات الكلاسيكية والطربية لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفيروز، إلى جانب الأغنيات التراثية الشعبية. لم تتأثّر الإذاعة بغيرها من الإذاعات وهي الوحيدة التي تحافظ على التراث وتنفرد بهذا النمط من الأغنيات، ولها إقبالها الجماهيري ومستمعوها من جميع الدول العربية، ونحاول جاهدين بثّ الأغنيات الهادفة ونحاول المحافظة على المستوى الراقي للفن.

هل بُثّت حفلات سوق واقف على الإذاعة؟
لقد كانت مذاعة، لكنّ توجهنا الإذاعي في «صوت الريان» يختلف عمّا أحياه الفنانون في حفلاتهم ضمن مهرجان سوق واقف. المهرجان كان عاماً، للوطن العربي وللجمهور. فيما ننفرد من خلال توجّهنا الإذاعي ببثّ أغنيات الموروث الشعبي.