ريم عبد العزيز: نحن أكبر من أن نقيم دعوى قضائية

السينما السورية, دراما سورية, كوميديا, نزار فرنسيس , دراما تلفزيونية, أبراج, فيديو كليب, كريم عبد العزيز, مسلسل, مسلسل سوري

06 مارس 2013

ريم عبد العزيز فنانة تملك مقداراً كبيراً من قوة الشخصية والثقة بالنفس، فهي تعرف ما تريد بدقة وتسعى لتحقيق طموحاتها بدأب عن إيمان بفنها وبما تقدم من أعمال.
دخلت مجال الفن عن حب فنوّعت خياراتها وانطلقت تعبّر عن ذاتها عبر أدوار مختلفة رافضة التقوقع ضمن نمط معين من الشخصيات... معها كان لنا هذا اللقاء.


«
تألقي... والحق المعنوي»

- وصفت الأغنية التي قدمها الشاعر نزار فرنسيس بعنوان «تألقي» بأنها نسخة مهلهلة عن أغنية سبق أن قدمها والدك الشاعر نظمي عبد العزيز «تيهي صباً وتألقي»... فما الذي حدث بالتحديد؟
أثناء متابعتي برنامج «the Voice» عبر محطة محترمة جداً ومهمة هي «MBC» تم الإعلان عن أغنية بعنوان «تألقي»، ففوجئت بها لأن هذه الكلمة غير متداولة، وسبق أن أنجز والدي الشاعر نظمي عبد العزيز أغنية «تيهي صباً وتألقي».
وبالفعل جاءت الأغنية الجديدة عبارة عن كلمات مشوهة تم تجميعها، حتى أن الشاعر نزار فرنسيس استخدم البحر الشعري نفسه الذي كتب والدي على أساسه القصيدة والقافية نفسها.
ورغم أنه شاعر وأعتبر أن الشعراء مبدعون جداً فأنا أحترم أصحاب القلم، ولكن لا يسعدني أن شاعراً مهماً مثل نزار فرنسيس يقدم على هذا الأمر.
وكان حريّاً به التنويه بأنه اقتبسها، وأقول إن النسخ المشوهة لا تكون أصلية أبداً، وأغنية «تيهي صباً وتألقي» كتبها والدي للفنان الياس كرم وبقيت الأغنية في وجدان الناس، وستبقى.

- هل اتصل بكم أحد لحل الخلاف؟ وهل تم التواصل مع الشاعر نزار فرنسيس؟
هناك كثيرون قالوا إننا نستطيع إقامة دعوى، ولكن هذا الأمر بالنسبة إلينا مرفوض كفنانين، فالفن رقي ونحن أكبر من ذلك، ولكن من مبدأ الحق المعنوي والأدبي كان ينبغي أن تتم الإشارة إلى الأمر وينوه الشاعر بالمصدر.
فعلى سبيل المثال عندما قدم أمير الشعراء أحمد شوقي إحدى قصائده قال على نهج «قصيدة البردة» للإمام البوصيري رغم أنه لم يأتِ بأي كلمة تشبه ما قاله البوصيري لكنه استخدم البحر والقافية فقط، أما في حالتنا هنا فقال كلمات من القصيدة الأصل أيضاً.

- بغض النظر عن المستوى الفني لعمل ما، هناك عوامل يمكنها أن تسوقه وتجعل منه عملاً ناجحاً، وبالتالي إن أصبحت أغنية «تألقي» عملاً جماهيرياً ناجحاً هل سيكون رأيك هو نفسه وقتها؟
أحد المخرجين قال «لا تنزعجوا لأن الأغنية انتهت بنهاية شارة البرنامج»، وقد أعجبني هذا التعليق. وأنا على يقين أن النسخ المقلدة لا تستمر، ودائما الأعمال الأصلية هي ما يبقى في الذاكرة والوجدان، كما أن رد فعل العامة والفنانين والأصدقاء كان معنا وهذا ما يهمني.


دراما بمختلف اللهجات!

- أين تكمن خصوصية مشاركتك في المسلسل الجديد «حبة حلب»؟
أجسد فيه شخصية امرأة حلبية تكون الزوجة الثانية لرأفت، بطل العمل، ومن خلال أفعالها وتصرفاتها قد تنزعج السيدات ويفرح الرجال، وتتمتع هذه المرأة بمواصفات المرأة الحلبية. كما أن الشخصية ستقدَّم باللهجة الحلبية.

- ما رأيك في الأعمال التي تقدَّم بلهجة بيئة معينة «حلبي، ساحلي، حمصي، شامي...»؟
لست ضد هذا الأمر، فمن الجميل أن يكون هناك لهجة خاصة بمنطقة تعرّف بها بشكل أو بآخر، شرط تدقيق اللهجة بشكل مدروس، خاصة أن هناك أعمالاً عندما قدمت فيها لهجة بيئة معينة جاءت غير مدققة فضاعت الهوية المحلية التي كان من المفترض طرحها في المسلسل.

- هل يمكن للهجة المسلسل أن تؤثر على عملية التسويق؟
أكيد، لأن هناك لهجات صعبة جداً، لذلك لا أفضل اللهجة المغرقة في محليتها بل البيضاء، أي لهجة المنطقة، شرط أن تكون مفهومة للمتلقي، لأننا إن أغرقنا فيها تتحول إلى دراما محلية، في حين أن أعمالنا يشاهدها الجمهور العربي بشكل كبير.


الأزمة السورية والدراما

- يحاكي مسلسل «حبة حلب» بشكل أو بآخر الوضع الراهن في سورية، فإلى أي مدى يقع على عاتق الدراما تناول ما يحدث في سورية حالياً؟
الوضع الحالي يحتاج إلى كتابة بطريقة أخرى تحاكي الأجواء العامة، وأفضل ألا نتناول هذا الموضوع حالياً، خاصة أن الحدث ما زلنا نعيشه.

- ولكن المشاهد عندما يصل إلى رمضان ويرى أعمالاً سورية معاصرة لا تحاكي معاناته الحالية سيبتعد عنها.
فلترصد الأعمال الفترة التي قبلها، على الأقل في هذا الوقت. عموماً أعتقد أن المواطن السوري أكثر ما يحتاج إليه حالياً هو عمل كوميدي محترم.

- تطالبين بأعمال كوميدية في حين ترى الكثير من المحطات أنها دراما من الدرجة الثانية؟
على العكس تماماً، فأنا ضد هذه التصنيفات، لأنه يجب على الدراما بشكل عام تقديم أعمال متنوعة فيكون فيها تراجيديا وكوميديا وتاريخي ودراما معاصرة.
ولكن أن تكون مسلسلاتنا كلها «بيئة شامية» فهذا الأمر بحد ذاته مشكلة، لأنه عندها يصبح لدينا أعمال واحدة شكلاً ومضموناً وحتى أن الممثلين قد يرتدون الملابس نفسها... ولكن عندما يكون هناك تنوع فهذا بحد ذاته يعتبر مكسباً لنا وللدراما وللمشاهد.

- كيف تصفين مشاركتك في «أوراق بنفسجية»؟
شاركت فيه الموسم الماضي، وانتقيت منه أربع لوحات فيهم تنوع واختلاف وكل منهم تقدم التوعية والتوجيه، وأقول إنه علينا دائماً أن ننتقي من ضمن الموجود، ولكن ليس دائماً يكون كما تريد.
أدعو الله أن أصل إلى مرحلة أستطيع فيها أن استكتبت كاتباً ليكتب شخصية مؤثرة، ولكننا لا نصل إلى هذه المرحلة إلا بعد عمر زمني، وحالياً لا نملك إلا قبول الدور أو رفضه ضمن ما يقدم لنا.

- هل يمكن الاستنتاج من كلامك أن نصوص الأعمال في السنوات الأخيرة لم ترتق إلى المستوى المطلوب؟
كان هناك عدد من النصوص الجيدة، ولكني أرى أنه ينبغي علينا كلنا السعي للارتقاء بالدراما وأن نكون داعمين لها، والبحث دائما عن الأفضل من مخرجين وكتاب وممثلين وموضوعات قابلة للطرح.


المحسوبيات والشللية

- هل تعتقدين أن الأيام المقبلة ستشهد انحساراً في المسلسلات الطويلة على حساب انتشار مسلسلات اللوحات أو الحلقات المنفصلة؟
يبقى للمسلسل المؤلف من ثلاثين حلقة سحره وخاصة في رمضان، وطالما أنك تقدم عملاً قيّماً وفيه حبكة درامية مميزة فستشد المشاهد، وإلا فكيف تشد الأعمال المدبلجة الناس وهي مؤلفة من مئة حلقة أو أكثر وفيها يكون هناك عدة كتاب يطرحون أكثر من موضوع، وفيها أيضاً دراما وصورة ساحرة وعدم تكرار لوجوه الممثلين، بينما تجد في أعمالنا أن هناك خمسة عشر ممثلاً يعملون في الأعمال كلها.

- هل أنت من ضمن الخمسة عشر ممثلاً الذين تتحدثين عنهم؟
(ضاحكة) لا لست منهم.

- لماذا؟
هناك المحسوبيات والشللية، علماً أنني تعبت واجتهدت على اسمي، وأنا من الممثلات القليلات اللواتي بدأن واسمهن في المقدمة وحافظتُ على هذا المستوى.
الناس أحبوا ريم عبد العزيز لأنهم يعرفون أنها حقيقية، وكنت حريصة على ألا أقدم عملاً مجانياً، وحتى عندما سافرت إلى مصر من أجل السينما، وحققت جزءاً من حلمي وجدت أن المشكلات والمحسوبيات هي نفسها.
عموماً دائماً هناك خفايا لا نعرفها، ولكني أؤمن بأن لكل مجتهد نصيباً، وأرى أن محبة الناس هي أكبر داعم لي، وسأبقى مثابرة ومجتهدة لأصل إلى ما أريد.


ليلى والذئاب... والسينما

- أين تكمن خصوصية مشاركتك في الفيلم السينمائي «ليلى والذئاب»؟
أشعر بسعادة كبيرة لمشاركتي في هذا الفيلم، فهو العمل الأول لي مع المؤسسة العامة للسينما بعد فيلمين سينمائيين، الأول مصري والثاني سعودي، أما «ليلى والذئاب» فهو أول فيلم لي باللهجة السورية وسيكون عملاً مختلفاً لأنه ينتمي إلى أفلام الميوزيكال، وتحمل شخصيتي فيه شيئاً من الطرافة إذ أؤدي دور الناظرة في أكاديمية للرقص يعيش فيها مجموعة من الطلاب.
والفيلم من إخراج محمد عبد العزيز وسيناريو د. رياض عصمت.

- هل يحمل دورك في الفيلم معالم لها علاقة بالاستعراض؟
هناك ما له علاقة بالاستعراض، رقصنا قليلاً، وغنينا قليلاً، وسيرى الناس في الفيلم ريم عبد العزيز بشكل جديد.

- هل واجهت صعوبة بسبب الطبيعة الخاصة للفيلم؟
أنا أحب الغناء والموسيقى والحركة، وفي بداية دخولي الوسط الفني شاركت في مسلسل اسمه «أيوب الغضب» وكنت فيه راقصة غجرية.
وكنت أتمنى أن أقدم عملاً استعراضياً، ولكن من فرط ما صرحت فنانات أنهن يحببن إنجاز عمل استعراضي بت أتحاشى هذه العبارة، لذلك لم أعد أقولها، ولكن عندما يأتي العمل الذي يحقق لي هذا الأمر سأشارك فيه.

- ما وجه الاختلاف بين فيلم ميوزيكال وفيلم سينمائي عادي؟
فيلم الميوزيكال يحتاج إلى أن تتنبه فيه لأدق التفاصيل من ملابس واكسسوار وديكور، لأنه يطرح حكايته بطريقة فيها شيء من الفانتازيا، وكلما كان العمل أقرب إلى الاستعراض كانت تكاليفه المالية أكبر.

- هل توافر ذلك في فيلم «ليلى والذئاب»؟
نعم، وضم الفيلم مجموعة عمل متميزة. وكانت المرة الأولى التي أتعامل فيها مع المخرج محمد عبد العزيز، وهو مخرج يعرف ما يريد ومريح وسلس التعامل لأنه يوصل كل ما يريد دون أن يوتّر جوّ التصوير. كما أنها المرة الأولى التي أتعامل فيها مع مؤسسة السينما.


برنامج عن الأبراج

- ما الذي دفعك إلى تقديم البرنامج الإذاعي «صباحك غير مع ريم عبد العزيز»؟
تلقيت عروضاً عدة لتقديم برامج في التلفزيون والإذاعة، ولكن عندما عرض علي تقديم برنامج في «فيوز F.M» وهي محطة شبابية، وجدت أنه من الجميل خوض التجربة خاصة أنها ستكون جديدة ومختلفة عما سبق أن قدمته زميلاتي الفنانات من برامج.
وأحكي في البرنامج عن الأبراج وسأقدم شيئاً لم يسبق أن قُدم، ودائماً كنت أقول إن الفلك ليس دجلاً وإنما علم حسابات وأرقام.

- من خلال تجربتك في الدوبلاج، ألا تشعرين بأن هناك من يسرق نجوميتك منك؟
قد لا أحب دوبلاج الرسوم المتحركة لأنها تعتمد على عملية تغيير الصوت فلم أشعر بأنها تشبهني، ولكن دوبلاج العمل الدرامي التركي أو الهندي أو الأميركي أراه أشبه بالإذاعة المرئية، وأنا أحب الإذاعة.
واعتبرت أن الدوبلاج هو كيفية سيطرتك على المشاهد والفنان الذي تدبلج كلامه من خلال الإحساس، وأنا أتعامل مع الموضوع من هذه الزاوية لذلك أستمتع به، رغم أنه عمل متعب وتستخدم فيه كل حواسك.
فالفن هو تعب واجتهاد، ولكن هناك من يتعامل معه على أنه مجرد مصدر رزق وهذا إهانة للفن بشكل كبير.

- ماذا يضيف الممثل السوري إلى رصيده إن قدم شخصيات بغير لهجته السورية، وأذكر هنا مشاركتك في المسلسل المصري «رحلة التبريزي»، وفي الفيلمين المصري والسعودي؟
من الجميل أن تجرب هنا وهناك لتطرح نفسك بشكل عربي لا محلي فقط، خاصة أننا جيل الفضائيات وبالتالي لا بد من الانتشار.
أما بالنسبة إلي فحلمي منذ الصغر أن قدم عملاً مصرياً، فقد كنت أرى شريهان وأحبها جداً وأتمنى أن أقدم عملاً استعراضياً يشبه ما قدمته، وكانت أول زيارة لي إلى مصر عام 2003، وعندما طلبوني هناك للعمل لم أقبل المشاركة إلا في عمل مهم.
وكنت أول ممثلة من الجيل الجديد أشارك في مسلسل مصري هو «رحلة التبريزي»، وفي ما بعد أتى كل من جمال سليمان وسلاف فواخرجي وجومانة مراد.
شعرت بالسعادة عندما عرض علي المشاركة في الفيلم المصري «على الهوا» فقد كان مختلفاً وحقق حضوراً في المسابقة الدولية في مهرجان القاهرة السينمائي.
ومن ثم شاركت في الفيلم السعودي «مناحي». وأرى أنه على الممثل تقديم مختلف اللهجات وهو أمر فيه تحدٍ وتجربة مميزة تثبت تفوقه. وهنا أذكر عندما ذهبت إلى مصر من أجل مسلسل «رحلة التبريزي» قالوا لي «أنت أستاذة ووجهك سينمائي ينبغي ألا تحرقيه في التلفزيون».


إخراج الفيديو كليب

- ماذا عن إخراج الفيديو كليب؟
كنت أول مخرجة للفيديو الكليب في سورية، فقد بدأت عام 2001، وأخرجت كليبات لعدد من الفنانين منهم، أختي المطربة سمر، وأيهم طباع، وعدنان عمر، وغيرهم... وسعيت عبر الكليبات أن أقدم بصمتي الخاصة، فعملت صورة في الفترة الأخيرة بحيث أنه عندما يعرض الكليب سيعرف المشاهد أنه من إخراج ريم عبد العزيز، فأن لا أميل كثيراً إلى فكرة تقديم رقص وقطعات سريعة في الكليب وإنما أفضل أن أقدمه على أساس أنه عمل درامي مدته ثلاث دقائق، وهذا يحملني مسؤولية أكبر.

- عما تبحث كاميرتك في الكليب؟
أتعامل مع الكاميرا انطلاقاً من عين مخرجة وممثلة، فأبحث في تفاصيل خاصة تخدم الأغنية واللحن والكلام، كما أبحث عن الجماليات لأن المطرب يجب أن يكون في أجمل حالاته خلال فترة الأغنية، فأنا مع الجماليات المدروسة وحركة كاميرا فيها رقي ترصد القصة المطروحة في الكليب بسلاسة.
وهناك تفاصيل صغيرة عديدة أكون حريصة عليها من الإضاءة والملابس وغيرها.

- ما آخر كليب أخرجته؟
كان لسمر عبد العزيز لكن لم يتم توزيعه بعد بسبب الظروف العامة، واسمه «انساني» كلمات الشاعر الياس ناصر وألحان الراحل عازار حبيب، وهو من ألبوم سمر الذي يحمل عنوان «ما بتعرف تزعل».

- هل غيّر إخراجك للكليبات نظرتك إلى التمثيل؟ وما انعكاس هذا الأمر على عملك كممثلة وانصياعك لرغبة المخرج في الأداء؟
 دائماً أقول إنني ممثلة مطيعة ومخرجة ديكتاتورية. فأنا استسلم للمخرج لأن العمل الدرامي مسؤوليته أولاً وأخيراً ويحمل توقيعه، أما مسؤوليتي فهي تقديمي شخصيتي في العمل، في حين أنني أتحمل المسؤولية في الكليب عندما يكون من إخراجي فأهتم بكل شاردة وواردة فيه...