هاني سلامة: يعجبني ذكاء بسمة...

فيلم قصير, بسمة, هاني سلامة, المخرج خالد يوسف, صبا مبارك, المخرج يوسف شاهين, دراما مصرية, الجمهور, مسلسل, مسلسل مصري, تصوير

22 مارس 2013

الصدفة جعلته يرتدي زي راهب مسيحي في السينما وداعية إسلامي في التلفزيون، من خلال عملين جديدين بدأ تصويرهما، ورغم ذلك يرفض تصنيفهما عمليين دينيين بحتين.
النجم هاني سلامة يتحدث عن فيلمه «الراهب» ومسلسله «الداعية»، وسبب اختيار بسمة وصبا مبارك بطلتين أمامه، وحقيقة استغلاله التظاهرات لتصوير بعض المشاهد، ويؤكد أنه سيكشف تجار الدين على شاشة رمضان المقبل.
كما يتكلم عن توقف تعاونه مع المخرج خالد يوسف، ونصائح يوسف شاهين التي لا يزال يعمل بها، وموقف زوجته من معجباته، وقراره إبعاد ابنتيه عن الأضواء.


- لماذا
تفصل مسافة زمنية كبيرة بين أعمالك الفنية؟
لا أحب المشاركة بعمل فني لمجرد الوجود، فأنا دائم البحث عن النص الجيد الذي أقدم من خلاله عملاً يضيف إلى رصيدي الفني ويشبع اقتناعاتي كفنان، ولا بد أن أكون مؤمناً بقضية العمل ومقتنعاً به تماماً، ومن ثم يتقبله الجمهور ويحبه، ويلقى نجاحاً ويُحدث صدى.

- وما الجديد الذي تقدمه للجمهور؟
سوف أقدم أعمالاً فنية شديدة الاختلاف، فأعود إلى السينما من خلال فيلم «الراهب» أمام جمال سليمان وصبا مبارك، وسوف أخوض الدراما التلفزيونية للمرة الأولى بمسلسل «الداعية» الذي تشاركني بطولته بسمة.

- «الراهب» و»الداعية» عملان لهما صبغة دينية فهل هذا الأمر مقصود؟
لا يمكن أن نصنف العملين بأنهما عملان دينيان مباشران، فهما بعيدان عن الدين، ولا يمكننا القول إن لهما صبغة دينية، إلى جانب أنهما مختلفان تماماً في الفكرة والمضمون.
صحيح أني أناقش فيهما قضايا متعلقة بالعقائد، لكنهما ليسا عملين دينيين، وحماستي لهما تعود إلى الاختلاط الحادث لدى الناس في الكثير من الأمور التي تمس الدين والعقائد.

- نتوقف أمام «الراهب»، هل هو استنساخ لفيلم «الراهبة» لهند رستم؟
«الراهب» بعيد كل البعد عن «الراهبة»، ويكفي أن أقول إن 80 في المئة من أحداثه تدور داخل «الدير»، وموضوع الفيلم لم يتم تناوله في تاريخ السينما من قبل، وهو يحكي حياة راهب يدعى «يوسف»، وتدور أحداثه في إطار بعيد عن التطرق للفتنة الطائفية.

- وما الزوايا التي تريد إلقاء الضوء عليها من خلال هذا الفيلم؟
نتعرض من خلال الفيلم لـ»حدوتة درامية» في إطار هذا العالم لحياة راهب، ومن خلاله يتم تأريخ «الرهبنة» في طائفة «الأرثوذكس»، فلا يجوز أن تكون مصر هي التي علمت العالم كله الرهبنة وصدرتها إلى أرجائه، ولا يوجد عمل فني واحد يؤرخ لـ»الرهبنة»، إلا فقط من خلال الأفلام التسجيلية التعليمية التي تنتجها الكنيسة.
لذلك أرى أنه من العيب على السينما المصرية ألا تتناول تاريخ الرهبنة في مصر، لذلك قررنا التطرق إلى هذا العالم الذي يمثل فئة كبيرة من المصريين.

- لماذا اخترت صبا مبارك لتشاركك البطولة؟
لأنني أرى أنها فنانة على درجة كبيرة من الموهبة ومتحمسة إلى عملها الفني بدرجة كبيرة، وأرى أنها ستكون إضافة في «الراهب».

- ما سبب أحداث الفتنة الطائفية في مصر؟
السبب الرئيسي وراء كل المشكلات التي نتعرض لها حالياً هو حالة «التخبط» التي تطالعنا بها الأحداث من وقت إلى آخر، إلى جانب المزايدات من عدة أطراف لتصعيد الأحداث التي تمر بها مصر، والتي تجعلنا للأسف نفرق بين مسلم ومسيحي.

- تشارك في الدراما للمرة الأولى بمسلسل «الداعية»، فما سبب تأجيلك هذه الخطوة؟
لا أخفيك سراً أنني كنت أتخوف من الدراما جداً، لأنني اعتدت على السينما، ولم أجد عملاً أرى نفسي فيه درامياً، لأنني في النهاية أعمل من أجل الجمهور، فهو محور اهتمامي.
وعندما جاءني النص المناسب لم أتردد في الإقدام على هذه الخطوة، خاصة أن هذا الجمهور الذي يدفع ثمن التذكرة ليرانا في السينما يستحق أن نذهب إلى بيته من خلال عمل ينال إعجابه.
وهذا المسلسل أعتبره رهاناً لي، خاصة أنه عمل لم يتم تناوله من قبل بشكل مركّز.

- صرحت من قبل أن المنتج جمال العدل هو من حمَّسك لخوض تجربة الدراما للمرة الأولى. هل هذا صحيح؟
جمال العدل أب وأخ وتربطنا علاقة جيدة جداً تمتد إلى عائلتي وعائلته. وبالفعل هو كان دافعاً قوياً وراء قبولي خوض تجربة الدراما، لأني مؤمن برؤيته الفنية نظراً إلى خبرته الطويلة، إلى جانب نص المسلسل الذي شدني للغاية وجعلني أقبل عليه، بالإضافة إلى رغبتي في التواصل مع جمهوري والذهاب إلى بيته مثلما يأتيني في السينما.

- ومن وراء اختيار بسمه لتجسيد دور البطولة أمامك؟
كان اختياراً مشتركاً بيني وبين الشركة المنتجة.

- وما الذي تراه في بسمه كفنانة يجعلها تختلف عن غيرها؟
أنا معجب ببسمة كفنانة وإنسانة جداً، فهي تمتلك إلى جانب الموهبة الذكاء الحاد في اختيار أدوارها، فوق كل هذا هي ليست مجرد فنانة بل تمتلك أيضاً وجهة نظر سياسية أحترمها بشدة.

- ما الذي تقدمه من خلال مسلسل «الداعية»؟
هذه المرة الأولى التي يتناول فيها عمل فني موضوع «الداعية»، حيث أؤدي دور «داعية إسلامي» مثل الدعاة الكثيرين الذين يطالعوننا هذه الأيام، ويتكلمون في الدين دون أن يكونوا خريجي أزهر، ودون مسؤولية عن الكلمة أو الفتوى.
وبالمناسبة تحدث تطورات في أحداث المسلسل تغيّر مسار هذا الداعية، وتجعله يمر بتحولات كثيرة في شخصيته نرصدها من خلال المسلسل.

- الدعاة أنواع هذه الأيام، فأي نوع منهم اخترت؟
هذا الكلام صحيح، لكنني اخترت دور الداعية الشاب صاحب الميل السلفي. والعمل يتناول قضية مهمة لم تتناولها الدراما من قبل، والدراما من أقوى عوامل التوعية للناس، ودوري كفنان هو توعية الجمهور من خلال عمل فني هادف، خاصة إذا كان الموضوع يتناول قضية الاتجار بالدين.

- وما الذي دفعك إلى اختيار هذه القضية رغم حساسيتها؟
السبب أننا أصبحنا في حالة تخبط رهيبة، فكل «من هب ودب» يتكلم في الدين وكأنه المتحدث الرسمي باسم الله في الأرض، إلى جانب انتشار فكرة التكفير، وهي صفة غير بشرية، لأن البشر أنفسهم متغيرون، فكيف يحق لبشر أن يكفر بشراً مثله؟ خاصة أن الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه لم يكفر أحداً يوماً ما، وكلنا نعلم قصة جاره اليهودي الذي كان يؤذيه وعندما مرض ذهب الرسول لزيارته.

- ما الذي دفعك للتطرق إلى موضوعين يمسان العقائد من خلال فيلم ومسلسل؟
هذا من حسن حظي، ففيلم «الراهب» قصتي منذ خمس سنوات، وسيناريو وحوار الدكتور مدحت العدل، ولن أتعرض فيه للفتنة الطائفية، ولن يكون فيلماً تسجيلياً عن الرهبنة بل هو فيلم سينمائي.
وقد حان الوقت لفتح الملفات المسكوت عنها والتطرق إلى القضايا الشائكة، لأن الأمر ببساطة هو أن تلك القضايا هي التي تشغل الشارع الآن وتثير الفتن والتخبط، فعندما جلست مع الدكتور مدحت العدل أعجبت بالفكرتين، خاصة أنهما متباعدتان كل البعد في الأحداث، فالفيلم يؤرخ للرهبنة والمسلسل يسلّط الضوء على التطرف الديني والاتجار باسم الدين.

- وكيف تنظر إلى حملات هجوم بعض الشيوخ على الفنانين؟
الأخطر من الهجوم هو التطاول والتكفير والتراشق بالألفاظ من أفراد يفترض أنهم يفهمون ويعلمون أخلاقيات الدين الإسلامي التي تتنافى مع هذه التصرفات، وأعتقد أنهم يضحكون على الناس البسطاء.

- هل تتوقع ردود فعل غاضبة من أصحاب بعض التيارات الدينية على العملين؟
أصحاب التيارات الدينية «على عيني وراسي»، لكنني «لن أطبطب على أحد»، فقد أتت بهم الديموقراطية وصناديق الانتخابات، لذلك فلهم كل الاحترام.
وأنا في النهاية فنان ووظيفتي رصد الواقع كما هو دون تجميل، ونحن نلقي الضوء على الظواهر السلبية دون خوف، ودون أن «أضحك على نفسي أو على الناس». وأعتقد أن من أتت بهم الديمقراطية يجب ألا يقفوا في وجه الديموقراطية التي تقتضي احترام الفن وتقديمه كما ينبغي.

- وما الذي تطالب به الرئيس محمد مرسي بشأن القضايا التي تتناولها في عمليك الجديدين؟
أطالبه بضرورة تحجيم دور «مدّعي الدين»، لأنهم في النهاية يسيئون إليه، ويتسببون بكثير من الكوارث.

- أصبحت وجهاً مألوفاً في التظاهرات الأخيرة، هل السبب هو استغلالك الأحداث لتصوير مسلسل «الداعية» كما تداول البعض؟
أنزل إلى الميدان لتأكيد مطالب الثورة واستعادة روح الميدان، لأنني غاضب من كل ما حدث أخيراً من تجاوزات في حق الثورة والمصريين، ولذلك نزلت للتعبير عن رأيي والمشاركة في التظاهرات السلمية.
وكانت هناك مرة نزلنا فيها أنا وبسمة للتظاهر، وفي الوقت نفسه لتصوير بعض المشاهد لمسلسلنا «الداعية»، وهذا ليس عيباً أو استغلالاً للحدث لأن أحداث المسلسل تدور منذ بداية الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة «25 يناير»، مع استعراض «فلاش باك» لما حدث قبلها وبعدها.

- بعيداً عن السياسة، من هو هاني سلامة الذي لا يعرفه الناس؟
هاني سلامة الإنسان لا يختلف كثيراً عما أطالع به جمهوري، لكنني في حياتي العائلية أميل إلى الخصوصية وتمضية معظم الوقت مع أسرتي، لأن ابنتيَّ مريم ومليكة هما كل حياتي، لذلك أحرص على تمضية معظم الوقت معهما، كما أعشق السفر والهدوء وسماع الموسيقى.

- لكن أدوارك الجريئة لا تعبر عن هذا الهدوء الذي تتحدث عنه!
لمن لا يعلم، الموسيقى تعلّم الجرأة حتى ولو كانت هادئة، فهي تحرك مخابئ النفس وتسمو بالروح والحس. وأنا فنان يقدم كل الأدوار، وجرأة أعمالي دائماً ما تكون مقترنة برسالة فنية ومغزى اجتماعي أو سياسي.

- هل تتراجع في ظل حكم التيار الديني عن أداء المشاهد الجريئة؟
أنا لا أخشى أحداً، ولو جاءني دور يستلزم مشاهد معينة تخدم العمل ككل سأقوم به، فالفن أكبر وأقوى من أن تقيده أي قوة أو فصيل، لأنه إبداع وإذا قيدنا أجنحة الإبداع لن يبقى إبداعاً ولا فناً.

- اتهموك كثيراً بالغرور وتعدد العلاقات الغرامية، ما ردك على ذلك؟
كنت أهتم في بداياتي بهذه الاتهامات، أما الآن فقد تعلمت أن الشائعات ضريبة الشهرة والنجومية، ولم أعد أتضايق من هذا الكلام، لأنني أعلم نفسي جيداً، ولم أُصَب يوماً بالغرور، ولو كان أصابني كان أولى أن يصيبني منذ أن كنت ابن 18 عاماً وأنا أُكرَّم في مهرجان «كان» مع العملاق يوسف شاهين وسط نجوم العالم.

- ما الذي تعلمته من يوسف شاهين؟
تعلمت منه الكثير، ولولاه لما أصبحت ممثلاً مشهوراً، فهو أول من اقتنع بموهبتي ومنحني فرصة عمري عندما قدمني في دور كبير في فيلم «المصير»، ثم منحني دور البطولة في فيلم «الآخر».
وقد تعلمت منه ألا أتنازل وأظل حريصاً على تقديم الأعمال الجيدة، حتى لو كان ذلك سيؤدي إلى جلوسي في بيتي من دون عمل، لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وما زلت حتى الآن أعمل بنصائح يوسف شاهين.

- يقال إن وسامتك ساعدت في نجاحك. ما تعليقك؟
لو كان نجاحي مرتبطاً بشكلي أو بوسامتي فهذه منحة من الله أشكره عليها، ولا يمكن أن أعترض عليها، لكن لو كنت وسيماً دون موهبة لما كنت استمريت في هذه المهنة إلى الآن.

- لماذا تبتعد بأسرتك عن الوسط الفني والأضواء؟
كما ذكرت لك أنا في حياتي أميل إلى الاستقرار والهدوء، لذلك لا أحب تسليط الكاميرات علينا حتى تنعم زوجتي وابنتاي بحياة هادئة بعيداً عن ملاحقة الكاميرات، وحتى يستمتعن بحياتهن على أكمل وجه.

- كيف تتعامل زوجتك مع الجمهور وخاصة المعجبات؟
زوجتي متفهمة تماماً لطبيعة عملي، وعلى دراية كاملة بأني فنان، وتعطيني مساحتي الكاملة مع المعجبين والمعجبات وتقدر علاقتي بجمهوري، وحتى الآن لم يحدث مشكلة واحدة طوال فترة زواجنا بسبب المعجبات.

- صرحت من قبل أنك ترفض دخول ابنتيك الوسط الفني. هل تعتبر هذه ازدواجية كما يفسرها البعض؟
لا طبعاً، فأنا أخشى على ابنتيَّ من الشهرة لأنها مرهقة، وأتمنى لهما حياة هادئة.

- هل هناك خلاف وراء انفصالك عن المخرج خالد يوسف؟
قدّمت مع خالد يوسف أفلاماً عدة كلها ناجحة، لكن لا يوجد ممثل يعمل مع مخرج واحد فقط، وكذلك لا يوجد مخرج يعتمد على فنان واحد في أعماله.
وأعتقد أن من حقي الاختبار واكتشاف نفسي، ومن حق خالد أيضاً العمل مع فنان آخر غيري، فأنا لست حكراً على خالد وهو ليس حكراً عليَّ، لكن جمعتنا أعمال ناجحة تحسب له ولي أيضاً.