مجموعة الأزياء المترفة Les Allures de Chanel

شانيل, فستان / فساتين, كارل لاغرفيلد, التايور , قبعة

26 سبتمبر 2011

تخشى الأناقة الراقية الباريسية على مستقبلها ربما وبدأت تتطلع إلى وسائل أخرى للتنويع. لكن ثمة داراً تكشف بوضوح عن ثقة كبيرة في النفس وعن السعي الدائم لترقية التقنية والنوعية بحيث لا تزال الأزياء الراقية على قيد الحياة وتؤدي دوراً مهماً في حياتنا في عالم الموضة.


كارل لاغيرفيلد الذي يتربع على عرش شانيل منذ أكثر من 22 عاماً أظهر لعالم الأزياء الراقية أنه يمكن تطوير الماركة وجني المال. صحيح أن السعر عال جداً لكنه مبرر بالإرث والتاريخ، وفن الحرفية اليدوية المجهول بالنسبة إلى أسواق الموضة الشعبية. يضاف إلى ذلك العلاقة الاستثنائية مع الزبائن وتحديد الدار لمفهوم جمال الأناقة الراقية الذي تبرع فيه بشتى الطرق. ثمن فن حقيقي في كل درزة وخرزة وقصة لدرجة المغالاة والتطرّف. يتضح جلياً في كل مجموعة تطلقها هذه الدار الشهيرة أن كارل لاغيرفيلد يتيح لك الدخول إلى عالم شانيل عبر عرض من 30 دقيقة، وهذا بحد ذاته أمر لا يقدّر بثمن. يخبر كل عرض قصة معينة، لكن المجموعة تحمل كالعادة توقيع بذلات التويد والفساتين الطويلة حتى الأرض المتلألئة التي عكست ضوء النجوم الساطعة فوق الغران باليه. كل ساعة عمل مخصّصة لهذه المجموعة هي تحية لعالم الأزياء الراقية، ولا يمكن تعويضها من دون أي شك.

ما يجعل الخياطة في قمّة الرقيّ هو القياس ليتناسب الزيّ مع كل تفصيل في الجسم، ولتلامس كلّ طيّة في القماش حركة من حركاته. أن تعانق قصّة الزيّ الجسم جزء أساسي من العمل الحرفيّ الدقيق الذي ينتج زيّاً هو عمل فني تتباهى به العارضة أو صاحبته. لذا قبل أيام من العرض، تقصد العارضات المحترف، ويخضعن لجلسات القياس كي يقترب من الكمال مظهر كلّ منهن في زيّها. يمضي كل فستان أو بذلة دقائق سريعة على منصّة الأضواء حيث يجب أن يؤدي دوره الأفضل، وحيث تنهال عليه لقطات المصوّرين لتبرزه من الزوايا كلّّها.  المجموعة الأخيرة لخريف وشتاء 2011-2012 أطلق عليها اسم Les Allures de Chanel عرضت سحر الخياطة الراقية، فبرز إبداع شانيل في قمّته منذ ولادة التصميم مروراً بتنفيذه وصولاً إلى عرضه. 

وخلال العرض أعيد ترتيب المكان ليشبه ساحة الفاندوم حيث تم استبدال نسخة لتمثال نابوليون بكوكو شانيل شبيه بالرجل الآلي. اختالت العارضات حول التمثال مع خلفية مضاءة بأنوار النيون وكشفت قبّة «الغران الباليه» عن السماء المظلمة في تمام العاشرة ليلاً. كانت هذه مفاجأة رائعة بحد ذاتها. وبالنسبة إلى المجموعة الحالية، كانت الطلات مجموعة منوّعة من الأثواب الفضفاضة فوق تنانير تويد ضيقة. كانت هناك أيضاً موديلات طويلة من بذلات شانيل الشهيرة. كتفان عريضان وكمّان بثلاثة أرباع الطول ومجموعة منوّعة من التفاصيل في فساتين السهرة، مثل الريش والكشاكش والخرز، وكلها مفضّلة في الأزياء الراقية. أما الأكسسوار المفضّل لديّ، فكان القبعة المستديرة السوداء «البولر» (وهي تحفة أخرى من توقيع الدار).