ما زلت أذكر أوّل مرّة سمعت فيها صوت أيقونة الموضة الباريسية غابريال شانيل التي نقلت أناقة البشرية من عصر الترف المتعِب واصفة النساء المخمليات بالتحف الفاخرة والباذخة لأزواجهن انعكاساًً للمكانة، الموضة هي انعكاس للعصر. ولكن ما الذي أعاد «ثقافة» الأكتاف المنتفخة إلى هذا العصر؟ هو حنين إلى الأمس إنما بصيغة الحاضر. اعتمدت شانيل الأكمام المنتفخة إنما القصيرة، صمّمت التول بخفة تسهّل التنقّل به، تخلّت عن الكورسيه الخانق وأخرجت الأصابع من القفازات السوداء المتناقضة بانسجام هجين مع الأحذية الصبيانية والعسكرية. أما دار لانفين، ف«عصرنت» أكتاف البورجوازيات بفساتين «متواضعة» الطول والقفازات الجلدية والألوان الموحّدة. وهذا التفصيل الأخير هو ما استندت إليه المصمّمة ستيلا ماكارتني لتلقيح التقليد الإجتماعي الغابر عبر الذهبي والأسود وأزرق منتصف الليل، ذراعا دوقة بقوام «لوليتا».