black file

تحميل المجلة الاكترونية عدد 1090

بحث

Louis Vuitton/ يايوا كوساما...

تحافظ دار لوي فويتون على علاقات وثيقة مع عالم الفنون منذ أن تأسست عام 1854، وتستمد قوتها من هذا التقليد الذي تعزّز تحت الإدارة الفنية لمارك جايكوبس. وقد تعاونت الدار العريقة أخيراً مع الفنانة اليابانية يايوا كوساما عبر إطلاق معرضها الاستعادي الأول الذي يدعو الزوار للانغماس في عالم كوساما الغرائبي. وجال المعرض من متحف رينا صوفيا الوطني والمركز الفني في مدريد إلى سنتر بومبيدو في باريس، متابعاً رحلته إلى متحف تايت مودرن في لندن ومتحف ويتني في نيويورك. ترغب دار لوي فويتون في تكريم الفنانة الاستثنائية التي يكنّ لها مدير الدار الفني مارك جايكوبس إعجاباً كبيراً.

وقد تحوّلت المنتجات الجلدية الأيقونية التي تحمل توقيع لوي فويتون، والأزياء الجاهزة، والأحذية، والأكسسوارات، والساعات والمجوهرات مساحات عرض لأنماط كوساما الفنية المتكررة. وعولجت نقاط كوساما الشهيرة بالألوان القوية الهجينة وهي تغطي المنتجات إلى ما لا نهاية، معبّرةً عن الإمكانيات اللامحدودة للتلاعب بالمقاييس، والألوان والكثافة. هذا ما تعبّر عنه ايضاً واجهات محالّ لوي فويتون حول العالم، المزينة بنقوش محمّلة بالرموز: فلن تغيب عن الرائي منحوتات "الأعصاب" ذات الأشكال البيومورفية للنوافذ تحت عنوان «بداية الكون»، وزهور تحت عنوان «زهور متفتحة إلى الأبد في عقلي» من دون أن تنسى النقوش المنقطة على الخلفية البيضاء ومن بينها أشكال كوساما التي تحمل اسم «إلغاء الذات».  بالنسبة إلى الفنانة، التي ترى حياتها "كنقطة ضائعة بين ملايين النقاط"، يتيح لها هذا التعاون أن تنشر نقوشها المنقّطة إلى ما لا نهاية حول العالم ناقلة رسالة «الحب إلى الأبد». ويختم مارك جايكوبس بقوله: «يوسّع هذا التعاون قاعدة جمهورها وجمهور الفن المعاصر بشكلٍ عام. هذه هي المهمة التي لطالما وضعتها دار لوي فويتون نصب عينيها».


يايوا كوساما: سيرة

تعود أصول الأعمال الفنية التي تحمل توقيع يايوا كوساما إلى هلوسةٍ حدثت في غرفة طعام: فإذا بأنماط الزهور الحمراء اللون على مفرش المائدة تمتدّ على الجدران، وعلى الأرض فعلى الفنانة نفسها. هي من مواليد العام 1929 في اليابان، وقد تمسّكت بكافة التقنيات (من نحتٍ، ورسمٍ، وإخراجٍ سينمائي، وتصوير فوتوغرافي، وكتابة وتأليف) لكي تنقل بوفاء هذا الضلال. في الخمسينات من القرن العشرين، صنعت لنفسها اسماً من خلال شبكات اللانهاية أو Infinity Nets، وهي شبكات من لون واحد تتألف من عنصر فريد وبالغ الصغر يتكرّر إلى ما لا نهاية. في العام 1958، انتقلت يايوا كوساما للسكن في نيويورك، حيث انخرطت في حركة روّاد الابتداع في الفن وأقامت معارض إلى جانب كلايس أولدنبرغ، وآندي وارهول، ودونالد جود.
في تركيباتها، استردّت الأشياء اليومية ذات الأشكال الليّنة والبارزة، ونفّذت عروض أداء لها، في مناطق لها أهميتها الرمزية من المدينة. منذ عودتها إلى اليابان في العام 1973، تقيم الفنانة التي تصف نفسها كموسوسة في مستشفى للأمراض النفسية وتذهب إلى الاستديو الخاص بها يومياً لتعمل على ابتكاراتها. عرفت يايوا كوساما الشهرة متأخرةً بدءاً من أواخر الثمانينات، ونظّمت معارض فاخرة، لا سيما في معرض بينالي البندقية، وفي متحف الفن الحديث في نيويورك ودار الثقافة اليابانية في باريس. أما المعرض المتنقل المخصص لها، والذي يستعيد أعمالها الماضية، فيؤكّد على مركزها كشخصية لا غنى عنها في عالم الفنون المعاصرة. وقد تسنّى لنا أن نتقرّب من عالم يايوا كوساما في الحوار الآتي:

- منحك الفن الحافز للاستمرار في حياتك، لكنه تشبّع أيضاً من هلوساتك. هل يمكننا الحديث عن توازن مدروس، أو سيطرة معينة تملكينها على حياتك وإبداعك؟
تأتيني الإلهامات على الدوام وتتيح لي منح الشكل لأعمالي الفنية. لقد عانيت من مشكلات عقلية، لكن دافعي للرسم والإبداع أنقذني من هلوسات الجنون التي عانيت منها عندما كنت طفلة ومن الاضطرابات العصبية والصعوبات النفسية التي أجبرتني على الدخول إلى المستشفى مرات عدة. كان القلق أشبه باللهب المستعرة في عظامي. أنا أمارس الفن لتصحيح الإعاقة التي بدأت في طفولتي.

- هل يمكنك إعطاء عنوان لتعاونك مع لوي فويتون؟
الحب للأبد.

- ما هو شعورك عندما ترين فنك يمثل الماركة؟
أنا فخورة جداً لتعاوني مع لوي فويتون. مارك جاكوبس مصمّم مذهل وصاحب موهبة فنية رائعة. ابتكارات Louis Vuitton مشهورة في كل أنحاء العالم. الفرق الإبداعية عند Louis Vuitton تملك الكثير من الأفكار، وكذلك أنا. هذا التعاون حتماً آسر لقلوب الناس في كل أنحاء العالم.  هذه السنة، أعمل مع مارك جاكوبس لدار Louis Vuitton لما سيكون تعاوناً مذهلاً ورائعاً بين عالم الموضة والفن.

- لقد عملت عبر فنك وكتاباتك للتأثير في النساء. فنّك ينقل بعض الرسائل الداعية إلى المساواة بين الجنسين. هل تعاونك مع لوي فويتون يعتبر بمثابة تأثير مباشر في النساء وإنما على مستوى مختلف؟
بصفتي فنانة يابانية، وجدت صعوبة في أن يتم أخذي على محمل الجدّ. لم يكن سهلاً تقبّل ابتكاراتي الفنية وشخصيتي القوية والصعبة. أرفض أن أكون مجرد اسم أو حركة في أي معيار فني. هذه الأيام، هناك العديد من الفنانين اليابانيين المشهورين، لكني لم أعتبر أبداً فني «يابانياً» في اليوم من الأيام. إنه وضع صعب. لا أريد أن أكون جزءاً من مجموعة، وإنما أريد أن يكون لي تأثير دولي.

تتشاركين خبراتك عبر وسائل تعبير عدة. يبدو أنك لا تؤمنين في الحدود في أشكال تمثيل الفن. هل يمكن لهذه المرونة أن تضمن نجاح مشروعك مع Louis Vuitton؟
نعم، طالما بدا وكأن خيالي وإبداعي أكبر من البيئة التي عشت فيها، وحتى بالنسبة إليّ شخصياً. ابتكارات Louis Vuitton مشهورة عالمياً. الفرق الإبداعية عند Louis Vuitton تملك الكثير من الأفكار، وكذلك أنا... لذا، فإن هذا التعاون الفريد سيأسر قلوب الناس في كل أنحاء العالم.

- لماذا اخترت العيش في مصحّ عقلي؟
لقد عانيت من المشكلات العقلية، لكن دافعي للرسم والإبداع أنقذني من هلوسات الجنون التي عانيت منها عندما كنت طفلة ومن الاضطرابات العصبية والمشكلات النفسية التي أجبرتني على الدخول المستشفى مرات عدة.


صورة فوتوغرافية

في العام 2006، التقى مارك جايكوبس بيايوا كوساما في طوكيو. فهاوي جمع الفنون من المعجبين بمنحوتات كوساما ولوحاتها: «براءة أعمالها الفنية تؤثر فيّ. وهي تنجح في مشاركتنا نظرتها إلى العالم». وهذا الإعجاب متبادل، فكوساما، التي في سجل أعمالها عروض أداء عدة تنظر في الأزياء والأجسام، تكنّ احتراماً عميقاً لإبداع مارك. ولا تزال الصورة الفوتوغرافية لهذا اللقاء بينهما معلّقةً على الجدار في الاستديو الخاص بكوساما في طوكيو.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1090  |  تشرين الأول 2025

المجلة الالكترونية العدد 1090