أبرز المدن المستدامة في الوطن العربي
تُعدّ المدن الذكية المستدامة في الوطن العربي تجسيداً للرؤية المستقبلية التي تسعى إلى دمج التكنولوجيا المتطوّرة مع مبادئ الاستدامة البيئية والاجتماعية. وفي ظلّ التحديات المتزايدة التي تواجهها المنطقة، مثل التغيّر المناخي والزيادة السكانية والضغط على الموارد الطبيعية، تظهر الحاجة الملحّة لتطوير مدن تتمتع بقدرة عالية على التكيّف والابتكار. تسعى هذه المدن إلى تحسين جودة الحياة من خلال استخدام التقنيات الذكية، وتحليل البيانات الكبيرة، والطاقة المتجدّدة. يُعتبر مشروع مدينة "نيوم" في السعودية و"مصر الرقمية" من الأمثلة البارزة على المبادرات الرامية إلى بناء بيئات حضرية ذكية تدعم التنمية المستدامة.
NEOM, KSA
مدينة نيوم هي من أكثر المشاريع الطموحة في العالم، حيث تمثل رؤية مستقبلية تهدف إلى بناء مدينة مستدامة تعتمد على الابتكار والتكنولوجيا الحديثة. تقع نيوم في شمال غربي المملكة العربية السعودية، وتطل على البحر الأحمر، مما يمنحها موقعاً استراتيجياً مميزاً، وتسعى إلى تحقيق مفهوم الاستدامة من خلال التركيز على جوانب عدة رئيسية:
استخدام التقنيات الحديثة في البناء والإدارة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والروبوتات لتحسين جودة الحياة وتقليل الأثر البيئي.
النقل الذكي، بحيث تمّ تصميم أنظمة نقل متطوّرة تهدف إلى تخفيف الازدحام والحفاظ على البيئة، مع وسائل نقل كهربائية.
الطاقة المتجدّدة بحيث تعتمد المدينة على مصادر الطاقة المتجدّدة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وهي المصدر الأساس لتحقيق الاستدامة البيئية وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
MASDAR, ABU DHABI
أُنشئ مشروع مدينة مصدر عام 2006، والهدف منه إنشاء واحة حضرية مستدامة، تخلو من الكربون وسط الصّحراء. وتُوصَف بأنّها مدينة رقميّة واعدة، تعالج الكثير من التحدّيات الحضرية، مثل الحدّ من انبعاثات الكربون، والحفاظ على الطّاقة، وتعزيز الحياة المستدامة. كما تمتلك مدينة مصدر الكثير من الميزات الذّكية، التي من شأنها حلّ التحدّيات السّابقة وتذليلها، مثل الطاقة المتجدّدة حيث تستخدم المدينة الطاقة الشّمسية لتوفير طاقة نظيفة للمدينة بأكملها؛ والنّقل الذّكي، حيث تستخدم نقلاً كهربائياً آليّاً، ما يقلّل الحاجة إلى المركبات الخاصّة؛ فضلاً عن خلوّها من النّفايات، إذ تتمّ إعادة تدوير النفايات بكفاءة عالية.
كما تعمل المباني المصمّمة بشكلٍ خاصٍّ في المدينة، على زيادة التبريد الطّبيعي، ما يؤدي إلى تقليل استهلاك الطاقة، إضافة إلى انتشار المساحات الخضراء على نطاقٍ واسعٍ في المدينة، ما يحسّن من جودة حياة السّكان فيها.
Lusail, Qatar
يعكس مشـروع "لوسـيل" روح وطمـوح رؤية قطـر الوطنية 2030، لما يشكّله مـن مخطـطٍ للتحـوّل الحضري متعـدد الثقافات. من موقعها في شمال الدوحة، تعدّ المدينة الجديدة ملاذاً للحياة الذكية ومنارةً للاقتصادات المزدهرة. تمتــدّ مدينة لوســيل الذكية علــى مســاحة 38 كيلومتــراً مربــعاً، وتعمل على معالجة تحدّياتٍ عدة، مثل التحضّر السّريع، والإدارة المستدامة للموارد، وإنشاء مدينة حديثة ومستدامة تستوعب المزيد من السّكان مع تقليل التّأثير البيئيّ. كما تعتمد مدينة لوسيل الذكية على النّقل المستدام، مع نظام نقل متكامل صديق للبيئة، إضافة إلى بُنية تحتية ذكية تساهم في التقليل من استهلاك الموارد المتاحة.
MUSCAT SMART CITY, OMAN
مشروع مدينة مسقط الذّكية مصمّم لتحويل العاصمة العُمانية مسقط إلى مدينة حديثة ومستدامة، تستفيد من التكنولوجيا المتطوّرة، وتعمل على استثمارها لتحسين نوعيّة حياة سكانها. يسعى المشروع لمعالجة الكثير من التحدّيات الحضرية التي تواجهها المدينة، مثل الازدحام المروري، والاستدامة البيئية، والخدمات العامّة الفعّالة، والرّفاهية العامة للسكان.
يمتلك هذا المشروع العديد من المزايا الرائعة، مثل النّقل الذّكي، حيث تعمل أنظمة إدارة المرور المتطوّرة وشبكات النّقل العام، على تقليل الازدحام وتحسين التنقّل. كما تعطي مدينة مسقط الأولويّة للممارسات الصّديقة للبيئة، ولا سيما اعتماد الطاقة المتجدّدة، والحدِّ من النّفايات، وتوفير المساحاتِ الخضراء. ولا ننسى طبعاً الشّمول الرّقمي، حيث تضمن المبادرات الهادفة إلى ردم الفجوة الرّقمية، مع إمكانية الاستفادة من خدمات المدينة الذّكية لجميع السكان.
KING ABDULLAH ECONOMIC CITY, KSA
تعتبر مدينة الملك عبد الله الاقتصادية مدينة ذكية ضخمة، تمتدّ على طول ساحل البحر الأحمر في المملكة العربية السّعودية. تمتاز المدينة بموقعٍ استراتيجي بين مدينتَي جدّة ورابغ، وهي بمثابة المحرّك الرئيسي للتنوّع الاقتصادي والتّنمية في السّعودية. تعمل المدينة الذّكية السعودية على تقليص الاعتماد على النفط، وتعزيز النمو الاقتصادي خارج القطاع النّفطي. كما يتمّ اعتماد أنظمة النّقل الذكية المتقدّمة داخل المدينة، لتعزيز كفاءة التنقّل فيها، مع الإشارة إلى أن البنية التّحتية مستدامة مع ممارسات صديقة للبيئة، مثل مصادر الطاقة المتجدّدة، وتقنيات الحفاظ على المياه. أما المجتمعات السكنية فتوفّر جودة حياة عالية للمقيمين، كونها عبارة عن أحياء مستدامة وذكية.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024