الديسبراكسيا صعوبات حركيّة لا بد من تشخيصها

نمو وتطور الطفل / الأطفال, الطفل, مرض الطفل / أطفال, الأم والطفل, تربية الطفل / الأطفال, نمو الطفل

07 ديسمبر 2013

«يصعب على هاني (4 سنوات) الإمساك بالقلم أو أي شيء صغير، أمّا نطقه فغير واضح، ولايعرف تحديد المكان، ويشعر بالغيظ أثناء لعبه مع أطفال في سنّه فهو غير قادر على مجاراتهم». إنها الديسبراكسيا التي يعاني منها 5 إلى 6 في المئة من الأطفال.
فما هي الديسبراكسيا؟ وما أعراضها؟ وما تأثيرها في أداء التلميذ المدرسي والسلوكي والإجتماعي؟
« لها» توجّهت إلى الإختصاصية في علم النفس التقويمي لمى بنداق التي أجابت عن كل ما يتعلّق بالديسيراكسيا.

ما هو سبب الإصابة بالديسبراكسيا؟
سبب الإصابة بالديسبراكسيا ليس معروفًا إلى اليوم. يعتقد الباحثون أن الخلايا العصبية التي تتحكم في العضلات لا تتطور بشكل صحيح.
وبما أنها ليست قادرة على إقامة إتصال صحيح، سيحتاج الدماغ إلى مزيد من الوقت لتحليل المعلومات. ويمكن أن يصاب الإنسان بالديسبراكسيا في أي مرحلة من مراحل عمره بسبب صدمة أو نتيجة سكتة دماغية أو حادث أو مرض.

ما هي نسب الإصابة بالديسبراكسيا؟
نسبة الإصابة هي 5 إلى 6 % من مجموع الأطفال. وأكثر من 50% من الذين يعانون الديسبراكسيا لديهم إضطراب قلة التركيز وكثرة الحركة. وهي تلازم الطفل طيلة عمره.
واللافت أن الذكور معرّضون للإصابة أكثر من الإناث. ولاحظت بعض الدراسات أنه مقابل كل اربعة ذكور يعانون الديسبراكسيا هناك أنثى واحدة.

هل هناك درجات للإصابة بالديسبراكسيا؟
مثل بقية الصعوبات أو الإضطرابات هناك درجات للديسبراكسيا تتراوح من خفيفة إلى متوسطة إلى شديدة. وهي ليست لها علاقة بالذكاء، فمعظم الذين يعانون الديسبراكسيا لديهم ذكاء طبيعي.

كيف يمكن الأهل ملاحظة أعراض الديسبراكسيا عند طفلهم؟
من أهم الأعراض التي يمكن ملاحظتها لدى الأطفال والراشدين:

1 إنقباض العضلات يكون شديداً (hypertonia) ، أي إن العضلات تكون مشدودة أو متوترة، أو تكون رخوة (hypotonia) أي يكون الطفل مثل قطعة القماش.
2
تأخر في التطور الحركي. مثلاً تأخر الطفل في الجلوس، والوقوف، والمشي، والتدرّب على إستعمال المرحاض.
3
تأخر في تعلم صعود السلم ونزوله.
4
صعوبة في النشاطات الرياضية مثل الركض، والقفز، واللعب بالكرة.
5
صعوبة في مضغ الطعام.
6
صعوبة في إلتقاط القطع الصغيرة.
7
صعوبة في أداء النشاطات اليومية وتدبّر أموره الخاصة مثل إرتداء الثياب.
8
بطء في تعلم أي مهارة.
9
الوقوع بشكل دائم ويبدو كالأحمق.
10
صعوبة في إمساك القلم والرسم، وتبدو رسومه غير ناضجة.
 11 صعوبة في تحديد المكان مثلا أمام، خلف، داخل، خارج، بالوسط وما شابه.
12
صعوبة في إقامة علاقة مع الأصدقاء، وكيفية التصرف في المجتمع.
13
التوتر.
14
تأخر في التطور اللغوي وصعوبة في النطق.


 هل من مهارات أو صعوبات محددة يواجهها التلميذ يمكن للمعلمة في مرحلة الحضانة أن تكتشف من خلالها وجود مشكلة؟
هناك العديد من المؤشرات التي يمكن من خلالها المعلمة تحديد وجود مشكلة لدى التلميذ، خصوصًا إذا كانت تتمتع بالخبرة، وبالتالي قادرة على التمييز بين التطور السوي للتلميذ و التطور غير السويّ.
ومن أبرز ما يمكن أن تلاحظه المعلمة من صعوبات في مرحلة الحضانة:

1 صعوبة التعامل في المواقف التي تتطلب عملاً جماعيًا.
2 صعوبة في الحساب والكتابة والنسخ من اللوح.
3 غير منظم وفوضوي.
4 يعاني من قلة تركيز وضعف في المهارات السمعية.
5 غير قادرعلى إتباع التعليمات.
6 يتجنب حصص الرياضة.
7 يشعر بالغضب، والإشمئزاز من نفسه.


هل يواجه المصاب صعوبات في مرحلة الرشد؟
معظم الصعوبات التي عانى منها المصاب في الصغر سترافقه مدى الحياة، ولكن ذلك يعتمد على درجة الصعوبة التي يعاني منها أي إذا كانت شديدة، متوسطة أو خفيفة. ومن أبرز الصعوبات في مرحلة الرشد:

1 صعوبة في التخطيط والتنظيم.
2 صعوبة في تعلّم مهارات جديدة.
3 صعوبة في تعلم قيادة السيارة.


ما هي عواقب الديسبراكسيا على أداء التلميذ المدرسي؟
للديسبراكسيا نتائج سلبية على الأداء المدرسي. وتؤثر بشكل مباشر في:

  • الحركة والإتجاهات: تدنّي في نضج الحركة والتنظيم والبنيان المكاني. مثلاً يصعب على الطفل تحديد وجهة الخطوط على الورقة.
  • الخط: تكون الكتابة آلية وبالتالي النتيجة تبدو خربشة، إذ يكتب الحروف بحجم متفاوت بشكل ملحوظ.
  • الحساب: صعوبة في تطبيق قواعد الجمع والطرح، رغم إلمامه بها.
  • القراءة: يكون مترددًا وبطيئًا ويميل إلى الخلط بين الحروف المتشابهة في الشكل، ولديه صعوبة في التهجئة.
  • كتابة بحث: لا يعرف التلميذ البحث عن المعلومة المناسبة للموضوع لإستحالة تصوّره هيكلية النص.
  • الإملاء: الصعاب الإملائية مرتبطة باضطراب في النسخ. لذا يرتكب التلميذ أخطاء في النسخ عندما ينقل من اللوح إلى الدفتر.
  • الغناء والتقليد: لا يستطيع التلميذ إعادة إنتاج الحركات، كما يجد صعوبة في متابعة إيقاع الأغنية بشكل صحيح.
  • التربية البدنية: يصعب على التلميذ تعلّم ألعاب جديدة، واللحاق بإيقاع التلامذة الآخرين.

 تسبب هذه المشكلات تأخرًا في الأداء المدرسي وكذلك يخسر التلميذ ثقته بنفسه، مما يجعله منعزلاً عن زملائه، وإذا ترافق ذلك مع إضطراب قلة التركيز وكثرة الحركة نجد أن التلميذ يعاني أيضًا من صعوبات في التركيز والإنتباه. لذا من الضروري التحقق مما يحدث مع التلميذ وتحويله للإختصاصي للتشخيص السليم.


كيف يتم تشخيص الديسبراكسيا؟

المرحلة الأولى تكون تقويم التطور الجسدي، أي أن نبني صورة واضحة ومفصّلة من بداية مراحل الحمل مرورًا بالولادة إلى التطوّر الجسدي وما يرافقه من مراحل. ومقارنة هذا التطور بأقرانه أي الأولاد الذين من السن البيولوجية نفسها.
ومثال على ذلك الدبدبة والجلوس والمشي والكلام والتدريب على إستعمال المرحاض وما شابه. ونتأكد أن الطفل لم يعانِ من أي أمراض لديها أعراض مشابهة.

المرحلة الثانية هي تقويم القدرات الذهنية أي مستوى الذكاء لدى الولد. وبعد ذلك نعمد إلى إجراء تقويم حسي حركي لتحديد الصعوبات ودرجتها في وظائف عضلات الجذع (مثال القفز، رمي الكرة، المشي، الركض، التوازن) والعضلات الدقيقة (مثال ربط الحذاء، فك وتركيب الأزرار، القص، الكتابة).

وأخيرًا نسعى إلى تقويم الإدراك النظري الحركي Motor Visual Perception فالسرعة في الأداء الحركي بعد النظر إلى الشيء هي مؤشر مهم يتطور مع العمر.

ما هو علاج الديسبراكسيا؟
ترافق الديسبراكسيا المصاب طيلة حياته، ويمكن أن تتحسن حالته مع الإكتشاف المبكر والعلاج الصحيح. ومن الإختصاصين الذين يجب أن يعملوا مع الذين يعانون من الديسبراكسيا نجد:

  • إختصاصي العلاج الإنشغالي Occupational therapist لمساعدة الطفل في تنظيم حركته وتطويرها لتسهيل المهام اليومية. ويمكن إختصاصي العلاج النفسي الحركي Psychometric therapist أن يساعد الولد في تطوير مهاراته الإدراكية الحركية وتطوير حركات جسده من عضلات الجذع والحركات الدقيقة.
  • إختصاصي تقويم النطق واللغة Speech therapist يساعده في تطوير اللغة المحكية واللغة المكتوبة ومهارات التفكير والتحليل.
  • إختصاصي تربية تقويمية Special education teacher يساعده في إكتساب أكبر قدر من الناحية التعلمية.


هل يحتاج كل طفل يعاني من الديسبراكسيا إلى كل هؤلاء الإختصاصيين؟
ليس كل طفل يعاني من الديسبراكسيا بحاجة إلى كل هؤلاء الإختصاصيين، فهذا يستند إلى درجة الصعوبة التي يعاني منها. وفي بعض الحالات يتم تحويل الطفل إلى العلاج الفيزيائي، وفي حالات أخرى يتم تحويله إلى العلاج النفسي.
فليس هناك حالة مشابهة تماما للأخرى وبذلك العلاج يكون مبني على ما يحتاجه الطفل.

هل يمكن ان تشكل الديسبراكسيا عائقًا مدى الحياة وتحول دون أن يكون المصاب عضوًا فعالاً ومنتجًا في المجتمع؟
كلا، إذ إننا نرى العديد من المصابين بالديسبراكسيا أصبحوا ناجحين في الحياة من كل النواحي. ومن المشاهير الذين يعانون من الديسبراكسيا نجد الممثل الشاب Daniel Radcliffe الذي جسّد دور هاري بوتر في ثمانية أجزاء كانت من أنجح الأفلام . والممثل Robin Williams ومن أشهر أفلامه Good Will Hunting, Mrs. Doubtfire, Dead Poets Society.
والمغنية والكاتبة Florence Welch، والمصور David Bailey.


تساؤل

ما هي الديسبراكسيا؟
حدد بورتوود الديسبراكسيا بأنها الصعوبات الحركية التي يعود سببها إلى المشكلات الإدراكية وخصوصًا الصعوبات البصرية الحركية.
أي أنها عبارة عن صعوبات في الجهاز الحركي الإرادي، أو اضطراب التكامل الحسي وتشمل مشاكل الاتزان – التوافق بين أداء اليد والنظر. مما يعني أنها خلل وظيفي في سيكولوجيا الجهاز العصبي اللا شفهي، فالتنفيذ الحركي للفعل المقصود يكون مضطربًا.
وتحدّد جمعية «الديسبراكسيا البريطانية» الديسبراكسيا بأنها إعاقة أو عدم نضج في تنظيم الحركة يؤدي إلى مشكلات مرتبطة باللغة والإدراك والفكر. وهي تؤثر بشكل كبير في عملية التعلم. وهناك العديد من التسميات للـ Dyspraxia وأهمها:
Developmental coordination disorder (DCD) Developmental Dyspraxia and Clumsy Child Syndrome