إيهاب توفيق: لم يصل إلى العالمية إلا أنا وعمرو دياب

إيهاب توفيق, مصر, الغناء, ألبوم غنائي, مطربون, ميني ألبوم, مواهب, برنامج

09 ديسمبر 2013

رغم أنه يحضّر لألبومه الجديد منذ عامين، أوقف العمل فيه أكثر من مرة، حتى قرر العودة أخيراً بكل نشاطه والانتهاء منه لطرحه قريباً.
إيهاب توفيق يكشف لنا سبب تأخر الألبوم، والجديد الذي يقدمه فيه، وتجربة تقديمه لبرنامج تلفزيوني، ويرد على الاتهامات التي وجهها له البعض أخيراً، ويتحدث عن الشائعات التي حاصرته من اعتزال وهجرة وغيرهما.
كما يبدي رأيه في آمال ماهر وأنغام وشيرين، والمواهب الشابة، كارمن سليمان ونسمة محجوب وأحمد جمال. وعندما سألناه عن العالمية قال بكل ثقة: لم يصل إليها إلا أنا وعمرو دياب.


- بدأت التحضير لألبومك الجديد منذ أكثر من عام إلا أنه لم يظهر حتى الآن. لماذا؟
بدأت العمل على الألبوم منذ عام 2011، لكن الأحداث السياسية التي شهدتها مصر والوطن العربي قلبت كل الموازين رأساً على عقب، وأثرت بشكل سلبي على الفن.
وكان من الممكن أن أفعل مثل عدد كبير من المطربين، وأتجاهل هذه الأحداث وأطرح الألبوم، إلا أن قلقي على بلدي وانشغالي بمتابعة الأحداث وشعوري بأن الجمهور لن يتفاعل مع أي ألبوم بالشكل المطلوب، دفعتني للتراجع وتأجيل العمل في الألبوم طوال هذه الفترة.
وأخيراً استأنفت العمل وتخليت عن الأغاني التي سجلتها قبل عامين، وقررت اختيار أغانٍ جديدة بموسيقى حديثة، وبالفعل أنهيت تسجيل معظم أغاني الألبوم، ولم يتبق سوى وضع اللمسات الأخيرة.

- هل هذا يعني أنك مُعارض للألبومات التي طرحت الفترة الأخيرة؟
بالطبع لا، فلكل مطرب طريقة تفكيره وقراره الذي يخصه، لكني أختلف عنهم، فأنا لم أتمكن من تسجيل أغانٍ عاطفية خلال هذه المرحلة الصعبة التي مرّت بها مصر.
كما إنني واثق أن موعد طرح الألبوم ليس قرار الفنان وحده، بل يرجع إلى شركة الإنتاج أيضاً، فقد طرح ألبوم عمرو دياب بعد ثورة «30 يونيو» بفترة قصيرة، رغم أن البعض وجد أن الموعد غريب، إلا أن الشركة كان لها طريقة تفكير مختلفة، خاصةً أنها ليست شركة مصرية، وبالتالي كان لها نظرة أخرى.
كما أنها لا تفكر في العائد المادي فقط، بل هدفها الرئيسي هو الحضور وتقديم الجديد.

- لكن ألم تقلق من أن يؤثر هذا الغياب الطويل على النجاح الذي حققته خلال السنوات الماضية؟
لا، فرغم أن الألبوم تعرض للتأجيل لأكثر من عامين، كنت حريصاً خلال هذه الفترة على طرح أكثر من أغنية سينغل، ومنها «تحس بإيه» التي حققت نجاحاً كبيراً، بالإضافة إلى تقديمي أكثر من أغنية وطنية، ومشاركتي في أوبريت «تسلم الأيادي» الذي حقق نجاحاً فاق كل توقعاتي.

- ما الجديد الذي تقدمه في الألبوم؟
الألبوم يحتوي على العديد من الأشكال الغنائية، منها الدراما والرومانسي والمقسوم، وحرصت على اختيار كلمات مختلفة وجديدة، وسيشعر المستمع بأن كل أغنية تمثل حالة خاصة. وأتمنى أن ينجح الألبوم في إرضاء جميع الأذواق، فأنا أتعاون مع عدد كبير من الشعراء والملحنين، منهم وليد سعد ومحمد يحيى وأشرف سالم وتميم، كما أخوض من خلال الألبوم تجربة الإنتاج، وأتحمل كلفة كل الأغاني.
لكني سوف أقدم الألبوم إلى شركة لتتولى توزيعه، وسوف أتقاضى منهم أجر صوتي بعد الحصول على الكلفة التي تحملتها.

- هناك الكثير من المطربين أيضاً قرروا خوض تجربة الإنتاج، فما تفسيرك لذلك؟
في الفترة الأخيرة تعرضت شركات إنتاج كثيرة لأزمات مادية بسبب الأحداث السياسية التي أصابت الغناء بحالة من الشلل، بالإضافة إلى ظاهرة القرصنة الإلكترونية التي أثرت بقوة على المبيعات، وبالتالي كان من المستحيل أن يستسلم الفنانون لهذه الظروف، وقرروا تحمل الكلفة إلى أن تتحسن أوضاع شركات الإنتاج.

- بعد انتشار ظاهرة القرصنة كيف يُقاس نجاح الألبوم؟
للأسف المعايير التي كان يُقاس بها النجاح الذي يحققه المطرب اختلفت تماماً ولم تعد موجودة، فمعيار المبيعات لم يعد له وجود بعد تسريب الأغاني على المواقع الإلكترونية، وأصبحت هناك مقاييس أخرى، أهمها ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي وحجم الاستماع إلى الألبومات على المواقع الفنية، بالإضافة إلى مدى الإقبال على الحفلات الغنائية ومعرفة ما يُكتب عن الألبوم في الصحف.

- هل تحرص على التواصل مع جمهورك من خلال «فيسبوك» و«تويتر»؟
للأسف لا، لكنني أعرف أن هناك أكثر من صفحة تحمل اسمي على فيسبوك، ويديرها أشخاص يحبون فني ويحرصون على متابعة أخباري، لكنني شخصياً أرفض فكرة التواصل مع الجمهور عبر هذه المواقع تجنباً للمشاكل التي يمكن أن تنشأ بين الناس لاختلاف آرائهم حول أغنية أو خطوة يتخذها فنانهم المفضل.

- لماذا لم تفكر في تقديم ميني ألبوم؟
رغم إعجابي بالفكرة شعرت بأنها لا تناسبني، خاصةً أن الألبوم لا بد أن يمثل عودة قوية لي بعد هذا الغياب الطويل، وبالتالي يجب أن يحتوي على عدد كبير من الأغاني.

- كيف جاءت مشاركتك في أوبريت «تسلم الأيادي»؟
تلقيت اتصالاً هاتفياً من صديقي مصطفى كامل، عرض عليَّ المشاركة في هذا الأوبريت، ولم أشعر بأي تردد عندما قرأت كلمات الأغنية، خاصةً أنها كانت تتلاءم مع الأحداث، وفيها دعم كبير لجيشنا المصري العظيم.
توقعت أن يتفاعل معها الجمهور، إلا أنني لم أتوقع كل هذا النجاح والانتشار الضخم.

- البعض اعتبر الاتجاه إلى الغناء الوطني مجرد محاولة للبقاء في الساحة الغنائية بل وجهت الاتهامات إلى العديد من الفنانين بالإفلاس الفني والبحث عن المال، فما تعليقك؟
كلام فارغ، فموافقتي على المشاركة في أوبريت «تسلم الأيادي» كانت بهدف وطني، ولإعلان دعمنا الكامل للجيش والشعب المصريين في تصديهما للإرهاب. فأنا لم أهتم بترتيب دوري في الأوبريت أو أي تفاصيل أخرى، لأن هدفنا كان أهم من هذه الأشياء.
كما أنني لم أتقاض أي أجر على مشاركتي. كذلك، قدمت أغنية وطنية بعنوان «ست ساعات»، وهي من إنتاجي وكانت من أجل دعم الشرطة المصرية، فكيف يتم اتهامي بالبحث عن المال أو بمحاولة الوجود في الساحة الغنائية؟

- ما رأيك في انتشار برامج اكتشاف المواهب؟
لا يمكن أن أصف مدى إعجابي بهذه البرامج التي نجحت في مساعدة المواهب الجادة وأصحاب الأصوات المتميزة في الظهور وتحقيق حلم الشهرة.
وأعجبني العديد من المواهب، خاصة أحمد جمال وكارمن سليمان ونسمة محجوب وأتمنى لهم مستقبلاً فنياً ناجحاً، خاصةً أن كلاً منهم يملك موهبة متميزة.

- هل هناك برامج معينة جذبت انتباهك؟
تابعت بعض الحلقات من برنامجي «ذا فويس» و«أراب آيدول»، وأعجبني اهتمام الفنانين أعضاء لجان التحكيم بالمواهب.

- إذا تلقيت عرضاً للمشاركة في لجان تحكيم هذه البرامج هل ستوافق؟
بالطبع، فأنا لن أتردد في مساعدة المواهب الحقيقية، وأتمنى المشاركة في برنامج يسعى لاكتشاف الأصوات الجيدة، لكن لا بد أن تكون فكرته مختلفة عن البرامج التي قدمت من قبل، ولا يقل أهمية عنها.

- ما رأيك في اتجاه بعض الفنانين إلى الغناء مع نجوم أوروبا وأميركا بهدف بلوغ العالمية؟
أعتقد أن هذا الأمر ليس له أي علاقة بالعالمية، فمن الممكن أن أقدم أغاني مع نجوم كبار من أوروبا وأميركا، ولا أحقق أي انتشار، فالعالمية الحقيقية تعني وصول موهبة الفنان وأغانيه إلى العديد من الدول العربية والأجنبية، وأعتقد أن هذا الأمر لم ينجح في تحقيقه سوى أنا وعمرو دياب.
فخلال سفري إلى اليونان واسبانيا، اكتشفت أن أغانينا يتم الاستماع إليها في الكثير من الأماكن الشهيرة هناك.

- هل تتفق مع الآراء التي تؤكد أن المنافسة النسائية في مصر محصورة بين أنغام وشيرين وآمال ماهر؟
الثلاث من أهم المطربات في الساحة الغنائية، وأكبر دليل على ذلك النجاح الذي تحققه ألبوماتهن وحفلاتهن، فهن يتمتعن بشعبية ضخمة.
لكن هذا لا يعني أن الساحة ليست فيها أصوات أخرى، فهناك مطربات استطعن إيصال موهبتهن في فترة قصيرة إلى الجمهور، ومنهن كارمن سليمان ونسمة محجوب وريهام عبد الحكيم.

- برنامج «يا سلام» الذي تخوض من خلاله أولى تجاربك في مجال التقديم التلفزيوني لم يخرج إلى النور حتى الآن، فما السبب؟
كان من المفترض عرض البرنامج خلال شهر رمضان الماضي، خاصة أننا انتهينا من تصويره منذ فترة طويلة، وتلقيت أكثر من عرض من قنوات فضائية، لكنها كانت مُشفرة وبالتالي رفضت هذه العروض، لأن لديَّ رغبة في عرض البرنامج على قناة فضائية تحظى بنسبة مشاهدة عالية، وبالتالي فضلت تأجيل عرضه حتى أتمكن من بيعه لقناة معروفة.

- ما الذي دفعك لخوض هذه التجربة؟
رغبتي في خوض تجربة جديدة ومختلفة وراء موافقتي على هذه الخطوة بلا تردد، فأنا أعشق التحدي وخوض المغامرات، ولا يمكن أن أصف مدى سعادتي بهذه التجربة.

- ما الفكرة التي يدور حولها البرنامج؟
الفكرة مأخوذة من فيلم «أرض النفاق» الذي قام ببطولته الفنان الراحل فؤاد المهندس، فأنا أعطي الضيف خمسة مشروبات، كل منها يحمل صفة معينة، كالشجاعة أو الكذب أو الخيانة، ويبدأ يتحدث بهذه الصفة. وبصراحة فكرة البرنامج الجديدة والغريبة من الأسباب التي حمستني لهذه التجربة.

- من الفنانون الذين فاجأوك بآرائهم؟
لا يوجد فنان معين، فجميع الضيوف أبهروني بآرائهم وشخصياتهم المختلفة تماماً عن التي يظهرون بها من خلال أعمالهم الفنية.
كما أن معظم الضيوف يتمتعون بحس عالٍ من الدعابة، بالإضافة إلى وعيهم الثقافي. وأتمنى أن يحظى البرنامج بنسبة مشاهدة عالية، خاصة أن الضيوف يتمتعون بشعبية ضخمة، وعلى رأسهم هاني رمزي وهند صبري وحمادة هلال وريم البارودي.

- ما تعليقك على الانتقادات التي لاحقتك بالإفلاس الفني بعد اتخاذك هذه الخطوة؟
أرفض التعليق على هذه الاتهامات لأنها غير منطقية، وأتمنى من الجمهور والنقاد أن يشاهدوا البرنامج أولاً ثم يصدروا حكمهم على التجربة.

- هل تفكر في خوض مجال التمثيل؟
بالطبع، وأعلنت أكثر من مرة رغبتي في خوض هذه التجربة، لكني ما زلت أبحث عن السيناريو المناسب الذي يقدمني بشكل جيد ويتناسب مع تاريخي الفني.

- كيف استقبلت شائعة اعتزالك الغناء؟
للأسف هذه ليست المرة الأولى التي تطاردني فيها هذه الشائعة، لكني أعرف سبب انتشارها، فقد صرحت من قبل أنني أفضل الاعتزال إذا أصر بعض الصحافيين على التدخل في حياتي الخاصة، وقلت لهم إنني لن أسمح للفن بأن يسرق مني خصوصياتي.
وبالطبع حرّفوا كلامي ونشروا أخباراً حول تفكيري في الاعتزال. لكنني لا أفكر في الاعتزال، وإنما أرفض التدخل في حياتي الخاصة ونشر أخبار تتعلق بعائلتي، فهذا خط أحمر لن أسمح لأحد بتجاوزه .

- ما حقيقة تفكيرك في نقل إقامتك إلى دبي؟
كنت أفكر فعلاً في نقل نشاطي الغنائي إلى دبي وشراء مكتب حتى أتمكن من استئناف عملي بهدوء، خاصةً أن الأحداث السياسية واندلاع التظاهرات بشكل مستمر خلال العامين الماضيين أجبرتني على تأجيل نشاطي الفني. لكني تراجعت عن هذه الفكرة، والغريب أن بعض الصحف والمواقع الإلكترونية لم توضح تفاصيل الخطوة، ونشرت أخباراً غريبة وكاذبة عن تفكيري في الهجرة، رغم أنني لم أفكر سوى في نقل موقع نشاطي الفني، ولم أفكر لحظة في ترك بلدي.